وقفت أمام نافذة غرفتي ..
أتأمل سكون الليل ..
ﻷستلذ بهدوءه ..
و بروعة جمال قمره التكويني
وتعانق نجومه ..
وهي تسرد لبعضها حكايات الحائرين
فنظرت إلى عباءته السوداء كيف بسطها على جراح المظلومين ..
ورأيت نسماته القاسية .. كيف تعبث
بخصلات شعر الوالهين ..
و أدهشني هواءه المرعب .. كيف يختلج
قلوب المنتظرين ..
فسألته !!
لماذا جئت ياليل !؟
أجئت لتوقض آلامنا ..
وتختال .. بين وحدتنا بأحزاننا ..
قل لي !!
أجئت للمريض يتقلب بألامه ..
أم للأسير ينتظر الفرج .. للحظات عمره وأيامه ..
أم ﻷم تندب عزيزها
وتبعثر ولهآ عليه ..أحزانها
أم جئت لتزور عاشق لتوقظ ذكرياته ..
وتنزل قهرآ دمعاته ..
فسوادك الحالك يخيفني ..
وصمتك المهيب يرعبني ..
وأحلامك الداجية تفزعني ..
بك أيها الليل نخلوا بأنفسنا ..
ونتذكر كل شيء ..
فدعنا أيها الليل أرجوك ..
فأنت من تصب آلامنا وتضعها أمام أعيننا ..
و تقلب بكل حرقة ماضينا .. وحاضرنا
وتتجاهل أسطر السعادة من حياتنا ..
وتكاد تمحيها من صفحاتنا ..
و صحيح أنك صديق وحشتنا ..
ولكن !!
لماذا !!
لماذا لا تجعل من نور قمرك .. طريقآ ينير دربنا ..
لماذا لا تجعل من نجومك ﻷليء .. تزين حياتنا ..
لماذا لا تجعل من صمتك .. راحة أنس لذكرياتنا ..
فأرجوك .. لا تسخر من آلامنا
لتحرق بها فؤادنا ..
فما تبقى من أيامنا ليس كفيﻵ ..
" بدمل الجراح " ..
____________________
______________