مذهل ما قامت به وحدات الفدائيين من كتيبة جنين خلال أقلّ من 48 ساعة من القتال التكتيكي الرائع الذي عرّى استراتيجية الجيش الذي لا يُقهر…
فقد تمكنت هذه الوحدات المدرّبة تدريباً فنياً ممتازاً من التفوّق على قوة نيران جيش عرمرم، افترض أنه سيطوّق المخيم ثم يقتحمه ومن ثم يصفّي مَن يصفّي من المقاتلين ويأخذ الباقين أسرى او معتقلين…
أو انه سيجرّد المخيم من خزين عتاده وعديده الذي بات يسبّب له الصداع المزمن الذي بات إذا لم يكن إكثر إزعاجاً من غزة بسبب تداخله مع المغتصبات، أكثر أثراً في مشاغلة جيش جرار، ظلّ يزعم قادته أنه قادر ان يصل الى أيّ عاصمة عربية ليحتلها ويصادر قرارها في ساعات!
فدائيّو جنين أسقطوا كلّ هذا بصمودهم وتكتيكاتهم المذهلة في القيادة والسيطرة على نيرانهم القليلة، وتحييد نيران العدو الهائلة!
هذا إنجاز تاريخيّ بكلّ معنى الكلمة يكشف ليس فقط قدرات العقل الفدائي الفلسطيني الجديدة، لا سيما في الضفة الغربية، بل ويكشف عورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر… والذي بات يصف جنين بأنها واجهة طهران ومحور المقاومة.
فماذا ينفع إذن جيش جرار تعداده أكثر من 80 ألف مقاتل، إذا لم يتمكن من السيطرة على عمليات عصبة من الفدائيين محاصرة على جغرافية لا تتجاوز الكيلومتر المربع الواحد؟
وهكذا نستطيع أن نعمّم هذا العجز إذا ما كبّرنا الصورة، لنكتشف انّ هذا الجيش الجرّار، هو نفسه ايضاً لا يستطيع إزالة خيمة للمقاومة وحزب الله في شمال فلسطين أو جنوب لبنان…
وهو نفسه الذي يفشل في مواجهة انتفاضة أهلنا السوريين العرب الموحّدين، وفرض المراوح الهوائيّة عليهم.
وبالتالي يصبح هذا الجيش لا يصلح سوى قوة نارية تدميرية، جوية وصاروخية لا أكثر.
وهنا يأتي الفصل الثاني من العجز أو العورة الاستراتبجية، لأنّ هذه القوة النارية، ستكون هي الأخرى عاجزة أمام تطوّر جيوش حزب الله وسورية والإيرانيين في الحرب الكهرومغناطيسية، والسيبرانية والالكترونية المعقدة التي باتت هذه الجيوش متفوقة فيها على الإسرائيليين بأشواط والتي ستفاجئ العدو في أيّ حرب مقبلة.
وإذا ما توسعنا في مسرح العمليات، فإننا سنكتشف، انّ حكومة تل أبيب و»أخواتها العربية» المطبّعة، ستواجه قريباً خريطة تحوّلات جيوسياسية واستراتجية على مستوى الإقليم والعالم.
المتابعون في هذا السياق يشيرون الى أهمية المناورات الروسية السورية المشتركة التي بدأت قبل ساعات والتي ستستمر عدة أيام والتي يعتبرونها بداية حقبة جديدة من التعامل الروسي مع الإقليم على خلفية الحرب في أوكرانيا، وهو ما كان نتن ياهو قد حذّر منه قبل أسبوعين.
فقد كشفت مصادر مواكبة لهذا التحوّل بأنّ تل أبيب المتورّطة في الحرب على روسيا، لديها مئات من دبابات الميركافا 3، ستقوم بإخراجها من مخازنها وإرسالها إلى أوكرانيا عبر كلّ من بولندا ورومانيا في الغالب..
فيما قام المغرب بتسليم دبابات ت 72 السوفياتية الصنع لأوكرانيا.
1 ـ عدد الدبابات الإجمالي، التي اشتراها المغرب، بين سنوات 1999 و2001، من روسيا البيضاء، كان: 130 دبابة.
2 ـ أرسل المغرب جميع هذه الدبابات لإجراء تحديثات عليها في جمهورية التشيك، قبل بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
3 ـ كما أبرمت الحكومة المغربية عقد التحديث مع شركة: إكس كاليبور آرمي التشيكية، قبل إرسال الدبابات.
4 ـ يدّعي النظام المغربي انّ جمهورية التشيك قد احتجزت 74 دبابة من هذه الدبابات وسلّمتها لأوكرانيا، بينما أعيدت 56 دبابة أخرى الى المغرب.
5 ـ المعلومات الخاصة تؤكد أنّ العملية قد تمّت بالتواطؤ مع ملك المغرب الذي قبض ثمن هذه الصفقة عداً ونقداً.
هذا فيما قام الأردن بعملية مماثلة حيث كان لديه…
أ ـ 74 مدرّعة ألمانية، من طراز ماردر 3 اشتراها من ألمانيا في تسعينيات القرن الماضي، بعد إخراجها من الخدمة في الجيش الألماني، وقد تسلم الدفعة الأولى منها (34 مدرعة) سنة 2016 عندما كانت أورسولا فون دير لاين (المفوضة الأوروبية حالياً) وزيرة للدفاع في ألمانيا.
ب ـ المدرعة مزوّدة برشاشات مضادة للطائرات، من طراز MK 20 Rh 202عيار 20 ملم.
ج ـ وقع الأردن صفقة، مع شركة أميركية مقرّها في كاليفورنيا، لتحديث عدد 68 من هذه المدرعات، قبل عدة أشهر، حسب مصادر أميركية.
د ـ أجريت عمليات الصيانة والتحديث في الأردن وتمّ نقل هذه المدرعّات الى أوكرانيا، حسب المصدر الأميركي نفسه.
هـ ـ هذا فيما سجلت أجهزة الاستخبارات الأميركية والروسية ظهور مدافع وصواريخ أردنية، مضادة للدبابات، من طراز هاشم، في أوكرانيا، قبل حوالي ثلاثة أشهر.
علماً انّ هذه الصواريخ هي النسخة التي تصنع في الأردن من صواريخ آر بي جي.
وهذا تطوّر هام جداً سينعكس على سياسة الروس الجديدة تجاه الإقليم، لا سيما بعد تعقيدات عملية «تمرّد» فاغنر المخابراتية المريبة والمعقدة والتي كشفت الكثير من المستور غربياً و»إسرائيلياً» وعربياً…!