{ رَحـلـت }
أدْمَـتْ عُـيـونـي حيـنَ هَـمّـتْ بالـرحيـلِ
وتـحـطـمَـت رُوحي وأعـيَـت بالـعَـويـل
إنـشَــقَ قَـلبي في ضُلُـوعي . كـيـفَ لا
والـنبـضُ يَـرحَـلُ فـي رُجُـوعٍ مُسـتَحِتيل
فَصـرَخـتُ مِـن جَـمـرٍ أذابَ مَـدامِـعـي
وهَـوَى فُـؤادي آهٍ مِـن خَـطـبٍ جَـلـيـل
بِـمَـواكـبٍ زُفـتْ لِـتُـمـعِـنَ فـي الـنّـوى
فَـسَـقـطْـتُ لا أقـوى علـى حِـملي الثـقيـل
غـطَّـىَ الـرحِـيـلُ بِـمُـرِّهِ فـإذا بِـهِ
يَـقـتـاتُ مِـن رُوحـي ودَمعِـي في المَسـيل
يـومَ الـفِـراقِ كـألـفِ يَـومٍ حَـــلّ بــي
لـم يَـبـقَ مِـن عُـمري سِـوى القِـلِ القـليـلْ
قَـد ظَـنَّ قَـلبي أنَّ نَـسيـمي قَـد { رَحـلـت }
والـرُوحُ هَـامَـت تـشـتكـي بَعـدَ الرحيـل
غَـرُبَـتْ شُـمُوسـي في مَطالِـعِهـا هَــوتْ
وتَـدَثَّـرت عَـيـنـاي فـي لِــيـلٍ وَبِـــيــــل
مـا بـاتَ لـي صَـدرُ الـحَـنـانِ أرُومُـهُ
مـا عَـاد لـي بَـعـدَ الأوائِـلِ مِـن خَـليـل
قـالـوا فَـوَدِّع ! : قُـلـتُ كَـيـفُ ومَـا بِـهِ
نَبـضُ الحَـياةِ فـما عَـسَـاي بِـأن أقـول
أ أقـولُ إرحَـلْ فـي عُـيـونـي قُــرَّةً
واسكُـن فُـؤاديَّ كَـي أُداوي في الأصيـل
واحـضُـنْ لـيّ الـرُّوحُ الـتي تَـاهَـت فَمـا
للـرُوحِ يـا ويـلاهُ مـن بُـعـد الرحَـيــل
قَــالـوا : أمـا كَـان الـفُـراقُ لِـحِـاكِـم ٍ ؟
فاصبـر فـما كَـان الـفُـراقُ بِمُـسـتـحِـيل
إن كـان دَمـعُـكَ قَـد يُـعيـدُ مَن ارتَـحَـل
فَـدَعْ الـدمُـــوعَ سَـجِـيـةً دُونِ الـعَـويـل
أطـلِـق عَـويـلُـكَ فـي جُـنـون ِ مُــوَدِع ٍ
وامْـسَــح مَـرايـاهـا وحَــدِّق فـي القليـل
وأبـقى بِـذِكـرى مَـن بُـلـيـتَ رَحـيـلِـهـا
وأرثِـي بِـأبـيـاتِ الخُـطوبِ كَـما ألظـليـل
فـإذا شَـكَـوتَ فـمَـن لِـغـيـرِهِ تَـشـتَـكِـي
وَهـوَ الـذي قَـهَــرَ الخَـلائِـقَ بالـرَحيـل
عيسى أحمد