ياسين بونو.. ملك "الصدة القاضية" في كرة القدم
الخميس 2023/6/1
ياسين بونو حارس إشبيلية بطل الدوري الأوروبي
واصل الحارس المغربي الأسطوري ياسين بونو كتابة تاريخه الخاص مع كرة القدم، بعدما قاد فريقه إشبيلية الإسباني للتتويج بلقب جديد.
وقاد بونو إشبيلية (الأربعاء) للفوز بلقب الدوري الأوروبي للمرة السابعة في تاريخ النادي، بالفوز على روما الإيطالي بركلات الترجيح 4-1 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة بالتعادل 1-1.
وتصدى الأسد العربي على مدار شوطي اللقاء للعديد من الفرص والكرات الخطرة من لاعبي روما، قبل أن ينقذ ركلتي ترجيح ببراعة، ليحبط محاولات فريق العاصمة الإيطالية لكتابة اسمه بين أبطال الدوري الأوروبي.
وقاد بونو إشبيلية بذلك للحفاظ على سجله خاليا من الهزيمة في نهائيات الدوري الأوروبي، وتحطيم كبرياء البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب روما بإلحاق أول هزيمة به في نهائيات البطولات الأوروبية الكبرى.
ويعد ذلك هو اللقب الثاني الذي يسهم ياسين بونو في تحقيق إشبيلية له في الدوري الأوروبي، بعدما أسهم بقوة في حصد الفريق لقبه السادس في عام 2020، بتصدياته الإعجازية على مدار مشوار فريقه بالبطولة القارية.
ويأتي ذلك الأداء المبهر استكمالا لتألق ياسين بونو خلال السنوات الأخيرة، سواء مع إشبيلية أو مع منتخب المغرب، الذي قاده لتحقيق إنجاز تاريخي في كأس العالم 2022 بالوصول إلى المربع الذهبي كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز على مر التاريخ.
وتستعرض "العين الرياضية" في السطور ملامح من مسيرة ياسين بونو التاريخية مع كرة القدم، وكيف أسهم في إسقاط الكبار بقفازيه الأسطوريين.
من هو ياسين بونو؟
ولد ياسين بونو عام 1991 في مدينة مونتريال الكندية التي هاجرت إليها عائلته المغربية قادمة من مدينة فاس، قبل أن تعود إلى أرض الوطن مرة أخرى بعد سنوات.
بدأ بونو السعي وراء تحقيق حلمه الكبير مع كرة القدم في عام 1998، عندما انضم لأكاديمية الناشئين بنادي الوداد البيضاوي المغربي، وتدرج في صفوفه حتى وصل للفريق الأول، وفاز معه بلقب الدوري في 2010، قبل أن يشق طريقه إلى أوروبا، ليبدأ رحلة الاحتراف بصفوف أتلتيكو مدريد الإسباني.
وأصبح ياسين بونو الحارس الثالث للروخيبلانكوس، قبل أن يتقدم لمركز الحارس الثاني بعد انتقال البلجيكي تيبو كورتوا إلى تشيلسي الإنجليزي في صيف 2014.
الأخطبوط المغربي الذي كان يطمح لدور البطولة لم يرض بدور البديل مع أتلتيكو مدريد، لينتقل معارا إلى ريال سرقسطة الإسباني لمدة موسمين، قبل أن يرحل نهائيا إلى جيرونا في دوري الدرجة الثانية الإسباني.
وبدأ بونو تألقه بعيدا عن أعين الكبار، لكنه بدأ يلفت الأنظار بعدما أسهم بقوة في صعود جيرونا لدوري الدرجة الأولى الإسباني (الليغا)، ليقتنص إشبيلية الفرصة في صيف 2019 ويضمه على سبيل الإعارة.
ياسين بونو.. صدفة تنصف البطل
لم يمنح إشبيلية ياسين بونو الدور الذي كان يتمناه، فرغم منحه فرصة حراسة مرمى الفريق في الدوري الأوروبي فإنه لم يكن يحظ بفرصة مثيلة في الدوري الإسباني، حيث ظل في أغلب المباريات حارسا بديلا للتشيكي توماس فاتشليك، وهو الأمر الذي لم يكن يرضي غرور الأسد المغربي.
