البقاء في المنزل طويلا.. يسبب التوتر والقلق وانخفاض المناعة
إعداد- سماح عادل

هل البقاء في المنزل فترة طويلة يؤثر على سلوك الشخص الذي يفعل ذلك، وما هي تلك الآثار النفسية التي تحدث له. إن الجلوس في المنزل لفترات طويلة بمثابة فتح الطريق للإصابة بالكسل والخمول، والدخول في نوبات اكتئاب شديدة لأن الإنسان يحتاج من فترة إلى أخرى لتجديد النشاط والدموية بالجسم، قرار أن تقوم وتلبس في حد ذاته بيجدد الطاقة النفسية، خاصًة في فصل الشتاء. ومع البرودة الشديدة عادًة تغلق جميع البيوت، ولا تفتح النوافذ كثيرا، ولا توجد الشمس مثل الصيف، التي تعتبر من أكثر المقومات للصحة النفسية لأنها تحتوي على عناصر ترفع هرمون السعادة في الجسم، لذلك فإن الإنسان بحاجة إلى الخروج، حتى يتجنب حدوث الأضرار العضوية أيضا.

وهناك نوعين من العزلة، هما:
– العزلة الإرادية، يحتاج الإنسان أحيانًا التوقف والخروج من الروتين، ما يجعله يجلس في المنزل لمدة يوم أو اثنين.
– العزلة اللاإرداية، التي تمثل خطرًا على الأشخاص، يفضل بها الأشخاص عدم الخروج من المنزل نهائيا، فتدخله إلى نوبات اكتئاب ورغبة في الهروب من الناس.

نصائح..
وينصح استشاريو الصحة النفسية، الجميع ولا سيما كبار السن، بوجوب الخروج من المنزل ولو مرة في الأسبوع، حتى لا يصابون باكتئاب حاد، أما بالنسبة للشباب فنصحهم بالتحرك كثيرا، وعدم الاستسلام إلى الروتين: «القعدة في البيت ستكبرك في السن، استمتع بحياتك».

الأعراض..
وعن بعض الأعراض التي تنتج عن عدم الخروج من المنزل بشكل يومي.

1- الاكتئاب: قد تشعر بالراحة النفسية لمدة يومين أو أكثر من ذلك بقليل عند الامتناع عن الخروج من المنزل، لكن بعد ذلك ستعاني من القلق وزيادة الشعور بالاكتئاب وتغير الحالة المزاجية، فقد وجدت دراسة نشرت عام 2019 في مجلة علم النفس البيئي أن التعرض للطبيعة وما تحويه من شمس ورياح وهواء، يُحسن من الحالة العصبية، ويحسن المزاج، ويساعد على الوقاية من الاكتئاب.
2- صعوبة النوم: قد تعاني من صعوبة النوم وتزداد فرص إصابتك بالأرق عند الامتناع عن الخروج من المنزل، حيث أوضحت مجلة النوم الأمريكية أن الاكتئاب والتوتر يؤثرا على فرص النوم خلال ساعات الليل، كما أظهرت نتائج دراسة منشورة في أغسطس 2013 أن عدم التعرض لضوء الشمس يوميًا يقلل من فرص الحصول على نوم هادئ وجيد خلال الليل.
3- انخفاض مستوى فيتامين “د”: يعتبر انخفاض مستوى فيتامين “د” في الجسم من أكثر المشكلات الصحية التي يواجهها بعض الأشخاص نتيجة لعدم التعرض لأشعة الشمس، والذي يؤثر على المناعة ويعزز دورها في مواجهة الأمراض والشفاء سريعًا، إلى جانب ظهور بعض الأعراض، مثل صعوبة التركيز، وآلام العظام. ويتعرض كبار السن وأصحاب البشرة الداكنة بشكل خاص لانخفاض مستويات فيتامين “د” في الجسم عند الجلوس يوميًا في المنزل.
4- زيادة الوزن: أفادت الإحصائيات بأن أغلب الأشخاص الذين خرجوا من الحجز المنزلي، اشتكوا من تعرضهم لزيادة كبيرة في الوزن، وذلك بسبب عدم المحافظة على نظام غذائي صحي إلى جانب تناول الكثير من الأطعمة غير الصحية خلال فترة الجلوس من المنزل، فضلًا عن الابتعاد عن الحركة اليومية التي يوفرها الخروج من المنزل بشكل منتظم.
5- ضعف الجهاز المناعي: تنتج عن العزلة عن العالم الخارجي الشعور بالوحدة والتوتر النفسي بسبب قلة الحركة اليومية، وبالتالي التأثير السلبي على الجهاز المناعي بالجسم.

