النتائج 1 إلى 9 من 9
الموضوع:

علم نفس قرآني

الزوار من محركات البحث: 3 المشاهدات : 832 الردود: 8
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    ملائكة وشياطين
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: في المنفى
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 21,968 المواضيع: 3,683
    التقييم: 9505
    مقالات المدونة: 66

    علم نفس قرآني إضغط على مفتاح Ctrl+S لحفظ الصفحة على حاسوبك أو شاهد هذا الموضوع





    كتب بواسطة: دكتور/ مصطفى محمود

    الأخلاق بالمعنى الفلسفي هي أن تشبع رغباتك بما لا يتعارض مع حق الآخرين في إشباع رغباتهم فهي مفهوم مادي اجتماعي بالدرجة الأولى وهدفها حسن توزيع اللذات.
    أما الأخلاق بالمعنى الديني فهي بالعكس أن تقمع رغباتك وتخضع نفسك وتخالف هواك وتحكم شهواتك لتفوز برتبتك ومنزلتك العظيمة كخليفة عن الله ووارث للكون المسخر من أجلك فأنت لا تستحق هذه السيادة على العالم إلا إذا استطعت أولا أن تسود نفسك وتحكم مملكتك الداخلية.والأخلاق الدينية بهذا المعنى خروج من عبودية النفس إلى مرتبة عليا هي القرب من الرب، وهي ليست دعوة إلى حسن توزيع اللذات وإنما دعوة إلى الخروج من أسر اللذات.




    ولهذا افترقت النظرتان تماما.. نظرة الفلسفة ونظرة الدين وأدت كل منهما إلى إنسان مختلف.الفلسفة، المادية أنتجت إنسانا يستهدف اللذة الفورية والمقابل المادي العاجل ويجري وراء اللحظة ويتشبث بالآن … ولكن اللحظة منفلتة أو"الآن " هارب فهو يعيش في عالم الفوت والحسرة وهو متروك دائما وفي حلقه غصة كلما اشبع شهواته ازدادت جوعا، وهو يراهن كل يوم بلا ضمان وبلا رصيد، فهو محكوم عليه بالموت لا يعرف متى وكيف وأين، وهو يعيش في قلق وتوتر مشتت القلب توزع الهمة بين الرغبات لا يعرف للسكينة طعما حتى يدهمه الموت.أما الإنسان المؤمن فهو تركيب نفسي مختلف وأخلاقية مختلفة ورؤية مختلفة فهو يرى أن اللذات الدنيوية زائلة وأنها مجرد امتحان إلى منازل ودرجات وراءها وان الدنيا مجرد عبور إلى تلك المنازل.. وان الله هو الضمان الوحيد في رحلة الدنيا والآخرة وانه لا حاكم سواه.. لو اجتمع الناس على أن يضروه لما استطاعوا أن ينفعوه إلا بشيء كتبه الله عليه. ولهذا فهو لا يفرح لكسب ولا يأسى على خسران وإذا دهمه ما يكره قال في نفسه



    (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون) (2/216)
    وهو يقاتل ثابت القدم أمام الموت وهو يتذكر قول المولى عز وجل:
    (ايمنا تكونوا يدر ككم الموت ولوكنتم في بروج مشيدة) (4/78)
    (قل أن الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم) (62/ 8)
    (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا) (3/ 145)
    وهو لا يحسد أحداً ولا يغبط أحداً بل هو مشفق على الناس مما هم فيه من غفلة- يقول له قلبه:
    ( إلا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد) (3/ 196)
    ( أنما نملي لهم ليزدادوا أثما " (3/ 178)
    (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها أن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم. والله لا يحب كل مختال فخور)( 57/ 22-23)
    (قل لن يصيبه إلا ما كتب الله لنا) (9/ 51).
    و ثمرة هذه الآيات عند المؤمن بها هي السكينة والهدوء النفسي واطمئنان البال.
    ( إلا بذكر الله تطمئن القلوب) (13/28)


    ومثل هذا المؤمن كلما ترك شهوة من شهواته وجد عوضا لها حلاوة في قلبه مما يلقى من التحرر الداخلي من إغلال نفسه ومما يجد من النور في بصيرته.

