خطوات مدروسة.. لتوازن سلوك الطفل بين البيت والمدرسة
- 31 مايو 2023
العلاقة بين البيت والمدرسة، من أهم العلاقات المؤثرة على حياة وسلوك الطفل؛ لأنهما أكبر مجتمعين ينتمي لهما الطفل، ولهذا لا بد من التوازن بينهما، ولكن على أي منهما تقع مسؤولية سلوك الطفل.. بشكل أكبر؟ فريق يرى أن المسؤولية تقع على الطرفين معاً، بينما اجمع فريق ثانٍ من الباحثين على أن مسؤولية البيت تمثل 70%، ومسؤولية المدرسة 30% فقط.
ذلك لأن العلاقة تبدأ بمسؤولية الآباء في اختيار المدرسة كخطوة أولى، بجانب أن الطفل يتواجد في البيت أكثر من تواجده بالمدرسة، وبالتالي يكون تأثير المنزل والأسرة عليه أكبر، والآن بحثاً عن تحقيق التوازن في سلوك الطفل بين البيت والمدرسة.. ومحاولة الاستفادة من الاثنين معاً لصالح الطفل، كان السؤال لخبيرة التربية وتعديل السلوك الدكتورة ليلى عبدالعظيم للإجابة والتفسير.
استقرار حياة الطفل
اختيار المدرسة المناسبة أولى خطوات استقرار الطفل
- يعتبر اختيار المدرسة المناسبة مسؤولية مباشرة من الأسرة، نظراً لأن حاجة الطفل للشعور بالأهمية والانتماء، أهم حاجتين نفسيتين تتطلب إشباعاً متوازياً لضمان استقرار حياته وعدم ظهور مشكلات اجتماعية فيها.
- لهذا عند الاختيار لا بد للمربي أن يختار المدرسة المناسبة التي تكمل دوره في إشباع حاجتي الطفل للشعور بالأهمية والانتماء، وعلى المربي كذلك ألا يهمل في تربية الطفل ويزيد من تدليله وتلبية جميع طلباته.
أهمية التوازن بين البيت والمدرسة
أهمية التوازن بين سلوكيات الطفل وقوانين المدرسة
- يضع المربي في اعتباره أن تكون الأولوية في اختياره لمدرسة طفله كفاءتها؛ من حيث المساهمة في إشباع حاجة الطفل للشعور بالأهمية والانتماء مع البيت.
- مع الحرص على فهم جميع التفاصيل الخاصة بالجانب الأكاديمي للمدرسة والاقتناع بها شخصياً، وليس بناءً على آراء آخرين أو سمعة المدرسة القوية.
- على الآباء تجنب التدخل في تفاصيل الجانب التعليمي الأكاديمي، ما لم تكن هناك حاجة لذلك، أو الوصول لحل وسط مع المدرسة، وأخذ مصلحة الطفل في الاعتبار أولاً، بغض النظر أي الطرفين (بيت أو مدرسة) على حق.
- وإذا وصل الاختلاف في وجهات النظر للحد الذي يتطلب خروج الطفل من المدرسة ، لا بد من مناقشة الطفل وتعريفه بالوضع القائم بما يناسب سنه والسماح له بالتعبير عن مشاعره تجاه الوضع ككل.
خطوات مهمة لتحقيق التوازن
أسلوب التربية له دور أساسي في علاقة الطفل بالمدرسة
- من مهام الأسرة الأولى؛ تفهم حاجات طفلها النفسية، بداية من حاجته إلى توكيد الذات، وحاجته للاجتماع بالآخرين، كذلك على المعلم تفهم هذه الحاجات والعمل على إرضائها.
- ومن هذه الحاجات أيضاً: حاجة الطفل للأمان والاستقرار، حاجته للمحبة وعدم القلقن والحاجة للاستقلال وتحمل المسؤولية، وعلى المعلم الناجح تهيئة هذه الفرص والظروف لتلاميذه.
- أسلوب التربية له دور أساسي في العلاقة بين البيت والمدرسة، إذ إن كل الإستراتيجيات التربوية تهدف في النهاية للاهتمام بخلق جيل واعٍ منظم قادر على مواجهة الحياة.
- والتوازن بين البيت والمدرسة يعمل كذلك على تنمية قدرات الأطفال، ويؤثر على حياتهم المقبلة، وتحدد وضعهم الاجتماعي مستقبلاً.
تابع.. خطوات مدروسة لتحقيق التوازن
لا بد من مراعاة الفروق الفردية بين طفل وآخر
- تعلم وتنمية عادة القراءة مهمة المعلم كذلك، بتهيئة الفرص للأطفال؛ للحصول على الخبرة اللغوية والرغبة في القراءة والاهتمام بتعلمها.
- ومن هنا نؤكد على أهمية المدرسة في تأكيد عملية النمو أو تحجيمها؛ فالأطفال الذين يتربون في محيط مستنير بين المنزل والمدرسة، ينمون بمقدار يمكنهم من التكيف مع الواقع.
- أما الأطفال الذين يتربون بمحيط مدرسي لا يطالبهم إلا بالقليل، فإن نموهم سيكون أقل من نمو سواهم، وتقدمهم أقل من الذين يعيشون بمحيط مستنير.
- كل هذا مع مراعاة أهمية الفروق الفردية، وخاصة من الناحية العقلية، حيث إن اختلاف الخبرات تؤثر في نمو الأطفال وسلوكهم، ولهذا كانت اتجاهات النمو في مرحلة الطفولة المبكرة من العمر، تترك بصماتها وآثارها العميقة على شخصية الطفل في المستقبل.
- و للأسرة والمدرسة دورهما في كل هذا.. والذي يجب عدم التخلي عنه، بل تدعيمه وبذل المجهود حتى تصل الفكرة للطفل ويتفاعل معها بهمة وجدية.
- دعوة الآباء إلى طرح وسائل التعاون وسبل التواصل بين المدرسة والأسرة، والمدرسة الناجحة هي التي تستثمر المبادرات الجيدة من أولياء الأمور لتطوير علاقة الطفل بالمدرسة.
كيفية تفعيل علاقة المدرسة مع البيت
لا بد من تدعيم دور الآباء في النشاطات المدرسية
- وضع أهداف سنوية أو فصلية، على مستوى المدرسة لتحقيق الأهداف المتعلقة بالتواصل بين الأسرة والمدرسة.3- الاعتناء بالنشرات الصادرة من المدرسة والحرص على توصيلها إلى الأسرة بوقت مُناسب.
- تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي والنفسي بالمدرسة، بحيث لا يقتصر على التربية العلاجية، بل تمتد الرسالة التربوية إلى آفاق التربية ومستوى التحصيل الدراسي وتدعيم القيم والأخلاق في آن واحد.
- الحرص على المعارض الفنية والمواسم الثقافية والأيام المفتوحة والمناسبات التربوية، وتنظيم دورات عملية في كيفية تعليم الطفل مهارة القراءة أو المذاكرة.
- تفعيل دور طابور الصباح ليشمل استضافة بعض أولياء الأمور والاستفادة من خبراتهم المهنية والعلمية والحياتية..
- تفعيل دور مكتبة المدرسة، بحيث تتواصل ثقافياً مع الأسرة، ويمكن أن تكون لها مسابقات ثقافية ودعوات لحضور محاضرة عن كتاب تربوي يفيد الآباء.
- الحرص على توثيق بعض التجارب التربوية الناجحة، والقصص المتميزة للمتعلمين والمعلمين والآباء والإداريين في المدرسة