ما هي الإمكانات الاقتصادية للميتافيرس؟

على الرغم من أن الميتافيرس لا يزال في المراحل الأولى من التطوير، فمن الممكن بالفعل رؤية إمكاناته الواعدة في مجالات عدة مثل التعليم، والألعاب، والصحة، والتجارة. وتطرح هذه الفرص وغيرها من الفرص التي ستظهر مع تزايد تبني تكنولوجيا الميتافيرس، والتي ستتيح المزيد من الأسواق ونماذج العمل، سبلاً أفضل للعمل، كما ستغير من نظم التدريب والتطوير. وهي محور سلسلة جديدة من التقارير البحثية، والتي تبحث الإمكانات الاقتصادية للميتافيرس في العديد من المناطق والدول حول العالم. وتبحث هذه التقارير في كيفية استخدام تقنيات الميتافيرس مثل الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) محليًا بالفعل، وما قد يتطلبه الأمر لتعظيم الفرص الاقتصادية في كل بلد ومنطقة مما يمنح الحكومات والصناعات القدرة على اتخاذ قرارات قائمة على الأدلة حول السياسات التي ينتهجونها وأين يركزون جهودهم.

وتتناول التقارير، التي أعدتها شركة ديلويت (Deloitte) بتكليف من ميتا، الفرص الاقتصادية التي يمكن تحقيقها في الولايات المتحدة وكندا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء وتركيا وآسيا.
- ووفقًا لتقرير "الميتافيرس وإمكاناته في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، تعيش المنطقة رحلة تحول اقتصادي ورقمي، وتبدي شركاتها وحكوماتها ميلاً نحو تبني الأدوات الرقمية الجديدة والغامرة.
- وتضطلع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بدور ريادي في هذا المضمار، حيث تستثمران بنشاط في نظم الميتافيرس.
- وهنا تجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية تستثمر مليار دولار أمريكي في مشاريع مرتبطة بالميتافيرس حيث تسعى لأن تصبح مركزًا تكنولوجيًا عالميًا.
- وبالمثل، أطلقت دبي استراتيجية الميتافيرس، التي تهدف إلى تحويل دبي إلى واحدة من أكبر 10 اقتصادات في الميتافيرس في العالم عبر التركيز على الابتكار في مجالات السياحة، والعقارات والتعليم وتجارة التجزئة، والخدمات الحكومية.

