بقلم: ناصر الفرطوسي
دعاء لامير المؤمنين عليه السلام , اخذناه واصبح لنا شعاراً نردده كلما مرت السيوف على رقابنا واشتدت الكوارث علينا , تبنينا هذه المقولة الرائعة واكثرنا لها لايعلم مغزاها , حتى صار احدنا اذا ماأصيب بظلم من الاخرين صار سعيداُ كونه تمسك بهذه المقولة . بل السعادة كل السعادة ونحن نبحث عن ظالمُ لنا .... لم يقلها امير المؤمنين (ع) وهو ينتظر الظلم من الاخرين , الا نحن نصبح ونمسي نشرب من المعنى الظاهري لها بل تربينا عليها , وعدونا في الوقت نفسه يزداد قوة وصرامة وهو يصبُ علينا انواع المظالم مع علمه المسبق اننا سوف نسعد بالظلم ونبحث عن ثواب المظلوم عند الله سبحانه وتعالى , وتناسينا ان الله تبارك وتعالى لايرضى ان يكون العبد ظالما لنفسه وهو يتلذذ بظلم الاخرين له ولايملك الموقف لردع الظلم عنه وان يتسلح بالقوة والايمان وان لايسمح ان يبين للآخرين سعادته بالمظلومية ..
وما حدث بعد التفجير الاول من قتل وذبح وتهديم لكل مقدساتنا ومساجدنا اكثر من قبل التفجير .. وهذا سببه سكوتنا وعدم صحة ردود افعالنا ... وعندما نتكلم ونحن في ردت فعلنا تلجم افواهنا ويقولون لنا لا تخربوا الوحدة الوطنيه ... اين هي الوحدة متى اعترف بها الاخرين حتى نكون الداعين لها ... فلم يبقى شيء يذكر لم يصبنا , كثر القتل علينا , زاد الاعداء شراسة وهم ينظرون الى الاكثرية ساكته راضية بالظلم الذي وقع عليهم .... ممثلينا في مجلس النواب يجالسون رؤوس الارهاب وقادة التكفير والذبح , يوزعون القبلات لهم عند اللقاء في صباح اليوم الجديد , يتقاسمون التحيات ... وبالمقابل سيد الارهاب والإرهابيين ينادي باعلى صوته وهو يجمع حوله العربان انقذوا سنة العراق ... ونحن ننادي بالوحدة والمسامحة .. كل يوم نظلم انفسنا بالضعف الذي اصابنا ونحن قادرين فقط على اهلنا واخوتنا , نتقاتل فيما بيننا .. وتغافلنا ان سادة الارهاب بين ظهرانينا .... الاعلام ضعيف لايملك سوى النحيب على كل مصيبة تلم بنا ... وهي كثيرة والحمد لله , اعلامنا اصبح يهيأ البرامج للمصائب اللاحقة حتى صار خبيراُ في مستقبل الظلم الذي سوف يصيبنا . لم نتعلم من عدونا الارهابيين يقتلون ويفجرون فينا ثم يذهبون متباكين الى الاخرين , يدورون في بقاع الارض لحشد التأييد لهم يعرضون الاكاذيب على الاخرين من اجل التعاطف , والنتيجة هي حصولهم على الاموال والمواقف والفتاوي الجاهزة لقتل خصمهم الشيعي .. وامام هذا نحن لانهدد حتى بكلمة هي اننا سوف نقرر الانفصال اذا ما بقيتم في هذا الحال اتجاهنا .... لماذا لم نقولوها ولو كانت كلمة لاتحمل معناها , ماذا ننتظر بعد ؟ هل بقي شيء لدينا كي نساوم عليه وهو بين ايدينا .. نتكلم بالوحدة الوطنية وكانها اصبحت الاستراتيجية الوحيدة والمقدسة لدينا ... هل الوحدة سوف توقف الذبح فينا والقتل والتهجير وضرب المقداسات , فلم يبقى شيء لم ينتهك .
ماذا اصابنا , هل نحن واقعين تحت تاثير مخدر ( اللهم اجعلنا من المظلومين ) ا لا تكفي هذه الضربات التي تقع على رؤوسنا حتى نستيقظ من هذا التخدير .
ان الغريب في كل هذا ... اننا لم نكن حتى اصحاب ردود افعال , واذا كانت ردت فعلنا فلا نملك سوى التنديد والاستنكار او التظاهر الخجول ونحن الاكثرية ...اين الملايين هل عجزت القوى السياسية لحشد هذه الملايين كي تخرج الى الشوارع ...لماذا ؟ هذه لبنان امامنا كل جهة تتصارع وتتسابق باخراج الملايين المؤيدة لها , كلمة واحدة من قادتهم تكفي لمليء الارض بمؤيديهم .. الا نحن , مصورنا يخجل ان يصور تظاهراتنا من اعلى البنايات حتى لاتخرج عيوب التظاهرة لقلت المتظاهرين ... اليس هذا ظلم للانفسنا .
ظلمنا انفسنا ونحن نعتقد اننا من المظلومين ... سوف نبقى مظلومين وبايدينا قبل ايادي الغير مادمنا متفرقين ومشتتين , لاكلمة توحدنا ولا رأياُ يجمعنا ... سوف نبقى ننتظر الضربات التاليه .. ونحن نردد وبتلذذ يفوق التصور اللهم اجعلنا من المظلومين ... فمتى نكون لامظلومين ولاظالمين ؟