النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

مفهوم القيم الروحية لغة واصطلاحاً

الزوار من محركات البحث: 62 المشاهدات : 296 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: July-2017
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 527 المواضيع: 238
    التقييم: 147
    آخر نشاط: 23/August/2023
    مقالات المدونة: 1

    مفهوم القيم الروحية لغة واصطلاحاً

    مفهوم القيم الروحية لغة واصطلاحاً

    القيم
    قبل أن نتحدّث عن القيم الروحية، ينبغي أن نبدأ بالمفهوم العام للقيم؛ حيث تُعرّف القيم على أنّها المعايير والمقاييس التي نتصرف ونحكُم وفقًا لها، ونحدد المرغوب وغير المرغوب من السلوكات على أساسها. تُعتبر القيم المسؤول الأوّل عن توجيه سلوكات الإنسان وتحديد أهداف أفعاله، ويمكننا القول إنها ما يُميّز الإنسان عن غيره من المخلوقات. وضع الإنسان قيمه عبر الزمن، كقوانين تُنظّم حياته وتحكم أهواءه، تبعاً لشكل المجتمع الذي يعيش فيه وضوابطه الاقتصادية والتاريخية والمجتمعية، ولا نغفلُ بالطبع عن ذكر الأديان كمشرّع مهم للقيم، حيث أخذت الحضارات المتديّنة قيمها ومبادئها من الدين، الذي حدد علاقة الإنسان بالكون والآخر، ونظّم حياته وشؤونه.

    القيم الروحية لغة واصطلاحاً
    لغةً تُنسب القيم الروحية إلى الروح، أي إنّ محلها عالم الروح ومكنوناته لا الجسد، أمّا اصطلاحاً؛ فيمكننا القول إنّها مجموعة العقائد والتراث والمفاهيم المجتمعية والآداب، التي تظهر في سلوك الأفراد والجماعات وعلاقاتهم ببعضهم، غير القائمة على النفعيّة أو المصالح المباشرة.

    الحاجة إلى القيم الروحية
    يتكون الإنسان من جسدٍ ونفسٍ وروح، وهذا يعني حاجته لقيم تُهذّب وتنظم جانبه النفسي والروحي- دون إغفالٍ لمتطلباتِ الجسد وحاجاته- وتسيّرها في الاتجاه الصحيح الذي يحقق سعادته الذاتية وينظّم علاقته بالآخر، ويسهم في الارتقاء بمجتمعه.

    القيم الروحية في الإسلام
    ركز الإسلام على الجانب الروحي للإنسان، ويتجلّى هذا في الخطاب الإلهي له في القرآن الكريم، وتركيز السنة على الأخلاق، والحث عليها، من هنا نستطيع تعريف القيم الروحية في الدين الإسلامي على أنها مجموع الأخلاق والفضائل والعبادات، التي تخاطب باطن الإنسان وكيانه الداخلي، وتنظم علاقته مع ربّه ونفسه ومجتمعه، واستناداً إلى كونها معتمدة على القرآن والسنة فهي ثابتة وشاملة ولا تتأثر بالزّمان أو المكان.

    مظاهر التّحلي بالقيم الروحية
    تحقيق استقرار النفس وسلامها وسعادتها.
    تخليص المجتمعات من الآفات التي قد تدمّرها؛ كالسرقة والقتل والظلم.
    ترابط الأفراد في المجتمع، وسموّ الروابط الروحية، كالحب والصداقة والأخوّة.
    زيادة إنتاجية الأفراد، وسعيهم نحو صلاح المجتمع الذي ينتمون إليه وخدمته.
    الحد من انتشار الفقر، بزرع قيم التكافل والتعاون الاجتماعي.
    تقدّم المجتمع ورفعته بصلاح أفراده.

    تنويه إنّ التقدّم الحضاري والعلمي أدى اليوم إلى سيادة القيم المادية وطغيانها في سلوك الإنسان وعلاقاته واضمحلال القِيم والرّوابط الروحية النقية، وإذا لم نحاول استعادة القيمة الروحية وسيادتها في حياة الفرد، فإنّ الحضارات ستكون مهدّدةً بالزوال حتماً؛ حيث إنّ التقدم المادي وحده لن يُسهم في استمرارها، وانطلاقاً من حقيقة تلازُم الروح والمادة في الحياة، تظهر أهمية تلازم القيم الروحية والمادية.