    والتوحيد يجمع عناصر نفسه ويوحد اتجاه مشاعره نحو مصدر واحد للتلقي، فهو لا يخاف إلا واحدا ولا يطمع إلا في واحد، ولا يتقي إلا واحدا، ولا يتقرب إلا لواحد، فيؤدي هذا التوحيد إلى أثر تركيبي في بناء الشخصية فلا تتوزع مشاعره ولا تنقسم نفسه ولا تتشتت همته.
    ذلك هو علم النفس القرآني وما يصنع في تربية النفوس.
    فماذا قدم علم النفسي الفرويدي من جديد.
    الإحساس بالذنب رآه فرويد مرضا والتوبة نكوصا وقمع الشهوات كبتا والندم تعقيدا والصبر على الأذى بروداً.



    ونظر فرويد إلى العمل في نطاق الفعل والحافز دون بحث في النية والإخلاص. ولم ير من النفس الإنسانية إلا الجانب الحيواني الشهواني وتصور الأحلام كلها تدور برموزها في هذا الفلك الشهواني المحدود، فكل ما يبدو في الحلم مستديرا كالكهف أو الحفرة أو الثقب أو الحلقة فهو رمز للأنثى، أما القلم والسيف والبرج والعصا والثعبان فهي رموز للذكر، وجميع الحركات كالمشي والجري والتسلق والطيران والسباحة كلها رموز للفعل الجنسي.وتصور النفس معزولة تماماً عن محيطها الغيبي ولم يعترف بالنفث الشيطاني، أو الخاطر الملائكي، أو الإلهام ا لربا ني.وخلق من تعلق الطفل بأمه عقدة أوديب تهدف إلى كراهية الأب وقتله والتخلص منه في اللاشعور، يعوضها الطفل شعوريا بالتحبب إلى الأب ومحاولة تقليده، ويعوضها الكبار بعبادة الأب السماوي تكفيرا عن رغبتهم الباطنية في قتل الأب الأرضي.ورأى فرويد أن الشخصية تأخذ شكلها النهائي في السنوات الخمس الأولى من الطفولة ثم تصبح قدر صاحبها، ولا يعود للطب النفسي دور سوى المهدئات والمسكنات ومحاولة التنفيس عن المكبوت في داخلها، ولم ير من النفس إلا منطقة واحدة هي النفس وإصلاح الأمارة الحيوانية.وعلم النفس الفرويدي لا يؤمن بإمكانية تبديل النفس بينما يقول علم النفس القرآني بإمكانية تبديلها.. ويقول بشفاء النفس واصلاح البال ونزع الغل من الصدور.ولم يقف وصف القرآن للنفس عند حدود النفس الأمارة الحيوانية بل قال بسبع مر اتب هي: النفس الأمارة، واللوامة،، والملهمة، والمطمئنة، والراضية، والمرضية، والكاملة.. وبإمكان الإنسان أن يرتقي في هذا المعراج من الكمال بالطاعة والعبادة، وحدد القرآن السلوكية المثلى بأنها سلوكية الاعتدال.(والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) (25/ 67)والسيرة تحفظ لنا صورا ونماذج من تبدل النفوس من الظلامية إلى النورانية في لحظة بالفضل والهدى الإلهي.. كما


    المصدر حياتنا النفسية

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 75,466 المواضيع: 12,588
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 16970
    مزاجي: حسب الظروف
    المهنة: ضابط في الجيش
    أكلتي المفضلة: الدولمه
    موبايلي: Note 4
    آخر نشاط: 5/March/2016
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى النقيب
    مقالات المدونة: 366
    طرح رائع ومفيد
    شكرا لكي

