عندما توقفت (شختورة) السيدة رفيعة عيدان ام حيدر على ضفة جميلة من هور ام الطيار الذي يقع ضمن الرقعة الجغرافية لهور الحمار جنوبي العراق، عائدة من رحلة صيد بدأتها فجرا حاورناها وهي تتهيأ لإنزال كمية الأسماك التي تمكنت من صيدها اذ سبقتها بالتوقف والرسو قبل قليل شختورة ابنها حسن خلف مواليد 1993 وصديقه علي عامر مواليد 1994 ليجمعوا كمية صيدهما مع مااصطادته ام حيدر في (فلينات) خاصة لغرض تهيئة تلك الكميات للبيع في اماكن محددة على الضفة.
عندما علمت (ام حيدر) اننا وسيلة اعلامية عراقية وحضرنا هنا لهور ام الطيار للكتابة والاستطلاع ومقابلة سكان الأهوار والحديث عن حياة الأهوار، قالت: اهلا وسهلا... والحمد لله على نعمته وقامت بتقبيل يدها ووضعتها على جبهتها مرددة عبارة (نعمة فضيلة، الحمد لله) واكملت: انا امتهن الصيد منذ طفولتي وعالم الأهوار هو الأقرب الى حياتي وعندما أغادر الهور في يوم من الأيام اشعر انني ضائعة، لأنه مكان رزقي ومكان استقرار عائلتي، وقد اعتدنا على السهر والتواجد وسط الهور والله سبحانه يحب عبده الذي يسعى الى الرزق الحلال ويبارك برزقه، وانا مولودة عام 1967 في منطقة اسمها المضخة في الهور ولم افكر او العائلة في يوم من الأيام بمغادرة مسقط الرأس فهو بالنسبة لنا اعز مكان وقد تعودنا على كل صغيرة وكبيرة فيه.
واشارت ام حيدر: ان اهوارنا في سبعينيات القرن الماضي كانت تشهد زيارات من السواح الأجانب ومن مواطنين عراقيين كانوا يمضون ساعات مع سكان الأهوار ويطلبون منا الخبز الحار وشوي الأسماك المتوفرة ويشربون حليب الجاموس وكانوا ايضا يطلبون اكلة يشتهر بها اهل الأهوار وهي (الطابك) او(السياح) وهو على شكل الخبز ويتكون من عجين التمن(الرز) الذي يوضع على نار هادئة من القصب او الحشائش وغيرها وتخرج (الخبزة) منه بحسب النوعية التي تريدها خفيفة او سميكة ويتناولونها بفرح ومازلنا نعملها حتى الآن، وهي من الأكلات المفضلة.
وعن نوعية الأسماك تقول: هنا عدة اسماك ومنها البني والشانك والبجيج، والشلك والسمتي والغريبة والبلطي وغيره ويحضر الى منطقة البيع في الهور مشترو الاسماك من البصرة او الناصرية والسماوة والديوانية ويقولون: انهم يبيعون نوعية الأسماك على الراغبين بأكلها في بغداد وفي شمال العراق وفي جميع المحافظات فهناك حب لسمكة الهور من ابناء المحافظات ومرات يطلبون نوعا مرغوبا من الأسماك.
سألتها: ماذا تطلبين الآن من الجريدة لكي توصل صوتك للمسؤولين؟
هنا اعتدلت ام حيدر بجلستها وقالت الحمد لله ان الأمور(ماشية) ولكن توجد في منطقة المضخة مدرسة وصلت عمليات بنائها الى (الهيكل) وتم تركها ونتمنى ان يتم اكمالها لكي نسجل بها اطفالنا ويتعلم فيها الكبار ايضا القراءة والكتابة بعد فتح قسم لمحو الامية فيها ونحتاج الى مركز صحي والى مشروع ينتج لنا المياه الصالحة للشرب .
الصباح