وهذي المدينة ُ غيرُ التيرأيتَ تغلّقُ أبوابَها

شوارعها ليس ما تشتهي
وقد فضّتِ الريحُ أثوابَها

وحيطانُها لم تعدْ طينةً
ترانا المساكينَ أحبابَها

وأشجارُها قبل هذا وذاك
تخونُ وتصلبُ لبلابَها

وعشاقُها وزّعوا جرحها
مناديلَ تجرحُ أهدابَها

ستلقى عجوزا إذا زرتها
سريعا تحدّثُ دولابَها

حكاياتُها عن عبيدِ الفرات
تهدهدُ في الليلِ أغرابَها

وأمواتُها ، هل نعدُّ الطيور
وقد غيّبَ الموتُ أسرابَها

وأنتَ الذي شلتَ أحزانَها
ومازلتَ في العشقِ ( حبّابَها )

بريدُكَ للآن ملء َ العيون
يبادلها الحزن أنخابَها

تعلّقْ طويلا بخيباتِها
وكنْ أنت والشعرُ أصحابَها

ببالِ التوابيتِ كن زهرةً
وجرّدْ من الموتِ أخشابَها

وعرّفْ لماشينَ أسماءها
قديما نسوها وألقابَها

وإيّاكَ تقنعُ كالباهتين
وتسقي من النهرِ أربابَها







حازم رشك التميمي