ضعف جهاز المناعة..
أشارت نتائج إحدى المراجعات لمنظمة “الصحة البيئية والطب الوقائي” في العام 2010 للدراسات المتعلّقة بتأثير الخروج من المنزل على جهاز المناعة، إلى أن البيئة في الخارج عموما وفي الأماكن الخضراء تمتلك تأثيرًا صحيا مفيدا على وظيفة المناعة البشرية، إذ إن الخروج من المنزل يعزز عمل الجهاز المناعي، وبالتالي يُقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، كنزلات البرد، والإنفلونزا والالتهابات المختلفة، وعدم الخروج من المنزل يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة رغم وجود بعض فوائد للجلوس في المنزل، كالشعور بالراحة والاستقرار، إلا أن هذه الإيجابيات لا تستمر طويلًا، إذا ما أطال الشخص المكوث سيشعر بالتوتر عند الخروج من المنزل، إلى جانب أضرار صحية جسدية تتمثل في نقص فيتامين د، واضطرابات الشهية وضعف الجهاز المناعي.

كما توجد أضرار اجتماعية لعدم الخروج من المنزل حيث يؤثر البقاء في المنزل على العلاقات الاجتماعية بشكل كبير،
ومن هذه الأضرار: التوتر والقلق مع أفراد العائلة الذين لا يرى سواهم، حيث إنّ الوحدة ترفع من مستويات التوتر في الجسم وتزيد من الشعور بالاكتئاب أيضًا فضلًا عن المشاكل الصحية، حيث يسبب الاكتئاب الانفصال بين أفراد العائلة وسوء التعامل بين الزوجين والأطفال، وإهمال المناسبات التي تربط بينهم، وقد يؤدي إلى غياب الدعم المعنوي بين أفراد العائلة.

وعدم الخروج من المنزل، يعني فقدان الشخص للتواصل الاجتماعي مع الأصدقاء والمقربين، أي يصبح الفرد منعزلًا اجتماعيًا، ومع مرور الوقت، يُصبح الشخص أقل قدرة ورغبة على مشاركة مشاعره مع الآخرين، وأكثر ترددًا في مناقشة أي مواضيع هامة معهم، والاكتفاء بالأمور السطحية، إلى جانب ذلك كلّه، يفقد الإنسان الدعم العاطفي الذي كان يتلقّاه سابقًا أثناء تواصله مع أصدقائه وأحبائه.

وعندما يمكث الشخص في منزله فترات طويلة، فإنّه سيفتقد بطبيعة الحال فرص بناء علاقات اجتماعية جديدة، والتي يحتاجها الأفراد لتعزيز التطوّر والنمو الفكري والثقافي، فالإنسان يمتلك مجموعة من المعتقدات الخاصة والمتعلقة بالثقافة والعادات ووجهات النظر تجاه المواضيع المختلفة، والتي يحصل عليها من خلال تواصله مع آبائه وأجداده وأفراد المجتمع ووسائل الإعلام، وفي الوقت الذي يُقرّر فيه الشخص بناء علاقات جديدة والتعرّف إلى آخرين جدد، فإنّه يُثري بهذا معارفه كافّة ويُضيف لها كل ما هو جديد، ليرى العالم حينها من وجهات نظر مختلفة، والتي يُصبح من خلالها قادرًا على تفهّم غيره من الناس، والتعاطف معهم، وتعزيز إنسانيته. وإنّ عدم الخروج من المنزل، وعدم التعرّف إلى أناس جدد، يجعل من الشخص ضحية لأفكار نمطية قد تكون خاطئة، ويُصبح بعيدًا عن التجارب الواقعية في الحياة، كما يُصبح أقل ارتباطًا بغيره من البشر.

وبالمقابل فإن الخروج من المنزل يمنح الشخص راحةً نفسية، ويعزز احترام الذات ويحسن المزاج، ويكفي لذلك قضاء فترة زمنية من الوقت يوميا في بيئة طبيعية خارج المنزل، حتى ولو كانت فترة قصيرة.


