الإمارات تحرز أهدافا بالجملة .. "مانشستر سيتي" والقوة الناعمة

الأحد 2023/6/11


علم دولة الإمارات
يوما بعد الآخر، تحقق دولة الإمارات إنجازا جديدا يعزز قوتها الناعمة، بما يسهم في تعزيز سمعة الدولة إقليمياً وعالمياً وترسيخ احترامها.
والقوة الناعمة، تعني قدرة الدولة على توظيف إنجازاتها الرياضية والثقافية والدبلوماسية والإنسانية وقيمها الداعية للتسامح والسلام والحوار وتراثها ومبادئها وإعلامها لاستمالة وإقناع الشعوب بأهدافها وسياساتها دون الحاجة للجوء لأي أنواع أخرى من القوة، وهو ما نجحت في تحقيقه دولة الإمارات، عبر إنجازاتها الملهمة في مختلف المجالات.


مانشستر سيتي
أحدث تلك الإنجازات على الصعيد الرياضي، تتمثل في النجاحات المتتالية التي يحققها فريق مانشستر سيتي الإنجليزي الذي يملكه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، ووصوله إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بل إن الفريق حقق بإحرازه لقب دوري أبطال أوروبا، لتكتمل حلم الثلاثية التاريخية، بعد فوزه قبل أيام بكأس إنجلترا، وقبلها بأسابيع توج الفريق بلقب الدوري الإنجليزي للموسم الثالث على التوالي وللمرة الخامسة في آخر 6 مواسم.

إنجازات متتالية للفريق السماوي تتوج رؤية واستراتيجية دولة الإمارات والشيخ منصور بن زايد آل نهيان، منذ انتقال ملكية النادي إليه عام ٢٠٠٨، ليحقق قفزات عالمية فارقة في تاريخه، وإنجازات كبيرة، ليصبح من أقوى وأفضل الأندية الرياضية في كرة القدم على مستوى العالم، بالانتصارات والإنجازات التي تترجم الخطط التطويرية الملهمة.

وتصدر نادي مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، النسخة الجديدة (2023) من التقرير السنوي لأفضل 50 علامة تجارية لأندية كرة القدم في العالم.
وأظهر التقرير نمواً إيجابياً بنسبة 34% في قيمة العلامة التجارية لمانشستر سيتي منذ جائحة كورونا، ليتجاوز بطل الدوري الإنجليزي الممتاز نادي ريال مدريد الإسباني ويتصدر التقرير للمرة الأولى.
وهذه هي المرة الأولى منذ 6 سنوات التي يحتل فيها ناد إنجليزي المركز الأول بهذا التقرير.
ويأتي تصدر مانشستر سيتي لهذا التصنيف في ظل النتائج المميزة والبطولات التي حققها فريق النادي على مدار السنوات الماضية والإيرادات الكبيرة التي أحرزها مقارنة بالأندية الأخرى.
وكان مانشستر سيتي تصدر هذا العام -أيضا- قائمة "ديلويت" للعام الثاني على التوالي، بعدما أعلن عن تحقيق عائدات قياسية بلغت 613 مليون جنيه استرليني وأرباح وصلت إلى 41.7 مليون جنيه استرليني، إذ تُعادل هذه الأرباح أكثر من ضعفي الرقم القياسي السابق للنادي.
كما كان هذا العام مميزاً أيضاً بالنسبة للنادي على الجانب التجاري، بإطلاقه تعاوناً مع عدد من الشركاء الجدد، معلنا عن تمديد المزيد من الشراكات، لتصل عمليات بيع المنتجات تحطيم الأرقام القياسية مع الطلب الهائل على أطقم موسم 2022/2023 وإطلاق أحدث مجموعة؛ إذ تم بيع قميص جديد كل 12 ثانية في اليوم الأول من البيع.
وتنعكس شعبية النادي أيضاً في الانتشار الهائل، ومستويات المشاركة الفائقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة بالنسبة لكون مانشستر سيتي النادي الأوروبي الأكثر شعبية على "يوتيوب" بالنسبة للمستخدمين النشطين ومشاهدات الفيديو هذا الموسم.
شعبية عالمية يبرز معها نجاح دولة الإمارات كنموذج ملهم في الإدارة وتحويل التحديات إلي إنجازات ودعم الرياضة الأكثر شعبية حول العالم، وتعريز صورتها الإيجابية كواحة للتسامح والسلام.
فرغم تاريخ مانشستر سيتي العريق مع الكرة الإنجليزية، منذ تأسيسه قبل 128 عاماً، وتحديداً عام 1894، فإنه لم يتحول إلى واحد من أقوى أندية العالم، إلا قبل 15 سنة فقط، عندما انتقلت ملكيته في سبتمبر/أيلول 2008 إلى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان الذي طور فكرة الاستثمار لتتحول مجموعة "سيتي فوتبول جروب"، المالكة للنادي، إلى إمبراطورية كبيرة لا تغيب عنها الشمس، كونها تضم عدداً كبيراً من الأندية على مستوى العالم، كان آخرها باهيا البرازيلي الذي يعد النادي رقم 13 الذي ينضم إلى المجموعة.

