كيف تنسقين مع زوجك تقسيم المهام لتقليل أعبائك الذهنية؟
لا شك أنك كربة منزل تدركين حجم المهام الواقعة على كاهلك، سواء مهامك كأم أو كزوجة، وهو ما يضعك طوال الوقت تحت ضغط كبير، ويُشعِرك مع الوقت بأعباء ذهنية.
والحقيقة أن الاستمرار في القيام بتلك المهام بمفردك قد يحظى بتأثيره السلبي عليك وعلى حياتك في الأخير، بما يعني أنك مطالبة بتغيير هذا الروتين لتقي نفسك من عديد الأضرار.
والمطلوب أيضا هو أن توفري لنفسك الوقت الذي يمكنك أن تخصصيه لذاتك، لصحتك النفسية والذهنية ولترفيهك الشخصي، وهو ما يمكنك فعله بتنسيق روتين المهام المنزلية مع زوجك؛ إذ يمكنك فتح الحوار معه حول هذا الموضوع لوضع آلية تعاون جديدة.
"من الضروري أن تجلس المرأة مع زوجها، وأن يتحدثا بوضوح عن موضوع شراء لوازم البقالة، ومحاولة إيجاد حلول فعالة لإعادة تنفيذ تلك المهمة بآلية أفضل تتيح لكلا الزوجين التشارك في انجازها".
خبيرة العلاقات - ايفا رودسكي
وأشارت بهذا الصدد خبيرة العلاقات، إيفا رودسكي، مؤلفة كتاب Fair Play، إلى أن التحدث بوضوح مع الزوج حول التجارب السابقة في العمل المنزلي أمر من شأنه أن يختصر مسافات طويلة على صعيد التفاهمات التي يجب أن تكون لعمل موازنة بهذا الشأن.
وأوصت إيفا أن يتطرق الزوجان بشكل أساسي في هذا الحديث إلى كل المهام التي تشعر الزوجة بعدم إنصاف في طريقة انجازها أو بتكليفها بها من الأساس؛ إذ يجب التركيز على المشكلة النظامية، أو المجريات السابقة التي أدت إلى التزامك كزوجة بكل هذه المسؤوليات وتحولها إلى عادات نظامية ثابتة، وذلك كخطوة أولى نحو إيجاد حلول.
ودللت إيفا في سياق حديثها على ذلك بواحدة من المشكلات التي تكاد تكون موجودة في كل بيت وهي المتعلقة بطريقة تسوق مستلزمات البقالة، والتي غالبا ما تكون من أبرز المهام الملقاة على كاهل الزوجة.
وهنا أكدت إيفا أنه من الضروري أن تجلس المرأة مع زوجها، وأن يتحدثا بوضوح عن موضوع شراء لوازم البقالة، ومحاولة إيجاد حلول فعالة لإعادة تنفيذ تلك المهمة بآلية أفضل تتيح لكلا الزوجين التشارك في إنجازها، بما يعود بمردود أفضل عليهما حاليا ومستقبلا.
وأضافت إيفا أنه يجب على الزوجين أن يدركا أن الأمر ربما يكون له أبعاد مرتبطة بطريقة تنشئتهما في الصغر، فالرجل مثلا ربما نشأ على فكرة أن والدته هي من تتولى مهمة تجهيز الطلبات وشرائها؛ لهذا قد تستمر معه تلك الفكرة بعد الزواج، ويتصور لا إراديا أن تلك المهمة من المهام التي تتولاها المرأة، أي زوجته في تلك الحالة، ولا يكون في مخيلته من الأساس أنه كزوج يجب أن يكون له دور أو مساهمة في مثل هذا الأمر، فتجارب طفولته هي التي تشكل افتراضاته الحالية بخصوص نفس المهمة المنزلية.
وهو ما جعل ايفا تنتقل للجزء الأهم وهو "التواصل" بتأكيدها على ضرورة وجوده في أي علاقة زوجية بين الطرفين؛ لأنه يسهل عليهما فهم السنوات التي تكونت فيها شخصياتهما قبل الزواج والأفكار التي نشآ عليها، ومن ثم تسهيل الطريقة التي يمكن أن يتعاونا على أساسها فيما يخص المهام المنزلية التي يجدر بكليهما التفاهم بشأن إنجازها.
وختمت إيفا بقولها إن تلك هي البداية التي تسهل الانتقال لمرحلة جديدة مبنية على التفاهم وبالتالي تسهيل التنسيق بشأن بناء عادات جديدة لإراحة كلا الطرفين بشأن المهام، وبالتالي المساهمة في الحد من تراكم الأعباء الذهنية التي ترهق كاهل الزوجة يوميا.