لكن لأن لكل مجتهد نصيبا، فقد منحت الصدفة بونو فرصة العمر لإثبات جدارته بعدما أصيب فاتشليك، ليصبح الحارس الأساسي لإشبيلية في الدوري الإسباني والدوري الأوروبي، في فترة حرجة للغاية من الموسم.
وكان التألق الأكبر لبونو في البطولة القارية، عندما أبدع في قيادة إشبيلية للفوز على روما في ثمن النهائي، ثم ولفرهامبتون الإنجليزي في ربع النهائي عندما تصدى لركلة جزاء بطريقة إعجازية، ليحافظ على تعادل فريقه قبل أن يخطف هدف الفوز.
ووصل التألق في نصف النهائي أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي، وتصدى لطوفان الشياطين الهجومي بقيادة ماركوس راشفورد، ليقود فريقه للفوز 2-1، وضرب موعدا مع إنتر ميلان الإيطالي في النهائي.
واستمر ياسين بونو في توهجه وقاد إشبيلية للفوز 3-2 على إنتر ميلان بقيادة مدربه الإيطالي أنطونيو كونتي، منقذا العديد من الفرص الخطرة من هجوم النيراتزوري الكاسح بقياد البلجيكي روميلو لوكاكو والأرجنتيني لاوتارو مارتينيز.
وأبى بونو إلا أن يكتب فصلا جديدا من التألق في النسخة الحالية من الدوري الأوروبي، عندما أبدع طوال البطولة بتصدياته الخارقة، التي توجها في المباراة النهائية بالصمود أمام رجال المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، ليقود فريقه لكسر قبضته في البطولات الأوروبية وإلحاق أول هزيمة به.
ياسين بونو.. نجم كأس العالم
فضل ياسين بونو تمثيل المغرب بلد أبويه على كندا بلد ميلاده، وكأنه كان يرسم باختياره هذا ملامح مسيرته الأسطورية المقبلة مع كرة القدم.
شهدت بطولة كأس العالم 2022 فصلا جديدا من فصول تألق ياسين بونو في ملاعب الساحرة المستديرة، عندما قاد منتخب أسود الأطلس المغربي للتأهل لنصف النهائي بدون هزيمة، رغم مواجهة منتخبات بحجم بلجيكا وكرواتيا والبرتغال وإسبانيا.
وأسهمت تصديات بونو الإعجازية في خروج المغرب بالتعادل السلبي في أول مباراة بالمونديال أمام كرواتيا وصيف النسخة السابقة حينها، ليبدأ سقف أسود الأطلس في الارتفاع، ويسهم الحارس الأخطبوط بقفازيه في رفعها لأبعد مدى.
وقاد بونو المغرب للفوز على بلجيكا 2-0، ثم كندا 2-1، ليتأهل لثمن النهائي في صدارة مجموعته، ويضرب موعدا مع إسبانيا أحد المرشحين للقب، أنهاه بونو بقفازيه كالعادة بتصدياته التاريخية في ركلات الترجيح، لينهي أحلام ألفارو موراتا ورفاقه في البطولة.
وبعد الماتادور جاء الدور على الأسطورة كريستيانو رونالدو ورفاقه، حيث قاد ياسين بونو أسود الأطلس للفوز عليهم بهدف دون رد، ووقف كحائط صد منيع أمام محاولات الدون ورفاقه، لينهي أحلامهم في مواصلة المشوار ومنح أسطورة كرة القدم فرصة التتويج المونديالي للمرة الأولى في تاريخه.
ياسين بونو.. الأفضل في العالم
دخل ياسين بونو مكافأة على تألقه القائمة القصيرة للمرشحين لجائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2022، وكان الأحق والأجدر في نظر الكثير من الخبراء والمتابعين بحمل القفاز الذهبي.
لكن وهج تحقيق لقب المونديال، ورفع كأس العالم، منح الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز فرصة الحصول على اللقب وانتزاعه من بين أذرع الأخطبوط المغربي، الذي لم ييأس وواصل تألقه ليعد نفسه لاقتناص لقب بات قريبا للغاية من قفازي الأسد العربي.