لا فرقَ بين بعوضةِ الاقذارِ
وعِدَى مُسيّرةٍ بلا ……طيَّارِ
كلتاهما تدنو إليكَ بغفلةٍ
من دونِ تبليغٍ …ولا انذارِ
وتمصُ من ألمٍ دما ..أجسامنا
والنابُ أشرسُ من سعيرِ النارِ
واذا تَبيدَ من الآلوفِ تكاثرتْ
كتكاثرِ الاشواكِ …في الازهارِ
لم أخشَ لسعتها وإن نزلَ الأذى
منها كحدِّ أسنةٍ ………….وشفارِ
ولقد تعوَّدتُ الوجيعَ وإن دنتْ
ليلاً كهيئةِ جحفلٍ …………جرارِ
راحتْ تؤرقني كأنَّ ….طنينها
رعدٌ أتى بزوابعِ ……الاعصارِ
سلبتْ مناميَ دون حقٍ مذ طغى
نابٌ تعقبَ في الدما ……..أثاري
متلذذاً إذ جدَّ ينهشُ في الحشا
من دونِ أيِّ وصايةٍ ……..وقرارِ
وأطاحَ بيّ لما تجردَ مَنصبي
من حيلتي وتَصبّري ووقاري
وهجعتُ كي أنسى القصيدَ وهمه
لكنْ دنتْ فتقمصتْ …….أشعاري
فصحوتُ منزعجاً لأكتبَ قصةً
جاءتْ على مضضٍ …بلا معيارِ
لا ياابن آدمَ قد تُغيظكَ ….بقةٌ
تبقيكَ في هلعٍ بلا …..استقرارِ
فلمَ التكبرُ والغرورُ كلاهما
بكَ يلقيانِ على شفيرِ هارِ
داوود السماوي