- ومع تزايد الاهتمام في الميتافيرس في المنطقة، بدأت عدة تطبيقات واستخدامات تجارية في الظهور بالفعل والتي توضح كيفية استخدام المستهلكين في المنطقة للميتافيرس كي يحضروا الحفلات الموسيقية الافتراضية، وشراء الأصول الافتراضية، أو الوصول إلى المنصات التعليمية.
- ووفقاً للأبحاث، سيعتمد تحقيق هذه الإمكانات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على تسريع تطوير المهارات الرقمية وسد فجوات المهارات في جميع أنحاء المنطقة.
- عندما تتحقق هذه الخطط بالكامل، يمكن أن تصل العوائد على اقتصاد المملكة العربية السعودية ما بين 20.2 - 38.1 مليار دولار سنويًا من الناتج المحلي الإجمالي الإضافي بحلول عام 2035.
- أما في الإمارات العربية المتحدة، يمكن أن تصل هذه العوائد ما بين 8.8 - 16.7 مليار دولار سنويًا.
- كما يمكن أن تصل ما بين 11.6 - 22 مليار دولار سنويًا في مصر، 2.6-5 مليار دولار سنويًا في المغرب، وما بين 0.9 - 1.7 مليار دولار سنويًا في الأردن بحلول عام 2035.
- في السياق ذاته؛ وجد البحث أن الولايات المتحدة في وضع جيد لتسخير إمكانات الميتافيرس وقيادة تطورها العالمي.
- ومن المتوقع أن يحقق الميتافيرس فوائد جمة للاقتصاد الأمريكي ويوّلد 402 مليار دولار أمريكي من الناتج المحلي الإجمالي السنوي.
- يذكر التقرير أن الشركات الأمريكية تستخدم بالفعل تقنيات الميتافيرس لإنشاء مصادر دخل جديدة وتحسين الموجود منها.
- وقد بدأت العلامات التجارية وتجار التجزئة الأمريكيون بالفعل في بيع إصدارات افتراضية من منتجاتهم بالإضافة إلى السلع المادية التي يبيعونها.
- في حين تستخدم الشركات الأمريكية الأخرى الميتافيرس لتسويق سلعها المادية وتمكين العملاء من المحاولة قبل الشراء باستخدام تراكب افتراضي.
- يوضح التقرير بالتفصيل كيف بدأت الشركات الأمريكية في رؤية الشواهد على زيادة الكفاءة التشغيلية في مجالات مثل تدريب الموظفين على الواقع الافتراضي الغامر، وتحسين العمل عن بُعد من خلال تطوير التفاعلات عبر الإنترنت لتصبح أكثر حيوية واستخدام التكنولوجيا لتحسين العمليات المادية.
- وبالمثل، يسلط البحث الضوء على أن الاتحاد الأوروبي لديه بالفعل معدل مرتفع نسبيًا في تبني الأعمال لتقنيات مثل الواقع المعزّز والواقع الافتراضي مع معدلات في الاتحاد الأوروبي (10%) أعلى من تلك الموجودة في الولايات المتحدة (9%).
- علاوة على ذلك، فإن تحقيق أسس رقمية قوية هو جزء مهم من المفوضية الأوروبية. مثل نظيراتها الأمريكية، تستكشف العلامات التجارية الأوروبية للبيع بالتجزئة بالفعل كيف يمكنها التواصل مع المستهلكين في الميتافيرس.
- يختبر مزارعو الاتحاد الأوروبي كيف يمكن لتقنية الميتافيرس تحسين الإنتاج، ويقوم مصنعو السيارات الأوروبيون بتطوير أنظمة قائمة على الواقع الافتراضي لتصميم وإعادة تكوين مصانعهم وأنظمة التدريب لتحسين السلامة والكفاءة.
- ووفقًا للبحث، يمكن أن يساهم التطوير الناجح المستمر للميتافيرس بمبلغ إضافي قدره 259-489 مليار يورو سنويًا في الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة بحلول عام 2035.
- وتُعد آسيا هي القارة الرائدة على مستوى العالم عندما يتعلق الأمر بتطوير واعتماد تقنيات الميتافيرس.
- تتمتع كل من اليابان وتايوان وكوريا بنظام بيئي مزدهر لصناعة الواقع الافتراضي، ويتعلم الناس بالفعل ويتواصلون اجتماعيًا ويشترون العناصر والألعاب والخدمات على المنصة الافتراضية.
- العديد من الحكومات في المنطقة، بما في ذلك كوريا الجنوبية واليابان، قد عرضت الميتافيرس في خططها الاقتصادية.
- أما الأسواق النامية التي لم تصبح فيها تقنية الواقع الافتراضي شائعة بعد، مثل تايلاند والهند وإندونيسيا، فهي تتمتع باقتصاد صانع مزدهر وتقود العالم بتقنية الواقع المعزز.
- وتقوم الميتافيرس بإنشاء أسواق جديدة، وفتح أنواع جديدة من الأعمال، وفرص عمل جديدة وطرق جديدة للقيام بالأشياء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ويحتل المبدعون موقع الصدارة في تقريب هذا المستقبل.
- وختامًا؛ فإن الميتافيرس سيكون بمثابة سلسلة من التقنيات والمنصات والمنتجات التي تقوم ببنائها مجموعة واسعة من الشركات، والتي يمكن أن تفتح الباب أمام عوالم جديدة من الفرص الإبداعية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحول العالم.
- كما يظهر هذا البحث، أنه في حين أن هذه التقنيات قد تكون افتراضية فإن تأثيرها الاقتصادي سيكون حقيقيًا ويعد تحقيق هذه الإمكانيات مسألة غاية في الأهمية، ولن تتم سوى بجهود تعاونية.
- سيتطلب ذلك تضافر الجهود بين شركات التكنولوجيا وصانعي السياسات والمجتمع المدني وغيرهم.

المصدر: ميتا