  2. #2
    صديق فعال
    ما هي القيم

    يعيش الإنسان في هذه الحياة وفق قيمٍ مُعيّنةٍ يُطبّقها أو يَسعى للوصول إليها، كما تُعتَبر القيم نوعاً من أنواع المُحدّدات أو الغايات، ويُعدّ الوصول إليها نوعاً من أنواع النّجاح، وعلامةً تُؤشّر على حسن سَيْر العمل في مَراحله السّابقة، أو ما يُطلق عليه بالتغذيّة العكسيّة أو الرّاجعة.

    تعريف القيم
    القيم مُفردها قيمة، وترتبط لغويّاً بمادة قَوَمَ والتي تمتلك عدّة دلالات منها قيمة الشّيء وثمنه، والثّبات والدّوام، و الاستقامة والاعتدال، ونظام الأمر وعِماده. وأقربها لمعنى القيمة هو الثّبات والدّوام والاستمرار على الشّيء.
    أمّا اصطلاحاً فإنّ القيم هي جملةُ المقاصد التي يسعى القوم إلى إحقاقها متى كان فيها صلاحهم عاجلاً أو آجلاً، أو إلى إزهاقها متى كان فيها فسادهم عاجلاً أو آجلاً. وهي القواعد التي تقوم عليه الحياة الإنسانيّة وتختلف بها عن الحياة الحيوانيّة، كما تختلف الحضارات بحسب تصوّرها لها. وقد وردت في القاموس التربويّ بأنّها صفاتٌ ذات أهميّة لاعتبارات نفسيّة أو اجتماعيّة، وهي بشكل عامّ مُوجّهات للسّلوك والعمل.

    خصائص القيم
    للقيم عدّة خصائص تتميّز بها:
    ترتبط بنفسيّة الإنسان ومشاعره، حيث تشمل بذلك الرّغبات والميول والعواطف التي تختلف من إنسان لآخر، ومن حضارة لأُخرى.
    مُتغيّرة وليست ثابتة؛ نتيجةَ تفاعل الإنسان مع بيئته وتغيُّرات الوسط المُحيط.
    غير وراثيّة ومُكتسبة من خلال البيئة.
    تفاوت أولويّة القيم وتفوّقها على بعضها، وتطبيق إحداها على حساب الأُخرى.
    تعدُّدها نتيجةَ اختلاف الحاجات الإنسانيّة بين حاجاتٍ اقتصاديّةٍ وسياسيّةٍ واجتماعيّةٍ ونفسيّةٍ.
    ذات منطق جَدَليّ؛ فهي تحتمل الحقّ والباطل، والخير والشرّ.
    صعوبة القياس بسبب تعقيد الظّواهر الإنسانيّة المُرتبطة بالقيم.
    ذاتيّة؛ حيث تظهر في مَشاعر الإنسان إمّا بالميل نحوها أو النّفور منها.
    نسبيّة؛ فهي تختلف من شخصٍ لآخر حسب الزّمان والمكان.
    إنسانيّة؛ فهي مُتعلّقة بالإنسان وليس أيّ كائن آخر.

    تصنيف القيم
    تصنف القيم حسب المجال الذي تُعنى به إلى عدّة أنواع:
    القيم النظريّة: هي رغبة الفرد بالتعلّم وسعيه نحو اكتشاف المعلومات والبحث عن مصادرها، ويتّصف صاحب القيم النظريّة بقدرته على النّقد والنّظر للأمور بموضوعيّة، ومن الأمثلة على القيم النظريّة الطّموح العلميّ، والتّجريب، والبحث العلميّ، والتّسامح الفكريّ.
    القيم الاجتماعيّة: وتظهر من خلال رغبة الإنسان بتقديم العون لمن حوله، وتفاعله الاجتماعيّ مع الوسط المُحيط به، واتّخاذه إدخال السّرور على الآخرين هدفاً بذاته، ومن الأمثلة على هذه القيم العطف، والحنان، والإيثار.
    القيم الدينيّة: تتضّح من خلال اطّلاع الإنسان المُستمرّ على أصل الوجود والكون، والتزامه بتعاليم الدّين، وحرصه على نيل الثّواب والبعد عن العقاب.
    القيم الاقتصاديّة: تتمثّل في البحث الدّائم عن الإنتاج المُربِح، والاهتمام بالأموال والثّروات، وغالباً ما يَنظر أصحاب هذه القيم للأمور نظرةً ماديّةً قائمةً على حساب مِقدار الرّبح والخسارة، وقد يتعارض هذا النّوع من القيم مع الأنواع الأُخرى.
    القيم الجماليّة: يُعبَّر عنها بالبحث عن الجمال في الأشياء وتقدير الفنّ، ومن أمثلتها التفوّق الفنيّ، وحبّ الفنون، وتقدير الجمال.
    القيم السياسيّة: تظهر في حبّ القوّة والتحكّم، وفرض القوانين على الأشخاص والأفراد، ومن أمثلتها تقدير السُّلطة، وتحمُّل المسؤوليّة، والميل للقيادة.

