"لا تضق هما بأمس وغد .. أمس ولى , وغد : لم يولد … ويلتا إن ضاع يومي من يدي"
هكذا كان يقول يوسف السباعي....
فمن هو؟
احد الكتاب المصريين المشهورين وفارس الرومانسية تألق إنتاجه الأدبي في العديد من الدول، عرف السباعي ككاتب وضابط ووزير فكان على حق رجلاً نادراً فعلى الرغم من انضمامه إلى كلية حربية صقلت شخصيته بالصارمة في عمله العسكري، إلا أنه كان يمتلك قلباً رقيقاً تمكن من أن يصيغ به أروع القصص الاجتماعية، والرومانسية وينسج خيوط شخصياتها لتصبح في النهاية رواية عظيمة تقدم للجمهور سواء كان قارئاً أو مشاهداً للأعمال السينمائية، وبالإضافة لهذا كله كان دبلوماسياً ووزيراً متميزاً.
لقب بفارس الرومانسية نظراً لأعماله الأدبية العديدة التي نكتشف من خلالها عشقه للحب والرومانسية فجسد من خلال أعماله العديد من الشخصيات والأحداث مما جعل الجمهور يتفاعل معها ويتعاطف لها، ونظراً للتميز العالي لأعماله فقد تم تقديم العديد منها في شكل أعمال سينمائية حظيت بإقبال جماهيري عالي وشارك في تمثيلها وإخراجها العديد من النجوم المتميزين.
اسمه يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي، ولد في العاشر من يونيو عام 1917م بأحد الأحياء القديمة بالقاهرة، وعرف منذ صغره بولعه الشديد بالأدب وكتابة الروايات والقصص وتبلور هذا الحب للأدب في شكل قصة قصيرة قام بنشرها في مجلة " مجلتي" وهو ما يزال طالباً في المرحلة بعنوان " تبت يدا أبي لهب وتب "، وتبع ذلك مساهماته لـ الإمام .تخرج من الكلية الحربية عام ١٩٣٧م ضابطا بسلاح الفرسان، وعاد للكلية الحربية عام ١٩٤٢ مدرسا لمادة التاريخ العسكري ، تولي العديد من المناصب منها تعيينه في عام ١٩٥٢ مديرا للمتحف الحربي.
المناصب التي تولاها
تولى السباعي العديد من المناصب والتي تدرج بها حتى وصل لأعلاها ونذكر من هذه المناصب: عمل كمدرس في الكلية الحربية، وفي عام 1952م عمل كمديراً للمتحف الحربي، وتدرج في المناصب حتى وصل لرتبة عميد، وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية تقلد عدد من المناصب منها:
سكرتير عام المحكمة العليا للفنون والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروأسيوية وذلك في عام 1959م، ثم عمل كرئيس تحرير مجلة "أخر ساعة" في عام 1965م، وعضوا في نادي القصة، ورئيساً لتحرير مجلة "الرسالة الجديدة"، وفي عام 1966م انتخب سكرتيراً عاماً لمؤتمر شعوب أسيا وأفريقيا اللاتينية، وعين عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير، ورئيساً لمجلس إدارة دار الهلال في عام 1971م، ثم اختير للعمل كوزير للثقافة في مارس 1973م في عهد الرئيس السادات، وأصبح عضواً في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976م، وفي عام 1977 تم انتخاب السباعي نقيب الصحافيين المصريين.
جوائز نالها:
فاز بجائزة الدولة التقديرية في الآداب ورفض استلام الجائزة لأنه كان وزيرا للثقافة في ذلك الحين ، ومنح وسام الاستحقاق الإيطالي من طبقة فارس، كما حصل على جائزة لينين للسلام عام ١٩٧٠، ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولي من جمهورية مصر العربية، ١٩٧٦، فاز بجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي ( رد قلبي ) و( جميلة الجزائرية ) وأحسن حوار لفيلم ( رد قلبي ) وأحسن سيناريو لفيلم ( الليلة الأخيرة ). عرضت له السينما المصرية أكثر من قصة أشهرها فيلم " رد قلبي " و " الليلة الأخيرة " و " أرض النفاق " و " بين الأطلال " و " إني راحلة " ، وله مسرحية نشرت باسم " أم رتيبة " .
مخضوضة هانم !!
هي دولت طه السباعي .. ابنة عم يوسف وزوجته.. أو هي عايدة في النصف الأول من رواية إني راحلة.. تزوجا بعد قصة حب طويلة بدأت منذ طفولتهم .. كان يطلق عليها يوسف " مخضوضة هانم" نظراً لخوفها الشديد عليه لدرجة أنها كانت تهرع إليه إذا وجدته واقفاً في شرفة المنزل وتمسك بملابسه خوفاً من سقوطه!! شيء أخر سبباً لهذه التسمية هو أنها كانت ترفض تماماً سفره بالطائرة، وفي إحدى المرات سافر بدون أن يخبرها وعلمت بالخبر من الجرائد بعد عودته فانفجرت بالبكاء متسائلة : ماذا لو سقطت الطائرة!.
في إهداء إليها بإحدى كتبه يقول لها السباعي : " إلي احب من أوفىوأوفىمن أحب "
السباعي يحاور الموت
" بيني وبين الموت خطوة سأخطوها إليه أو سيخطوها إلي.. فما أظن جسدي الواهن بقادر علي أن يخطو إليه ..أيها الموت العزيز اقترب.. فقد طالت إليك لهفتي وطال إليك اشتياقي"
لقد حاور يوسف الموت مرات عديدة في أعماله الأدبية، حيث كانت فكرة الموت المفاجئ تشكل محوراً أساسياً في أعماله، وقد قامت روايتيه نائب عزرائيل والبحث عن جسد، علي محاورة ملك الموت وتخيله.
حادث اغتياله
في يوم الجمعة ١٨ فبراير من عام ١٩٧٨، اغتيل يوسف السباعي على أيدي رجلين فلسطينيين في العاصمة القبرصية "نيقوسيا" عندما ذهب إلى هناك على رأس وفد مصري لحضور مؤتمر منظمة التضامن الآفروآسيوي.
أعماله
صدر للسباعي العديد من الأعمال الرائعة والتي زخرت بها المكتبات الأدبية، كما زخرت المكتبات السينمائية بقصصه المميزة التي ترجمت إلى أعمال فنية متميزة شارك فيها أشهر النجوم وألمعهم.
من الروايات نذكر نائب عزرائيل، أرض النفاق، إني راحلة، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له أخر، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه، العمر لحظة، أطياف، أثنتا عشرة امرأة، خبايا الصدور، أثنتا عشر رجلاً، في موكب الهوى، من العالم المجهول، مبكى العشاق، شارع الحب، اذكريني، ومن المسرحيات قدم أقوى من الزمن، أم رتيبة، ومن القصص نذكر بين أبو الريش وجنينة ناميش، يا أمة ضحكت، الشيخ زعرب وآخرون.