ابك الحسامَ كما يبكى على الطللالقاضيَ العدلَ بين الفَسْل والبطلِ
أضحى حليّاً على الجدران ؛ محتقناً
فرندُهُ ماءَ وجه الأعــصر الأُوَلِ
بثت إلى غمده نجوى مدامعنا
وما يسلّ لغير اللهو والهَزَل
رسمٌ عفى كان أقصاه بأندلسٍ
يدير أرحيةَ الأيام في الدولِ
كم بات منه ملوك الروم في وجلٍ
ومنهم اليوم بتنا نحن في وجلِ
لم يغز أنفسنا جيشٌ كأنفسنا
من كل هلباجة يعتسُّ كالوَرَلِ
إن نال بغيته استلقى وغطّ ولم
يبال إن قيل عنه لست بالرجلِ
فغض طرفك عما لا يدان لنا
فيها وثغرك فلينبس على مَهَلِ
وإن تنابز قومٌ كن أصمّهمُ
ولا تقل ليتني بالحُسن لم أقلِ
لا تحسِبن قطوف المجد دانيةً
لكل باسط كفيه من الهَمَلِ
أبت سوى القممِ العلياء واتخذت
من الطرائق أعتاها على السُبلِ
ترفّع الصقر مغبوطاً بمخلبه
وآثر الرخمُ الأجيافَ بالكسل
وفي المخاطر ظلٌّ لا يُحَفُّ به
من لا ترى نفسُهُ للذل من بَدَلِ
يرجو الغرير بذي الدنيا سلامته
ولا سلامة للمحتوم بالأجل
حوادث الدهر لم تغفل كمائنها
عن النجوم وإن ناءت عن الحِيَلِ
فاضرب بكل صفاة رأس عاذلةٍ
إن الحجارة لم تخلق بلا عملِ
وإن تضق بك أرض فاتبع سبباً
فالحر للخسف آبٍ غير محتملِ
طول المقام أذلّ العَير ممتَهَناً
وعزَّ وحشيُّهُ من طول مرتحَلِ
وإنّ جنبك إن تعجبك راحته
عليك أفتك من ذئب على حملِ
شاء السلامة قومٌ نامت اعْينهم
فلم تشأهم وشاءت ساهري المُقَـــلِ
سالم التميمي