كيف يمكن لاقتصاد الفضاء الجديد تحسين حياة الإنسان؟

في القديم، كان يتعين على المرء العمل لصالح الحكومة للوصول إلى الفضاء. أما اليوم، فيمكنه عمل ذلك بمفرده - أو مع شركة ناشئة مبهرة النجاح. يهدف اقتصاد الفضاء الجديد (NSE) إلى سدّ الفجوة بين استكشاف الفضاء واستثمارات رأس المال الاستثماري؛ فضلًا عن إتاحة الفرص للكيانات الخاصة للاستثمار والنمو والاستكشاف. في هذا الصدد، سنتعرف في هذا التقرير على مفهوم اقتصاد الفضاء الجديد، وكيف يمكنه أن يحسن الحياة على الأرض.

ما هو اقتصاد الفضاء الجديد؟
- يُقصد باقتصاد الفضاء الجديد أي تزايد سبل استغلال استكشافات الفضاء والانتفاع منها تجاريًا. حيث صار بإمكان المستثمرون من القطاع الخاص والشركات الناشئة ضخّ استثماراتهم للمساهمة في استكشاف الفضاء.
- والفرق بين استكشاف الفضاء التقليدي والحالي هو أن الحكومة لم تعد مضطرة للتدخل بالكامل. وهناك توقعات بأن يتوسع اقتصاد الفضاء العالمي بخطوات حثيثة في العقد المقبل وما بعده.
- صحيح أن الاستثمار في قطاع الفضاء بدأ منذ الخمسينيات، إلا أن هناك تغيّرات طرأت على طبيعة المستثمرين والشكل الذي تتخذه هذه الاستثمارات بالفعل.

- يمكن الآن لشركات الإطلاق الخاصة إرسال أقمار صناعية صغيرة بحجم 10 × 10 × 10 إلى الفضاء للبحث والأعمال.
- وبطبيعة الحال لن يرسلوا قمرا صناعيا واحدا فقط؛ ولكن تقوم شركات الإطلاق بجمع الأقمار الصناعية من شركات مختلفة لإرسالها معًا، وأحيانًا تصل لأكثر من 49 قمرًا صناعيًا في عملية إطلاق واحدة.
- يمكن أن يتضاعف عدد الأقمار الصناعية أربع مرات في العقد المقبل؛ مع وجود أكثر من 2000 قمر في الفضاء الآن، سيزداد هذا العدد بشكل كبير.

5 طرق يمكن لاقتصاد الفضاء الجديد أن يحسن بها جودة الحياة
يتواصل البشر مع الفضاء الخارجي اليوم أكثر من أي وقت مضى. حيث ترشدنا أنظمة الجي بي إس في كل مرة تبحث فيها عن ذلك المطعم الجديد في مدينتك. وتجيبنا الأقمار الصناعية بشأن حالة الطقس قبل مغادرة المنزل. وهكذا يمكن للأجهزة غير المرئية للعين البشرية التي تدور حول كوكبنا أن تمهد الطريق لإدخال العديد من التحسينات في شتى مناحي الحياة.

5 طرق يمكن لاقتصاد الفضاء الجديد من خلالها تحسين حياة الإنسان
1- نماذج الأعمال الجديدة والمبتكرة شهد الاستثمار الخاص في الشركات الناشئة في مجال الفضاء في عام 2019 طفرة كبيرة وصلت إلى 5.7 مليار دولار.
وهناك توقعات باستثمارات غير مسبوقة من صناديق رأس المال الاستثماري في الشركات الناشئة والشركات الخاصة التي تم تأسيسها مؤخرًا في صناعة الفضاء.
إلا أن هذه المبالغ لا تزال متواضعة مقارنة بتمويل الدولة.
وعلى وجه الخصوص في السنوات الخمس عشرة الماضية، مهدت الربحية القوية للأقمار الصناعية التجارية الطريق للتمويل الخاص من خلال تمكين المشغلين من الاستفادة من المخططات المالية التقليدية لتوسيع عملياتهم.
ولذلك، تحول معظم مشغلي الأقمار الصناعية في دول منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي إلى شركات مساهمة عامة وتحولوا إلى تمويل المشاريع، حيث تقدم مجموعة من البنوك قروضا:
تم تحقيق نتائج مماثلة في مجالات أخرى بفضل هذا الاتجاه الرابح في الاتصالات السلكية واللاسلكي.

