احلام ام اهداف: كيف نحول الاحلام الى اهداف؟
عزيز ملا هذال

ما دفعني لكتابة هذا المقال هو حديث دار بيني وبين صديق مقرب عن بعض ما يود عمله وما يطمح اليه في المستقبل، اذ قال لي مازحاً انه لديه الكثير من الاحلام التي تشبه حزمة البالونات فما ان يفقئ الواقع احدها حتى اضع عيني على الاخرى وهكذا الحال اعيش في عالم الاحلام، فاستعلمت عن سبب تأخرها او عدم تحقيق بعضها على اقل تقدير، رد بالقول: انها مجرد احلام وليس اهداف، حينها اثار في داخلي جذوة التفكير في الفرق بين الاحلام والاهداف واحببت البحث والكتابة بين تلك الفروقات الكبيرة التي يجهلها الكثير من الناس.

جميعنا او فلنقل اغلبنا يحلم في امتلاك منزل فاره مثلاً او سيارة ذات طراز رفيع وقدرة مادية تتيح له التنقل بين البلدان وكأننا ننتقل بين منطقة واخرى في واقعنا المعاصر، لكننا لا نجتهد في سبيل الحصول على مصدر رزق يؤمن لنا من نحلم به لتبقى مجرد امنيات حبيسة افكارنا وواقعنا المثالي الذي قد لا نصل اليه في يوم من الايام او قد نصل متأخرين ومتعبين فلا نشعر بالمتعة بالمنجز.

ما هي الفروقات بين الاحلام والاهداف؟
يمكننا القول ان الفرق بين الاحلام والاهداف يكمن في ان الاول هو ما تتمناه وتعيشه في مخيلتك، أما الثاني فهو الترجمة الحقيقة بخطط على أرض الواقع وبذل الجهود العقلية والنفسية والجسمانية لتحقيقه، فكون ان تتمنى ان تحدث تغييراً في حياتك شيء وبين وضع خطة للتحقيق شيء آخر وبين هاتين النقطتين بوناً واسعاً ليس من السهل تقليصه ان لم تتوفر الارادة وعوامل اخرى موضوعية، هذه احدى الفروقات.

اما الفرق الآخر هو ان الاحلام هي صور جميلة نضعها نصب اعييننا فأن وضعنا خطة زمنية للتحقيق اصبحت اهداف والعكس صحيح جدا، والمثال الواقعي هو اني طوال فترة الدراسة في مرحلة الاعدادية والدراسة الاولية في الجامعة كنت احلم بالحصول على الماجستير والعمل كأستاذ جامعي وان اعيش مبادراً ومميزاً في مجالي وليس انساناً هامشياً، فلم ابقي الحلم متروك للزمن بل وضعت فترة زمنية للتحقيق الحلم وبمعونة الله تعالى تحقق ما اصبو اليه واصبحت بالحال الذي انا عليه الان، وهذا هو الفرق الثاني بين الحلم والهدف.

ما الذي يدفعنا لتحقيق الاحلام؟
بعد معرفة الفروقات بين الاحلام والاهداف صار لازماً بيان كيفية تحويل احلام الانسان الى اهداف عبر عدة عمليات جسدية ذات دوافع نفسية وعقلية اهمها:
الخطوة الاولى لتحويل الحلم الى هدف ومن ثم تحقيقه في الواقع هو ان يتصور الفرد احلامه وكيف ستكون حياته في حال تحقيقها مستخدماً حاسة التخيل التي لها الفضل في تغير حياة الكثير من الناس للأفضل، وبتخيل حياة الوصول الى الحلم سيستثمر طاقاته للوصول والتمتع بمزاياها ومردوداتها على النفس البشرية وكيف يمكن ان تعيده الى حالة الاتزان الذي يغيب في حال لم يصل الفرد الى طموحاته، شريطة ان تكون هذه الاحلام والطموحات واقعية قابلة للتنفيذ وليست احلام مجنونة.

ثم من الاهمية بمكان ان يمتلك الانسان شجاعة تحفزه لتجريب بعض السلوكيات التي من شأنها ان تبلغه مبلغ الابطال والناجحين والمختلفين الذين اصبحت قصص نجاح تلهم الناس الباحثين عن النجاح وتدفعهم لتحقيق اهدافهم، فأذا كنت تحلم وتمتلك بعض الادوات لأحداث التغيير في حياتك غير انك تقبع تحت سطوة الخوف من الفشل والقلق وعدم اليقين والثقة بنفسك وبقدراتك حتماً سيمنع ذلك من استمرار السعي في طريق احلامك.

وعليك يا صديقي الحالم ان تعي حقيقة ان الفشل في محطة من محطات الحياة هو بداية النجاح ولن يسير امر دونما فشل فالنكبات والانتكاسات سترافقك لكن لا ينبغي لك الوقوف الا للتزود بالقود ان اردت الوصول الذي ثمنه الاصرار والصبر والا فالبديل هو الوقوف على قارعة الطريق تعد العابرين نحو اهدافهم والحسرة تقتلك لكونك لم تتمكن من مسايرتهم او القاء بهم في احدى محطات النجاح، وبهذا الوعي يواصل الانسان رحلة البحث عن الذات المتعبة والممتعة في الوقت ذاته التي لو لم يعشها الانسان سيضيع احلامه حينها ولات حين مندم.