    أهميّة القيم
    للقيم أهميّةٌ عُظمى في حياة الفرد والمجتمع تُساهم في بنائه تكوينه، ومن أهميّتها:
    بناءُ شخصيّةٍ قويّةٍ ناضجةٍ ومُتماسكةٍ صاحبةِ مبدأ ثابت.
    اكتساب الفرد القدرة على ضبط النّفس.
    التّحفيز على العمل وتنفيذ النّشاط بشكل مُتقن.
    حماية الفرد من الوقوع في الخطأ والانحراف؛ حيث تُشكّل القيم درعاً واقياً.
    إحساس الفرد بالسّلام الداخليّ.
    الاستقرار والتّوازن في الحياة الاجتماعيّة.
    إحساس الفرد بالمسؤوليّة.
    كسب ثقة النّاس ومَحبَّتِهم.
    إكساب الفرد القدرة على التّأقلم مع الظّروف برضا وقناعة.
    تشكيل نمطٍ عامٍّ للمُجتمع وقانون يُراقب تحرُّكاته.

    أساليب تكوين القيم
    لأهميّة القيم وضرورتها قامت عدّة تجاربَ ودراساتٍ لمعرفة أنجح الأساليب والطّرق لتكوين القيم وترسيخها في المُجتمعات، ومن الأمثلة على هذه الطّرق:
    الإقناع: عن طريق توظيف الأدلّة والبراهين لإقناع الأفراد بأهميّة قيمةٍ مُعيّنةٍ.
    اتّخاذ القدوة الصّالحة.
    القوانين: جعل القيم جُزءاً من تشريعات وقوانين الدّولة؛ يجعل تطبيقها لزاماً على المُجتمع.
    الإعلام: حشد الإعلام لتوجيه المُستمعين نحو قيمة مُعيّنةٍ ودعوتهم إلى تطبيقها.
    الدّين: وجود القيمة من ضمن التّشريع الدينيّ يُعدّ ذا أثرٍ كبير على انتشارها وتطبيقها، خصوصاً إذا كان المُجتمع مُتديّناً.

    مصادر القيم
    من مصادر القيم ما يأتي:
    الدّين: من خلال الشّرائع السماويّة التي أنزلها الله تعالى للنّاس، ومن خلال الكتب السّماويّة التي جاءت لهداية البشريّة وتوجيهها لما فيه صلاحها، فما وافق الشّريعة هو صالح وما خالفها فهو فاسد.
    العقل: نتيجة قدرته على تحليل الأمور، والنّظر في عواقبها، واستنباط الخير والشّر.
    المُجتمع: إذ يعتقد أصحاب هذا الرّأي بأنّ لكل مُجتمع ظروفه وخصوصيّاته وتطلّعاته ومُستقبله الخاصّ به، وبالتّالي فإنّ القيم التي تلُائمه قد لا تُلائم غيره من المُجتمعات.

    مُكوّنات القيم
    تتكوّن القيم من كلّ ممّا يأتي:
    المُكوّن المعرفيّ: عن طريق اختيار قيمة مُعيّنة بين مجموعة من البدائل، ومقارنتها بغيرها، والنّظر في نتائجَ اختيارها، وتحمُّل مسؤوليّة الاختيار.
    المُكوّن الوجدانيّ: يظهر من خلال الفخر بقيمةٍ مُعيّنةٍ وسعادة الفرد باختيارها.
    المُكوّن السلوكيّ: يُحدّد عن طريق المُمارسة والتّجربة، وذلك من خلال مُمارسة قيمة مُعيّنة في ظروف وأوضاع مُختلفة.

    مفهوم القيم المادية ومظاهرها

    مفهوم القيم المادية
    تركّز القيم المادّية على النزعات ذات الطابع المادّي؛ كالثروة، وتحقيق الأرباح المادّية، وإشغال المناصب المهمّة، وهي قيم وسلوكيات إنسانيّة طبيعية، يبحث من خلالها الفرد عن تحقيق شعور بالفوز وسعادة معينة، إلّا أنّ زيادة الميل نحوها على حساب القِيم الجوهرية الأخرى قد يتسبّب في استهلاك الفرد بصورة مبالغ فيها تعود عليه وعلى المجتمع بالأضرار الوخيمة، بالإضافة إلى ظهور مشكلة في علاقاته الاجتماعية المتوازنة بسبب تركيزه على تحقيق ذاته دون الاهتمام بغيره، كما أنّ السعيّ خلف المادّية والممتلكات يُلغي مفهوم القيم الفكرية.

