الجيش السوداني يعلق مشاركته في مفاوضات جدة وسط استمرار المعارك رغم الهدنة الجديدة


أعلن الجيش السوداني تعليق مشاركته في المفاوضات مع قوات الدعم السريع في جدة، التي ترعاها السعودية والولايات المتحدة، "بسبب عدم تنفيذ المتمردين البند الخاص بانسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين وخرقهم المستمر للهدنة". فيما تواصلت الغارات الجوية والمعارك في البلاد على الرغم من تمديد الهدنة للسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين.

نشرت في: 31/05/2023






كشف مسؤول في الحكومة السودانية لوكالة الأنباء الفرنسية الأربعاء أن الجيش السوداني "علق مشاركته في مفاوضات جدة" بالسعودية التي تجري برعاية أمريكية وسعودية .
وقال هذا المسؤول طالبا عدم كشف هويته إن الجيش اتخذ هذا القرار "بسبب عدم تنفيذ المتمردين البند الخاص بانسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين وخرقهم المستمر للهدنة".
وكان وسطاء أمريكيون وسعوديون ذكروا في وقت متأخر الإثنين أن الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية اتفقا على تمديد الهدنة الإنسانية التي انتهكت مرارا خلال الأسبوع السابق، لمدة خمسة أيام.
لكن على الرغم من تعهداتهم اندلع القتال مرة أخرى الثلاثاء في الخرطوم الكبرى ومنطقة دارفور المضطربة بغرب دارفور.

وأعلن قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان خلال زيارة للقوات في العاصمة الثلاثاء أن "الجيش جاهز للقتال حتى النصر".
في المقابل، قالت الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع إن القوات "ستمارس حقها في الدفاع عن نفسها". واتهم الجيش بانتهاك الهدنة.
ميداينا، قال سكان إن اشتباكات عنيفة وقعت في العاصمة السودانية الثلاثاء، بعد أن اتفق طرفا الصراع، اللذان يتقاتلان منذ أكثر من 6 أسابيع، على تمديد وقف إطلاق النار، بهدف السماح بوصول المساعدات إلى المدنيين.
ووافق الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على تمديد وقف إطلاق النار -الذي استمر أسبوعا- لخمسة أيام أخرى قبيل موعد انتهائه الذي كان مقررا مساء الإثنين.
وتوسطت السعودية والولايات المتحدة لإبرام الاتفاق، ومراقبة تنفيذه. وقال البلدان إن طرفي الصراح انتهكا الاتفاق، لكنهما سمحا بوصول المساعدات إلى ما يقدر بنحو مليوني شخص.
وقبل ساعات من توقيع تمديد وقف إطلاق النار، تحدث سكان عن اندلاع قتال عنيف في مدن الخرطوم وأم درمان وبحري، التي تشكل معا ولاية الخرطوم، ولا يفصلها عن بعضها البعض سوى ضفاف النيل المتقابلة.

واتهمت قوات الدعم السريع الجيش في بيان بخرق وقف إطلاق النار، وقالت إنها دافعت عن نفسها أمام هجوم، وسيطرت على قاعدة للجيش.
وتسبب الصراع في نزوح ما يقرب من 1.4 مليون شخص من ديارهم، من بينهم ما يربو على 350 ألف شخص عبروا الحدود إلى بلدان مجاورة.
وتعرضت مناطق في العاصمة لأعمال نهب كبيرة، وتعاني من انقطاع متكرر للكهرباء والمياه. وتوقفت معظم المستشفيات عن العمل.
ونقلت الأمم المتحدة وبعض وكالات الإغاثة وسفارات وإدارات من الحكومة المركزية السودانية عملياتها إلى بورتسودان بولاية البحر الأحمر السودانية، وهي مركز رئيسي للشحن شهد قليلا من الاضطرابات.
حظر التجول في بورتسودان
وأفادت اللجنة الأمنية بولاية البحر الأحمر الثلاثاء، بأنها ألقت القبض على عدة خلايا نائمة قالت إنها تسللت من الخارج، وحذرت من أن عناصر متمردة تأتي للولاية لتنفيذ بعض الأعمال.
وأضافت: "ننتهز الفرصة لتقديم الشكر لمواطني ولاية البحر الأحمر للتعاون التام الذي تم، والتبليغ الفوري بوجود هذه العناصر المتمردة وعملائهم داخل الأحياء"، لكنها لم تحدد هويتهم.
ومددت اللجنة في وقت لاحق حالة الطوارئ، وأعلنت حظر التجول في مدينة بورتسودان اعتبارا من الساعة 11 مساء إلى الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي (21:00 إلى 03:00 بتوقيت غرينتش).
واندلع الصراع في 15 نيسان/أبريل، بسبب خلافات حول خطة مدعومة دوليا تحدد تفاصيل عملية انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات تحت إشراف حكومة مدنية.
وتولى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة وخصمه الحالي الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، الشهير أيضا باسم حميدتي، منصبي رئيس ونائب رئيس مجلس السيادة الحاكم، على الترتيب. وتشكل المجلس لإدارة البلاد في أعقاب الإطاحة بالزعيم السابق عمر البشير بعد انتفاضة شعبية في عام 2019.
ونفذ الجيش وقوات الدعم السريع معا انقلابا عسكريا عام 2021، مع اقتراب موعد تسليم قيادة مجلس السيادة لشخصية مدنية، لكنهما اختلفا فيما بعد حول تسلسل القيادة، وإعادة هيكلة قوات الدعم السريع، في إطار العملية الانتقالية التي كان يجري التخطيط لها.
وظهر البرهان في مقطع فيديو الثلاثاء وهو يحيي الجنود. وقال إن الجيش وافق على تمديد وقف إطلاق النار "لتسهيل انسياب الخدمات للمواطنين".
وقال في بيان إن القوات المسلحة: "لم تستخدم بعد كامل قوتها المميتة، لكنها ستضطر إلى ذلك إذا لم ينصع العدو أو يستجب لصوت العقل".
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إن أكثر من 13.6 مليون طفل في السودان في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية الضرورية للحفاظ على حياتهم. ويبلغ عدد سكان السودان 49 مليون نسمة.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن 17 ألف طن متري من المواد الغذائية نهبت منذ بدء الصراع. ويتوقع البرنامج أن ينزلق ما يصل إلى 2.5 مليون شخص في السودان إلى هاوية الجوع في الأشهر المقبلة.
وقال البرنامج الإثنين، إنه بدأ توزيع المواد الغذائية في مناطق بالعاصمة لأول مرة منذ اندلاع القتال.
وحذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الثلاثاء، من أن القتال في الخرطوم، الذي امتد إلى منطقة دارفور التي تعصف بها الحرب، يمكن أن يتخذ "بعدا عرقيا، وهو ما سيكون (تطورا) مرعبا".