5 استراتيجيات لضمان نجاح الشركات التكنولوجية

لجأت شركات التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم إلى اتخاذ التدابير التقشفية بسبب الخوف من الركود الذي يلوح في الأفق. حتى عمالقة التكنولوجيا مثل ميتا وجوجل وأمازون تصدروا عناوين الصحف مؤخرًا في حالات التسريح الجماعي وسط حالة عدم اليقين هذه. ومما يزيد من قتامة المشهد الاقتصادي، أن البنوك التي استفادت منذ فترة طويلة من نجاح الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا بدأت في الانهيار. حيث انهار بنك وادي السيليكون المقرض للتكنولوجيا بقيمة 212 مليار دولار. وتبعه بنك سيغنتشر (Signature Bank) بعد ذلك بوقت قصير، بعد أن أصيب بـ "العدوى المصرفية"، مما أثار حالة من الذعر ودفع الخبراء إلى التحذير من أن هذه ليست سوى البداية.

للبقاء مزدهرًا، حافظ على الهدوء والنمو
على الرغم من العاصفة الاقتصادية التي تسببت في قيام العديد من شركات التكنولوجيا بالترقب والانتظار، فإن شركة سناب لوجيك (SnapLogic)، التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، وهي شركة عالمية رائدة في التكامل الذكي وأتمتة المؤسسات، شهدت نمواً قياسياً. في العام الماضي وحده، زادت الشركة بشكل كبير من عدد موظفيها ووسعت قاعدة عملائها وعملياتها العالمية. بعد جولة تمويل بقيمة 165 مليون دولار أمريكي في عام 2022، افتتحت الشركة مكاتب جديدة في أستراليا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.

في السياق ذاته؛ تم اختيار سناب لوجيك مؤخرًا كأفضل مكان عمل في منطقة خليج سان فرانسيسكو، كما أعلنت الشركة عن تعيين إحسان مالك مديرًا ماليًا للشركة في سبتمبر 2022. والذي كان جزءًا لا يتجزأ من مسار نموها القوي في مواجهة حالة عدم اليقين. وفي معرض حديثه مع مجلة "سي إي أو" يؤكد مالك أنه ستكون هناك دائما فترات من الاضطراب. وعندما تصبح الأوقات صعبة، من المفهوم أن يشعر المديرون التنفيذيون بالذعر والميل إلى خفض التكاليف. ومع ذلك، من المهم اتخاذ قرارات مدروسة. إذ إن قادة الغد هم من يرون الفرصة في حالة من عدم اليقين. يقول مالك إنه من المهم أن تحيط نفسك بفريق قيادة يعتمد على البيانات المدروسة. وإن هناك توازنا دقيقا بين الاستثمار من أجل النمو وتتبع العوائد، لا سيما في المجالات ذات الأداء الضعيف. وهنا يشارك مالك الاستراتيجيات الخمس الرئيسية التي يمكن أن تساعد جميع المنظمات على الحفاظ على استقرارها وتصبح مقاومة للركود.

5 استراتيجيات لإنجاح شركات التكنولوجيا في ظل الأزمة الاقتصادية

1- مواصلة الاستثمار في مجالات البحث والتطوير
في المشهد التنافسي للغاية اليوم، من الأهمية بمكان الاستثمار في مجالات البحث والتطوير لمواصلة جلب المنتجات والخدمات المبتكرة إلى السوق.
يمكن أن يساعد ذلك في إنشاء تدفقات إيرادات جديدة والحفاظ على ميزة تنافسية، حتى في الأوقات الصعبة.
بالاستفادة من نجاح شات جي بي تي، أصدرت سناب لوجيك نسختها الخاصة المسماة " سناب جي بي تي"، وهو أول ذكاء اصطناعي في العالم لتكامل المؤسسات.
تمكّن سناب جي بي تي مستخدمي تكنولوجيا المعلومات والأعمال من تسريع وتيرة الابتكار في الأعمال من خلال أتمتة ودمج تدفقات البيانات في دقائق – وهي مهمة كانت تستغرق أسابيع.
فكر في استخدام هذا الوقت من الاضطراب للمضي قدمًا بثقة وتفاؤل، وتسريع المنافسة.
وتظهر الأبحاث أن الشركات التي واصلت أو زادت استثماراتها في الابتكار خلال فترة الركود ولدت نمواً أكبر بثلاث مرات مقارنة بنظيراتها في الصناعة لمدة تصل إلى خمس سنوات.