وأنواع المستثمرين في اقتصاد الفضاء اليوم ما يلي:
-المستثمرون الأثرياء.
-شركات رأس المال الاستثماري.
-شركات القطاع الخاص.
-البنوك.
-الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
2- الاقتصاد الفضائي الجديد: نحو مستقبل أكثر استدامة على الأرض يعمل البروفيسور أوليفييه دي ويك، أستاذ برنامج أبولو للملاحة الفضائية والأنظمة الهندسية، والدكتورة أفرين صديقي، عالمة أبحاث في قسم الملاحة الجوية والفضائية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على أنظمة دعم نظم الحياة المغلقة.
ويستخدم النظام في محطة الفضاء الدولية والموائل المقترحة على المريخ، والتي تحتاج إلى توفير الهواء النقي والماء وإعادة تدوير جميع النفايات. وهم يطبقون نماذج مماثلة هنا على الأرض.
تصطف مئات من المزارع الصغيرة على نهر بارانا في البرازيل. يغذي النهر سد إيتايبو، الذي يسبب مشاكل لأن الفضلات الحيوانية التي تسري في الأنهار تؤدي إلى تدهور كبير في نوعية المياه وتسبب تكاثر الطحالب، مما قد يعوق الإنتاج الفعال للطاقة.
يتعامل فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مع هذا التحدي من "منظور الأنظمة"، والذي يسمح لهم بتقييم كيفية ترابط العوامل العديدة المعنية - المياه والطاقة والزراعة والنقل والبيئة - وما هي المقايضات التي قد تحتاج إلى أخذها في الاعتبار.
3- فرص التكنولوجيا المبتكرة للشركات كيف يساعد استكشاف الفضاء الاقتصاد والشركات؟
إن أي صناعة يمكن تخيلها سوف تستفيد من اقتصاد الفضاء الجديد. ويمكن للزراعة الدقيقة -وهي زراعة تعتمد على التكنولوجيا والأقمار الصناعية- والزراعة الحديثة والابتكار الزراعي أن تستفيد جميعها من تقنيات الفضاء.
أيضًا يمكن للمزارعين والمهندسين الزراعيين ومنتجي الأغذية والمسؤولين الزراعيين الذين يرغبون في زيادة الإنتاجية والربحية الاستفادة من التكنولوجيا الفضائية.
توفر الأقمار الصناعية للاستشعار عن بعد معلومات أساسية لتتبع تطور المحاصيل والجفاف وظروف التربة.
على سبيل المثال، يمكن للمزارعين تخطيط توقيت وحجم الري اللازم للمحاصيل مع تقييمات هطول الأمطار عبر الأقمار الصناعية.
ولا شكّ أن هذه البيانات والتحليلات الدقيقة ستكون حاسمة للتنبؤ وتقليل آثار نقص الغذاء والمجاعات والتنبؤ بالناتج الزراعي للمنطقة مقدمًا.
4- ابتكار المزيد من المنتجات لتحسين حياة الإنسان على الأرض لقد تمكنت البشرية بفضل استكشاف الفضاء من تطوير المنتجات والتكنولوجيا التي تجعل الحياة أسهل مع تعزيز فهمنا وقدرتنا على استكشاف الكون.
فيما يلي بعض المنتجات التي ظهرت إلى حيز الوجود بفضل استكشاف الفضاء:
-كاميرات الهاتف.
-عدسات مقاومة للخدش.
-مصابيح الليد.
-بطانيات فويل.
-صيانة نظم تصفية المياه.
-العزل المنزلي
-سماعات لاسلكية.
-الأطعمة المجففة بالتجميد.
-حواسيب نقالة.

لقد غيرت هذه المنتجات بلا شك الطريقة التي يعيش بها البشر اليوم. تخيل عالما مع قرون من استكشاف الفضاء. من المؤكد أن التكنولوجيا ستتطور بشكل كبير.
تستخدم المنتجات الموجودة في جيوبنا أيضًا تكنولوجيا الفضاء. على سبيل المثال أصبحت خاصية تحديد المواقع جي بي إس في الهواتف الذكية لا غنى عنها تقريبا لاستكمال معظم وظائف التطبيق.
5- الخدمات التي يمكن أن تنهي مشاكل العالم لا تزال هناك العديد من المناطق النائية التي لا تتوفر فيها خدمة الإنترنت. إذ يعد تركيب الشبكات الأرضية في المناطق المحرومة أو الريفية أمرًا صعبًا أو مكلفًا.
الأمر الذي قد يؤثر على تقديم الخدمات الأساسية، مثل الاستشارات الطبية عبر الإنترنت أو التعليم عن بعد.
يمكن أن يساعد الاتصال عبر الأقمار الصناعية الصحة العامة والتعليم من خلال توفير الوصول إلى الإنترنت إلى هذه المواقع النائية.
على سبيل المثال، ينقل قمر الاتصالات البنغلاديشي الذي تم إطلاقه مؤخرًا برامج تلفزيونية وإذاعية وسيقدم قريبًا خدمات الإنترنت والتطبيب عن بُعد والتعلم عن بُعد للأفراد في المناطق الريفية.
خلاصة القول؛ إن استكشاف الفضاء يتجاوز اكتشاف الفضاء والكواكب والمجرات الأخرى.
وطيلة هذه العملية، سيتعلم البشر ويبتكرون المنتجات والنماذج التي تجد الحلول هنا على الأرض.