البقاء في المنزل.. العزلة خوف مرضي ممكن معالجته

هناك يفضل البقاء في المنزل وعدم الخروج منه سواء توفر ما يشغل وقته أو لا، ويؤدي هذا إلى جانب قلة الحركة إلى سوء المزاج والإصابة بالأمراض النفسية والعقلية والجسدية، يرى الباحثون أن الإنسان كي يضمن سلامته الصحية يحتاج للخروج من المنزل بشكل دوري إما مع الأصدقاء أو فقط لوحده في نزهة قصيرة.

العزلة ومساوئها..
قالت الاختصاصية النفسية “د. نرمين اسبيتان”: إن “عدم الخروج من المنزل من أهم الأمور التي يجب الابتعاد عنها، نظرًا لمساوئه الكثيرة، فالجلوس في البيت والعزلة فيه وعدم الخروج إلا للأمور الضرورية كمراجعة الطبيب أو شراء بعض احتياجات المنزل، يؤدي إلى بعض التطورات الجسدية والنفسية السيئة والتي ستؤثر سلبًا على حياة الأفراد الذين يتخذون من البيوت أماكن للتقوقع والعزلة”.

وأضافت أنهم يحرمون أنفسهم من مباهج الحياة، وقد تبدأ تلك العزلة بإظهار المشاكل البيولوجية وتتبعها بعض العواقب النفسية التي تقلب حياة الفرد، لذلك علينا البدء بمعالجة تلك الظواهر قبل تفاقمها. وأرجعت د أسباب تفضيل البعض أن يبقي وحيدًا، شعوره بأن كثيرين من يتلاعبون بمشاعره وخداعه باسم الحب، أو الصداقة أو المعرفة، فيكتشف الطرف الآخر مدى الكذب والخداع الذي كان يوهمه به، فينسحب من حياته، فيخسر بذلك الكثير من العلاقات. وأوضحت أن الخجل يحرم الشخص من التمتع بعلاقته مع الآخرين، ويقيده ويضعف من ثقته بنفسه، ويجعله بعيدًا، ويعيش منعزلاً عن الناس، واستمرار الشخص في التعلق بحب شخص سابق قرر الابتعاد عنه أو الخروج من حياته لأي سبب من الأسباب، ما يجعله يعيش في ذكرياته وحبه، ولا يعطي مساحة وفرصة لشخص آخر يحل مكانه ويعوضه الفراغ الذي تركه حبه القديم”.

وأشارت إلى أن هناك من يعتقد أن الارتباط والزواج يسلب منهم الحرية، ويجعلهم مقيدين بشخص آخر، ومسئولين عن أشخاص آخرين، بجانب رفض الالتزامات وتجنبها والابتعاد عنها، ففكرة الالتزام ببيت وزوجة وأطفال يشكل شبحًا يرعب بعض الرجال. “الثقة الزائدة في النفس تجبر الطرف الآخر على كراهيتك والابتعاد عنك، والكثير يطلق على الثقة الزائدة غرورا، والاعتقاد الخاطئ بأن الارتباط والالتزام يحتاج إلى كثير من الأموال، ما يعرقل فكرة الزواج ويجعل الوحدة مفضلة، فالبعض يهتم بوظيفته وجني الأموال، والخروج مع الأصدقاء، ويرى الزواج والزوجة والاهتمام بالبيت آخر الأشياء”. أما عن أضرار عدم الخروج من المنزل، بينت أن ذلك يتسبب بالعزلة وعدم الخروج من البيت يعمل على زيادة فرصة الإصابة بالاكتئاب، حيث إن الذين يصرون على عدم مغادرة البيت يصابون بحالات تدني الحالة المزاجية، ويصبحون كأفراد لا يؤثرون في محيطهم، كما أن العزلة تقلل من الثقة والاعتزاز بالنفس، ويدخل صاحبها في موجة الشعور باليأس. ونبهت إلى أن البقاء في المنزل يؤدي إلى زيادة القلق والتوتر وهذا يعمل على انخفاض التفاعل الاجتماعي، فيما يعمل القيام ببعض الأنشطة التحفيزية على زيادة عمل خلايا الدماغ، والخروج من المنزل يساعد في رفع مستوى التفاعل الاجتماعي.

