ما اتكلم به هواجس ومعاني قلقة تُثار في داخل النفس تربك الحقائق التي أؤمن بها وتشوه الصور التي يُفترض ان تعزز الايمان.
ما اتكلم به ليس اعتقاد عميق راسخ ، بل مازلت اقف على ارض هشة في منتصف الاشياء كمحايد لا انتمي لهذا ولا هذا .
مازلت احتفظ بتلك الصور، التى كلما اطالعها اجدها تداعب شعوراً خفيا لأنكسارٍِ ما في جانب وجداني للنفس،
اجدها احيانا كبلسم مخدر لشعور مؤلم يعتور شغاف القلب،و احياناً أخرى كنافذة تُفتح على زمنٍ كان السلام فيه مقيمًا.
في هذه الصور اشم رائحة دارنا وعبق طَلع النخيل وعطر القداح الذي كان يتحوطها من كل جانب ،اشم من خلالها رائحة طين تلك الساقية التي كنا نرتمي باجسادنا وسطها في فصل الصيف ونحن اطفال ،
اشم من خلالها رائحة السنوات التي ترعرعنا فيها هناك.
المح من خلال تفاصيلها جمال وبساطة قريتنا التي كانت تشبه جنة الله في الارض .تلك الصور تتمثل لي كيدٍ حانية تلمس وجع الغصة التي تملأ القلوب عندما هاجرناها حين عبثت يد ابليس بأمانها وسلامها. حيث تأخذني بعيداً في عمق الايام التي استنزفت حياتنا هناك...
فهي تذكير بفجيعة مؤلمة احاول تجاوزها ، و تَذْكِرةً لأخذ الحافز والتعالي بعنفوان امام كل تجربة اليمة.