لا للتجارب.. هل يتخلى غوارديولا عن الإبداع في نهائي دوري الأبطال؟

الثلاثاء 2023/6/6


بيب غوارديولا
يضع بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي، لمساته الأخيرة على خطة فريقه لمواجهة إنتر ميلان الإيطالي في نهائي دوري أبطال أوروبا.
ومن المقرر أن يلتقي الفريقان في المباراة النهائية يوم السبت المقبل بملعب أتاتورك الأولمبي بمدينة إسطنبول التركية.
خلال مغامرته الأوروبية منذ رحيله عن برشلونة وقع غوارديولا في بعض الأخطاء، أبرزها الاندفاع مع بايرن ميونخ الألماني بتشكيل هجومي بحت أمام ريال مدريد في إياب نصف نهائي 2013-2014.

والثاني كان الاستغناء عن محور ارتكاز دفاعي في تشكيلة مانشستر سيتي التي بدأ بها نهائي 2021 في مواجهة تشيلسي.


ورغم عدم تجاوزه لنصف النهائي مع بايرن ميونخ، لم يستطع غوارديولا أبدا نسيان تلك الليلة في ملعب أليانز ارينا حين تلقى هزيمة نكراء 0-4 على يد الريال المدجج وقتها بكريستيانو رونالدو وجاريث بيل في قمة مستواهما وهجمات الريال المرتدة القاتلة، لكن بيب لديه الآن فرصة سانحة مع مانشستر سيتي للتخلص من شبح تلك الليلة في الدراغاو.
وبعد عدم لعبه بفرناندينيو ورودريغو هرنانديز كأساسيين في بورتو، خلافا لما دأب عليه طوال الموسم، طاردت غوارديولا اتهامات بـ"التفكير الزائد" في المباريات المهمة، وهو ربما سبب خسارته في نصف نهائي ذلك العام على يد ريال مدريد، ما اضطره للجوء إلى المنطق وعدم إجراء أي تعديلات في التشكيل الذي كان يتوقعه الجميع.
وحذر بيب وقتها "لا تقلقوا، لن يكون هناك شيئ غريب"، ملمحا إلى إمكانية تكرار الأمر يوم السبت. وبدا من الواضح أن زمن التجارب قد ولى، وبات المدرب الإسباني أكثر عملية وتعلم كيفية الدفاع والاهتمام بالنتائج، وهو ما أسهم في جعل السيتي الفريق الأقوى على مستوى القارة.


وبعد مرور 12 عاما على آخر لقب، أصبح غوارديولا أقرب من أي وقت مضى من "ذات الأذنين"، لأنه منذ فوزه بالبطولة مرتين مع برشلونة، كان كل عام يعجز فيه عن الظفر باللقب يعد فشلا، رغم أن هذا السيناريو لا يتكرر مع أي مدرب آخر في العالم.


وقال غوارديولا "دمرت الكثير من الفرق مشروعاتها وأفكارها، لأنها لم تستطع الفوز بهذه البطولة، ورغم أنني لا أتبنى ذلك الرأي، لكن أتفهم أن ما أنجزناه طوال هذه الأعوام سيكون له معنى بالنسبة لكثير من الناس إذا فزنا بهذا اللقب".
وأكمل "وفي حالة غير ذلك، سيكون الأثر أضعف.. الأمر غير عادل، إلا أنه ينبغي علينا تقبله"، في تصريحات أوردها موقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).
وتخلى غوارديولا عن مصطلح الثبات والتفوق في البريميرليغ، وفصل بين كل ذلك والتشامبيونز، حيث اعتنق فكرة أن الفرق الكبرى تركز على دوري الأبطال، ونقل الرسالة إلى اللاعبين بوضوح "إذا كنتم تريدون أن تصبحوا عظماء، يجدر بكم جلب دوري الأبطال".

وأوضح "يجب أن نتقبل أنه إن كنت تريد أن تصبح فريقا كبيرا، فيجب أن تفوز في أوروبا، من الضروري التتويج بالتشامبيونزليغ، هذا أمر لا مفر منه، لكن الأهم بالنسبة لي هو التواجد هنا مرة بعد مرة".
واستطرد "كنا هنا قبل عامين في النهائي، ونعود الآن.. سنحاول والأهم أننا سنعود في غضون أعوام، هذا هو ما يعنيه فريق كبير، حين تبلغ الأدوار النهائية من التشامبيونز كل عام".
ورغم فشل جميع منافسيه في موسم أو آخر من التشامبيونز، اعتاد جوارديولا وضع السيتي دائما في المراكز الأربعة الأولى من البريميرليغ منذ وصوله إلى مانشستر في 2016.
ولم يغب السيتيزنز ولو لمرة عن البطولة القارية الأهم منذ ظهوره الأول بها في 2012، حيث نجح جوارديولا في فرض نظام الدوري الإنجليزي على دوري الأبطال المعروف بمفاجآته.