مؤكدة أن من الأمراض المصاحبة للعزلة في المنزل، والاعتياد على الجلوس له أضرار صحية كثيرة منها زيادة الوزن وذلك بسبب عدم القيام بأي مجهود عضلي يساعد على حرق الدهون، الإنسان الذي يحتجز نفسه داخل جدران منزله يفوته ضوء الشمس والأشعة المفيدة. وأجملت أن: “معالجة مشكلة الشخص البيتوتي من خلال القيام بمكافحة المعتقدات والأفكار السلبية التي يقوم الأشخاص بتشكيلها عن أنفسهم وعن الآخرين، والمشاركة بالنوادي والأنشطة الرياضية، والأعمال التطوعية مع الأقارب والأصدقاء، والقيام بعمل حلقات اجتماعية للتواصل مع الآخرين، وإكسابه مهارات مختلفة للخروج من عالمه الخاص”.

أمراض العزلة..
أثبتت الدراسات أن الإنسان الذي يحتجزُ نفسه داخل جدران منزله يفوته ضوء الشمس التي تؤثر على ساعته البيولوجية، فتختلّ شهيّته وساعات النوم ويضطرب مزاجه.. السكري من أهم الأمراض التي تغزو أجسادَ المعتكفين والمنعزلين بسبب زيادة الوزن أو بسبب الضغوط النفسية، كما أنهم الأكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر.. تعتمدُ طبيعة الإنسان على وجود “الناس” والاختلاط بهم، كُل أولئك الذين يقدّسون العُزلة ويستمرّون في مديحها في الأصل مُصابون بخللٍ ما، لا أقصد هنا التمسّك بالعلاقات “السامّة” إنمّا البقاء مع أصدقاءٍ تحبهم، الخروج معهم وتبادل الأحاديث..

رهاب الخروج من المنزل..
يعاني البعض من التوتر والقلق الشديد عند الخروج من المنزل، وهو ما يُصنّف في علم النفس كأحد أعراض رُهاب الخلاء، الذي غالباً ما يتم وصفه بشكل خاطئ، على أنه مجرد “خوف من مغادرة المنزل”، ولكن رُهاب الخلاء هو في الواقع اضطراب يشمل القلق من التواجد في مواقف معينة، يكون الهروب فيها صعباً أو محرجاً، أو حيث لا تتوفر المساعدة بسهولة، وبشكل أكثر تحديداً، ينصبّ التركيز على الخوف من التعرُّض لنوبة هلع في مثل هذه المواقف. وبينما يعتقد الكثير من الأشخاص، أن رُهاب الخلاء هو مجرد خوف من الأماكن المفتوحة، إلا أنه في الواقع حالة أكثر تعقيداً؛ إذ يخشى الشخص المصاب برُهاب الخلاء مغادرةَ البيئات التي يعرفها، أو يعتبرها آمنة، مثل المنزل، ويختلف ما يُعتبر “آمناً” و”غير آمن”؛ اعتماداً على الشخص، ولكن بعض أنواع المواقف التي يعتبرها الإنسان المصاب برُهاب الخلاء عادةً “غيرَ آمنة”، هي أن يكون وحيداً خارج المنزل، والتواجد ضمن حشد من الناس، أو الوقوف في طابور، والجري على الجسر، والسفر بالحافلة أو القطار أو السيارة.

طرق العلاج..
الخوف والتوتر المرتبط برُهاب الخلاء، شديد لدرجة أن الشخص عادةً ما يبذل قصارى جهده لتجنُّب هذه المواقف، يمكن أن تنمو سلوكيات التجنُّب هذه بمرور الوقت؛ مما يُضعف بشكل كبير نوعيةَ حياة الشخص. وفي الحالات القصوى، يمكن أن يتطور رُهاب الخلاء إلى خوف من مغادرة المنزل تماماً؛ إذ يصبح المنزل بالنسبة للمريض “منطقته الآمنة”، وقد يتجنّب مغادرة منزله لأيام أو شهور أو حتى سنوات.