إنجاز تاريخي
لأجل هذا النموذج الناجح لم يكن مستغربا أن تدخل دولة الإمارات العربية المتحدة في مارس/آذار الماضي، قائمة الدول العشر الأولى لأول مرة في تاريخها في مؤشر القوة الناعمة العالمي للعام 2023 الذي تعده مؤسسة “براند فاينانس" العالمية.
وحققت دولة الإمارات تقدماً ملحوظاً في كل المؤشرات الرئيسية والفرعية بما يعكس المكانة المميزة التي وصلت لها الدولة، والتي جعلت منها واحدة من أكثر دول العالم من حيث التأثير الإيجابي والسمعة الطيبة.
وجاءت دولة الإمارات في المرتبة الثامنة عالمياً في التقدير العالمي للقيادات، وفي المرتبة التاسعة عالمياً في "التأثير في الدوائر الدبلوماسية"، وفي المركز السابع في قوة الاقتصاد واستقراره وتنوع قطاعاته، وفي المركز الـ10 في متابعة الجمهور العالمي والمركز الـ11 في التأثير الإعلامي، وفي المركز الثالث عالمياً في "الكرم والعطاء".
تتويج الإمارات بالمرتبة العاشرة عالمياً والأولى إقليمياً في المؤشر العالمي للقوة الناعمة، والذي يشمل 121 دولة حول العالم، كان شهادة دولية بحجم إنجازاتها ونجاحاتها، وتعبيرا عن التقدير لسياساتها الداعمة لنشر السلام والتسامح والتعايش والخير والعطاء الإنساني التي شكلت ركائز أساسية في مسيرة دولة الإمارات.

إنجازات متواصلة
إنجاز دولة الإمارات الرياضي الذي جسده فريق مانشستر سيتي تزامن مع مرور ٣ أشهر على انطلاق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، لخوض أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب.
وانطلق النيادي، في مارس/آذار الماضي في أول مهمة عربية طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية، تستمر 6 أشهر يجري خلالها أكثر من 19 تجربة علمية مهمة.
إنجاز تاريخي جديد في قطاع الفضاء، تعزز به دولة الإمارات ريادتها عالميا، وانفراداتها عربيا، من خلال إنجازات تستلهم عبرها أمجاد الماضي لاستعادة العصر الذهبي للحضارة العربية والإسلامية.

نشر السلام
أيضا يتزامن هذا الإنجاز مع إنجاز دبلوماسي وسياسي مهم يتمثل بترؤس دولة الإمارات لمجلس الأمن الدولي لشهر يونيو/حزيران الجاري، في وقت تتعاظم فيه مكانتها، وتتواصل ريادتها، وتتزايد ثقة العالم بقدراتها.
وتترأس دولة الإمارات مجلس الأمن الدولي، الذي يعتبر أعلى هيئة دولية معنية بصون الأمن والسلم الدوليين، للمرة الثانية بعد أن ترأسته في شهر مارس/آذار من العام الماضي.
ومع استمرار عضويتها في المجلس تواصل دولة الإمارات جهودها كشريك بنّاء في المجتمع الدولي للتعامل مع التحديات الراهنة؛ مثل: الحفاظ على السلام، وتعزيز التسامح، والتغير المناخي، وإعطاء الأولوية للإغاثة الإنسانية، ولمعالجة الأزمات الصحية العالمية، والابتكار في التنمية.

التحدي الأكبر
وتترأس دولة الإمارات مجلس الأمن الدولي فيما تواصل استعداداتها لاستضافة مؤتمر الأطراف بدورته الثامنة والعشرين COP28 في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في مدينة إكسبو دبي، وهي القمة المعنية بمكافحة تغير المناخ، الذي يعد أكبر تحدٍّ يواجه البشرية.
استضافة الإمارات لـCOP28 تعكس ثقة العالم بقدراتها، وقيادتها الرشيدة على قيادة العالم في التصدي للتحديات المصيرية التي يواجهها.

دبلوماسية إنسانية
على الصعيد الإنساني، تتواصل أيادي دولة الإمارات البيضاء حول العالم ، فقبل أيام أعلنت دولة الإمارات عن مساهمتها بمبلغ قدره 20 مليون دولار أمريكي “73.6 مليون درهم”، لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا” التي تحرص على توفير التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، حيث يتم تمويل الوكالة بالكامل تقريباً من خلال مساهمات الدول الأعضاء في منظمة الأمم.
يأتي هذا فيما تواصل دولة الإمارات تسيير جسر جوي إلى مطار أبشي غربي تشاد تنقل من خلاله حزمة جديدة من المساعدات، للحد من التداعيات الإنسانية على الأشقاء السودانيين الذين تأثروا من الأحداث في بلادهم، وعبروا الحدود إلى تشاد المجاورة، وذلك ضمن الاستجابة الإنسانية لتخفيف معاناة النازحين واللاجئين في الدول المجاورة للسودان.
يأتي ذلك بعد عدة شهور من افتتاح "بيت العائلة الإبراهيمية" بأبوظبي 16 فبراير/شباط الماضي، في خطوة تتوج جهود دولة الإمارات في ترسيخ الأخوة الإنسانية وإرساء ركائز التسامح.
"بيت العائلة الإبراهيمية" الذي يجمع الديانات السماوية الرئيسية الثلاث تحت سقف صرح واحد، ترجمة على أرض الواقع لأهداف وثيقة "الأخوة الإنسانية" التاريخية التي وقعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي فبراير/شباط 2019، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
ويجسد هذا البيت رسالة دولة الإمارات للإنسانية بأهمية التعايش والأخوة بين الجميع بغض النظر عن الأديان والمعتقدات واللغات والجنسيات.

حلم الشباب العربي
مكانة دولة الإمارات الراسخة لم تكن على الصعيد السياسي والدبلوماسي والإنساني والاقتصادي فحسب، بل على الصعيد الشعبي العربي أيضا.
برز ذلك جليا في اختيار الشباب العربي دولة الإمارات للعام الـ11 على التوالي كبلد يرنو للعيش فيه ويريد لبلدانه أن تقتدي به.
تتويج دولة الإمارات كوجهة مفضلة لدى الشباب العربي، جاء حسب استطلاع أصداء "بي سي دبليو" الرابع عشر لرأي الشباب العربي الذي صدر سبتمبر/ أيلول الماضي.
ووصلت شعبية دولة الإمارات هذا العام بوصفها مكانا مفضلا للعيش إلى أعلى مستوياتها منذ بدأ الاستطلاع.
رسائل تعكس في مضمونها حجم الحب الذي يكنه الشباب العربي لدولة الإمارات، وشهادة قوية وصادقة منهم بأن توجهات قيادتها في النهوض بالاقتصاد وتمكين الشباب بات مصدر إلهام ونموذج يقتدى به، وأن الإقامة والعمل في "دار زايد" أضحى حلما جميلا يتمنون تحقيقه.
شهادة شعبية شبابية ترسخ بها دولة الإمارات موقعها كوجهة أولى للشباب للعيش والعمل وتحقيق الأحلام والتطلعات.

إنجازات متعددة
إنجازات قياسية في مختلف المجالات تعزز قوة دولة الإمارات الناعمة، وتوظيف كل إنجاز لصالح الآخر، الأمر الذي يسهم في تسريع هدف دولة الإمارات بأن تكون "أفضل دولة في العالم" بحلول الذكرى المئوية لقيام الاتحاد عام 2071.
في ضوء كل تلك الإنجازات الإماراتية في مختلف المجالات، يمكن فهم النتائج البارزة التي حققتها دولة الإمارات في مؤشر القوة الناعمة العالمي للعام 2023، الذي تعده مؤسسة “براند فاينانس" العالمية، ومن أبرزها: دخول دولة الإمارات قائمة الدول العشر الأولى لأول مرة في تاريخها في مؤشر القوة الناعمة العالمي للعام 2023.
وارتفعت دولة الإمارات على المؤشر العام من المرتبة 15 في العام 2022 إلى المرتبة العاشرة في العام 2023، لتنجح من خلال هذه القفزة الكبيرة التي بلغت 5 مراكز في تحقيق أكبر ارتفاع بين الدول العشر الأوائل، وتكون بذلك الدولة العربية والشرق الأوسطية الوحيدة التي تحجز مكاناً في قائمة الأوائل العشرة.
وفي مؤشر "التأثير الإيجابي" قفزت دولة الإمارات مرتبتين من المركز العاشر إلى المركز الثامن على مستوى العالم.
وفي مؤشر "السمعة الطيبة"، حققت دولة الإمارات تقدماً بواقع 3 مراكز من المرتبة 20 إلى المرتبة 17 عالمياً محققة أكبر معدل نمو بين الدول العشرين الأولى خلال العام 2023.
وفي محور "الحوكمة"، حققت دولة الإمارات نمواً في كل المؤشرات، حيث قفزت في مؤشر "التقدير العالمي لقيادات الدولة" من المركز العاشر في العام 2022 إلى المركز الثامن على مستوى العالم.
وفي محور العلاقات الدولية، واصلت دولة الإمارات تقدمهاً لتحل في المرتبة التاسعة على مستوى العالم في مؤشر "التأثير في الدوائر الدبلوماسية"، انطلاقاً من علاقاتها القوية التي تربطها بمختلف دول العالم.