  3. #3
    في ذمة الخلود
    ابو مصطفى
    تاريخ التسجيل: August-2012
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 8,028 المواضيع: 865
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3679
    مزاجي: الحمد لله
    مقالات المدونة: 7
    وانا اقرأ موضوعك القيم استحضرت ذاكرتي الاية القرأنية الكريمة (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) وهذه الاية علاج ناجح لتجنب المعصية وعدم الوقوع فيها فان الانسان ان فكر ان يطيع هواه يقف امامه مخافة الله سبحانه وتعالى فأذا صدته مخافة الله سبحانه ونهته عن فعل المعاصي كان ذالك الانسان على درجة عالية في الاخلاق .
    والنفس كالطفل ان تهمله شبّ على
    حب الرضاع وان تفطمه ينفطم
    واصرف هواها وحاذر ان توليه
    ان الهوى ماتولى يصم او يصم
    وراعها وهي في الاعمال سائمة
    وان هي استحلت المرعى فلا تسم
    كم حسنت لذة للمرء قاتلة
    من حيث لم يدري ان السم في الدسم

    كل الشكر للطرح القيم والراقي
    تقبلي مروري وتقيمي

  4. #4
    من أهل الدار
    اجبروا الخواطر
    تاريخ التسجيل: October-2012
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 15,991 المواضيع: 2,267
    صوتيات: 90 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 12942
    مقالات المدونة: 2
    النفس امارة بالسوء الا ما رحم الله
    جهاد النفس عن المحرمات وعن الملذات واجب
    فالانسان يختلف عن الحيوان بكبح رغباته الغير مشروعه
    فبم يختلف الانسان الذي يسعى وراء ملذاته عن الحيوان

    شكرا عزيزتي موضوع قيم دام تواصلك

  5. #5
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: March-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 11 المواضيع: 0
    التقييم: 1
    آخر نشاط: 22/January/2014
    جعل الله هذا الجهد في ميزان
    حسناتك وزخرا في يوم تعز
    فيه الحسنات وأسأله أن يثبتك
    علي الصراط يوم تزل الأقدام
    إنه ولي ذلك والقادر عليه

  6. #6
    من أهل الدار
    ملائكة وشياطين
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النقيب مشاهدة المشاركة
    طرح رائع ومفيد
    شكرا لكي
    شكراا للمرور اخي

  7. #7
    من أهل الدار
    ملائكة وشياطين
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غسان العراقي مشاهدة المشاركة
    وانا اقرأ موضوعك القيم استحضرت ذاكرتي الاية القرأنية الكريمة (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) وهذه الاية علاج ناجح لتجنب المعصية وعدم الوقوع فيها فان الانسان ان فكر ان يطيع هواه يقف امامه مخافة الله سبحانه وتعالى فأذا صدته مخافة الله سبحانه ونهته عن فعل المعاصي كان ذالك الانسان على درجة عالية في الاخلاق .
    والنفس كالطفل ان تهمله شبّ على
    حب الرضاع وان تفطمه ينفطم
    واصرف هواها وحاذر ان توليه
    ان الهوى ماتولى يصم او يصم
    وراعها وهي في الاعمال سائمة
    وان هي استحلت المرعى فلا تسم
    كم حسنت لذة للمرء قاتلة
    من حيث لم يدري ان السم في الدسم

    كل الشكر للطرح القيم والراقي
    تقبلي مروري وتقيمي
    شكراا اخي غسان ع الاطراء الاكثر من رائع وتسلم ع التقييم

  8. #8
    من أهل الدار
    ملائكة وشياطين
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسرار مشاهدة المشاركة
    النفس امارة بالسوء الا ما رحم الله
    جهاد النفس عن المحرمات وعن الملذات واجب
    فالانسان يختلف عن الحيوان بكبح رغباته الغير مشروعه
    فبم يختلف الانسان الذي يسعى وراء ملذاته عن الحيوان

    شكرا عزيزتي موضوع قيم دام تواصلك
    اكيد اسرار نحن مامعصومين عن الخطأ
    شكراا ع الاطراء والتقييم حبيبتي

  9. #9
    من أهل الدار
    ملائكة وشياطين
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابدين حامد مشاهدة المشاركة
    جعل الله هذا الجهد في ميزان
    حسناتك وزخرا في يوم تعز
    فيه الحسنات وأسأله أن يثبتك
    علي الصراط يوم تزل الأقدام
    إنه ولي ذلك والقادر عليه
    مشكور اخوي بارك الله بك دعاء اكثر من رائع

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال