صفحة 11 من 13 الأولىالأولى ... 910 111213 الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 110 من 123
الموضوع:

قطوف أدبية - الصفحة 11

الزوار من محركات البحث: 182 المشاهدات : 1995 الردود: 122
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #101
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: July-2017
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 527 المواضيع: 238
    التقييم: 147
    آخر نشاط: 23/August/2023
    مقالات المدونة: 1
    الأدب الياباني من ثورة‏ 1868‏ إلى هيروشيما‏ 1945‏

    لم يتأثر الأدب الياباني طوال تاريخه الممتد منذ القرن الثامن الميلادي بمثل ما أثرت فيه هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية وإلقاء أول قنبلتين ذريتين في تاريخ البشرية علي مدينتي هيروشيما ونجازاكي‏.‏
    فقد كانت جراح الحرب عميقة.. والآثار التي تركتها قنبلتا هيروشيما ونجازاكي على المواطن والمجتمع الياباني الأكثر ألما وعذابا في تاريخ اليابان, وقد تركت تلك الحرب بكل ويلاتها بصمات واضحة على الأدب الياباني الحديث الذي ظهر في الفترة من عام1947, وحتى الآن.

    والواقع أن عام1868 كان حاسما في تاريخ اليابان الحديث وازدهار الأدب الياباني, حيث استعاد إمبراطور الميجي العرش وأدخل أصلاحات هائلة علي كل مجالات الحياة في اليابان ابتداء من الزراعة والتعليم ونظم الحكم والإدارة والري وحتى الرعاية الصحية, وتبني الكثير من المفاهيم الغربية وأرسل البعثات التعليمية إلي أوروبا والولايات المتحدة لنقل التجارب الناجحة والنظم التي يمكن أن تسهم في تطور ورقي اليابان, كما ازدهرت حركة الترجمة بقوة من جميع اللغات, مما أثر بقوة على تطور اليابان وانعكس كل ذلك على الأدب الياباني نثرا وشعرا وقصصا.

    وكان لتشكيل حكومة مركزية مستقرة في المنطقة التي يطلق عليها ايدو أو طوكيو العاصمة حاليا, بعد سنوات طويلة عاشتها اليابان في ظل ممالك shogunate أو ولايات متفرقة يحكم كل واحدة فيها أسرة مختلفة, أثره الكبير في ظهور اقتصاد السوق وطبقة متوسطة من أبناء المدن وتطورات دور النشر حتى أصبحت الأعمال الأدبية من السلع التي يتم تداولها في السوق.
    ومن أبرز الأعمال الأدبية التي صادفت نجاحا تجاريا واضحا عقب ثورة الميجي1868, وتطور دور النشر كانت رواية
    Hoshokuichidaiotoko أو حياة رجل عاشق للمؤلف إيهارا سايكاكو, وكانت من باكورة الأعمال الأدبية التي حصدت جمهوراً كبيراً من القراء, وأصبحت من أبرز الأعمال الأدبية لفترة ايدو, كذلك ازدهرت الأشكال الشعرية المكونة من17 مقطعا من الشعر الخفيف ويطلق عليها باليابانية هايكوHaiku وتتناول مواضيع من حياة الشعب ومن حياة البسطاء والعامة ومن الطبيعة.

    ومع تأثر اليابانيين بإصلاحات الميجي ودخول الترجمات الغربية علي الثقافة اليابانية ـ بعد أن كان ذلك محرما قبل1853, تأثر الشعر الياباني أيضا بالأشعار الغربية في المضمون, وفي الشكل أيضا, وظهرت ولأول مرة الأشعار اليابانية ذات المقاطع الحرة ، أو (الشعر الحر) كما نطلق عليه، وتناول الشعر والقصص الطويلة والقصيرة موضوعات رومانسية وعاطفية, وظهور أدب الاعتراف أو السيرة الذاتية ـ

    يقول شوأتشي كاتو في مجلده الرائع عن تاريخ الأدب الياباني الجزء الثالث أن من بين الكتب التي لاقت نجاحا واسعا في اليابان في السنوات القليلة التي أعقبت إصلاحيات الميجي, كان كتاب فوكوزاوا يوكوأتشي أحد أبرز رواد التعليم في تلك الفترة والذي زار مصر وكتب عنها وهو في طريقه إلى أوروبا في بعثة تعليمية ـ الكتاب حمل عنوان (في مدح التعليم) يتحدث فيه عن الفرق بين التعليم في اليابان وفي الغرب وكيف طورت أوروبا وأمريكا التعليم وأن التعليم هو الذي قادها إلي التطور والرقي الذي تنعم به آنذاك! وكان أول كتاب مطبوع في اليايان يوزع220 ألف نسخة في الوقت الذي كان فيه عدد سكان اليابان نحو35 مليونا ـ كتب فوكوزاوا كتابه وظهرت طبعته الأولى في عام1872 بعد عودته من بعثته التعليمية في أوروبا ـ وهي حالة تشبه كتاب رفاعة رافع الطهطاوي تخليص الأبريز في تلخيص باريز عن مشاهداته لأسباب تطور الغرب والتعليم في أوروبا على وجه العموم وكيف نتعلم ونطور أساليب التعليم لدينا والذي كتبه عقب عودته من البعثة التعليمية لفرنسا عام 1831.

    هكذا تغيرت أساليب التعليم والدراسة في اليابان, وكان الجيل الذي تعلم خلال الفترة من1870 حتى بداية القرن الـ20 مختلفا كثيرا عن أجيال الكتاب والمفكرين اليابانيين قبل هذا التاريخ كما يقول شوأتشي كاتو ـ فقد بذلت الدولة جهودا كبيرة في إدخال إصلاحات جديدة علي المدارس تضمنت نوعية التعليم الغربي.. وأخذت المدارس القائمة تدرس اللغة الانجليزية إلى جانب الصينية والثقافة التقليدية, بل أن العديد من المدارس والجامعات بدأت تقوم على مبدأ تدريس اللغة الانجليزية منها مثلا مدرسة كيو جيجوكو التي أسسها الإصلاحي فوكوزاوا يوكوأتشي, والتي تحولت فيما بعد إلى جامعة كيو الشهيرة في طوكيو.

    ثم أننشأت الحكومة مؤسسات تعليمية جديدة تتبع نظام التعليم الغربي, حيث أسست مدرسة للاقتصاد ثم أخرى للطب في عام1873 ، وفي عام1877 تم دمج المدرستين لتظهر إلى الوجود جامعة طوكيو الامبراطورية ـ جامعة طوكيو الآن ـ ثم بعدها بسنوات قليلة تظهر مدرسة سينمون الخاصة التي أصبحت فيما بعد جامعة واسيدا الشهيرة التي أسسها أوكوما شيجنوبو.

    إذاً، كانت هذه هي البيئة الثقافية التي تربى فيها كتاب ومثقفي اليابان قبل الحرب العالمية الثانية, ولكن بعد هزيمة اليابان وقنبلتي هيروشيما ونجازاكي, والاصلاحات الجديدة التي أدخلتها القوات الأمريكية التي احتلت اليابان بعد الحرب لعدة سنوات, تركت بصمات قوية على الأدب الياباني الذي ظهر بعد انتهاء الحرب, حيث تم تجريد اليابان من سلاحها وقواتها وفقا للبند التاسع من الدستور الذي شارك في وضعه بقوة الجنرال ماك أرثر قائد قوات الحلفاء التي إحتلت اليابان, ثم إدخال إصلاحات ديمقراطية علي النظام السياسي شملت سلطات الأمبراطور نفسه ـ وظهرت عقب الحرب الكثير من المذكرات الشخصية سواء تلك التي تحكي عن مشاهد الرعب في هيروشيما ونجازاكي بعد القنبلتين, أو مذكرات جنود يابانيين سابقين شاركوا في الحرب, وعلي سبيل المثال, فإن كتاب فوريوكي أو مذكرات آسير التي نشرت عام1948 ـ أي بعد الحرب بثلاث سنوات, وكتبها أووكا شوهي وحظيت بشعبية واسعة, حيث تم أسره من قبل القوات الأمريكية في الفلبين حيث كان معسكره!أيضا ما كتبه نوما هيروشي عن ذكرياته في معسكرات الجيش الياباني في الفلبين التي إحتلتها اليابان قبل الحرب العالمية الثانية أو في الصين التي إحتلت اليابان منها وأقامت دولة منشوريا في الفترة من عام1941 حتى 1944.

    يعد ياسوناري كواباتا, ويوكيو ميشيما, من بين أبرز الروائيين والكتاب اليابانيين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ففي عام1968 وكان عمره 69 عاما, أصبح كواباتا أول ياباني يحصل علي جائزة نوبل في الآداب, فقد ولد كواباتا في عام1899 في أوساكا وعاش طفولة بائسة ليس بسبب الفقر, فقد كان والده يعمل طبيبا وحالته المادية ميسورة, ولكن لأن والده توفي وعمر ياسوناري لا يزيد على عامين, وبعد عام واحد توفيت والدته ثم توفيت جدته لوالدته والتي كانت ترعاه مع أخته وعمره سبع سنوات, ثم كانت الطامة الكبرى بوفاة اخته الوحيدة ولم يتجاوز السنوات التسع! وقد تركت تلك الأحداث أثرا عميقا في نفس ياسوناري الصغير, وحالت دون أن يعيش طفولة طبيعية, وكان دائم التحدث عنها وعن وحدته واصفا حياته بأنه عاش مثل طفل بلا منزل أو أسرة وظهرت ملامح كثيرة من جراح طفولته في العديد من رواياته وقصصه القصيرة. بعد وفاة جده لأبيه, وعمره16 عاما انتقل للدراسة في مدرسة داخلية في الثانوية, ثم انتقل من أوساكا إلى طوكيو, حيث درس الأدب في الجامعة الأمبراطورية بطوكيو عام1920 وتخرج عام1924.

    ولفت انتباه النقاد والجمهور بشدة عندما أصدر روايته إيزو نو أو دوريكو أو راقص إيزو ـ إيزو جزيرة صغيرة في جنوب اليابان ـ عام1925, ثم تزوج في عام1931 وعاش في منطقة كاما كورا التاريخية جنوب غرب طوكيو, وبعد انتهاء الحرب نشر كواباتا أشهر رواياته يوكيجني أو دولة الجليد عام1948, ثم أعقبها بتحفة أدبية أخري هي يامانو أوتو أو صوت الجبال عام1954, وأصبح من أشهر روائي اليابان في العالم إلا أنه وفجأة دون أن يترك ورقة, أقدم على الانتحار في عام1972 بعد عامين فقط من انتحار صديقه, ورفيق دربه يوكيو ميشيما عام1970!

    اما يوكيو ميشيما فقد ولد عام1925 ، وهو من أشهر كتاب القصة في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية مع كواباتا, وهو روائي وكاتب مسرحي وممثل ومخرج سينمائي وشاعر, تم ترشيحه لجائزة نوبل في الآداب ثلاث مرات, ويعد واحدا من أعظم الروائيين اليابانيين بعد الحرب.

    ولد في منطقة كيميتاكا هيراوكا بالقرب من طوكيو.عمل والده موظفا بالحكومة, وظهرت مواهبه الأدبية, خاصة في الشعر والقصة القصيرة وشجعه زملائه وأساتذته على نشر إبداعاته في مجلة ثقافة الأدب التي كانت تصدرها آنذاك, وأصدر أول عمل روائي عام1944, الغابة في ريعان ازدهار آنذاك ، وأعفي من الخدمة العسكرية لأنه أبلغ اللجنة الطبية أنه مصاب بالدرن.

    ثم درس القانون في جامعة طوكيو وتخرج فيها عام1947, والتحق بعدها بوقت قصير بوزارة المالية كموظف, غير أنه سرعان ما استقال من الوظيفة الحكومية ليتفرغ للكتابة الأدبية وتدفقت رواياته وقصصه القصيرة ومقالاته, وكانت رواية اعترافات قناع نقطة التحول في مسيرته الأدبية ثم تلاها بـ ثلج الربيع وسقوط الملاك والبحر الذي لفظه البحر وصوت الأمواج ثم حديقة المعبد الذهبي وشارك في عدة أفلام منها خائف من الموت ويوكوكو وهيتوكيري وتزوج في عام1958 وأنجب أبنا وابنة.

    وبالرغم من أن ميشيما لم يؤد خدمته العسكرية إلا أنه كان يدعم التيار الذي ينادي بإعادة عسكرة اليابان مرة أخرى بعد نزع سلاحها عقب الهزيمة والتحق بمجموعات يسارية وأثار استياء التيار اليميني بسبب معتقداته السياسية الراديكالية.

    ثم انتحر ميشيما عام1970 على طريقة الساموراي الهاراكيري، حيث يشق الساموراي بطنه بنفسه من أعلى إلى أسفل ومن اليسار إلى اليمين, رغم أنه كان في قمة مجده الأدبي ولم يتجاوز عمره الـ45 عاما!
    _________________
    * منصور أبو العزم عن (الأهرام الثقافي)

  2. #102
    صديق فعال

    زهرة الصيف، وأربع قصص من الأدب الياباني

    أربع قصص ـ طويلة نوعا ما ـ من الأدب الياباني، قامت نجاح سفر بترجمتها في عذوبة ويسر، وراجعها د. إسماعيل صافية، وصدرت مؤخرا عن سلسلة إبداعات عالمية ( رقم 335) التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت.

    وهذه القصص هي: "الصيد" لكينزا بورو أوي المولود في شيكوكو عام 1935، و"ساكوراجيما" لهارو أوميزاكي المولود في كيوشو عام 1915، و"زهرة الصيف" لتاميكي هارا المولود في هيروشيما عام 1905 وانتحر عام 1951 بعد انتهائه من كتابة روايته "موطن الرغبة"، و"عظام" لفوميكو هاياشي المولودة في هونشو عام 1904 وتوفيت عام 1951 دون أن تكمل روايتها الأخيرة "أرز".

    وما يجمع بين هذه القصص الأربع أنها كتبت كلها عن تأثير الحرب العالمية الثانية، وإلقاء القنبلة الذرية على مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين، على البشر العاديين، في قراهم ومدنهم. إنها إضافة جديدة لما يعرف باسم أدب الحرب، أو أدب المقاومة الإنسانية على مدى التاريخ.

    تقول نجاح سفر في مقدمتها: "ولسوف يستغرب أصحاب المذاهب الواقعية والصافية من غياب مشاهد القتال والعمليات الحربية في هذه القصص الأربعة، حيث لن نجد وصفا مسهبا للدم أو دوي النار في المعارك ولا حرب عصابات ولا حتى أوصالا مقطعة أو معلقة على أسلاك شائكة. هي قصص في النهاية عن الحرب، وعن مشاعر إنسانية بسيطة أثناء المعارك أو بعدها، فهي ذات مضمون بشري خالص، ولا يعنيها في النهاية سوى انتمائها إلى الشخصية اليابانية، التي هي صافية ومرهفة حتى طوال ما ندعوه بشيء اسمه الحرب".

    فتلك المرأة ـ متشيكو ـ التي انحرفت عن الفضيلة لأنها ضحية السلبية البالغة القسوة في قصة "عظام" المكتوبة عام 1948، وبدت أنها تمارس الانحراف لأول مرة في حياتها، ثم تعودت عليه بعد ذلك، لم تلبث أن تقاوم انحرافها، وتسترد نوعا من الثقة في نفسها بعد الانزلاق الخطير الذي تهاوت إليه مقابل قبضة من الين الياباني. وكأن هذه المرأة هي الضمير العالمي الذي انحرف عن مساره الإنساني، بإلقاء القنابل الذرية على المدن والشعوب، ولكنه لا يلبث أن يفيق ويراجع ذاته، ويحاول العودة إلى مساره الصحيح.

    أما قصة "الصيد" المكتوبة عام 1958، فتحكي عن الطيار الزنجي الأمريكي الذي أسره أهل القرية الفقيرة الصغيرة التي لا تملك قوت يومها. والغرض من حكايتها يكمن في تطور العلاقة المستجدة بين أطفال القرية وذلك الطيار الذي أمسكوا به وسجنوه في المخزن، وعاملوه كحيوان غريب. ويمكننا أن نلاحظ من خلالها ناتج خيال طفل في بداية مرحلته الدراسية مع عدو يراه كالاستعارة الغريبة للمرة الأولى. وكون أن القصة تأتي على لسان هذا الطفل الذي يتأمل الطيار الزنجي السجين في مخزن بيتهم، ثم يتعامل معه، هو وأخوه الصغير وأصدقاؤه بالقرية، ويقدم له الأكل يوميا، يكشف عن الأفق الإنساني الذي وصلت إليه القصة، وطبيعة المقاومة التي تحلت به روح تلك القرية اليابانية الفقيرة إزاء رمز من رموز المعتدين، هو الطيار الزنجي الأمريكي الذي سقطت طائرته بجوار تلك القرية البائسة.

    أما قصة "ساكوراجيما" المكتوبة عام 1946 ، فتحكي عن ضابط صف بالبحرية يشارك مباشرة في الحرب، لكن بشكل سلبي ومعارض، وينتقل فجأة إلى منطقة عسكرية تأخذ القصة اسمها منها "ساكوراجيما"، فنحس بأنه متورط عاطفيا بالحرب، لكنه يتظاهر بالتحفظ والحياد، وقد استفاد الكاتب من خدمته في قطاع البحرية وهو يسرد قصته بأسلوب مكثف ومحتوى ثر. ولعل رمز الفتاة العاهرة مقطوعة الإذن التي قضى ليلته معها وهو في طريقه إلى الوحدة العسكرية، وكانت تحاول جاهدة في الوقت نفسه إن تداري هذا الجزء من وجهها "خدها يمتد مباشرة إلى حافة شعرها، ومكان أذنها ناعم كجزء من غرسة قطفوا ثمارها .."، لعل هذا يتشابه ـ في وقعه النفسي تقريبا ـ مع الحالة التي وصلت إليها "متشيكو" في قصة "عظام". فكلاهما نتاج فظيع من نتائج الحرب الشرسة.

    أما قصة "زهرة الصيف" المكتوبة عام 1947، فإن كاتبها عاش في هيروشيما وقت إلقاء القنبلة الذرية عليها، وهو يسرد لنا سيرته الذاتية المركزة بأسلوب قصصي متحفظ متقشف، وهذا يعد جزءا من تراث الأدب الياباني الذي يركز على الجانب الشخصي للتجربة، كما جاء على الغلاف الخلفي من الكتاب. ولعل ذلك المقطع الأخير من القصة يشي بالتأثير الضخم الذي خلفته الحرب على الناس هناك. "زار صديقي الثكنات كلها وحدق في وجه الجرحى المحتضرين. لكن بينهم لم يعثر على زوجته. استمر يفتش ثلاثة أيام بلياليها ما بين الأجساد المتفحمة، الحية منها والميتة. بعدها عاد إلى الموقع المشتعل بمدرسة زوجته".

    إنها الحرب في كل زمان ومكان، وتأثيرها الطاغي على الإنسان، "فمن بين أهوال الحرب ينشطر الوعي الإنساني إلى مدين ومدان .. ويتزلزل شأن الأدب كأي قضية أخرى أو يتبلبل الأمل في ضرورة الكتابة أصلا، لكن سلطان العقل والإبداع غالب أبدا".

  3. #103
    صديق فعال
    ياسوناري كاواباتا.. كلمة السرّ لعالمية الأدب الياباني

    مسون عاماً على فوز الأديب الياباني العالمي ياسوناري كاواباتا الذي تربطه صداقة عميقة بأول أديب شرقي حصل على جائزة نوبل للآداب الهندي الشهير رابراندنث طاغور، والذي جعل من اللغة اليابانية رمزاً من رموز عالمية اللغة الوطنية عبر كتاباته الروائية التي عبّرت عن العقلية اليابانية الثرية من حيث الإنسانية والعملية ومفهوم الارتباط بالوطن.

    ولد ياسوناري كاواباتا يوم 11 حزيران من العام 1899 بأوساكا لأب كان من أقطاب الفيزياء والثقافة باليابان، وفي العام الثاني من عمره فقد أبويّه ليقوم جدّاه بتربيته وتقوم عمته القاطنة في مكان بعيد بتربية أخته الكبرى، ويأتي في السابعة من عمره ليواجه وفاة جدته ويواجه صدمة كبرى وهو في العاشرة بفقدان شقيقته التي لم يرها إلاّ مرة واحدة ويفقد جدّه وهو في الخامسة عشرة من عمره.

    ينتقل كاواباتا إلى بيت عائلة أمه (آل كورودا) ثم انتقل في العام 1916 إلى بيت داخلي قرب المدرسة الثانوية، حيث يدرس وبعد تخرجه منها في العام 1917 انتقل إلى طوكيو أملاً في تجاوز امتحان المدرسة الثانوية الأولى التي كانت تعمل بإدارة جامعة طوكيو الإمبراطورية، ونجح في الامتحان ودخل كلية الدراسات الإنسانية ليتخصص في اللغة الإنكليزية، وفي العام 1920 ألتحق بجامعة طوكيو الإمبراطورية ليدرس اللغة الإنكليزية.

    أعاد كاواباتا وهو طالب إصدار مجلة (اتجاهات الفكر الجديدة) الأدبية والتي كانت معطّلة لمدة أربع سنوات، وفيها نشر قصته القصيرة الأولى (مشهد من جلسة الأرواح) وفي سنوات دراسته تحول كاواباتا من الأدب الإنكليزي إلى الأدب الياباني، ليقوم بعمل أطروحة بعنوان (تاريخ موجز للروايات اليابانية) وتخرج في مارس / آذار من العام 1924، وقام بتأسيس مجلة في أكتوبر/ تشرين الاول، من نفس العام مع صديقه يوكوميتسو ريتشي وعدد من كتّاب اليابان بعنوان (عصر الأدب) كرد فعل للمدارس الأدبية اليابانية القديمة الراسخة خصوصاً المدرسة الطبيعية، وفي نفس الوقت وقفت تلك المجلة ضدّ أدب العمال أو المدارس الإشتراكية / الشيوعية.

    كانت مدرسة كاواباتا وريتشي الأدبية تنظر لمفهوم الفن للفن، وتأثرت بالتكعيبية والتعبيرية والأنماط الأوروبية الحديثة مع ابتكار مصطلح (شينكا نكاكوها) لوصف الحركة الانطباعية الجديدة المعتمدة على منظور أحاسيس مختلفة في الكتابة الأدبية. عمل كاواباتا كمراسل صحفي بطوكيو وأوساكا لصحيفة (ماينيتشي شيميون) ورفض المشاركة في التعبئة العسكرية اليابانية بالحرب العالمية الثانية، وعانى كاواباتا من موت أفراد عائلته بالحرب، ليعلن للجميع أنه لن يكتب إلاّ المراثي البكائية. قام كاواباتا بنشر أوّل أعماله الروائية بعنوان (راقصة آيزو) في العام 1927 وهي رواية غرامية تعبّر عن مفهوم المجتمع الياباني للحب وأصدر في العام 1935 روايته (بلد الثلج) التي عبرت عن محلية المجتمع الياباني بعاداته وتقاليده وتلك الرواية ساهمت في شهرة كاواباتا ووصفه برائد الرواية اليابانية ووصفها إدوارد ج. شايدنسترايكر بأنها تحفة كاواباتا الأدبية.

    صدرت لكاواباتا في العام 1949 رواية بعنوان (طيور الكركي الألف) وفي نفس العام، صدرت له رواية (صوت الجبل) وفي العام 1953 أصبح كاواباتا عضواً بالأكاديمية الأدبية اليابانية، وفي نفس العام، ترأس رابطة القلم الدولية باليابان، ليجد فرصته في ترجمة الأعمال اليابانية إلى الإنكليزية ولغات أخرى كخطوة قوية من أديب يسهم في عالمية أدب بلاده بشكل فعلي وعملي، وشارك كاواباتا في مؤتمرات رابطة القلم الدولية التي أقيمت ببلاد عدّة، وفي العام 1959 حصل على ميدالية جوتة الأدبية بفرانكفورت.

    صدر له أيضاً أعمال أدبية ساهمت في إبراز ملامح الدولة اليابانية:
    - البحيرة 1954.
    - منزل الجميلات النائمات 1961.
    - العاصمة القديمة 1962.
    - قصص بحجم راحة اليد.
    - جمال وحزن 1964.

    جاءت رواية (العاصمة القديمة) كبانوراما روائية أعطت للعالم انطباعاً جديداً عن اليابان بملامحها المختلفة كأمّة لها العديد من الإنجازات والإسهامات في تاريخ البشرية قبل وأثناء وبعد الحرب.

    أعلنت الأكاديمية السويدية يوم التاسع عشر من أكتوبر/ تشرين الاول من العام 1968 عن فوز الأديب الياباني ياسوناري كاواباتا بجائزة نوبل للآداب كأوّل ياباني يحصل عليها وذلك:
    (لريادته الروائية وإحساسه غير العادي والقوي في التعبير عن العقلية اليابانية بعمق شديد).

    تسلّم كاواباتا جائزته يوم 10 ديسمبر/ كانون الاول العام 1968، وأصرّ على الحضور بملابسه اليابانية بعد استئذان الأكاديمية التي رحبت بهذا المطلب ليتسلّم الجائزة بزيّه وقلبه وعقله الياباني وسط تصفيق الجميع.
    جاء العام 1972 ليصدم العالم بخبر انتحار الأديب الياباني الكبير يوم السادس عشر من أبريل/ نيسان، وجاء الانتحار بخنق من الغاز و تناثرت الاستنتاجات وكانت أقربها هو شعور جيل كاواباتا بالفشل في تجنيب اليابان الدخول في الحرب العالمية الثانية، مع مأساة القنبلة الذرية التي تجرعتها الأجيال المتتالية ليقوم بخنق نفسه كنوع من التكفير عن الذنب.

  4. #104
    صديق فعال
    الأدب اليوناني... المفهوم والتاريخ والخصائص وأشهر الأدباء

    يُعدّ الأدب اليوناني من أقدم الآداب على مستوى العالم وأعرقها، مشكلًا الأساس لكل أنواع الأدب الغربي والذي يضم الشعر الملحمي والغنائي والمسرح والدراما والمأساة والكوميديا، إضافة إلى التاريخ والفلسفة، ويشار إلى أن الأدب اليوناني لا يزال يحتفظ بمكانة أدبية فريدة إلى يومنا الحالي عبر إنتاجه المأساة التي تتربع على قمة الإنجازات الأدبية والثقافة في الأدب الغربي بصورة خاصة.

    وتجدر الإشارة إلى أن الأدب اليوناني تأثر بالشعب والتاريخ، إذ يمكن رؤية الحماسة في الأدب اليوناني بما يعكس شغف الإغريق، إضافة إلى بروز عناصر الحرب والسلام التي ارتبطت بتاريخهم ارتباطًا وثيقًا، ومن أهم الأعمال الأدبية اليونانية وأقدمها التي عكست حماسة دولة اليونان وتاريخها قصائد هوميروس الملحمية، الإلياذة والأوديسة، ويشار إلى أن الإلياذة رواية تروي أحداث حرب طروادة بينما الأوديسة تروي تفاصيل عشرين عامًا لحكاية أوديسيوس بعد حرب طروادة.

    وعُرف الأدب اليوناني بارتباطه الوثيق بالمسرح فكان الأدب والمسرح من أهم أشكال التعبير لدى الإغريق قديمًا إذ بدأ عرض المسرحيات التراجيدية في المهرجانات الدينية في القرن السادس قبل الميلاد، ليتطور بعدها النوع الكوميدي في المسرح مما أدى إلى تطور أعمال الكتاب المسرحيين في منطقة البحر الأبيض المتوسط والتأثير في المسرح الهلنستي والروماني، ويشار إلى أن أعمال الكتّاب المسرحيين مثل سوفوكليس وأريستوفانيس شكلت أساس الأدب المسرحي الحديث.

    مفهوم الأدب اليوناني
    الأدب اليوناني هو مجموع الأعمال الأدبية المكتوبة باللغة اليونانية منذ عام 1000 قبل الميلاد حتى يومنا الحالي والذي ضم قديمًا جميع الأعمال الأدبية خارج حدود اليونان إذ ضم كتابات الأدباء في آسيا الصغرى وجزر بحر إيجة وصقلية وجنوب إيطاليا، إضافة إلى أدب شرق البحر الأبيض المتوسط الذي صنف من الأدب اليوناني بعد فتوحات الإسكندر الأكبر إلى جانب أدب الإمبراطورية البيزنطية، والذي يعبر حاليًا عن الأدب المحصور والمنتج في اليونان وقبرص فقط.

    تاريخ الأدب اليوناني
    يقسم تاريخ الأدب اليوناني إلى ثلاثة مراحل أساسية وفيما يأتي ذكرها والتعريف بها:

    الأدب اليوناني القديم: يُعدّ الأدب اليوناني القديم الأساس والمرجع للأدب الغربي حتى منتصف القرت التاسع عشر ميلادي إذ كان الأدب الغربي ينتج اعتمادًا على أسس الأدب اليوناني وقواعده، وتجدر الإشارة إلى أن الأدب اليوناني القديم يقسم إلى ثلاث فترات هي:
    أدب العصور القديمة (حتى نهاية القرن 6 قبل الميلاد): أنتج في هذه الفترة الشعر كأول أشكال الأدب اليوناني بصورة شفوية، ويشار إلى أن فن الكتابة قبل القرن السابع لم يكن معروفًا بل كانت الكتابة تستخدم لأغراض إدارية بحتة، وتميز أدب هذه الفترة بموضوعاته الملحمية إذ تناول الأسطورة التي تستند إلى الأحداث التاريخية أو الفلكلورية، وأهم أدباء هذه المرحلة هوميروس وهسيود.
    الأدب الكلاسيكي ( القرن 4-5 قبل الميلاد): أنتج الأدب اليوناني المأساة كأشهر أشكال الأدب اليوناني الكلاسيكي من قبل إسخيلوس في هذه الفترة واستمر إنتاجها حتى النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد وأهم ما يميز المأساة في هذه المرحلة تجسيدها الموضوعات السامية الإلهية ومعالجة القضايا الدينية والأخلاقية. ويشار إلى أن الكوميديا أنتجت بعد المأساة من قبل أريستوفان والتي تميزت ببروز عنصر الذكاء والسخرية من القضايا العامة والشخصيات البارزة، لتتطور الكوميديا بعدها على يد ميناندر وبلوتوس وترينس، ومن الجدير ذكره أن أعمال أفلاطون وأرسطو تُعدّ من أهم الإنتاجات الثقافية خلال القرن الرابع ميلادي والتي أثرت في إنتاج النقد الأدبي.
    الهيلينستية واليونانية الرومانية (القرن 1-4 قبل الميلاد): مع نشوء إمبراطورية الإسكندر الأكبر، أصبحت اليونانية والرومانية لغة الإدارة والثقافة وهي ما أطلق عليها اسم اللغة المشتركة (بالإنجليزية: Koine)، وشهدت هذه الفترة الأدبية التي استمرت حتى القرن الأول قبل الميلاد إنتاج مكتبة ضخمة لتجميع المعرفة والحفاظ عليها في الإسكندرية.
    الأدب البيزنطي (أدب العصور الوسطى): عرف الأدب اليوناني في العصور الوسطى باسم الأدب البيزنطي وهو الأدب المكتوب داخل حدود الإمبراطورية البيزنطية وخارجها، وأهم ما يميز الأدب خلال هذه الفترة تأثره بالكنيسة اليونانية إذ ضم الفكر الهيليني المسيحي، إضافة إلى الرومانسية الشعرية والكتابة التعبدية الشعبية.
    الأدب اليوناني الحديث ( ما بعد 1453م(: استمر إنتاج الأدب اليوناني في بعض المناطق المحدودة بعد سقوط القسطنطينة والسيطرة عليها من قبل العثمانيين إذ أنتجت قبرص آنذاك الأدب من نثر وشعر بلغتها المحلية، وأصبحت جزيرة كريت مركزًا لازدهار الأدب حتى عام 1669م، ويشار إلى أن هنالك العديد من الكتاب طوروا اللهجة الكريتية واستخدموها وسيلة تعبير أدبية تتصف بالغنى والدقة إذ كتبت بها العديد من المآسي والكوميديا والدراما الدينية. وبعد عام 1922م تغير الأدب اليوناني جذريًا إذ ظهرت فجوة كبيرة بين المثل القديمة والتوجهات الجديدة لدى الأدباء، حيث أصبح الأدباء ينتجون الأدب الذي يجسد روح العصر وجمعوا بين الثقافة الأوروبية وأفضل ما أنتجت الثقافة اليونانية.

    خصائص الأدب اليوناني
    تمتع الأدب اليوناني بالعديد من الخصائص التي ميزته عن غيره من الآداب وفيما يأتي ذكرها وبيانها:
    استخدام الخطابة: زخم الأدب اليوناني بالخطابة كأهم أسلوب أدبي للتعبير عن السخرية والحب والتشكيك والعداء، والذي تم دراسته وتعليمه لاحقًا كفن من فنون الإقناع المستخدم من قبل الحكومات.
    إظهار العاطفة والمودة: عُني الأدب اليوناني بالعاطفة والمشاعر فاهتم بسلوك الشخصيات في السرد أو استجابة الجمهور، واستخدمت العديد من المفردات العاطفية في الكتابات الأدبية، وأهم المشاعر البارزة في الأدب اليوناني: الشفقة والغضب والخوف والحب والغيرة والتعاطف والعدوان والجبن والتعلق.
    استخدام السرد الملحمي: كان الأدب اليوناني القديم يُسرد بصورة ملحمية ويتميز بحبكة قوية ولغة بسيطة مباشرة لكنها بليغة.
    استخدام النثر الفلسفي: يُعدّ النثر الفلسفي أعظم إنجاز أدبي يوناني في القرن الرابع الميلادي والذي تأثر بصورة مباشرة بالفيلسوف سقراط وأفلاطون.
    وجود إله بشري: تحدث الأدب اليوناني ضمن أشكاله المتعددة عن الآلهة بشكلها البشري، وعلى عكس الأديان الأخرى لم يعط الإغريق أهمية ومكانة للوحوش الغريبة أو الحيوانات أو المخلوقات الخيالية في أدبهم ويعود السبب في ذلك إلى أن اليونان طوروا فهمًا دينيًا بناءً على الوجود الإلهي والتاريخ التقليدي.
    انتشار الدراما والمأساة: عبر الأدب اليوناني عن الدراما وهي شكل من أشكال الأدب التي تفشل فيها شخصية مركزية وتعاقب بواسطة الآلهة، وفي المأساة غالبًا ما كان البطل يعاني من عيب فادح يتسبب في موته أو هلاكه.
    استخدام الأسطورة: انتشرت الأساطير في الأدب اليوناني عبر الشعر والنثر، وكان الهدف من تضمين الأدب الأساطير شرح أصول العالم وتقديم تفاصيل حول الآلهة والأبطال والمخلوقات الأسطورية.

    أشهر أدباء الأدب اليوناني
    ضم الأدب اليوناني أهم الأدباء على مستوى العالم وأعظمهم، وفيما يأتي أبرزهم والتعريف بهم:

    هوميروس (Homer): يُعدّ هوميروس من أهم الأدباء اليونانيين في القرن الثامن قبل الميلاد وأعظمهم والذي أنتج أشهر القصائد الملحمية، الإلياذة والأوديسة، والجدير ذكره أن هذه القصائد كانت أحد أهم أعمدة المعرفة والتعلم إذ كان الناس ينظرون لأنفسهم بأنهم غير متعلمين إذا لم يقرؤوها، أما فيما يخص هوميروس فحياته غامضة لدرجة أن المؤرخين شككوا بوجوده فعليًا.
    سوفوكليس(Sophocles): يُعدّ سوفوكليس من أعظم ثلاثة كتاب تراجيديين في اليونان إلى جانب إسخيلوس ويوريبيدس، والذي كتب 123 مأساة خلال حياته والتي وصلنا منها 7 فقط، ومن أهم إنتاجاته الأدبية أوديب الملك وإليكترا.
    يوريبيديس (Euripides): عرف يوريبيديس كأحد أهم الأدباء المسرحيين والذي أنتج خلال حياته 95 مسرحية وصلنا منها 18 عمل فقط، ومن أهم إنتاجه الأدبي مسرحية هيلين وألكستيس، ويشار إلى أن أسلوبه الأدبي تميز بالحداثة إذ صور قوة النساء وحكمة العبيد في أعماله الأدبية.
    أريستوفانيس (Aristophanes): عرف أريستوفانيوس كاتبًا مسرحيًا كوميديًا، وأنتج خلال حياته 40 مسرحية وصلنا منها فقط 11 مسرحية وأشهر أعماله الأدبية مسرحية إكليسيازوزا والضفادع وليسستراتا.
    أفلاطون: كان أفلاطون أهم تلاميذ سقراط وعلى الرغم من أن سقراط لم تكن له أي إنتاجات خاصة إلا أن فلسفته انتشرت من خلال تلميذه أفلاطون، ويشار إلى أن أشهر أعمال أفلاطون هي "الجمهورية" والتي جسدت الأسلوب الخطابي، إضافة إلى كتاب الندوة.
    أرسطو: كان لأرسطو أثر في الأدب إلى جانب إنجازاته الفلسفية بصفة خاصة وكان أحد أهم طلاب أفلاطون، ومن الجدير ذكره أن أرسطو يُعدّ فيلسوفًا وهو مؤسس علم المنطق ومعلم الإسكندر الأكبر.

  5. #105
    صديق فعال
    الأدب الإغريقي المبكِّر

    الأدب اليوناني أقدم أدب قومي وأكثر الآداب تأثيرًا في العالم. فقد أصبح الأدب اليوناني (الإغريقي) القديم نموذجاً لجميع الآداب، بدءًا بالأدب اللاتيني. وقد قدّم الكُتَّاب الإغريق الكثير من الأنماط الأدبية البارزة، بما في ذلك الشعر الغنائي والملحمي والمسرحية الهزلية والمأساوية والمقالات والمطارحات الفلسفية والتاريخ النقدي وتاريخ السير والرسائل الأدبية.

    الأدب الإغريقي المبكِّر
    الشعر الملحمي

    كان الشعر الملحمي أول شكل مهم من أشكال الأدب الإغريقي. والملاحم قصائد سردية طويلة تحكي في معظمها الأعمال البطولية للكائنات السماوية أو الأرضية. وقد نظم هومر، أبرز الشعراء الإغريق، قصيدتين ملحميتين شهيرتين هما الإلياذة والأوديسة، وكان ذلك خلال القرن الثامن قبل الميلاد. وتتحدث الإلياذة عن حرب طروادة التي ربما حدثت حوالي عام 1250ق.م. أما الأوديسة فتروي مغامرات البطل الإغريقي أوديسيوس وهو عائد إلى وطنه بعد سقوط طروادة. وقد تطوّرت الملاحم من تقليد قديم من الشعر الشفوي امتد خمسمائة عام. وكانت القصائد مبنية على قصص أنشدها مغنون محترفون على أنغام آلة موسيقية وترية اسمها القيثارة. وتؤكد الإلياذة والأوديسة على مُثُل الشرف والشجاعة. وكان لهما أثر كبير على الثقافة الإغريقية، وعلى التعليم والأدب الإغريقيين.

    كان هِسْيود مؤسس الملحمة التعليمية، أول شاعر إغريقي رئيسي بعد هومر. كتب هِسّيود في القرن السابع قبل الميلاد. وفي قصيدته الثيوغونيا أصبح هسيود أول كاتب ينظم الميثولوجيا (الأساطير) الإغريقية ليجعلها نظامًا فلسفيًا شاملاً. وتصف قصيدة هسيود الأخرى أعمال وأيام حياة الفلاحين الإغريق الشاقة وحسن تدبيرهم وحصافة رأيهم. وتبين القصيدة أن مثل هوميروس الأعلى ذا الصبغة الأرستقراطية، المتمثل في الشجاعة في المعركة، ليس النـوعَ البطـولَّي الوحـيَد الممكـن، إذ امتـدح هسـيود ـ الذي كان هو نفسه فلاحًا ـ بطولة ونضال الفلاح الطويل والصامت مع الأرض وعناصر الطبيعة.

    الشعر الغنائي
    بعد حوالي عام 650ق.م، بدأت أشكال شعرية أقصر من الملحمة تسمى القصائد الغنائية تحّل محّل الملحمة. وكان الشعر الغنائي في الأصل يُغنى بمرافقة القيثارة. وكانت معظم القصائد الغنائية تصف المشاعر الشخصية بدلاً من أعمال البطولة التي صَّورها الشعر الملحمي. وقد أُطْلق على أحد أَنْواع الشعر الغنائي اسم الشعر الإنشادي، وهذا النوع من الشعر شديدُ العاطفية ويتجنب العناصر الوعظية أو الهجائية. وعلى عكس الشعر الرثائي والعَمْبقي (الأيامي) نُظِم الشعر الإنشادي ليغنيه صوتٌ واحدٌ. وكان الشاعر عادةً يغنّي القصائدَ في اجتماعات خاصة تضم الأصدقاء الحميمين. وكانت سافو التي عاشت في القرن السادس قبل الميلاد أشهر شاعرة إنشادية؛ إذ لم يستطع أي شعر حب إغريقي أن يضاهي عاطفة ومشاعر شِعرها المأساوي. وقد ألّف شعراء غنائيون آخرون قصائد غنائية كورالية غنتها جماعات بمصاحبة الموسيقى والرقص. وكانت قصيدة الإبينكيون، وهي قصيدة غنائية كورالية جدية تُؤلّف لتكريم المنتصر في ألعاب القوى، نوعًا شعريًا شائعًا. وتُعتبر قصائد النصر التي كتبها بندار تحفًا من الشعر الكورالي. ومن مؤلفي الشعر الكورالي المهمين ألكْمان وستسيكورس وسيمونيديس أوف سيوس.

    الشعر الرثائي
    يرتبط هذا الشعر بالشعر الغنائي، وكانت القصائد الرثائية تتألف من مقاطع شعرية مؤلفة من بيتين، بيت سداسي التفعيلة يتناوب مع بيت خماسي التفعيلة. وتتألف الأبيات السداسية من ست تفعيلات أو وحدات جرسية، بينما تتألف الأبيات الخماسية من خمس تفعيلات. ومن أشهر شعراء الرثاء كالينوس وترتايوس وممنرمس وثيوجنيس. ويشبه الشعر العَمْبَقي أيضًا الشعر الغنائي، ويكتب بالوزن العَمْبَقي، وهو تفعيلات عروضية تتألف من مقطع قصير يتلوه آخر طويل. وقد عبّر الكثير من الشعر العمبقي عن مشاعر الشاعر الغاضبة. ويُعتبر أرخيلوخوس وسيمونيديس و أوف أمورگوس وهيبوناكس أشهر ثلاثة شعراء عمبقيين.

    العصر الذهبي
    أصبحت أثينا في أواخر القرن السادس قبل الميلاد مركز الثقافة الإغريقية، وهو مركز احتفظت به على مدى 200 عام تقريبًا. وقد ازدهرت الفنون، والأدب بشكل خاص، خلال الفترة من عام 461ق.م. حتى عام 431ق.م. وغالبًا ما تسمى هذه الثلاثون عامًا العصر الذهبي.

    الأدب المسرحي
    أصبح الأدب المسرحي، وبخاصة المأساة، أهم شكل أدبي خلال العصر الذهبي، وكان إيسخيلوس، وسوفوكليس، ويوربيدس أهم المسرحيين المأساويين. وتتميز مسرحيات إيسخيلوس بجديتها وجلال لغتها وتعقد فكرتها. ويشتهر سوفوكليس بشكل خاص بشخوصه وبلغته الرشيقة والإحساس بالهدوء والتوازن. أما يوربيدس فقد سمي فيلسوف المسرح، إذ تسبر مسرحياته غور العالم النفسي للأحاسيس والوجدان الإنساني. وخلال القرن الخامس قبل الميلاد اشتهرت الملهاة أيضًا على المسرح الأثيني. فكان أريسطوفانيس، الذي كتب مسرحيات بأسلوب عُرف باسم الكوميديا القديمة، كاتبًا كبيرًا لمسرحيات هزلية ناقدة. وتعكس مسرحياته روح أثينا في ذلك العصر، بما يتسم به أهل أثينا من شعور بالحرية والحيوية والروح العالية والمقدرة على الضحك من أنفسهم. وبعد أن قهرت أثينا في الحرب البلوبونيزية في عام 404 ق.م.، تناقصت حرية التعبير فيها، ولم يعد قادة الحكومة يسمحون بعرض مسرحيات من نوع الملهاة القديمة لما فيها من نقد اجتماعي وسياسي. ونشطت الملهاة في أثينا في أواخر القرن الخامس قبل الميلاد، منتهجة أسلوبًا جديدًا عرف باسم الكوميديا الحديثة. وقد ركّزت مسرحيات هذا النوع على الفرد والمشكلات التي يواجهها الناس في حياتهم اليومية. وكان ميناندر أكثر كتاب الكوميديا الحديثة شعبية.

    الأدب التاريخي
    تفوق النثر على الشعر والمسرحية الشعرية في الأدب الإغريقي في حوالي نهاية القرن الخامس قبل الميلاد. وكانت الكتابات التاريخية شائقة بشكل خاص. فقد تنقل هيرودوت، الذي سمي أبو التاريخ، في العالم المتمدين خلال أواسط القرن الخامس قبل الميلاد، وسجل عادات وتقاليد أمم أقدم من الإغريق. وكان موضوعه الأساسي الصراع بين الشرق والغرب. أما ثوكيديديس، الذي كتب بعد بضع سنوات، فهو أول مؤرخ انتهج الأسلوب العلمي. وقد كتب وصفًا للحرب البلوبونيزية، وحاول في تسجيله لأحداث عصره أن يبين آثار السياسة على الأحداث التاريخية.

    الأدب الفلسفي.
    برزت مجموعة من الفلاسفة أُطلق عليهم اسم السوفسطائيين في حوالي عام 450 ق.م. وكان السفسطائيون علماء وأساتذه لنظريات المعرفة. وكانت البلاغة، التي هي فن تأليف الخطب المقنعة وإلقائها، اختراعهم الأدبي الكبير. وقد ساهم السوفسطائيون في ارتقاء النثر ـ وخاصة الخطابة ـ وتفوقه على الشعر في أثينا. واعتُبر كتّاب الخطب مثل أيزوقراط وديموسثينيس شخصيات سياسية مهمة. طور تلاميذ سقراط بعد موته عام 399 ق.م. شكلاً أدبيًا جديدًا. لقد بني هذا الشكل الأدبي المُسّمى الحوار الفلسفي على أسلوب سقراط في السؤال والجواب كوسيلة للوصول إلى الحقيقة. ومع أن سقراط لم يترك خلفه أية كتابات الاّ أن أفكاره حفظت في محاورات تلاميذه المكتوبة وبشكل خاص محاورات أفلاطون. وعكست مجموعة أخرى من الفلاسفة مثل الأبيقوريين والرواقيين والمَشَّائين اهتمامات كتابات أفلاطون. وكتب أرسطو أيضًا أعمالاً مهمة مثل الشعر.

    العصر الهيلينستي
    خلال القرن الرابع قبل الميلاد فتح الإسكندر الكبير، الملك المقدوني الكبير، اليونان القديمة ومعظم العالم المتمدن في أيامه وحكم هذا العالم. ومع نمو إمبراطورية الإسكندر انتشرت الأفكار والثقافة الإغريقية في الشرق. وتسمى الفترة التي تبعت وفاة الإسكندر عام 323 ق.م. بالعصر الهيلينستي، وفي هذا الوقت خسرت أثينا دورها المهيمن كمركز للثقافة الإغريقية، وأصبحت مدينة الإسكندرية في مصر العاصمة الجديدة للحضارة الإغريقية.
    ويعود الفضل إلى ثيوقريطس في القرن الثالث قبل الميلاد، في أنه ابتدع الشعر الرعوي. وتُظهر القصائد الرعوية تذوقًا للطبيعة واستحسانًا لها ولحياة الريف. وتعكس قصائد ثيوقريطس تململ أولئك الذين يعيشون في المدن المكتظة بالسكان بشكل متزايد في الفترة الهلينستية. وكان كاليماخوس، وهو عالم وشاعر وناقد نظم قصائد قصيرة منمقة جدًا، الشخصية الأدبية الرئيسية لهذه الفترة. وقد نهج الكثيرون من الشعراء نهج كاليماخوس، وأنتجوا شعرًا قويًا ضمن الحدود الضيقة لقصائد قصيرة فكهة وساخرة تُدْعى إپي‌گرام. وعلى كل حال لم يستحسن جميع الشعراء هذا الميل نحو القصائد القصيرة، إِذ نجد أپولونيوس الرودسي يفضل الشعر الملحمي التقليدي الطويل، ويكتب الملحمة الطويلة الرومانتيكية المسماة أرگونوتيكا في القرن الثالث قبل الميلاد.

    العصر الإغريقي ـ الروماني
    تُعرف الفترة التي تلت العصر الهيلينستي باسم العصر الإغريقي الروماني، بسبب الفتح الروماني لليونان عام 146ق.م. وخلال الحكم الروماني أصبح النثر ثانيةً الشكل الأدبي الأكثر بروزًا، ويعتبر بلوتارك، كاتب السِّير والمقالات، الأكثر شهرة بسبب سيَره التي يقارن فيها بين القادة الإغريق والرومان في كتابه سير متناظرة للقادة الرومان والإغريق البارزين. وبعد ذلك وفي القرن الثاني الميلادي كتب لوسيان الساموساني تعليقات ممتعة نقدت المدارس الفلسفية الشائعة في عصره.

    أدى الاهتمام الجديد بفن الخطابة والبلاغة إلى الحركة السفسطائية الثانية في القرن الثاني الميلادي. وخلال هذه الفترة أصبح أبيكتيتوس، وهو عبد سابق، الناطق بلسان المدرسة الرواقية في الفكر، التي تؤكد فلسفة الرضا والتحمل. وإلى هذه الفترة أيضًا تعود المقالة الطويلة في الأدب بعنوان حول التسامي لكاتب غير معروف يُدعى لونجوس. وفي القرن الثاني الميلادي ظهرت أشكال في الكتابة جديدة ومتنوعة. فقد كتب بوسانياس، كاتب الرحلات، وصفًا مهمًا لليونان القديمة لا يزال مصدرًا قيّمًا للتاريخ والدين الإغريقيين، كما ألّف طبيب يوناني اسمه جالينوس كتابات طبية في التشريح والفسيولوجيا (علم وظائف الأعضاء) وعلم النفس. وبالإضافة إلى ذلك كتب بطليموس، الفلكي والرياضي والجغرافي، مؤلفات ذات أثر كبير. وهناك مؤلَّف آخر مهم كُتِب في هذه الفترة بعنوان وليمة السفسطائيين، كتبه أثينايوس النوقراطيسي. وفي هذا الكتاب يَدّعي أثينايوس بأنه يسجل نقاشًا جرى أثناء وليمة غداء بين تسعة وعشرين حكيمًا مشهورًا. ويضم الكتاب مقتطفات من كثير من الأعمال الأدبية التي، لولا ذلك، لظلّت مجهولة. وكتب لونجوس رومانسية رعوية ذات أثر كبير بعنوان دفنيس وكلو خلال القرن الثاني أو الثالث الميلادي، وتعتبر هذه القصة أول سابقة لفن الرواية. وأهم كاتب في القرن الثالث الميلادي هو أفلوطين، وهو مؤسس الأفلاطونية الحديثة. ويعتبر مُؤلَّفه آخر إبداع كبير للفلسفة القديمة.

    الأدب الوسيط
    كانت اليونان جزءًا من الإمبراطورية البيزنطية من عام 395م وحتى سقوط الإمبراطورية بيد الأتراك عام 1453م. وقد أصبحت القسطنطينية (إسطنبول الآن)، العاصمة البيزنطية، مركز الثقافة الإغريقية وأدبها لمدة ألف عام. وتعكس الفنون البيزنطية العلوم والتقاليد الأدبية الإغريقية. وضمت إليها تعاليم النصرانية. وهكذا أصبح الشعر الديني النصراني أبرز أنواع الأدب الإغريقي في العصور الوسطى. كان رومانوس، المُلحٍّن الذي عاش في القرن السادس الميلادي، أبرز شاعر إغريقي في العصور الوسطى، وكان الملحن الرئيسي للكونتاكيا، وهي ترانيم طويلة موزونة شاعت بشكل خاص في القرنين السادس والسابع الميلاديين. وتمّ ادخال الكانون، وهو نوع آخر من الشعر الديني، في أوائل القرن الثامن الميلادي، على يد القديس يوحنا الدمشقي، وهو عالم شهير في اللاهوت.

    الأدب اليوناني الحديث
    بعد أن فتح الأتراك القسطنطينية عام 1453م أصبحت الأغاني والقصص الشعبية تكاد تكون الأدب الإغريقي الوحيد الذي آُلِّف لمدة 400 سنة. وفي أوائل القرن التاسع عشر الميلادي ظهر ديونيسيوس سولوموس، وهو أول شاعر يوناني كبير عمل على إعادة صياغة الكتابة باللغة اليونانية الديموطية، وهي اللغة الحيوية الشائعة التي يتكلمها عامة الناس، في كتابة شعره. وقبل أن يكتب شعره كانت اللغة اليونانية المستعملة في الأدب هي الصيغة الرسمية التي يستعملها المثقفون والمسماة كاثارفوسا.

    اليونانية، اللغة. وقد شجعت الحركة الديموطية على عودة الفن والأدب إلى موضوعات الحياة اليومية. وكان النثر اليوناني قبل الحرب العالمية الأولى مقتصرًا بشكل كبير على القصص القصيرة التي تصف حياة وعادات الأقاليم. وبعد الحرب أصبحت الرواية التي تعالج الموضوعات النفسية والاجتماعية الصيغة النثرية ذات المقام الأول. وقد كتب نيكوس كازانتزاكيس روايات قوية تعالج موضوعات مثل الصراع بين العاطفة الإنسانية والمُثُلِ الروحيّة. وفي القرن العشرين نال الشعر اليوناني الحديث الاحترام العالمي. وحظيت قصائد قسطنطين كافافي القصصية بثناء عطر، عندما ترجمت للمرة الأولى بعد وفاته، وهو شاعر كبير قضى معظم حياته بالإسكندرية.

    وفي عام 1963م أصبح جورج سفريس، وهو شاعر غنائي، أول يوناني يحصل على جائزة نوبل للأدب. وقد نال جائزة نوبل للأدب عام 1979م شاعر يوناني آخر اسمه أوديسيس أليتز. وربما تمتع الشاعر اليوناني يانيس ريتسوس بشهرة واسعة خارج اليونان، فقد كتب نحو 100 ديوان شعر قبل وفاته عام 1990م.

  6. #106
    صديق فعال
    نبذة عن الشعر اليوناني و الروماني

    مفهوم الشعر اليوناني
    كان الشعر اليونانيّ -سواء أكان الغنائيّ أم الملحميّ- شكلًا مهمًّا من أشكال الأدب الإغريقي، حيث اتّخذ نموذجًا لكل الآداب الأخرى كالأدب اللاتيني.

    تاريخ الشعر اليوناني
    يُمكن تقسيم تاريخ الشعر اليوناني إلى عدة عصور؛ حيث إنّ الأدب اليوناني عمومًا كان الوحيد بين آداب أوروبا القديمة والحديثة الذي تطور تطورًا طبيعيًا يناسب تطور المجتمع اليوناني وازدهاره، ويمكننا تقسيم تاريخ الشعر اليوناني حسب العصور إلى ما يأتي:
    عصر ما قبل التاريخ: كان الشعر أول فنون الأدب اليوناني التي ظهرت في عصور ما قبل التاريخ، أو كما يُطلق عليها "عصور الأبطال والأساطير"، والتي بدأت بنزوح القبائل الآرية لليونان في القرن الخامس عشر ق. م، وتنتهي هذه الفترة في القرن الثامن تقريبًا، وقد اشتهرت هذه الفترة بشيوع التراتيل الدينية وشعر الملاحم.
    العصور الكلاسيكية: هو عصر هومير الذي كان يتكلّم اللغة الأيونية المختلطة، وقد كان الشعر في هذا العصر يتحدث عن الحروب والمغامرات الحربية وتسلسل الأنساب؛ إذ كان الشعب في هذا الوقت أرستقراطيًّا يحب سماع مثل هذه الأشياء، ويكره الفقراء والجبناء.
    العصر الهلينستي: ظهر فيه الشعر الغنائي واشتهر كثيرًا، كما اشتهرت الموسيقى والرقص في هذا العصر، وكانت الأشعار في هذا الوقت تدور حول الشهوة والحب الجنسي، والخمر، والأحقاد السياسية.[٣]

    سمات الشعر اليوناني
    كان للشعر اليوناني على مر العصور والتطورات التي مر بها العديد من السمات التي تُميّزه عن غيره من الشعر، ولعل أبرزها:
    إيقاعية الأبيات الشعرية، سيّما تلك التي تحتوي على مقاطع لفظية طويلة وقصيرة. حضور التعابير المقولبة. لغة الشعر مكونة من خليط من كل اللهجات، عدا اللهجة الدورية.
    التغني بالمغامرات الحربية وتسلسل الأنساب، والشعر الكهنوتي والتحدث عن الآلهة. استخدام الفواصل المرحة الفكاهية بين الأبيات الملحمية.
    تمجيد الانتصارات وكراهية الضعف والفقر. حثّ الشعر على الوعظ والإرشاد. واقعيّة الأبيات الشعرية.

    أنواع الشعر اليوناني
    يُمكن تقسيم الشعر اليوناني إلى ثلاثة أنواع رئيسة: شعر الملاحم، الشعر التعليمي، والشعر الغنائي، وفيما يأتي نبذة عن كل نوع من الأنواع الثلاثة:
    شعر الملاحم: يتحدّث هذا النوع عن الآلهة؛ حيث كان ينظم العديد من الأناشيد الدينية التي تصف الشعائر الدينية حول المذبح، ومرّت هذه الأناشيد بثلاث مراحل: المرحلة الأولى هي مرحلة غزو القبائل الآرية لبلاد اليونان، والمرحلة الثانية التي انتشر فيها الشعراء المتجوّلون، والمرحلة الثالثة هي مرحلة المنشدين الذين نظموا الأناشيد وأعادوا صياغتها.
    الشعر التعليمي: يتحدث الشعر التعليمي عن الفلاحين، ويعرض للناس حياتهم وأعمالهم فيه، واهتمّ أيضًا بسرد الأنساب، ووضع التقاويم الدينية، وتعليم الناس الأمثال العلمية التي تنفعهم، كما تسرد القصائد التعليمية التطور الأدبي والسياسي والاجتماعي في بلاد اليونان.
    الشعر الغنائي: يُطلق على هذا النوع "الشعر الغنائي" الذي يُنشد أثناء الاحتفالات الدينية والأعياد القومية والمسابقات الرسمية، والذي يُمجّد الوطن والروح القومية، ويُمكننا تقسيم الشعر الغنائي إلى نوعين رئيسين هما: النوع الأول الذي يُعبّر فيه الشاعر عن عواطفه وانفعالاته الخاصة، والنوع الثاني الذي يتحدث فيه بلسان الغير، ويُعبّر عن أفكار الناس وعواطفهم.

    أبرز رواد الشعر اليوناني
    ضمّ العصر اليوناني مجموعة من الشعراء، ومن أشهر شعراء هذا العصر ما يأتي:

    هوميروس
    الشاعر الإغريقي هوميروس من أشهر شعراء اليونان، مختصّ بالشعر الملحمي، فهو صاحب ملحمة الإلياذة والأوديسة الشهيرتين، لا يعرف مسقط رأسه وموطن ولادته تحديدًا، ولا يعرف أيضًا مكان موته، لكن يقال إنّه مات منتحرًا في مدينة إيوس التي ولدت بها أمه. ومن أشعاره:

    رَبَّةَ الشعرِ عن آخيل بن فيلا
    أنشدينا واروي احتدامًا وبيلا
    ذاك كيدٌ عمَّ الأخاء بلاهُ
    فكرام النفوس ألفت أفولا
    لأذيسٍ أنفذن منحدراتٍ
    وفرى الطيرُ والكلابُ القيولا
    ثم ما شاء زفس من يوم
    شَبَّت فتنةٌ بالشقاق تنذر أولى
    بين أتريذ سيد القوم ثارت
    بصلاها والمجتبى آخيلا
    أيّ ربٍ قضى؟ فما غير فيـ
    ـبُوس وزفس ونكلَّا تنكيلا

    هيسيودوس
    هيسيودوس من أهمّ شعراء الشعر التعليمي، وُلد لأسرة فقيرة، يقول البعض إنه ولد في مدينة أسكرا والبعض الآخر يقول مدينة كوما، من أشهر أعماله: قصيدة الأعمال والأيام التي تتألف من 828 بيتًا،[١٠] ومن أشهر أشعاره "الرجل لا يكسب شيئًا أفضل من زوجة صالحة، ولا شيء أكثر إيلامًا من الزوجة السيئة".

    ثيوجنس
    من أشهر شعراء الغناء المختصّ في شعر الحكم والأمثال، ولد في مدينة ميجارا منتصف القرن السادس ق. م، وصل إلينا جزء كبير من أشعاره، وهذا لم يحدث مع الشعراء الآخرين، وقد كان أرستقراطيًا نبيلًا يكره الفقر، ومن أشعاره "وكما أن المال يفسد كل شيء، كذلك الفقر يسبب الآلام الجسمانية ويدفع إلى العبودية".

    سافو
    هي شاعرة وُلدت أواخر القرن السابع في جزيرة لسبوس، وتنتمي لأسرة نبيلة، وتختصّ بشعر الحب والزواج، وقد اختلف المؤرّخون على أخلاق هذه الشاعرة، فمنهم من اتهمها بالمجون والخلاعة، ومنهم من يقول إنّها تزوجت، وأنجبت طفلة اسمها كليس،[١٣] ومنهم من يقول إنها أغرمت بشاب اسمه فاؤن، لكنّه لم يُبادلها الحب فانتحرت.
    من أشعارها "إنني عاشقة أحترق بنار الحب الذي يعذبني، إنه يحطم بدني، إنه حلو ومر في وقت واحد، إنه وحش لا يقهر، إنه يعصف بنفسي كما تعصف ريح عاتية بأشجار صلبة عالية".

    بانداروس
    وُلد بالقرب من ضاحية كونو سكفلاي عام 522 ق. م، وكان من أسرة أرستقراطية متدينة، واشتهر بالشعر الغنائي، ونظم العديد من الأشعار، لكن لم يصل من أعماله إلا أربعة كتب تحتوي على أشعار النصر "أغاني النصر"، ومن أشعاره "إن الله وحده قادر على كل شيء، يلحق النسر السريع، ويسبق الخرتيت في أغوار الماء، ويذل المتكبرين".

    مفهوم الشعر الروماني
    تأثر الشعر الروماني كثيرًا بالشعر اليوناني وبالثقافة والأدب اليوناني عمومًا، وقد مرّ الشعر الروماني بتطوّرات تاريخيّة كبيرة سنتعرف عليها بالتفصيل فيما يأتي:

    تاريخ الشعر الروماني
    يُمكن أن يقسم تاريخ الشعر الروماني إلى أربعة أقسام رئيسة على النّحو الآتي:
    عصر التأثر بالشعر اليوناني: تأثر الشعراء الرومان بالأدب والشعر اليوناني؛ حيث أدخل اليونان الفنون إلى روما، ولا أحد يمكنه أن ينكر -حتى روما نفسها- تفوُّق اليونان ودقتهم في الناحية الشعرية والأدبية والثقافية والفكرية.
    العصر الذهبي: أصبح الشعر الروماني متفردًا بذاته في العصر الذهبي، وظهر شعراء وكتاب عظماء مثل: فيرجيل، هوراس، أوفيد وغيرهم، واستمر العصر الذهبي من 70 ق. م إلى 14م، واشتهر بالقصائد الملحمية، وقصائد الحب والأساطير وغيرها.
    العصر الفضي: امتد العصر الفضي الروماني من القرن 39م إلى 96م، ويرتبط هذا العصر باثنين من الشعراء المشهورين وهم: ماركوس أنيوس لوكانوس المعروف باسم لوكان، وبوبليوس بابينيوس ستاتيوس الذي درس الفلسفة الرواقية في أثينا.
    العصر الحديث: تطوّر الأدب والشعر الروماني في القرن الرابع الميلادي بسبب انتشار المسيحية، وأدخلت إليه أنواع جديدة من الكتابات التي تتحدث عن الأخلاق المسيحية، والتي انتقدت بشدة الأعمال الجنسية والأعمال اللاأخلاقية.

    سمات الشعر الروماني
    تميّز الشعر الروماني بمجموعة من السمات والخصائص التي ميّزته عن غيره من أنواع الشعر الأخرى، وأبرز هذه السمات هي ما يأتي:
    اعتناق الأسلوب الكلاسيكي في الكتابة. الوطنية وإظهار الحب لروما. التحدُّث عن الزراعة والريف الروماني وتربية الحيوانات والماشية. إبراز بهجة الحياة وحب الطبيعة. هجاء الرذيلة ونقدها. تصوير الحب والعاطفة والنشوة. المرح، والأسلوب الأدبي الساخر والرثاء. التعبير الصريح والمباشر عن المشاعر البشرية.

    أنواع الشعر الروماني
    يُمكن تقسيم الشعر الروماني إلى ثلاثة أنواع وهم على النّحو الآتي:

    الشعر الغنائي: تأثّر الرومان بالشعر الغنائي عند اليونان؛ لذا حاولوا تقليده، وكان الشاعر كاتولوس رائدًا في هذا النوع من الشعر، الذي كان مرحًا حينًا ومسيئًا ومثيرًا حينًا أخرى.
    الشعر الملحمي: وصل الشعر الملحمي لذروته في العصر الذهبي، وتأثر شعراء هذا العصر بالميول الهيلينية، وكان الشعر الملحمي رثائيًّا حينًا وساخرًا حينًا أخرى.
    الشعر التعليمي: اشتهر الشعر التعليمي عند الرومان أيضًا، لا سيّما في القرن الأول ق. م، ومن أشهر الشعراء المتخصصين في هذا النوع من الشعر: فيرجل، وأوفيد.

    أبرز رواد الشعر الروماني
    اشتهر العصر الروماني بمجموعة من أبرز الشعراء، ومنهم ما يأتي:

    كاتولوس
    كاتولوس هو واحد من أشهر شعراء الرومان الذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد، يُصنّف على أنّه واحد من فحول الشعراء الذين تميزوا بكتابة الشعر الغنائي والرثائي.، ومن أشعاره:
    وعصفور فتاتي يهيم بحجرها ** يقفز فيه من هنا ومن هنا

    فيرجل
    عاش فيرجل بين 70 إلى 19 ق. م، وكان متخصصًا في الشعر التعليميّ الذي يُعلّم الناس أمور الزراعة والحياة الريفية ورعاية الماشية وتربيتها، ومن أشهر مؤلفاته: الجورجيين، وأينيد. ومن أشعاره "إذا لم أستطع تحريك الجنة، فسوف أثير الجحيم".

    هوراس
    هو شاعر متحرّر عاش بين 65 إلى 8 ق. م، تخصّص في شعر الطبيعة المبهج، ومن أشهر أعماله "هجاء" الذي كتب فيه نقدًا للرذيلة التي كانت متفشية في روما. ومن أشعاره" إذا كان أي شخص لا يشعر بقوة الله عندما ينظر إلى النجوم، فأنا أشك فيما إذا كان قادرًا على الشعور بأي شيء على الإطلاق".

    أوفيد
    أوفيد هو شاعر عاش في الفترة بين 42 ق. م إلى 18م، تخصّص في شعر الحب، وتميّز بأسلوبه المرح، ومن أشهر كتبه "Amores" الذي نشره عام 22 ق. م. ومن أشعاره "تجرني قوة جديدة غريبة، تتجاذب الرغبة والعقل في اتجاهات مختلفة، أرى الطريق الصحيح وأوافق عليه، لكن اتبع الخطأ".

    تأثر الأدب الروماني بالأدب اليوناني
    أثّر الأدب اليوناني على الأدب الروماني تأثيرًا كبيرًا، وذلك منذ أن روى إينيد قصة هروب إينيس من طروادة واستقرارها في مدينة روما، فمنذ نشأة الأدب الروماني نلاحظ أنه اقترض الكثير من أدب اليونان، سواء أكان في الشعر أم النثر أم التاريخ، وترجموا العديد من الأعمال اليونانية للغة اللاتينية.
    كتب هوراس أنّ اليونان أدخلت الفنون لمنطقة لاتيوم المتخلفة، بينما نُلاحظ أنّ المؤرخ نايجل رودجرز قال: إنّ كتّاب اليونان صاغوا العديد من المفاهيم الفلسفية والسياسية التي أثرت على الرومان، وأنّ روما لا تستطيع إنكار تفوُّق اليونان عليها، وعلى الرغم من ذلك فقد استطاع الرومان إنشاء أدب خاص بهم.

  7. #107
    صديق فعال
    الأدب اليونانى فى مصر

    عاش اليونانيون ويعيشون مثلهم مثل المصريين يمتهنون نفس الحرف ويعيشون فى نفس الأحياء والمنازل، فهم ليسوا خواجات... هم أبناء وطن إحتضنهم فأحبوه وأعطوا له الكثير ولازالوا يعطونه.

    هناك جملة تستوقفنى كثيرًا عندما يأتى الحديث عن اليونانين فى مصر وهى ما ذكرها اللورد كرومر فى مذاكراته عن فترة خدمته فى مصر حين قال... «أينما ترفع حجرًا فى مصر، ستجد تحته يونانيًا»... وهذا الأمر صحيح فى الحقيقة وواضح لمن يمعن النظر فى تاريخ مصر الحديث وليس فقط، فالشائع هو أن وجود اليونانين فى مصر يرتبط فى أذهاننا بالعصر الحديث وفترة الكوزموبوليتان ولا سيما فى الإسكندرية المدينة اليونانية الأصل كما يحلوا للبعض أن يسميها وهو شيء لطيف إذ أنه يرتبط بمفهوم الحنين/ النوستالجيا الرائج فى أيامنا.

    لكن فى واقع الأمر إن وجود اليونانيين فى مصر لم يكن فى العصر الحديث أى فى مع فترة محمد على باشا الذى جاء حاكمًا لإقليم كالاماتا فى شمال اليونان ومنه إلى مصر حيث أحضر بالكثير من اليونانين معه ومن هنا بدأت الهجرات العشوائية والمنتظمة إلى المحروسة بحثًا عن حياة أفضل. لكن فى واقع الأمر أن وجود اليونانين فى مصر كان قبل هذه الحقبة بألاف السنين منذ عصور المصريين القدماء ولنا فى كتابات هيرودوت خير دليل الذى لم يأت إلى مصر كونه رحالًا بمحض الصدفة أو بحثًا عن المغامرة بل كانت هناك أسباب أو لنقل سوابق لزيارته لمصر يجدر بنا أن نذكر فى هذا الصدد أن علماءً وفلاسفة من أساطين الفكر الإنسانى قد جاءوا إلى مصر «للتعلم» مثل أرسطوطاليس و سقراط وبلاتون (أفلاطون) وبيثاغواراس (فيثاغورث).

    وغيرهم فى صروح مصر العلمية ومعابدها وليس هم فقط بل ومن قبلهم وتاريخ الفن خير شاهد على هذا لو لاحظنا فى العصور الأولى للفن اليونانى سواء النحت أو العمارة سنجد تأثرًا واضحًا بالفن المصرى القديم مما لا يدع مجالًا للشك أن اليونانين نقلوا الكثير عن المصريين فى مجالات شتى فكان الأساس الذى منه انطلقوا وأبدعوا فى مختلف العلوم والفنون ولا يظنن أحد أن دخول الإسكندر الأكبر إلى مصر كان محض صدفة فقد كان أحد تلامذة أرسطوطاليس النجباء أى أنه عرف إلى أى أرض أتى.

    ... ومن الإسكندر الأكبر إلى البطالمة ومنه إلى العصر الحديث ومن ثم إلى يومنا هذا. ماذا يأتى إلى ذهننا اليوم عندما تذكر كلمة اليونان أو اليونانيين... بالتأكيد لها وقع مختلف إذ أن حضورهم فى وجدان المصريين كبشر وكثقافة وحضارة كان مختلف لكن كبشر بشكل خاص إذ أن فى البشر العاديين تتكشف كل المعالم الثقافية والحضارية والتاريخية دون أن يعرفوها بشكل تفصيلى لكن أعتقد أن حكمة الحضارات القديمة الراسخة تتجسد فى الحمض النووى لأبناءها وأحفادها على مر العصور بغض النظر عمّا يطرأ على هذه العصور من صلاح أو طلاح أو من تقدم أو إضمحلال... فتلك الحضارات وتلك الشعوب شاءت أم أبت تحارب الموت والفناء بلا كلل لقرون طويلة ولا تزال هنا حية لا تفنى ولا تموت، باقية ما بقى الزمن...

    والحديث هنا عن اليونان ومصر، إذ أن ارتباطهما فى رأيى الشخصى هو أزلى وحتمى بحكم التاريخ والجغرافيا والفكر والروح وحب الحكمة الأبدى الراسخ فى وجدان أبناءها على مر العصور كما يقول النجيب، محفوظ «كانت مصر ثم جاء التاريخ...»

    وكذلك يقول أحد عظماء الإنسانية الآخرين، «نيكوس كازانتزاكيس»
    «كانت جزيرة كريت هى الأرض الأولى فى أوربا التى استقبلت نور الحضارة الذى جاء من الشرق».

    فاليونان عزيزى القارئ ليست محض دولة أوربية ولا متوسطية ولا غيرها من المسميات... اليونان تنتمى للإنسان، للبشرية، اليونان فكر وعلم وحضارة وأدب وبشر حاملين لهذه الخصائص ينتاقلونها عبر العصور والأجيال والقرون والسنين والأيام.... اليونان هى سقراط وأرسطو وأفلاطون وإيمبذوكليوس وإيسخيلوس وسوفوكليس وهيباتيا وفيلوكتيتس وكازانتزاكيس وسيفيريس وإيليتيس وكفافيس وتسيركاس وكافاذياس وذيميترياذيس وكوموتسى وغيرهم... هل تعلم عزيزى القارئ أن من أحب الكلمات لنيكوس كازانتزاكيس هذا الكاتب العالمى الألمعى كانت «فى دمائى تجرى دماءً عربية» فقط لأنه كان من جزيرة كريت...

    كل هذا يأتى بنا إلى اليوم وإلى يونانى اليوم أى إلى اليونانيين المتمصرين/ أو اليونانيين المصرين... إذا تحدثت مع أحدهم سيقول لك أننى مصرى ثم يونانى وسيذكر أن مصر أو اليونان هى وطنه الثانى وسينسى أى منهما هو الوطن الأول... «أينما تعيش هو وطنك» هكذا قال سقراط. فى مصر ولا سيما فى العصر الحديث عاش اليونانيون كالمصريين تمامًا، ففى العصر الحديث وخاصة فى القرن العشرين عاشت فى مصر جاليات وجنسيات عديدة لم يبق منها فى وجدان المصريين مثل اليونانيين ولم تبق مصر فى وجدان أى جالية مثل اليونانيين.

    ... تنويه، اللغة اليونانية تعد لغة صغيرة أو نادرة إذا ما حسبت بعدد الناطقين بها...لكن، كم لغة صغيرة استطاعت أن تحظى أو تهدى للبشرية هذا الكم الهائل من المعارف والمفكرين والأدباء والشعراء ولا سيما فى العصر الحديث، سفيريس و إيليتيس (شاعران نوبل فى القرن العشرين) كفافيس وكازانتزاكيس، لو أن هناك تعريف لمعنى كاتب أو شاعر عالمى لأكتفيت بهذين الأسمين لأوضح ماذا تعنى أن يكون المبدع عالميًا.
    سأتحدث قليلًا عن بعض الأدباء اليونانين المصريين الهامين لكنهم أثروا فى على مستويات كثيرة... لنبدأ بكبيرهم الذى علمهم الشعر.

    قسطنطين كفافيس
    كُتب وقيل الكثير عن الشاعر السكندرى كما يشار إليه فى كل المحافل العلمية والأدبية بالسكندرى، وهو الذى كان يقول عن نفسه «أنا شاعر المستقبل...» و «أنا لست يونانيًا، أنا هلينيستى»، أى يونانى مصرى إذ أن الهلينستية هو نتاج التفاعل بين الحضارتين اليونانية والمصرية وبهذا سمى أحد أهم العصور الإنسانية وأحد أغزرها إنتاجًا للفنون والفكر والآداب والعلوم.

    وفى هذا العصر استوحى مايزيد عن الخمسين قصيدة من قصائده التاريخية وبغض النظر عن تصنيف تلك القصائد إلا أن ما يسرى عليها يسرى على كل قصائده وهو معاصرتها الشديدة إذ أنك تشعر كما لو أنها كتبت اليوم.
    لم يلق كفافيس المكانة التى يستحقها عندما كان على قيد الحياة أنها تُرجم بالصدفة من قبل صديقه إيمانويل فورستر صاحب دليل الإسكندرية ونشر فى بريطانيًا أولًا ومن ثم انتبه العالم إلى موهبته الفذة لكن حدث هذا بشكل حقيقى وأكبر بعد مماته فهو يعد الآن من أكثر الشعراء الذين ترجموا إلى لغات أخرى إن لم يكن أكثرهم... علاقتى بالشاعر بدأت فى سن صغيرة عندما نشر د. نعيم عطية أول ترجمة له عن اللغة اليونانية، لم أفهمه حينها تمامًا، لكنى قرأته ولازلت أقرأ قصائده حتى هذه الساعة.

    لم يغادر قسطنطين كفافيس مصر سوى مرات قليلة كان مجبرًا فى أغلبها سواء إلى استانبول صغيرًا أو إلى إنجلترا فيما بعد وفرنسا وأخيرًا إلى أرض اليونان عندما مرض، وكلها كانت زيارات صغيرة... كانت معشوقته الإسكندرية هى دائمًا الأرض الأم و الوطن والمدينة التى كان لها نصيبها من أشعاره.

    سافرت كثيرًا وقابلت بشرًا مختلفى الثقافات والطبائع فى بقاع الأرض ولن أبالغ أننى سمعت من الكثيرين عبارة «قسطنطين كفافيس، هذا الشاعر غَيّر حياتى» هذه العبارة سمعتها فى الهند وبلدان كثيرة فى أوربا وفى أمريكا اللاتينية والشمالية بشر لهم لسان غير اليونانية، يحفظون بلغاتهم أبياتًا من شعره يحلمون بالمدينة ويبكون على أنطونيو الذى يودعها ويرتلون أسوار وشموع وأسوار وإيثاكا... شاعر كان مؤثرًا بحياته فى حياته وبعد مماته.ذاع صيته فى مصر من التسعينيات بعد نشر ترجمات لقصائده تباعًا وبعد إنشاء متحفًا له فى مدينته الإٍسكندرية وصار البيت الذى عاش فيه آخر ثلاثين سنة تقريبًا مزارًا يأتيه الناس من كل حدب وصوب... رأيت فى هذا المتحف كتابًا كبار ومشاهير من العالم يبكون ويتأثرون ويتمشون فى حجرات بيته بوجل ويرتلون بعض قصائده... عَلَمَنى شعره أن الشعر إذا لم يكن مؤثرًا وحقيقيًا ويجبرك على إعادة قراءته فلا سبب لوجوده ولن يعيش... الشعر يختبره الزمن، وكفافيس بعد مايقرب على المائة عام على وفاته يُقرأ فى كل عام أكثر من العام الذى فات ويؤثر فى بشر أكثر ممن عاصرهم.

    ستراتيس تسيركاس
    .وأغنى لمصر لأنها تطعمنى وتغطينى كأم
    لأنها، تتألم من أجلى كأم
    ولأنها تحلم من أجلى، كأم

    بهذه الكلمات يمكننى أن ألخص «ستراتيس تسيركاس»، اليونانى المصرى، أو ابن البلد كما كان يلقبه أبناء جلدته وكذلك المصريون أيضًا مما عرفوه... كان حالة خاصة جدًا، فهو ابن حى عابدين كان والده حلاق له محل فى نفس البناية، تخرج فى المدرسة التجارية وعمل فى محالج القطن فى ديروط فى صعيد مصر وجاب مصر وعاش بين أهلها من البسطاء... كتب الشعر وإنشغل بالأدب والترجمة منذ صغره، نشأته وحياته كان من الطبيعى أن ينتج عنها أول ديوان شعر له بعنوان «الفلاحون» ونوفيلا بعنوان «نور الدين بومبة» عن مراكبى مصرى بسيط يتورط فى ثورة 1919 ضد المستعمر الإنجليزى، ومجموعات قصصية بل وكتب نقدية ودراسات، كان من القلائل الذى تقربوا من شاعر الإسكندرية كفافيس وكان من أول من كتبوا عنه كثيرًا وروجوا لعبقريته فى وقت كان الجميع يتنصل من الشاعر ولا يعطه حقه عن عمد أو حقد أو جهل فله عن الشاعر كتابين «كفافيس وعصره» وأيضًا، «كفافيس السياسي» لكن تبقى ثلاثيته «مدن جامحة» بأجزاءها (المنتدى وآريان والخفاش) أحد أهم الروايات فى الأدب اليونانى الحديث لاسباب كثيرة أولها أن لها محور ثابت يربط بين أنتاجه كاملًا من قصائد وقصص قصيرة ويمزج فيها بين الواقع والخيال ويعبر فيها عن آرائه وفلسفته فى الحياة والسياسية فى فترة صعبة كانت تتشكل فيه خريطة العالم ولا سيما الشرق الأوسط، فى الفترة مابين الحربين العالميتين وبعدها، يقف فيها الكاتب الكبير فى وجه المستعمر الإنجليزى والمستغل بغض النظر عن جنسيته يونانيًا أو مصريًا يقف دائمًا مع البسطاء من البشر.

    بيرسا ليست فقط مترجمة أدب عربى يونانية مصرية، لكنها روائية يونانية مصرية أيضًا بالمعنى الحرفى للتعريف، أى أن ما رواياتها هى بالفعل يونانية مصرية، كتبت بيرسا حوالى ثمان روايات النسبة الأكبر منها تدور أحداثها فى مصر وشخوصها الرئيسية من المصريين واليونانين فى فترات مختلفة وهو موقفه الدائم الذى كان واضحًا منذ كتاباته الأولى حتى إنتاجه النثرى الغزير الناضج. فى ثلاثيته ينسج أحداثًا بين ثلاث مدن بشكل أساسى «أورشليم والقاهرة والإسكندرية» يظهر فيها عشقه للشرق ولمصر ويحكى فيها عن مصر التى عرفها وعاشها وعاشته وشكلتها ولذا كان يغنى لها لأنها كأمه تحنوا عليه ويقول هذا على لسان أبطاله فى تلك الفترة الحرجة...
    وأغنى لمصر، لأنها تطعمنى وتغطينى كأم لأنها، تتألم من أجلى كأم ولأنها تحمل من أجلى، كأم.

    «مصر أم اللاجئين...» يأتى إليها كل من تلفظه أرضه وذويه من كل حدب وصوب ليبنى حياة من لاشيء على أرض النيل وتحت شمسها الدافئة... وربما لا يجد فيها سوى الصراخ والحزن والنحيب لم تعد هناك المسلات الجميلة الفرعونية.
    ولا الغروب بهيبته ولا الأهرامات بروعتها العتيقة؟
    لكن نعم، أنا أغنى لمصر هذه بالتحديد
    مصر التى لن تجدوها فى خرائط كوك السياحية
    مصر التى تتعرقلون فيها دون أن تروها...
    وأغنى لمصر، لأنها تطعمنى وتغطينى كأم
    لأنها، تتألم من أجلى كأم
    ولأنها تحمل من أجلى، كأم.

  8. #108
    صديق فعال
    تعريف الأدب الفرنسي

    الأدب الفرنسي أغنى المدارس الأدبية عالميًا ، إذ حين يتساءل أحد بماذا تشتهر فرنسا ؟ ، ستكون الإجابة دوماً الأدب الفرنسي، يُعرف منذ قديم الزمن بأنه مؤثر ومسيطر على العقول والقلوب ، حيث إن المدرسة الأدبية الفرنسية، ثرية بأعمالها وأدباءها، وخاصًة أن هناك العديد من الاعمال التي تربعت على عرش الأدب العالمي مثل الروائع الشعرية والغنائية . هناك الآلاف من الكتب و روايات الادب الفرنسي والمؤلفات العظيمة، ومن الجدير بالذكر أن المؤلفات الفرنسية دومًا كانت مصدر لإلهام كتاب أوروبا وأمريكا وبريطانيا والكثير من الدول لكتابة أعمال لا مثيل لها، الأديب الفرنسي يعرف دومًا بترتيبه للأفكار ولمسته الرقيقة في الكتابة والإبداع والدقة في اختيار اللفظ وحبكة الأفكار، كما أن أدباء فرنسا يعرف عنهم بأنهم كثيري الالتزام بالقواعد، وبينما كل العالم يهتم بالتأثير على القارئ بأي شكل من الأشكال ، إلا أنهم يهتموا في المقام الأول بضبط القواعد واللغة وتطبيق التراث والحفاظ على القصة من الهزل والإبتزال، مما جعلهم رواد الأدب عالميًا.

    تعريف الأدب الفرنسي
    يمكن إرجاع بدايات الأدب الفرنسي منذ العصور الوسطى، حيث يعتبر القرن التاسع الميلادي هو البداية لظهور الأدب الفرنسي، كما أن تلك البدايات كانت من خلال الشعر، حيث إن الأدب الفرنسي كانت براعمه شعرية، وبدأ بالتطور إلى أن وصل في القرن الثاني عشر على الشعر الغنائي . وظل مزدهر ومتطور إلى القرن الخامس عشر، كما أن الشعر القصصي، من أكثر أنواع الشعر الفرنسي بروزاً، وله العديد من الأنواع، ومنه الشعر القصصي الذي يسرد حكايات الابطال في الحروب، كما أمتدح الشعر في تلك الفترة زعماء الثورة الفرنسية ، ويسمى هذا النوع القصيدة الملحمية، ومن أشهر الأمثلة على تلك النوعية هي أغنية رولان التي تم إنتاجها في القرن الثاني عشر الميلادي .

    والنوع الثاني هو القصص الخرافية وهو ما يعرف بالأساطير، والنوع الثالث هو الحكاية الشعرية القصيرة، والتي يتضمن قصة قصيرة يسردها الراوي من خلال أبياته الشعرية، والنوع الأخير من الشعر القصصي هو القصة الرومانسية الخيالية، ويقصد بها الحكايات الطويلة التي يملأها المغامرات الخيالية وقصص الحب ووصول الحبيب للحبيبة، والصعوبات التي واجهها . وتعتبر قصة الوردة من أشهر تلك النوعية من القصص، وهي ترجع للمؤلفين جان دو مون وغيوم دو لوري، الذين يعتبروا أبرز ادباء فرنسا وذلك في القرن الثالث الميلادي، كما كانت القصص الرومانسية تكتب نثرًا وشعرًا، أما عن المسرح فكانت أول المسرحيات التي عرضت في المسرح الفرنسي من نوعية المسرحيات الدينية التي تحث على الفضيلة والاعتزاز بالقيم الدينية، وبعدها المسرحيات الأخلاقية التي تناقش الآداب العامة وأخلاقيات التعامل مع الآخرين، كما أن مسرح المعجزات بدأ بالظهور والتجلي في تلك الفترة.

    الأدب الفرنسي في القرن 16
    إذا أردت أن تعرف معلومات عن فرنسا ، فأول ما يواجهك الأدب الفرنسي لما له من أثر كبير على حضارتها، ولا سيما أن في القرن السادس عشر الميلادي بدأ الأدب الفرنسي في عهد جديد، حيث يسمى هذا العصر بعصر النهضة، وقد شهد هذا العصر ازدهار غير مسبوق في العالم كله، حيث إن العلم والمعرفة والشعر والأدب. فكانت نهضة علمية غير مشهودة، كما أثر الأدب الإغريقي والإيطالي في تلك الفترة في باريس، حينها كان الأدب بلغ أشده ، ومن الجدير بالذكر أن تلك الفترة كان الأدب مزدهر عالمياً ، كان للإغريق والرومان مكانة كبيرة في الأدب العالمي حينها، وسيطروا على الفكر العالمي من خلال الأدب والفن . ومن أهم ادباء تلك الفترة جارجنتوا وبنتجرول في كتابة الروايات والمؤلفات الأدبية المميزة، ونجوم الثريا بزعامة بيبر دو رونسار، وهو عبارة عن سبع شعراء من أعظم الشعراء التي عرفتهم فرنسا في تاريخها الأدبي، ولا سيما ان ميشيل دو مونتانة هو الأديب الذي ابتدع المقالة الشخصية كما إنه أضافها إلى الاشكال الأدبية، وأصبحت من حينها والصحافة جزء من الأدب، فالصحفي ما هو إلى أديب محنك .

    الأدب الفرنسي في القرن 17
    لم يتوقف الأدب الفرنسي عند هذا الحد من التقدم والازدهار، بل ظل يتطور في القرون التالية، حتى وصل في القرن السابع عشر، على ما يسمى بالعصر الكلاسيكي، حيث كان دو ماليرب أول الشعراء الفرنسين الذي رسخ الأدب الكلاسيكي، من خلال المدرسة الشعرية الكلاسيكية، كان يكتب الشعر الواضح الصريح، والذي يتميز بالعقل والحكمة الكتابية .

    كانت تلك أهم ميزات المدرسة الكلاسيكية، فيما أن ماليرب هو المؤسس للمدرسة الكلاسيكية، فهو من وضع مواصفات تلك المدرسة، التي عرفت فيما بعد بالوضوح والعقلانية، كما عرفت باليقظة والنضج، وبرز حينها ديسبرو ويكولا بوالو وفونتن، ويعتبروا من أشهر رواد المدرسة الكلاسيكية الفرنسية، ولا سيما أن لافونتن كتب قصص خرافية مميزة عن الحيوانات، وبوالو أيضاً ، قاموا بتأليف الشعر وكتبوا القصص المميزة، التي عرفت بالجودة والنبل والاعتدال ، إن تلك هي السمات التي أختص بها الأدب الفرنسي.

    تلى الشعر الكلاسيكي المسرحية الكلاسيكية، حيث إنها كانت خير مثال ومعبر عن الكلاسيكية الفرنسية، ومن أهم المؤسيسن للمسرح الفرنسي الكلاسيكي مولببير وبيبير كورني، وجان راسين، ويعد كورني أول كاتب جسد المأساة في شكلها الكلاسيكي، كما كان يهتم بالأبداع في الجوانب الحياتية الخاصة بالشرف والسيطرة على النفس، والحرية، ومن اشهر مؤلفاته هوراس وبولي يوكت والسيّد. كان موليبير أشهر كتاب السخرية والدعابة في الأدب الفرنسين حيث اهتم بكتابة المواضيع الهزلية والمسرحيات الخفيفة ،التي ترسم الضحكة على الوجوه، في حين أن الأديب راسين من كتاب المأساة كما ان مسرحياته تظهر الجوانب العاطفية والمشاعر الإنسانية، كما إن اعماله ظهر فيها الجانب الديني وعرفت أعماله بأنها مستوحاه من الأدب الإغريقي والروماني، وتعتبر مسرحية رفيدر أشهر مسرحياته تلتها أندرومارك.

    الأدب الفرنسي في القرن العشرين
    في أوائل القرن العشرين هيمن مجموعة من الشعراء على الأدب الفرنسي، وهم بول فاليري وبول كلوديل وأندريه جيد، ومارسيل بروست، ومر هؤلاء الشعراء بمرحلة تسمى مرحلة الرمزية، ولا سيما أن مرحلة الرمزية هي حركة أدبية ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وهو أسم أطلق على الشعراء في هذه الفترة تميزاً لهم، لأنهم حاولوا تطوير الشعر ورأوا ان الشعر يجب أن يضاف له الكثير من المعاني والأمور الجمالية، فكثرت في تلك الفترة استخدام الاستعارات والإيحاءات الشعرية. يعتبر فاليري أحد شعراء تلك الفترة، فقد كان يكبح العواطف والصيغة الكلاسيكية في الشعر، كما كان يحب إيضاح التأثير الأدبي العقلاني، ولا سيما أن فاليري كان من أصحاب الكلمات الراقية والقصائد الناعمة دون ابتذال ولا ركاكة، فعرف شعره بالرقي، كما غنه كان من اشهر النقاد والأدباء في عصره.

    أما عن كلوديل فكان أديب ذو طابع خاص، حيث إنه برع في الأعمال المسرحية وفي الأدب والشعر، وكان اعتقاده الكاثوليكي انعكس بشكل كبير على مؤلفاته فكان مسيحي كاثوليكي متدين، كما أن أعماله ظهر فيها المحسنات البديعية والكلمات الراقية والتعبيرات العاطفية الخالصة، ومن بين أعماله التي ازدهرت ومازال صداها يتردد حتى الآن الأنباء وتحطيم القمر. كان بروست من أشهر الأدباء الفرنسين، حيث إن رواياته كانت تشير دومًا إلى حياته وسيرته الذاتية، فكان دومًا يسكب طابع شخصي على كتاباته. بينما جيد فكان يعرف بالفكر المتطرف، حيث كان يبعد كل البعد عن الأفكار الدينية والأخلاقية، فكان يهتم بالطابع النفسي والبحث في الأعماق الوجدانية للشخصيات، وكان صاحب مجلة المراجعة، ومن أهم اهتمامات جيد سبر غوار النفس البشرية.

  9. #109
    صديق فعال

    أفضل ٧ كٌتاب الأدب الفرنسي الذي وضع حجر الأساس للأدب العالمي


    الأدب الفرنسي يُعرف على أنه المقياس العام لجميع الأدباء في جميع أنحاء العالم، حيث أنه أفضل الآداب على المستويات العالمية منذ العصور القديمة وحتى الأن ، وذلك لما يحتويه من روايات ومسرحيات وقصص قد عُرفت في العالم أجمع، وتركت مشاعرها وأثرها في نفوس من قرائها. لم يؤثر الأدب الفرنسي علي القُراء فقط، بل شمل أيضًا تأثيرًا مهول علي بعض الحركات الأدبية والفكرية في العالم ، ولذلك قام المفكرين والنقاد بتصنيف الأدب الفرنسي على أنه الأساس الذي تقوم عليه الأداب العالمية جميعها. اشتهر كتاب الأدب الفرنسي بما لديهم من براعة وأساليب وقوة في اللغة والتي يتغلب عليها الطبع العقلاني وتميز هؤلاء الكُتاب أيضاً بالصيت العالمي، ولفت أنظار العالم وقراء العالم أجمع.

    في هذا المقال سوف نتحدث عن أفضل كُتاب هذا الأدب الرائع، الأدب الفرنسي.


    الكاتب جان ماري غوستاف
    جان ماري غوستاف، هو كاتب وروائي في الأدب الفرنسي، حصل على جائزة نوبل في الأدب في عام ٢٠٠٨، واشتهر بكتابة القصص القصيرة والروايات. ولد جان ماري عام ١٩٤٠ ميلادية في مدينة نيس الفرنسية .
    بدأت شهرة جان ماري في عام ١٩٨٠ بعد نشر روايته الصحراء والتي اعتبرتها الأكاديمية السويدية أنه تقديم لمدي رؤعة وجمال الثقافة الضائعة في صحراء شمال أفريقيا، قام أيضا المؤلف بترجمة العديد من القصص والمؤلفات إلى اللغة الفرنسية. حيث تعد المجموعة القصصية ذات عنوان الطوفان والأرض المقدسة من أهم ما كتبه الروائي جان ماري، ونال أيضاً هذا الكاتب جائزة رينودو الأدبية في العام ١٩٥٣.


    الكاتب سولي برودوم
    سولي برودوم، هو مؤلف وشاعرٍ في الأدب الفرنسي بالإضافة إلى كونه كاتبًا، ولد عام ١٨٣٩ في باريس. امتاز سولي برودوم بعبقريته وبراعته في كتابة الشعر، حيث أصبح فيما بعد من أفضل شعراء الأدب الفرنسي وأصبحت كتبه من وأصبحت كتبه منوأصبحت كتبه من أفضل كتب الادب الفرنسي . حصل على جائزة نوبل في عام ١٩٠١ وبذلك كان أول من حصل على جائزة نوبل في الأدب. وقد رصد قيمة الجائزة التي حصل عليها من أجل إنشاء جائزة للشعر، كتب سولي العديد من القصائد مثل : التجارب ، اعتكافات ، الحنان الباطل ومقطوعات وقصائد، ويعد ذلك الديوان من أهم ما كتبه.

    الكاتب رومان رولان



    رومان رولان، هو مؤرخًا وكاتبًا ومسرحيًا وروائيًا في الأدب الفرنسي، ولد في عام ١٩٤٤ ميلاديًا. رومان هو قادة الفكر الحديث المدافعين عن السلام. حصل على جائزة نوبل للأدب في عام ١٩١٥ بمثابة تحية إلى المثالية النبيلة في إنتاجه الأدبي وتعاطف ومحبة الحقيقة مع الذي وصفه أنواع البشر المختلفة، وتكريماً له تم تسمية كويكب رولاندية ١٢٦٩ على إسمه، وبالتالي فتم اعتبار الكاتب رومان رولان هو أحد رواد المثالية الفنية. تعد مسرحية سان لويس والذئاب وترجمته لكتاب مهاتما غاندي أحد أبرز أعماله التي قدمها في الأدب الفرنسي.


    الكتاب فيكتور هوغو
    فيكتور هوغو، هو أدبيًا وشاعرًا وروئيًا في الأدب الفرنسي، ولد في عام ١٨٨٥، يُعتر فيكتور هوغو من أبرز أدباء فرنسا في الحقبة الرومانسية. وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات المنطوقة.
    يشتهر فيكتور هوغو في فرنسا باعتباره شاعرًا في المقام الأول ثم روائياً بالرغم من شهرة روايته في العالم بأسره. بينما خارج فرنسا يشتهر بكونه روائياً وكاتباً ثم يأتي في المقام الثاني كونه شاعراً.
    أشهر أعماله الكاتب فيكتور هوغو هي رواية البؤساء رواية أحدب دوتردام كما قد تم طرحه كعرض سينمائي في السينما المصرية بعنوان فيلم احمد نوتردام ، ويعد من أفضل كتب فيكتور هوجو كُرم فيكتور بالعديد من الطرق من قبل الدولة حيث أنه تم وضع صورته على الفرنك الفرنسي. قد أقتبست روايته البؤساء للعديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية وأيضاً الغنائية. أيضاً من أهم ما كتبه فيكتور هوغو هو : الإتجاهات الأربع للروح ، الشفقة الاسمي، أسطورة العصور السلسلة الثالثة والأخيرة .


    الكاتب ألبير كامو
    ألبير كامو، هو فيلسوف وجودي وكاتب مسرحي وروائي في الأدب الفرنسي، ولد في عام ١٩٦٠ بالجزائر، كان روائياً وكاتباً مسرحياً في المقام الأول . إلا أنه كان فيلسوفاً، وكانت مسرحياته ورواياته عرضاُ أميناً لفلسفته في الوجود والحب والموت والثورة والمقاومة والحرية، وكانت فلسفته تعايش عصرها ، وأهلته لجائزة نوبل فكان ثاني أصغر من نالها من الأدباء. حيث يغلب على فلسفته كتابين وهما أسطورة سيزيف و المتمرد، أو ما يمكن اعتباره أنه يقوم على فكرتين رئيسيتين هما العبثية والتمرد. من أهم أعماله : السقوط، الغريب، الطاعون، السقطة، الإنسان المتمرد .


    الكاتب جول فرين

    جول فرين، هو روائي فرنسي وشاعر وكاتب مسرحي في الأدب الفرنسي، ولد في عام ١٩٠٥. اشتهر بروايات المغامرة وله الأثر العميق في أدب الخيال العلمي ، يعتبر فيرن بشكل عام مؤلف أدبي كبير في فرنسا ومعظم دول أوروبا، حيث كان له تأثير واسع على الأدبي الطليعية وعلى السريالية. تختلف سمعته بشكل ملحوظ في المناطق الناطقة بالإنجليزية، حيث كثيرا ما يوصف بكاتب أدب الخيال أو أدب الأطفال، بسبب الترجمة المختصرة لرواياته التي تم طباعتها من جديد ، فيرن هو ثاني أكثر كاتب تترجم رواياته في العالم منذ عام ١٩٧٩، وكان الترتيب بين الكتاب باللغة الإنجليزية أجاثا كريستي و وليام شكسبير. يقال أنه ربما كان الأكثر ترجمة خلال الستينات والسبعينات، لذلك بعد جول من أفضل الأدباء الفرنسيين في العالم بأكمله ، وفي الأنجليزية يطلقون عليه بأب الخيال العلمي . قد أعطي هذا اللقب فيما قبل إلي هربرت جورج ويلز ، وتميز أيضا في مؤلفاته علي المخترعات العلمية التي ظهرت خلال القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى المخترعات الخيالية التي كان يتنبأ بها ويتوقع ظهورها لخدمة الإنسانية. من المعروف أن الإعمال الأدبية التي تدور حول المخترعات، أو حول الرحلات، أو حول المغامرات المثيرة تعتبر توليفة محبوبة وجذابة للقراء ، ومن أهم أعماله : دراما في المكسيك ، دراما في الهواء ، سيد زاخريوس ، خمسة أسابيع في منطاد ، رحلة إلي مركز الأرض .


    الكاتب إميل زولا
    إميل زولا، هو كاتب وروائي مؤثر في الأدب الفرنسي , ولد في عام ١٩٠٢، وهو يمثل أهم نموذج للمدرسة الأدبية التي تتبع الطبعانية، وكان أيضًا مساهما في تطوير المسرحية الطبيعية، وشخصية هامة في المجالات السياسية في فرنسا خلال سنوات حياته الأولى كتب إميل العديد من المقالات والقصص القصيرة وأربع مسرحيات وثلاث روايات. قام بنشر رواية السيرة الذاتية الفجة إعترافات كلود والتي قامت باجتذاب الشرطة وإقالته من العمل، وكان ذلك عاملاً مهماً في جعل إميل زولا يكتسب شهرته الواسعة هو وأعماله. ومن أهم أعماله : غموض مارسيليا، مادلين، لو رومان التجريبي، الملائكة الأربعة.

  10. #110
    صديق فعال

    أفضل اقتباسات من روايات ومقولات رائعة من الكتب

    الكثير و الكثير من محبى القراءة و الكتابة تجذبهم اقتباسات من روايات كتبتها أقلام أكبر الأدباء في أفضل الكتب والروايات. فكثيرًا ما يحدث أثناء قراءتك، أن تتوقف عينك قليلاً عند جملة ما، و تعاود قرأتها مرة أخرى، لتكتشف أنها تعكس شخصيتك، أو تعبر عن شئ مررت به أو شعرته…توصف حالتك بمعني أدق. و البعض منا يجد نفسه يكتب هذه المقولة على صفحات التواصل الإجتماعي ليشارك الجميع، فيتفاعل الإصدقاء لشعورهم أن اقتباسات رائة تشبهم هم أيضًا !

    لذلك جمعنا لك في هذا المقال افضل اقتباسات من روايات شتى

    أفضل اقتباسات ملهمة للكاتب أحمد خالد توفيق
    ” ليتنا أنا وأنت جئنا العالم قبل اختراع التلفزيون والسينما لنعرف هل هذا حب حقًا أم أننا نتقمص ما نراه ” – أحمد خالد توفيق .
    ” الأعوام تغير الكثير .. إنها تبدل تضاريس الجبال .. فكيف لا تبدل شخصيتك ؟ ” – أحمد خالد توفيق.
    ” الثقة بالنفس كلام فارغ ..سوف يدهشك كم الأشياء التي لا تعرفها أو لا تجيدها .. المهم أن تثق بقدرتك على أن تكون أفضل ” – أحمد خالد توفيق.
    ” الرضا كوب من الماء الصافي .. يمكن لأي شيء أن يفسده. ” – أحمد خالد توفيق.

    أفضل مقولات رائعة للكاتب أنيس منصور
    ” إن السعادة تنتقل بالعدوى ..لا تنتظر عدوى أحد .. كن حاملاً لهذا الميكروب. ” –أنيس منصور .
    ” لا أحد فى هذه الدنيا يساوى أن تتعذب وحدك بسببه ومن أجله، لا أحد صدقنى، فليس لك إلا نفسك، إلا جسمك، ألا عقلك ،إلا راحتك، فأنت ضرورى جدًا لنفسك، أنت ضرورى لبقائك ولست ضروريًا لأى أحد آخر، فكما كانت الدنيا قبلك، فسوف تبقى بعدك وربما أحسن فأهرب من نفسك إلى نفسك، نصيحه منى ولا علاج غير ذلك. ” – أنيس منصور.
    ” الانسان القارئ لا يهزم. ” – أنيس منصور.

    أفضل اقتباسات من روايات الكاتبة ميرنا الهلباوي
    ” أدركت أن العضو الرئيسي لحاسة التذوق ليس اللسان فقط، وانما الاذن والعين والقلب ايضاً. فكم من أكلة فقدت طيب مذاقها مع قلب رمادي مليء بالهموم، وكم من أكلات رديئة التهمت عن آخرها بنفس مفعمة بالسعادة والحب. حاسة التذوق في تعريفي هي مذاق أول كوب من القهوة تناولته وحيدة في برشلونة في المقهى المجاور للفندق البعيد جداً عن وسط المدينة. ” –ميرنا الهلباوي .
    ” كلما شعرت أنني أملك زمام الأمور رمتني الحياة بصفعة تجعلني أستفيق من هذا الكبر، كأنها تصيح في تنبهني بأنني لا شيء على الأطلاق، وأنه مهما اتخذت احتياطاتي وتنبهت لكل ما يحدث من حولي فانها اكبر مني واقوى مني كثيراً، وتقف تغيظني وهي تقول: وريني بقى شطارتك وحداقتك. ” – ميرنا الهلباوي.
    ” مهما حصل ما تزقيش الوقت، لا تزقيه يعدي، ولا تزقيه يفضل، خاصة وقت الأشخاص في حياتك. كل المشاكل ووجع القلب اللي البشر فيه عشان بيحاولوا يتحايلوا على الوقت ويخدعوه، عشان يخلوا ناس انتهى وقتهم في حياتهم يفضلوا موجودين فيأذوهم فيرجعوا يعيطوا. وناس تانية نفسها وقت أشخاص أو حاجات معينة يعدي بسرعة فيرجعوا يندموا على اللي ضيعوه واللي ما استمتعوش بيه. ” – ميرنا الهلباوي.
    ” في هذه اللحظات، ووسط انهمار دموعي، أدركت معنى المسؤولية الشخصية للمرة الأولى، أن تكون مجبراً على الاهتمام بنفسك، وحل مشاكلك، وتصفية ذهنك، من دون أي مساعدات خارجية أو نصائح أو اقتراحات من أي شخص. اتسعت مساحة المطار من حولي، وشعرت أنني ضئيلة جداً وسط عالم واسع ليس له حدود. ” – ميرنا الهلباوي.
    ” قد تصبح الوحدة إدماناً، إدماناً حقيقياً يصعب التخلص منه مثل المخدرات. كلما زادت وحدتك التي تستمع بها، أرهقك التعامل والتحدث مع من حولك. كلما اكتشفت دهاليز عقلك الخفية أثناء السكون و المكوث في غرفتك وحيداً، أصبحت شرهاً لاكتشاف المزيد عن نفسك
    لكن المشكلة تكمن في إن الوحدة و إدمانها تصيبك بالنشوة والسعادة في أول الأمر ، ومع الوقت والاعتياد عليها وأخذ جرعات أكبر تتركك في النهاية ضعيفاً مهترئاً منكمشاً وخائفاً ، تود وقتها لو تتحدث مع أحدهم لينقذك و يحل عقدة لسانك فلا تجد نفسك قادراً على الحديث او الكلام أو التعبير. ” – ميرنا الهلباوي.
    ” إن أفضل ما يمكن أن يحدث للإنسان في حياته أن يجد شخصاً يذكره دائماً بأحلامه وقوته ويذكره بتفاصيل عن نفسه ينساها عادة عند أقرب حفرة حزن. ” – ميرنا الهلباوي.

    أفضل اقتباسات من روايات الكاتب نبيل فاروق
    ” الواقع أننا المسئولون بالدرجة الأولى والثانية وحتى الأخيرة عن نظرة الغرب السيئة لنا ، وتعامله المتعالى معنا ، إذ إننا قد أهدرنا الكثير من قيمنا وتقاليدنا وخالفنا الكثير من مما نؤمن به ، فى محاولة للتلبّس بزى الغرب والتشبه بأساليبه ، ثم فوجئنا عندما جد الجد ، أنه هذا لم يكسبنا ذرة واحدة من احترامه ، لأن العبد الذى ينحنى دوماً أمام سيده لا يمكن أن يكسب بانحنائه رضا سيده أو احترامه ، بل سيكسب شعوره الدائم بأنه مجرد عبد لا يحق له أن يرقى لما هو أفضل. ” –نبيل فاروق .
    ” كل رواية فى الدنيا تحوى جانبا من الطب النفسى ” – نبيل فاروق.
    ” الحب عيب!! حرام !! خطأ !! هذا ما تربينا عليه في طفولتنا، و نشأنا ونحن نسمعه من اّبائنا، ومعلمينا، وأهلنا، وكل كبير نلتقي به، و يصنع من نفسه واعظاً، لتلقيننا مبادئ الحياة، دون أن يطالبه أحد بهذا… المدهش أن أحد لم يحاول تحذيرنا من الكراهية..و البغض..و الغيرة..و الحسد… كل المشاعر السيئة كانت بالنسبة لهم أمراً عادياً، و سليماً، و لا غبار عليه. ” – نبيل فاروق.

    أفضل اقتباسات من روايات الكاتب باولو كويلو
    ” لــن تدرك قيمتي حتى تفقدني …ثم تعثر علي من جديد. ” –باولو كويلو .
    ” لا يستطيع الانسان مطلقا أن يتوقف عن الحلم. الحلم غذاء الروح كما ان الاطعمة غذاء الجسم. نرى غالبا خلال وجودنا أحلامنا تخيب، ورغباتنا تحبط، لكن يجب الاستمرار في الحلم وألا ماتت الروح فينا. ” – باولو كويلو.

    أفضل اقتباسات من روايات لكتاب مختلفين
    ” أَنا صامتٌ طِوال الوقت، وأخشى أنّ أنسى الكلام ” – دوستويفسكي.
    ” الحب الحقيقى هو الحب الى كل الناس بتتعب فيه كل يوم وكل ثانيه عشان يعرفوا يوصلوا لنقطة تخلى الحياة شبه حلوة لإن ببساطه شديدة الحياة عمرها مابتبقى حلوة بس بتبقى احلى مع حد مقدر وجودك في الدنيا. ” – محمد صادق.
    ” سنتألم ثم سننسى و نمضي في حياتنا ” – هشام الخشن.
    ” ربما ليست كل النهايات سعيدة و لكنها حتمًا ستصل للسعادة يومًاً ما. ” – ساندرا سراج.
    ” إلى من يظن أنه يتخذ جميع قرارته بعقله فقط … تأكد بأن قلبك يخطو الخطوة الأولى في أحيان كثيرة. ” – أشرف العشماوي.
    ” و إنه إن لم يكن حاضرك أفضل من ماضيك ومستقبلك أفضل من حاضرك …. فأعلم أنك أخطأت الطريق. ” – محمد طارق.
    ” إنه القدر سيدي يضع أمامنا طرقاً شتي، ويوحي لنا بأننا نملك اختيار طريقنا، ثم نكتشف نهاية الأمر أنه من أختار لنا طريقًا ساقتنا إليه أقدامنا باختياراتنا نحن. ” – عمرو عبدالحميد.

    وبهذا تكون قد أضفتُ إلي قائمتك بعض من المتعة و اللطف بين سطور إقتباسات رائعة قد أثرت فينا جميعًا، متمنية أن تجد نفسك بين واحدة منهم.

صفحة 11 من 13 الأولىالأولى ... 910 111213 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال