قف ناد بـغداد واستمـــطر مآقيـــها ... واسكب دموع الأسى من عين باكيهـا
قف صوب بغداد وانشد رسم قافية ... كانت قديــــــــــما بها أحلى قوافيـــــها
هل تسمعون ـ فداها مهجتي ودمـي ـ ... هذي الصروف التي أدمت نواصيـها
دار الزمــــان فــدارت عــــــند دورتـــه ... أحـلامنـــــا وانثنت ظـــلما معانيــــــها
عــــــاد الأمين خـــؤونا في خـــواطرنــا ... والخائن الزاد من يحمي مراعيــــــها
دار السلام سلاها السلم واتشحــت ... سود الليـــــــــــــالي ثيابا ليس تلقيها
واستوحشت جــعـفرا ممـا الم بــــــها ... حتى الرشــــــيد غــدا من غير أهليها
في كل يوم لها موت تكـــــــــــــابده ... و تشــــرب الســـــــــم لكن ليس يرديها
وترسل الدمـــع مدرارا فــــــوا أسفا ... عــز النعـــي وما عــــــــزت مآسيـــــــها
موتي فدتيك إن الموت راحتـــــــك ... واستعذبيـــــــــــه فقد ضــــاعــت معانيها
موتي فديتـك لا عـــيش يطيــــب إذا ... غيل الجــهاد باسم الدين تمويهــــــــــــا
موتي فديتـك لا عـــيش يطيـــب ولا ... مــوت يغيــض إذا خــــــاب الـرجـــا فيها
ما كنت احسب أن الموت يصفعني ... ويمد في عمري كي اكتــــــــــوي فيها
ما كنت احسب أنْ تجـــري مـدامعهـا ... البؤس آس لها والحــــــــــزن ساقــيها
ما كنت احسب أنْ في كـل ثانـــــية ... مـــوج من المـوت إن عاث العـــــدا فيها
ما كنت احسب أنْ أحــيا إلى أمـــــد ... سقـــط المـتاع بها أغلى أمانيــــــــــــها
يا طيف بغــداد يا كـهـفــا ألـــــــــوذ به... كيف المــــــــلاذ وقد هدت مبانيــــــها
أقسمت بالمــرتجى الرحـمن بارئنـا ... إن الحياة سدى. واللــيل يطويهــــــــــــا
دار الســلام ألا رحمـــــاك في رجل ... كل الذنوب لديهْ ، ذوب الحـــشا فيــــها
إني احـــبك لا زورا ولا كــــــــــــذبا ... حتى النخــاعـة مــن عــظمي تناجيـــــها
لا زال حبك يا بغـــــداد بارقــــــــــــة ... تجلي الظـــــــــلام إذا اســــودت لياليها
ياغــارس الأمـــل الو هــاج في بدني ... وممطـــر اليأس أمــالا فتحييـــــــــــــها
لا زال حبـــــــك يا بغــداد ينعشني ... ويبعــث الــدفء في روحــي فيشفيـــها
إني احبك يا بغــــــداد في زمـــــــــن ... حــفرت قبــورهمُ- أعــني مــحبيـــــــها
سيطلع الصــبح يـا بغـــداد فاصطبري ... إن كان من ديننا بــــــــذل الدما فيـــها
إن النفـــوس اذا تاقـــت لبــارئــــــها ... مـا ضـــرهـا ابدا مــــن ذا يعاديـــــــــــــها
إلى الله نشكي حزنكِ يا بغداد
إنا لله وإنا اليه راجعون