الإجهاض.. متى يكون "حراما" أو "حلالا" من الناحية العلمية والأخلاقية؟
نشرت في: 30/06/2023
مرّ عام على قرار المحكمة العليا الأمريكية بشأن حق الإجهاض في الولايات المتحدة، ما حرم ملايين الأمريكيات من تلك الإمكانية. ويستمر النقاش اليوم في عدة دول بشأن الإجهاض مع سؤال مُعقد من الناحية الأخلاقية والعلمية : متى يُمكن السماح بإزالة الجنين إما اختياريا أو لأسباب صحية؟ عدة أجوبة ممكنة حسب الدول والديانات والمفكرين يُلخصها لنا ربيع أوسبراهيم.
متى يُمكن وقف حياة الجنين؟ وهل هي حياة فعلا؟ متى يُصبح الجنين شخصا؟ متى يُصبح الجنين ذا وجود معنوي كشخص، ما يمنع المساس به؟ أسئلة تمزج بين ما هو علمي وأخلاقي وديني ما يُعقد إمكانية الإجابة بشكل واضح.
وتبدأ حياة الإنسان انطلاقا من خليتين هما بويضة الأم والحيوان المنوي للأب ليُعطيان خلية جديدة تبدأ نموها في رحم الأم. وتُعتبر مرحلة ما بعد أربعة عشر يوما أول مرحلة مهمة في حياة الجنين إذ ينتهي ما يسمى بقوة نفاذية الخلية، Cell potency. وبعد الأسبوع السادس من الحمل تبدأ دقات قلب الجنين. مرحلة اعتدّت بها بعض الجهات لمنع إزالة الجنين قانونيا.
ولمراعاة مسار مُعقد لا يمكن للمرأة تفاديه قبل الإجهاض، قررت أغلب الدول الأوروبية تحديد الحد الأقصى لإزالة الجنين ما بين اثني عشر إلى أربعة عشر أسبوعا من الحمل.
ويتم التشديد في الديانات الكبرى على ما يُشار إليه ب"نفخ الروح" في الجنين لتحديد الحد الأقصى للإجهاض لأسباب صحية فقط. في الإسلام، حُدد الحد الأقصى في 120 يوما من الحمل حسب أغلب الفقهاء.
أما بالنسبة للعديد من المفكرين، مصلحة الأم تسبق مصلحة الطفل بغض النظر عن المسائل العلمية بشأن تطور الجنين في الرحم. وتركز المواثيق الدولية منذ عقود على ضرورة احترام حرية المرأة وحقها في التحكم في خصوبتها بما في ذلك حقها في اختيار متى هي أرادت أن تلد أطفالا. وتم التوافق بشأن هذا المبدإ عام 1994 في مؤتمر القاهرة الدولي للسكان والتنمية.