في ملامح جميع العجائز، نجد التعبير الذي نسميه خيبة الأمل..
في ملامح جميع العجائز، نجد التعبير الذي نسميه خيبة الأمل..
التعديل الأخير تم بواسطة زاهــــد ; 2/June/2023 الساعة 1:25 pm
مبروك الافتتاح أخي زاهد ..
سوف أكون دائما قريب .
اتقبل الخسائر وبدون مبالاة.
ذلك لأنها نتيجة لخطوة خاطئة مني.
التعديل الأخير تم بواسطة زاهــــد ; 1/July/2023 الساعة 4:28 pm
مبروك الافتتاح أخي زاهد ..
سوف أكون دائما قريب
لِمَ هو؟ و لِمَ هي؟
من أكثر المشاعر التي تضعف الإنسان ويكون عاجزا عن تفاديها هو شعور الحب والانجذاب للآخر، هذا الشعور الذي كتب فيه الشعراء آلاف القصائد وهم يتلظون بنار الهيام والشوق للمحبوب وكتب فيه الكُتّاب آلاف القصص التراجيدية التي تعبر عن الحزن واليأس بسبب فراق الحبيب. في ذروة هذه المشاعر وتحت سياط الشوق، الكثير منهم انهى حياته من أجل قصة حب لم تكتمل.
لكن يبدو ان الجنس البشري أمام فخ كبير نُصب لنا أو خديعة استدرجتنا الحياة لها، أو اليد الخفية التي تحرك بمشيئتها هذا الكون، هذه الخديعة التي نعتقد انها افضل لحظات حياتنا واجملها وان الحبيب المعشوق والذي يبادلنا نفس الشعور هو خيارنا الافضل الذي اخترناه بحرية كاملة
ولكن شوبنهاور يفاجئنا في كشف هذه الخديعة ويقول ان هناك قوة فاعلة في داخل كل انسان تمارس عليه عملية تضليل ممنهجة يسميها (إرادة البقاء او الحفاظ على النوع ) وكيف ان هذه الارادة قادرة ان تطيح بالعقل من عرشه وانها تتفوق عليه دائما وأن هذه الإرادة تملك من القوة ما يكفي لإحباط جميع خطط العقل وأحكامه.
إرادة حفظ النوع ، هي الدافع الكامن داخل البشر لبقائهم أحياء وقادرين على التناسل. وأن هذه الإرادة قادرة على اجتذاب عواطف الأفراد الأكثر انضباطا ونزوعا إلى العقل وتدفعهم للتعلق بمسافرين عابرين يصادفونهم في عربات قطار.
و انها تستغل وظيفة الحُب في اغوائنا لاختيار الشريك الذي ليس بالضرورة ان يكون مناسب لحياتنا او يحقق لنا التشارك أو الراحة الجنسية، التفاهم او التسلية.
بل ما يتم إقراره عبره ليس اقل من تشكيل الجيل التالي. ولا تتعارض حقيقية استمرارية النوع وندرة ورودها في أذهاننا، ذلك لأننا مقسومون إلى ذات واعية وأخرى غير واعية، وان اللاواعية تسيطر على ارادة البقاء فيما تكون الواعية خاضعة لها و عاجزة عن معرفة خططها ، اي اعتبار العقل الواعي خادما لتلك الارادة، وتكون هذه الارادة دائما مهووسه بالأطفال.
حسب شوبنهاور لن نوافق كليا على إعادة الإنتاج ما لم نكن قد فقدنا عقولنا اساسا.
احد الالغاز العويصة في الحب ((لمَ هو؟)) و ((لمَ هي؟))
لِمَ استقرت رغبتنا بقوة من بين جميع الآخرين، على هذا الكائن؟، لِمَ عمدنا الى تفضيلهم فوق الجميع مع ان حديثهم لم يكن الاكثر امتاعا دوما، عاداتهم ليست الأكثر تناسبا؟
ولماذا، برغم النوايا الطيبة، كنا عاجزين عن تنمية ميل جنسي تجاه آخرين كانوا جذابين على نحو أكبر، وأكثر ملائمة للعيش معهم؟
آلية الاختيار لم تفاجئ شوبنهاور: نحن لسنا أحرارا أثناء الوقوع بالحب مع الجميع لأننا عاجزون عن انجاب اطفال اصحاء مع الجميع، تدفعنا إرادة البقاء الخاصة بنا بأتجاه الناس الذين سيرفعون فرصنا في إنتاج ذرية جميلة وذكية،و تبعدنا عمن يقلل تلك الفرص ذاتها.
الحب ليس سوى التجلي الواعي لاكتشاف الخاص بإرادة البقاء بشأن الشريك المثالي.
في اللقاءات الأولى وتحت غطاء الثرثرة العادية سيقدّر لا وعي كلا الطرفين ما إذا كان ثمة طفل ملائم سينتج يوما ما عن هذه العلاقة.
ثمة ما هو فريد في الجدية اللاواعية العميقة التي يقيّم عبرها إثنان من الشباب من جنسين مختلفين، بعضهما بعضا عندما يلتقيان للمرة الأولى، وفي البحث والنظرات المستقصية التي يتبادلانها، والتدقيق الحريص في جميع ملامح وأجزاء كل منهما. هذا التدقيق يعني تأمل عبقرية النوع المتعلقة بالفرد الذي ينتج من علاقتهما
ومن خلاله تضمن ارادة البقاء أن يكون الجيل التالي ملائما سيكولوجيا و فيزيولوجيا بدرجة كافية تعينه على النجاة في هذا العالم الخطير. فإنها تسعى إلى أن يكون الأطفال مناسبين من ناحية الأطراف، أن لا يكونوا شديدي الطول او القصر، البدانة او النحافة ومستقري العقل أن يكونوا شديدي الجبن او التهور، البرود او الانفعال
فإذا وقع أي خطأ في الارتباط بشخص غير مناسب فعلى الأرجح سيكون الوليد على نحو غير مثالي، اذ يكون شديد الطول أو القصر، انوفهم كبيرة وذقونهم صغيرة. لو سُمح لهذا التفاوت ان يستمر، او يتعاظم، سيسقط الجنس البشري في هوة الغرابة خلال فترة قصيرة ولذا لابد لإرادة البقاء أن تدفعنا باتجاه الناس القادرين، مع أخذ عيوبهم بالاعتبار، على إلغاء عيوبنا ( أنف كبير مع أنف أصغر سينتج انف تام )
أعطت نظرية التحييد شوبنهاور الثقة للتنبؤ بمسارات الانجذاب، فالنسوة القصيرات يقعن في حب الرجال الطوال ولكن نادرا ما يقع الرجال الطوال في حب نسوة طويلات، بسبب خشيتهم اللاواعية من إنجاب أطفال عمالقه. أما الرجال المخنثون سينجذبون غالبا إلى النساء المسترجلات اللواتي يمتلكن شعرا قصيرا ويرتدين ساعات متينة.
قادت نظرية الانجذاب شوبنهاور إلى خلاصة شديدة الكآبة : ان الشخص الذي يكون شديد الملائمة لطفلنا لن يكون في الغالب الأعم من الحالات شديد الملائمة لنا بالرغم من عجزنا عن إدراك هذا في الوقت المناسب لأن ارادة البقاء كانت تُعمينا. العاشق الذي ينقذ طفلنا من امتلاك ذقن كبيرة او نزعة مخنثة، نادرا ما يكون هو الشخص الذي يجعلنا سعداء طوال حياتنا. في السعي وراء السعادة الشخصية وإنجاب أطفال أصحاء مشروعان متناقضان على نحو جذري، يربكنا الحب بخبث ليدفعنا إلى اعتبارهما مشروعا واحدا. ان رادة الحفاظ على النوع أقوى بكثير من ارادة الفرد بحيث يغمض العاشق عينيه عن جميع السمات التي تناقض طباعه ويتغاضى عن كل شيء و يربط نفسه الى الابد بموضوع شغفه، ويصبح مفتونا كليا بذلك الوهم الذي سيتلاشى حالما تتحقق ارادة النوع، مخلفة وراءها شريكا مكروها في الحياة.
من هذا نرى أناسا عاقلين جدا بل شديدي التفوق، مرتبطين بنساء سليطات او خبيثات، من دون أن نتمكن من استيعاب السبب الذي دفعهم الى اتخاذ مثل هذا الخيار. ستُكتشف الخدعة سيفترق الزوجان أو سيقضيان العشاءات بصمت عدائي.
التعديل الأخير تم بواسطة زاهــــد ; 7/June/2023 الساعة 1:04 am
من المحبط، عندما لا يتغافل عقلك عن نحطاط جسده ويرى الفعاليات الوظيفية لأعضائه هي بمثابة العار والخزي الذي يُلْحَق به!.
هنا تكون حياتك اشبه بصراع ابدي يثير الاشمئزاز.
وهذا ما يسميه مونتين. الذل الجسدي. أجسادنا تضع عقولنا رهينة لنزعاتها وإيقاعاتها.
لا ينبغي أن نشعر بالإحراج بسبب ابتلاءاتنا، إذ عبر اخفاقاتنا سينمو كل ماهو جميل.
هاي المدونة مدرسة
ساكون متابع دائما فلاتبخل علينا
موفق باذن الله