    مظاهر القيم المادية
    تمثّلت القيم المادّية بالعديد من المظاهر، ومنها ما يأتي:
    عقوق الوالدين وعدم شعور الفرد بانتمائه أو مسؤوليته تجاه الأسرة التي يعيش معها والمجتمع الذي يخالطه.
    اهتمام الأطفال في أعمار مبكّرة بالعلامات التجارية لمُقتنياتهم الشخصية؛ كالأحذية والملابس مثلًا.
    ميل الأطفال والمراهقين للتعبير عن أنفسهم عند حديثهم مع غيرهم من خلال ممتلكاتهم ومستهلكاتهم الخاصة.
    انتشار الجراحة التجميلية بين الشباب بسبب انعدام الرضا عن النفس والسعي لتحسين المظهر الخارجي.
    العولمة وانتشار الإعلانات المتمركزة حول الجوانب المادّية والاستهلاكيّة والترويج لآثارها على الأفراد.

    الآثار السلبية لانتشار القيم المادية
    يؤدي انتشار القيم المادّية بين الأفراد إلى تفشي العديد من المشاكل على المستوى الشخصي والمجتمعي، ومنها الآتي:
    يعاني الأفراد المادّيون من الشعور بالتعاسة نتيجةً لشعور الجشع الذي يُلازمهم وانعدام الرضا عن حياتهم باستمرار.
    يؤدي سعي الأشخاص المادّيين الدائم خلف مصالحهم الشخصيّة إلى عدم اكتراثهم بالقيم المعنوية؛ كالصداقة وتكوين الأسر الناجحة.
    انتشار القيم المادّية قد يكون سببًا في تفشّي العديد من المشاكل المجتمعية؛ كالإدمان على سبيل المثال.
    يرغب المادّيون في زيادة ثرواتهم حتى لو كان ذلك بالطرق غير الشرعية، مع عدم إيمانهم بأهميّة الأعمال المجتمعية ذات الأجور الزهيدة.
    يعمل المادّيون على استنزاف الطبيعة ومواردها بصورة غير مباشرة؛ فالقيم المادّية التي يمتلكونها تُحتّم عليهم تلبية العديد من الاحتياجات التي كان بالإمكان الاستغناء عنها.

    الفرق بين القيم المادية والمعنوية
    يمكن تلخيص الفرق بين القيم المادّية التي يمتلكها الإنسان المادّي والقيم المعنوية للإنسان المعنوي من خلال النقاط الآتية:
    تتميّز القيم المادّية بأنّها الميل للأشياء المادية المحسوسة؛ كالسلع والأماكن، بينما تُشير القيم المعنوية إلى الدّين، والأفكار، والأخلاق، والمُعتقدات.
    يتميّز الإنسان المادّي بكونه منعزل عن العالم، بينما يحاول الإنسان الذي يمتلك قيَمًا معنوية الاهتمام بالآخرين بدرجات متفاوتة.
    تقود القيم المادّية الإنسان نحو التمحور حول ذاته وحول مشاكله الخاصّة، بينما تشحذ القيم المعنوية من تفكير الإنسان بالمشاكل العالمية.
    يعد التبرّع بالمال من وجهة النظر المعنوية بأنّه نابع من شعور الإنسان بالإيثار وحبّ الخير، بينما يمكن تفسيره مادّيًا على أنّه نوع من الأنانية وطريقة لتحسين السُمعة.
    يعود انتشار القيم المادّية بين الأفراد على المجتمعات بالنتائج السلبية، خاصةً عند تفوّقها على القيم المعنوية أو إلغائها تمامًا؛ فالإنسان المادّي يتميّز بتمركزه حول ذاته دون إعطاء الآخرين أيّ اهتمام، كما أنّه يُفضّل نجاحه وتحقيق ذاته على العديد من الجوانب الأخلاقية؛ لذلك يسعى للوصول إلى مطالبه بأيّ شكل كان حتى لو كان هذا على حساب علاقاته الاجتماعية والأسريّة، وبالإضافة إلى ما سبق فالمادّية تدفع الإنسان إلى استنزاف الموارد وزيادة الاستهلاك بسبب الرغبة في الحصول على الملذّات الشخصية دائمًا.

    ما هي القيم الإنسانية

    تعريف القيم الإنسانية
    تُعرّف القيم الإنسانيّة على أنّها الفضائل التي تُوجّه الإنسان إلى مُراعاة العنصر البشري عندما يتفاعل مع أشخاص آخرين، وتُعرّف القيم أيضاً بأنّها عبارة عن أهداف الإنسان المرغوبة التي تكون فعّالة من خلال مواقفه، ومُرتبة حسب أهميتها له، وتوجّه الإنسان نحو اختياراته ، وتُقيّم سلوكه، كما أنّ هذه القيم التي يمتلكها الفرد لا تكون فطريّة، بل تكون نتيجة التنشئة الاجتماعيّة للفرد التي ينشأ عليها منذ وقت ولادته وتستمر معه طوال حياته، وتشتمل القيم الإنسانيّة على: الاحترام، والاستماع، والتعاطف، والمودة، والتقدير، ومحبة الآخرين، فمن خلال هذه القيم يُصبح المرء قادراً على التّحلّي بالقيم الأخلاقيّة، مثل: العدالة والنزاهة، ورفض العنف، ومنع القتل، كما تُشكّل القيم وسيلة لإداراة العلاقات الإنسانيّة وأداة للسلام، وتُحفّز الفرد على التفكير، والتحدّث، والتصرّف بطرق معينة، فهي بمثابة معايير له، حيث تضع قيوداً على سلوكه، ويشار إلى أنّ معظم القيم تتّصف بالحب، والفرح، والسلام، واللطف، والخير، والإيمان، والتواضع، وضبط النفس.

    أنواع القيم الإنسانية
    تُقسم القيم الإنسانية إلى عدّة فئات، وهي كما يأتي:
    القيم الفرديّة: تُعدّ هذه القيم من أكثر القيم الجوهرية للفرد، والتي تعني تقييم الذات، حيث تُعتبر القيم الفردية هي مصلحة الفرد التي تحتاج إلى أولويات الحماية قبل أيّ شيء آخر، كما أنّها تدعم الحرية حيث تعتقد أنّ الإنسان له الحق في تقرير ما هو جيّد له، وتبدأ هذه القيم منذ الطفولة.
    القيم العائليّة: تُعتبر العائلة هي الوحدة الأساسية للمجتمع، ويمكن الحفاظ على هذه القيم عن طريق التقاليد، والثقة، والمحبة.
    القيم المهنيّة: يَكسب الإنسان من خلال مهنته مجموعة من القيم، إذ إنّ لكلّ مهنة قيماً خاصة بها، مثل: الوفاء، والدفاع.
    القيم الوطنيّة: تهدف هذه القيم إلى منح المساواة والعدالة لجميع المواطنين، وتمثّل هذه القيم تقاليد، وتاريخ الأمة، وتجارب شعبها منذ نشأتها.
    القيم الأخلاقيّة: تنتقل القيم الأخلاقيّة من جيل إلى آخر عن طريق التقليد، وهذه القيم تُشكّل المسار الصحيح للفرد ليَحظى بالحب والاحترام في المجتمع.
    القيم الروحيّة: تُنسب القيم الروحيّة إلى الله وتُسمى الإلهية، وتشمل هذه القيم الحب، والرحمة، والعدالة، والحقيقة، وتغرس فطرياً في الإنسان، بغض النظر عن دينه، أو ثقافته، أو جنسيته، فتوحّد جميع البشر في العالم، حيث تتجاوز مشاعر الحب والرحمة جميع حواجز الدين، والعرق، والقوميّات.

    تأثير القيم الإنسانية في حياة الفرد
    تلعب القيم الإنسانية دوراً مهماً في مختلف مراحل حياة الإنسان بما في ذلك التعليم والوظيفة، حيث يعتمد سلوك الفرد وهو طفل على ثقافة عائلته عند دخوله إلى المدرسة ، كما يوجد تأثير كبير على سلوكه من قِبل الأصدقاء، والمعلمين في المرحلة المدرسية الابتدائية والثانوية، وبمجرد دخوله إلى الكلية تؤثّر الدائرة الاجتماعيّة على أخلاقياته.

