أفاد باحِثون من اليابان أنَّ الكثيرين يتناولون القهوة أو الشاي كلما سنحت لهم الفرصةُ طوالَ ساعات النهار؛ وهذا فعلٌ بسيطٌ قد يُساعِدُ على التقليل من خطر السكتة لدى هؤلاء الأشخاص.
تُشير هذه الدراسةُ التي اشتملت على حوالي 83 ألف شخصٍ إلى أنَّ شربَ الشاي الأخضر أو القهوة يوميَّاً قد يُخفِّض من خطر السكتة بنسبة 20 في المائة تقريباً؛ بل ويمكن أن يُؤمِّن الوقايةَ ضدَّ نوع مُعيَّن للسكتة.
قال الباحثُ الرئيسيُّ الدكتور يوشيهيرو كوكوبو، كبيرُ الأطبَّاء في قسم طبِّ القلب الوقائيِّ لدى المركز الوطني للدماغ والقلب والأوعية في أوساكا: "هناك فائدةٌ من وراء عادةِ شرب الشاي الأخضر والقهوة بشكل يوميٍّ، وذلك في الوقاية من السكتة".
"إذا لم يكن باستطاعة الإنسان تحسين أسلوب حياته بسهولة, عليه مُحاولة وقاية نفسه من السكتة عن طريق شرب الشاي الأخضر يومياً".
رغم أنَّه ليس من المُؤكَّد السبب الذي يجعل الشايَ الأخضر والقهوة قد يمتلكان مثل هذا التأثير, يعتقد كوكوبو أنَّ الأمرَ قد يعود إلى خواص مُعيَّنة في هذين المشروبين تحفظ الدَّمَ من التجلُّط.
"إضافةً إلى هذا, يحتوي الشاي الأخضر على الكاتيكين (مادَّة قابضة), وهو يمتلك تأثيراً مُضاداً للأكسدة والالتهاب. بعضُ المواد الكيميائيَّة في القهوة, مثل حمض الكلوروجينيك, قد تساعد على درء خطر السكتة عن طريق تقليل فرص الإصابة بالسكَّري من النوع الثاني".
"كما تحتوي القهوةُ أيضاً على مادَّة الكافيين التي قد يكون لها تأثيرٌ في مستويات الكوليسترول وضغط الدَّم؛ وقد تُسبِّب تغيُّراتٍ في الحساسيَّة أو الاستجابة للأنسولين، ممَّا يُؤثِّر في سكَّر الدَّم".
لكن، حذَّر الدكتور رالف ساكو، الذي سبق له أن ترأس جمعيةَ القلب الأمريكيَّة, من أنَّ هذه الدراسةَ لا تستطيع التأكيدَ على أنَّ انخفاضَ خطر السكتة هو فعلاً نتيجة لشرب القهوة أو الشاي.
"لا تزال مثلُ هذه الدراسات، التي تعتمد على الترابط، محدودةً في قدرتها على إفادتنا عمَّا إذا كان السببُ في حدوث التأثيرات الوقائيَّة يعود إلى بعض المُكوِّنات في القهوة أو الشاي أو سلوك آخر شائع لدى من يشرب القهوة والشاي".
"لكن أشارت دراساتٌ أخرى إلى وجود بعض التأثيرات المُفيدة للقهوة والشاي بالنسبة لصحَّة الدماغ، ممَّا يزيد من الأدلَّة على وجود بعض الطرق الغذائيَّة البسيطة والهامَّة التي نستطيع من خلال اتِّباعها تحسين صحَّتنا".
جمعَ فريقُ كوكوبو بياناتٍ لحوالي 83 ألف رجل وامرأة, تراوحت أعمارُهم بين 45 إلى 74 عاماً؛ وتضمَّنت تلك البياناتُ إجاباتهم عن أسئلة متعلِّقة بكمِّيات الشاي الأخضر والقهوة التي شربوها.
ورصد الباحِثون عبرَ فترة الدراسة السجلاَّتِ الطبية للمُشاركين في المستشفيات، وشهادات الوفاة، والبيانات حول حالات الوفيات بسبب أمراض القلب والسكتة.
وجد الباحِثون، خلال ما يقرب من 13 عاماً من المتابعة, أنَّ الأشخاصَ الذين تناولوا فنجاناً واحداً من القهوة على الأقل بشكل يوميٍّ, انخفضَ خطرُ إصابتهم بالسكتة بنسبة 20 في المائة تقريباً.
ومُقارنةً مع الأشخاص الذين نادراً ما شربوا الشاي الأخضر, انخفض خطرُ السكتة بنسبة 14 في المائة عند الأشخاص الذين شربوا من 2 إلى 3 أكواب من الشاي الأخضر يومياً؛ وانخفض هذا الخطرُ بنسبة 20 في المائة عند الذين شربوا 4 أكواب على الأقل وبشكل يوميٍّ من الشاي الأخضر.
قال الباحِثون إنَّ خطرَ نوع من السكتة يُدعى السكتة النَّزفيَّة (ينفجر فيها وعاءٌ في الدِّماغ ويغمر الدَّم جزءاً منه), انخفض بنسبة 32 في المائة عند الأشخاص الذين شربوا كوباً من القهوة أو كوبين من الشاي الأخضر في اليوم. نوَّه الباحِثون إلى أنَّ حوالي 13 في المائة من أنواع السكتات هي نزفيَّة.
من أجل تأكيد أنَّ نتائجَ الدراسة تتعلَّق بالقهوة والشاي, أخذ فريق كوكوبو في اعتباره عواملَ مثل العمر والجنس والكحول والوزن والنظام الغذائيِّ والتمارين؛ ونوَّهوا إلى أنَّ الأشخاصَ الذين شربوا الشايَ الأخضر كانوا أكثر ميلاً إلى ممارسة التمارين مُقارنةً بالذين لم يشربوه".


هيلث داي نيوز, ستيفن رينبيرغ, الخميس 14 آذار/مارس