بُـعـد الحبيـبِ
العيـدُ عَـادَ فهـل زارتـكَ ذِكـراهُ
فيـضُ الدمـوعِ وما بالقـلبِ مَثـواهُ
فُــراقٌ ودمــعٌ مِـن عَـاذلـيـنَ لـنـا
استَـعـذَبـوا الظـلمَ في عُـمـرٍ جَـمعـناهُ
جـفَّـت دمـوعـي ونـزفَ الجُـرحُ اسـكُـبهُ
فـالجـفــنُ ذابَ , وهـجـرُ الـخـلِّ أدمـاهُ
مَـن ذا يُـداوي وجُـرحي كيـفَ أكتـمـهُ
أو يـُبـعـدُ الـدمـعُ إن ضـجـت حَنَـايَـاهُ
كـم ليـلةً سَـكَـبَـتْ دَمـعاً عـلى حِلـمِي
مِـن خـوفِ فُـرقـتهِ إذ كـيـفَ أنـسـاهُ
مـا زالَ قـلـبي عـلـى فُـقـدَانِـهِ حَـزِنٌ
تَـئِــنُ روحـي إذا مـا طـافَ ذِكـراهُ
فـالشـوق مُـثـمِـرٌ بـالقـلـبِ أفـرُعُـهُ
إن كـانَ يـنـسانـي مـا كنـتُ أنـسـاهُ
إنـي أســائِـلُ نـفـسـي كــلَّ ثـانـيـةٍ
أنـا الـغـريـب إذا مـا الـتِـيهُ أضـناهُ
أكـانَ خـيرًا ومـا حَـازتـهُ نَـاصيـتي
أم كـانَ خـيرًا بِـجُـرمِي طَـالَ بُـعـداهُ
ليـلي طـويـلٌ وبـدري حاضرٌ أبـداً
والـرَّفـقُ نجـمٌ هـوى في كَـفّ ذِكـراهُ
{ بُـعـد الحبيـبِ } جَـوَى بالقـلبِ يُـحرِقُـهُ
أخـفِـي شُـعـوري وما بالـشِّعـرِ أهـواهُ
لا تسـألنّي عن الذكرى و تَجـرَحُـنِي
فـالأمـسُ ولُّـىَ وذي الأطـلالُ مَثـواهُ
لا زلـتُ أذكُـرهُ لكـنـنــي وَجــلُّ
فـالقـلبُ يَعـشقُـهُ و العقـلُ يخـشـاهُ
لَحـنـتـهُ طـربـًا . غَـنـيـتـهُ فـرحـاً
حتـى طـويـتُ بـه مـا كنـتُ ألـقـاهُ
بـل إنـه قـمـري نـورٌ يُـسـامِـرُنـِي
أو أنـه صُـورِيُّ فـي الـروحِ مَـرَآهُ
فـيا شـاكـياً في ظـلامِ الليـلِ عِـلَّـتهُ
الـعشـقُ اصـعَبـهُ في النَّـيـلِ اغـلاَهُ
عيسى أحمد