    تعريف القيم الأخلاقيّة
    القيم جمع قيمةٌ، وهي مأخوذةٌ من التقويم وإزالة الاعوجاج، ويُراد بها المُثل والمبادئ الاجتماعية السامية، والأخلاق في الإسلام؛ هي: ما ينظّم السلوك الإنسانيّ من مبادئ وقواعد مُحدّدةٍ عن طريق الوحي، بغاية تحقيق الغاية من وجود الإنسان على الوجه الأمثل، والقيم الأخلاقيّة هي: نظامٌ متكونٌ من المبادئ والمعاني السامية، المُستنبطة من الكتاب والسنّة، الموافقة للفطرة البشريّة، المكتسبة من الفَهْم الدقيق للدِّين الإسلاميّ، والتي تضبط سلوكيات التعامل بين الناس، للوصول بالفرد والمجتمع لسعادة الدُّنيا والآخرة.

    مصادر القيم الأخلاقيّة
    يختلف كلّ مجتمعٍ من المجتمعات بثقافته المختلفة ومنظومته القيمية التي يسستمدّها من مصادره الخاصّة به، إذ إنّ القيم الأخلاقيّة تُشكّل جزءاً من المجتمع الإسلاميّ، فإنّما يستمدّ تلك الأخلاق من مصادر التشريع الإسلاميّ، التي لا تتناقض بين أحكامها والفِطرة التي فطر الناس عليها؛ إذ إنّ المشرِّع والخالق واحدٌ، أمّا المصادر التي استُنبطت منها الأخلاق فالأوّل: القرآن الكريم؛ إذ يعدّ المصدر الأوّل والرئيسي لمنظومة القيم الأخلاقيّة، والثاني: السنّة النبويّة؛ التي تعدّ مُكمّلةً ومُفسّرةً ومُبيّنةً للقرآن الكريم، والثالث: الإجماع، والرابع: القياس.

    أهميّة القيم الأخلاقيّة
    تدلّ العديد من الأمور على أهميّة القيم الأخلاقيّة، يُذكر منها:
    زيادة الإتقان والإبداع في العمل؛ إذ إنّ صاحب الخُلق يقوم بالعملٍ الموافق لِما يتّصف به من أخلاقٍ، والمبنيّ على الخُلق الذي يدعو إلى الإتقان، وعدم التقصير، والغِشّ، وغير ذلك من الأمور التي تحول دون الإتقان والتميّز.
    الزيادة من قوّة الإرادة والإصرار، ووضوح الهدف.
    تنمية معاني الإنسانيّة في نفس صاحب الخُلق الحسن.
    بعث الطمأنينة والسرور والإيجابية في القلوب، بأداء الواجبات، واجتناب المحظورات، وتحقيق الأهداف السامية العالية، فذلك ممّا يعود على النًّفس بالراحة والسكون.

    وظيفة القيم الأخلاقيّة
    تتعدّد وظائف القيم الأخلاقيّة سواءً على مستوى الفرد أو المجتمع، يُذكر منها:
    تحديد سلوك الأفراد، وحَصْره في خياراتٍ محدّدةٍ، ممّا يُساهم في تشكيل شخصيّة الفرد، وتحديد أهدافه.
    تمكين الفرد من أداء المطلوب منه، مع التكيّف والرضا عن الأداء.
    إشعار الفرد بالأمان، ممّا يُساعد في تقوية النَّفس، ومُواجهة ضعفها.
    إتاحة الفرصة للفرد بالتعبير عن نَفْسه بفَهْمٍ عميقٍ لها.
    العمل على تماسك المجتمع، بتحديد وتوحيد أهدافه ومبادئه التي يُمارسها فيها حياته السليمة.
    مُساعدة المجتمع في التعامل مع التغيّرات التي يُواجهها.
    ربط ثقافة المجتمع بجميع أجزائها؛ ليظهر في أفضل صورةٍ، كما وتؤسّس عقليّاً للنظم الاجتماعيّة، لتُصبح بمثابة عقيدةً لأفراد المجتمع.
    حماية المجتمع من الأنانيّة وتحقيق الشّهوات والأهواء، بالنَّظر إلى أفعال أفراد المجتمع.