2- استهداف النمو المسؤول للازدهار
يتوقف النمو المسؤول على تحقيق التوازن بين الربحية الاقتصادية والمسؤولية الاجتماعية والبيئية.
من خلال التركيز على الاستدامة على المدى الطويل، والاستثمار في تدريب الموظفين وتطويرهم وبناء شراكات قوية، يمكن للشركات أن تضع نفسها ليس فقط لتحمل فترة الركود ولكن للخروج منه في حالة ازدهار.
إن بناء ثقافة مكان العمل، وهي ثقافة ديناميكية وتعاونية ومجزية، أمر حيوي أيضًا لتعزيز الابتكار.
إن الأفكار الإبداعية تحل المشاكل الصعبة. من خلال تقدير فرص التعلم والتطوير المستمرين وتشجيع العمل الجماعي المبني على علاقات موثوقة، تصبح الشركات في وضع جيد لمواجهة أي عاصفة اقتصادية.

3- تنويع مصادر الإيرادات
لا شك أن التوسع في أسواق جديدة أو تطوير منتجات وخدمات جديدة للحد من الاعتماد على سوق واحدة أو منتج واحد هو خطوة ذكية في أي وضع اقتصادي.
إذ إن النهج الذي يوازن بين النمو وتحسينات وهامش الربح والميزانية العمومية يساعد الشركات الرائدة على التفوق على تلك الشركات التي تركز على بعد واحد فقط من هذه الأبعاد.
ونظرًا لأن اقتصاد الأعمال العالمي أصبح مدفوعًا بشكل متزايد بالعملاء، يجب أن تكون قاعدة عملاء المؤسسة على رأس الأولويات عند المغامرة بتنويع مصادر الإيرادات.
بالإضافة إلى تأمين عملاء جدد، يجب على الشركات تعزيز التفاعل مع العملاء الحاليين من خلال التركيز على المنتجات أو الخدمات التي يمكن أن تضيف قيمة إضافية.
من خلال تنويع مصادر إيراداتها، يمكن للشركات التخفيف من مخاطر الانكماش في صناعة أو سوق معينة، والحفاظ على مسارات نموها.

4- بناء المرونة مع البيانات
يمكن أن تتخذ القيمة والعائد على الاستثمار أشكالًا عديدة، وتستفيد المنظمات من النظر إلى مجموعة متنوعة من المقاييس عند تمويل مشاريع أو مبادرات جديدة.

ما هو الاستثمار الرأسمالي قصير وطويل الأجل؟
ما هو التأثير على فريق العمل وموارد الشركة الحالية؟
ما هي مكاسب الإنتاجية والوقت إلى القيمة التي يمكن توقعها؟
متى تبدأ المنظمة في رؤية الفوائد أو العائد على الاستثمار؟
إن البيانات هي جوهر كل هذه الأسئلة، لذلك لا تتخذ أي قرار مالي مهم لا تدعمه البيانات.
يمكن أن يحد الاستثمار في المبادرات الرقمية الصحيحة بالتكلفة المناسبة من الآثار السلبية للضغوط الاقتصادية على المدى القصير مع بناء ميزة تنافسية طويلة الأجل.
يشهد المشهد الحالي قيام الشركات بتخفيض قوتها العاملة بينما تطالب بتحقيق نفس الأهداف ومستويات الإنتاجية.
لإدراك هذه الغاية، يجب على المؤسسات منح الأشخاص القدرة على توصيل الأنظمة بشكل أسرع والحصول على إجابات بسرعة أكبر
يُعد دمج الأنظمة المتباينة وأتمتة العمليات الأساسية أمرًا بالغ الأهمية لتسريع نمو الأعمال ونجاحها.

5- التركيز على إقامة الشراكات
إن بناء شراكات استراتيجية أمر ضروري للشركات التي تتطلع إلى التغلب على حالة عدم اليقين الاقتصادي.
من خلال إقامة شراكات مع الشركات الأخرى، يمكن للشركات الوصول إلى أسواق جديدة، والاستفادة من التقنيات التكميلية ودفع عجلة النمو.
في العام الماضي، عززت سناب لوجيك بشكل كبير برنامج "التواصل مع الشركاء" الخاص بها.
وقد أدى ذلك إلى اعتماد أكثر من 100 تخصص شريك للحلول الجاهزة فيما يقرب من 20 فئة فنية ووظيفية وصناعية.
يمكن للشراكات الاستراتيجية أن تخلق فرصًا جديدة لجني الإيرادات. ومع ذلك، فإن بناء الشراكات الصحيحة أمر بالغ الأهمية.

السؤال الوحيد الأكثر أهمية الذي يجب طرحه هو، "من سيكون أفضل شريك لنا في رحلة طويلة ومتشابكة؟"
إذ إن العديد من رجال الأعمال لديهم شراكات جيدة مع خبرات كبيرة. ولكن لا يعرف الجميع كيفية بناء شركة كبيرة دائمة، خاصة في بيئة تتسم بهذا القدر من عدم اليقين.