1- التأقلم: تساعد تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا والتنفس العميق على التخلص من التوتر والقلق، في حين أن المساعدة الذاتية ليست بديلاً عن العلاج المهني، إلا أنه بالنسبة لأولئك الذين قد لا يتلقَون أيّة مساعدة بطريقة أخرى؛ فإن المساعدة الذاتية هي نقطة انطلاق جيدة، ويمكن استخدام إستراتيجيات المساعدة الذاتية بعدة طرق، مثلا، عند الشعور بنوبة هلع بعد الخروج من المنزل، ابقَي في مكانكِ، وحاولي مقاومة الرغبة في الهروب إلى مكان آمن أثناء نوبة الهلع، وإذا كنتِ تقودين سيارتكِ، أوقفي سيارتكِ حيث يكون القيام بذلك آمناً. ومن المهم بالنسبة لك، التركيز على شيء لا يشكل تهديداً ومرئي، مثل: الوقت الذي تمر فيه ساعتكِ، أو العناصر الموجودة في السوبر ماركت. وذكّري نفسك بأن الأفكار والأحاسيس المخيفة، هي علامة على الذعر، وستزول في النهاية.

2- تعلم تقنيات الاسترخاء: من خلال تعلُّم وممارسة تقنيات الاسترخاء، يمكنكِ تقليل مستوى التوتر والقلق وتكرار نوبات الهلع، وتتضمن بعض إستراتيجيات الاسترخاء الشائعة: تمارين التنفس العميق، واسترخاء العضلات التدريجي، واليوجا، والتأمل الذهني، والتخيل. وهذه المهارات سهلة التعلُّم بشكل عام، وتمكن ممارستها لفترات زمنية قصيرة؛ لتقليل القلق بشكل فعّال.

3- تحديد مُسببات التوتر: يبدو أن التوتر والقلق يسيران جنباً إلى جنب؛ إذ يزداد أحدهما والآخر يتبعه فوراً، ويمكن أن تساعدكِ تقنيات الاسترخاء على إدارة التوتر والقلق في الوقت الحالي، وقد تكون مفيدة أيضاً في التعامل مع مسببات التوتر لديكِ بشكل مباشر؛ لذلك حددي تلك الأشياء التي تسبب لكِ أكبر قدر من التوتر في حياتكِ؛ حتى تتمكني من وضع خطة للقضاء عليها.

4- إزالة التحسس المنتظم: الهدف من إزالة التحسس المنتظم، هو أن تصبحي أقل حساسية تدريجياً تجاه المحفزات التي تسبب لك الضيق، وتبدأ هذه العملية عادةً بتخيّل نفسكِ تدريجياً في مواقف أكثر إثارة للقلق، واستخدام تقنيات الاسترخاء لمكافحة مشاعر القلق لديكِ. وبمجرد أن تتعاملي مع قلقكِ في خيالك بنجاح، يمكنك استخدام تقنيات الاسترخاء في مواقف الحياة الواقعية، كما يمكن تعلُّم هذه التقنية من خلال مجموعة متنوعة من موارد وتطبيقات المساعدة الذاتية، ولكن يمكن أن يكون أكثر فائدة في تعلُّم إزالة التحسس، من خلال توجيهات معالج محترف.

العلاج بالأدوية..
هذا الاختيار قد يسبب قلق للعديد من الأشخاص حيث أن الجميع لديه خلفية غير صحيحة عن أدوية العلاج النفسي ويعتقدون أنها تسبب مضاعفات خطيرة، ولكن إذا تم وصفها من قبل الطبيب تأكد من أنها مهمة لحالتك، ولا يتم تقديم الأدوية لجميع الحالات.

وتشمل الأدوية التي تستخدم في علاج رهاب الخروج من المنزل ما يلي:
أدوية تساعد على التخلص من الاكتئاب الذي غالبا ما يكون مصاحب لهذا الاضطراب، وهذا النوع من العلاج يحتاج لشهر على الأقل حتى يبدأ المريض بالشعور بالتحسن.
البنزوديازيبينات هذا النوع من الدواء يصفه الطبيب في حالة إذا كان المريض يعاني من أعراض شديدة حيث يساعد في السيطرة عليها، ولكن يجب أن يتم استخدامه لفترة قصيرة لعدم الدخول في دائرة الاعتماد الكلي عليه.
مع العلاج المُناسب يمكن أن يتم الشفاء من رهاب الخروج من المنزل، فحوالي ثلث الأشخاص يتعافون منها، بينما حوالي النصف تتحسّن حالتهم كثيراً، لكن قد يظهر الخوف لديهم بين الحين والآخر، وفئة قليلة جداً تستمر لديها الرهاب حتى مع العلاج.