    كيفيّة اكتساب القيم الاخلاقيّة
    توجد العديد من الطُّرق التي تُساهم في اكتساب الأخلاق الحسنة الكريمة، يُذكر منها:
    العقيدة السليمة، إذ إنّها تحمل صاحبها على امتثال محاسن الأخلاق، وتحجبه عن سيئها.
    الإكثار من دعاء وطلب حُسن الخُلق من الله -سُبحانه-، فقد كان من دعاء النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كما ثبت في الصحيح من حديث عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-: (وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ).
    مُجاهدة النَّفس للتحلّي بأحسن الأخلاق وأفضلها.
    مُحاسبة النَّفس وتوبيخها على ما بدر منها من سيء الأخلاق، والعزم على عدم تكرارها.
    التأمّل والنَّظر في الثمرات السيئة المترتّبة على الخُلق السيء، من الندم، والحسرة، وفَقْد محبّة الناس.
    عدم اليأس من إصلاح النَّفس.
    الهمّة العالية والجدّ والنشاط، والترفّع عن الأمور الدنيئة.
    الصبر؛ إذ يعدّ الأساس لكثيرٍ من الأخلاق؛ ككظم الغيظ، والأناة، والرّفق، وعدم العجلة، وغيرها.
    العفّة؛ التي تعدّ أساس اجتناب الرذائل، ويتولّد منها الحياء؛ وهو أصل كلّ خيرٍ.
    الشجاعة التي تولّد عزّة النَّفس وسموّها، والنَّظر إلى معالي الأمور، والترفّع عن كلّ دنيءٍ.
    العدل؛ ليعتدل الخُلق دون إفراطٍ أو تفريطٍ.
    البشاشة والتبسم في وجوه الآخرين.
    التغافل والتجاهل عن الكثير من أخطاء الآخرين.
    الإعراض عن السُّفهاء والجَهَلة.
    المُسامحة والعَفْو والصَّفح عن الخَلق، والحرص على مُقابلة الإساءة بالإحسان.

    مكانة الأخلاق
    تعدّ الأخلاق من أساسات قيام الحضارات والثقافات، ولهذا فقد احتلّت جانباً مُهمّاً في دِين الإسلام، حيث تعدّ بمثابة الجانب المعنويّ والرُّوحيّ للدِّين.

    أمثلة على قيم أخلاقية

    مساعدة الآخرين
    يُعدّ تقديم المساعدة للآخرين من الأمور التي تُعزّز شعور الفرد بالارتباط بهم، حيث أشارت بعض الأبحاث إلى أنّ ممارسة الأعمال الخيرية سواء كانت صغيرةً أو كبيرةً تمنح الإنسان شعوراً جيّداً، وتُقلّل من الشعور بالاكتئاب، ويشار إلى أنّ تقديم المساعدات المادية يمنح الشعور بالسعادة، ويحسّن الحالة النفسيّة.

    احترام حدود الغير
    يُعدّ احترام حدود الغير من أهمّ القيم الأخلاقية التي يجب على الإنسان التحلّي بها، إذ يجب على الشخص إدراك أنّ الشخص الآخر إنسانٌ يمتلك أفكاراً، ومشاعر، وخططاً، وأهدافاً خاصّةً، ويرغب أيضاً في أن يكون مقبولاً كما هو، فعدم احترام الحدود ينبع من التفكير الخاطئ في تصرفات الآخرين، الأمر الذي يدعو إلى الحرص على الاستماع إلى الشخص جيّداً بهدف فهمه فهماً حقيقياً، وتركه حتّى يُعبّر عن نفسه أو ينهي كلامه.[٢]

    التواضع
    يُعدّ التواضع واحداً من القيم الأخلاقية الأساسية التي يترفّع به الإنسان عن السلوكات الدنيئة والتصرفّات السيئة تجاه الآخرين، وقد حثّ الإسلام على الالتزام بالتواضع بالكلام، واللباس، والسلوك، والمعاملات العامّة، وكيفيّة الحوار مع الآخرين بعدم رفع الصوت، أو إلحاق الأذى بهم، أو إزعاج أحدهم جسدياً أو لفظياً.

    الصدق
    يُعدّ الصدق من القيم الأخلاقية السامية التي تُعزّز الثقة بين الآخرين، وتمنح الشعور بالراحة، حيث يمتلك الفرد جواباً واحداً عن الموضوع الذي يُسأل عنه؛ وذلك لأنّه يروي ما حدث فعلاً على خلاف الكذب الذي قد يضطرّ فيه إلى قول العديد من الأكاذيب بذات الموضوع، الأمر الذي قد يؤدّي إلى شعوره بالتعب والقلق حيال ذلك، هذا عدا عن التسبّب في الخلافات حتّى بعد تقديم الاعتذار، وفقدان ثقة من حوله، كما قد يكون الكذب مصدراً للفزع والقلق أكثر من الحقيقة، فمثلاً عند إخبار الأطفال بأنّ شخصاً مقرّباً لهم قد نام بدلاً من إخبارهم بأنّها قد توفّي، قد يتسبّب في شعورهم بالخوف عند الذهاب إلى النوم لظنّهم بأنّهم لن يستيقظوا مُجدّداً.


    القيم الاجتماعية

    القيم الاجتماعيّة
    تعدّ القيم من أهم الركائز التي تُبنى عليها المجتمعات، وتقام عليها الأمم، وتتعلق القيم بالأخلاق والمبادئ، وهي معايير عامّة وضابطة للسلوك البشري الصحيح، والقيم الاجتماعيّة هي الخصائص أو الصفات المحببة والمرغوب فيها لدى أفراد المجتمع، والتي تحددها ثقافته مثل التسامح والقوة، وللقيم الاجتماعيّة أمثلة وأنواع، ولها أسباب تؤدي إلى غيابها عن واقع الحياة، كما أنّ هناك سُبُل لتعزيزها وبنائها.

    أمثلة على القيم الاجتماعيّة
    هناك قيم كثيرة، والذي يحدد وجود هذه القيم هو الإطار التربوي العام في المجتمع، ومدى الوعي الذي وصل إليه النّاس في تعاملهم مع بعضهم، نذكر منها:
    الصدق، حيث يظهر الصدق كقيمة في التعامل اليومي في المجتمع، ابتداء من الأسرة، وانتهاء بالمجتمع.
    الإيثار، وهو قيمة متقدمة في السلوك، ويعبِّر عن تخلي الإنسان عما يحبه لصالح غيره.
    الكرم والسخاء.
    الحياء، وهو من الضوابط المهمة للسلوك البشري في المجتمع.
    البذل والتضحيّة، وذلك بجعل اهتمامات الفرد الخاصة لصالح المجتمع ككلّ.
    التعاون والتعاضد، ويعدّ التعاون من أهم مقوِّمات وركائز التواصل البشري، ولا غنى عنه لفرد من الأفراد أو مجتمع من المجتمعات.
    التكافل الاجتماعي، وفيه يكمل أبناء المجتمع بعضهم في شتى جوانب الحياة، ممّا يقلل ويقلص من منابع الفقر والعوز في المجتمع.

    أهميّة القيم الاجتماعيّة
    تُعدُّ القيم الاجتماعيّة والأخلاق من أقوى ما تبنى به المجتمعات، ومن أهم الروابط التي تربط بين أفراد المجتمع، ففيها تنتشر المحبة بين أفراد المجتمع، وتعم الأخوّة بينهم، ويقوى التماسك والترابط بينهم بهذه القيم، فهي الضمانة لاستقرار المجتمعات وازدهارها، ونجد أنّ الأمم التي تنهار بداية انهيارها إنّما تكون في انهيار القيم والأخلاق؛ فلا يمكن فصل القيم عن الأخلاق، فهي تشترك معاً في تحديد وضبط السلوك البشري في وجهته العامّة والخاصّة، قال الشاعر في حديثه عن الأخلاق:
    إنَّما الأمم الأخلاق ما بقيت.......وإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

    أسباب تراجع القيم في المجتمع
    ضعف الوازع الديني عند الأفراد.
    التأثر بتكنولوجيا الاتصال والتواصل، حيث يتم ضخ العديد من القيم السلبيّة عبرها، فإذا كان لشبكات التواصل الحديثة إيجابيات، فلها أيضاً سلبيات.
    الإعلام، وذلك عبر منابره المختلفة المسموعة، والمرئيّة، والمقروءة.
    سرعة تطوُّر الحياة، وغلبة المصالح الفرديّة على المصالح العامّة.
    انعدام الوعي الكافي بجدوى وقيمة القيم في الحياة عند البعض.
    اتّباع الهوى والشهوات.
    الصحبة السيئة، وبها يتأثر الصديق بسجايا صديقه وطباعه السيِّئة.

    سبل بناء وتعزيز القيم الاجتماعيّة
    التنشئة الأسريّة السويّة، حيث تغرس القيم والأخلاق في الأبناء، ويمثل الأبوان الأسوة الحسنة للطفل، فإذا صلحا صلح الطفل، وإذا فسدا فسد الطفل أيضاً.
    النظام التعليمي المتكامل الذي يركز على حاجات الطفل النفسية والعقلية على حد سواء، ويعمد إلى توجيه سلوك الطالب ورعايته باستمرار.
    الإعلام، وذلك بجعل القيم ميداناً من ميادينه وهدفاً من أهدافه.
    التربية الدينيّة، سواء كانت في الأسرة، أم من خلال التوجيه في المساجد، أم المدارس، أم الإعلام، فكلّ هذه حلقات متكاملة في التربية والبناء، والتكوين.
    القدوة الحسنة، ولا سيّما في المدرسة والبيت من قِبل المدرسين لطلابهم، ومن قِبل أولياء الأمور لأبنائهم.

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال