المشرفين القدامى
تاريخ التسجيل: October-2022
الجنس: ذكر
المشاركات: 36,472 المواضيع: 26,311
آخر نشاط: 1/November/2023
الأتراك صوتوا في جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية.. فما هي وجهة البلاد بعد الحسم؟
الأتراك صوتوا في جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية.. فما هي وجهة البلاد بعد الحسم؟
أغلقت مكاتب الإقتراع أبوابها في تركيا الأحد على الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي (14:00 ت غ)، إذ صوت الناخبون الأتراك في جولة إعادة حاسمة من الانتخابات الرئاسية بين الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان ومنافسه زعيم تحالف المعارضة كمال كليتشدار أوغلو. وخلال الإدلاء بصوته في أحد مراكز الاقتراع بمدينة إسطنبول قال أردوغان إن "تركيا أكدت مدى تمسكها بالديمقراطية". في المقابل دعا كليتشدار أوغلو خلال الإدلاء بصوته في مركز اقتراع بالعاصمة أنقرة جميع المواطنين للتوجه إلى الصناديق والدفاع عن أصواتهم. وتخضع الانتخابات لمتابعة دقيقة في واشنطن وأوروبا وفي كل أنحاء المنطقة. فما الذي ينتظر تركيا بعد حسم هذه الانتخابات وما الوجهة التي تنوي السير نحوها؟
نشرت في: 28/05/2023
نص:فرانس24تابِع
تم إغلاق مكاتب الاقتراع في تركيا الأحد على الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي (14:00 ت غ). وقد دعي أكثر من ستين مليون ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيسهم المقبل. في حين يتوقع أن تصدر أولى النتائج مساء الأحد.
هذا، وقد صوت الناخبون الأتراك الأحد في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التي قد تشهد تمديد الرئيس رجب طيب أردوغان حكمه إلى عقد ثالث.
وعقب فتح مكاتب التصويت، أدلى رجب طيب أردوغان بصوته في أحد مراكز الاقتراع بإسطنبول، حيث دعا المواطنين "إلى المشاركة والتصويت من دون تقاعس".
من جهته، دعا كيليتشدار أوغلو الناخبين إلى "التصويت من أجل التخلص من نظام استبدادي"، بعد الإدلاء بصوته في مركز اقتراع في العاصمة أنقرة.
وما الذي ينتظر تركيا بعد الانتخابات؟
يعتبر أردوغان أقوى زعيم للبلاد منذ أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة قبل 100 عام. ولكن سرعان ما أبعد أردوغان وحزبه العدالة والتنمية البلاد عن نهج أتاتورك العلماني عند تقلده السلطة.
هذا، وركز أردوغان الصلاحيات في رئاسة تنفيذية مقرها قصر يضم ألف غرفة على مشارف أنقرة، وترسم من خلاله السياسات فيما يخص الشؤون الاقتصادية والأمنية والمحلية والدولية.
ومن جانبهم، يقول منتقدوه إن حكومته كممت أفواه المعارضة وقوضت الحقوق وأخضعت النظام القضائي لنفوذها، وهو اتهام ينفيه المسؤولون الذين يقولون إنها وفرت الحماية للمواطنين في مواجهة تهديدات أمنية من بينها محاولة انقلاب عام 2016.
أما خبراء الاقتصاد فيقولون في تحليلاتهم إن دعوات أردوغان لخفض أسعار الفائدة أدت إلى ارتفاع التضخم لأعلى مستوى في 24 عاما عند 85 بالمئة العام الماضي، كما أدت لهبوط الليرة التركية إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار على مدار العقد الماضي.
ومن أجل الإطاحة بحكم أردوغان والتفوق عليه، سعت المعارضة التركية إلى تحالف جمع حزبي المعارضة الرئيسيين، حزب الشعب الجمهوري العلماني والحزب الصالح القومي المنتمي ليمين الوسط، مع أربعة أحزاب أصغر على أساس برنامج من شأنه إلغاء الكثير من السياسات التي اتسم بها حكم أردوغان.
وتعهدت هذه الأحزاب بإعادة استقلال البنك المركزي والتخلص من سياسات أردوغان الاقتصادية غير التقليدية. كما أنها اعتزمت إلغاء رئاسته التنفيذية والعودة للنظام البرلماني السابق، بالإضافة إلى إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
دورة ثانية غير مسبوقة.. وأردوغان الأوفر حظا
ويخوض أردوغان الذي يمسك بالسلطة منذ عشرين عاما هذه الدورة الثانية غير المسبوقة في الانتخابات الرئاسية، في موقع الأوفر حظا في مواجهة كمال كيليتشدار أوغلو.
وخالف أردوغان البالغ من العمر 69 عاما استطلاعات الرأي فتقدم بشكل مريح بفارق خمس نقاط مئوية تقريبا عن منافسه كمال كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى في 14 مايو/أيار.
وكان قد بدأ التصويت في الساعة الثامنة صباحا (05:00 بتوقيت غرينتش) وينتهي في الخامسة مساء (14:00 بتوقيت غرينتش). ومن المتوقع أن تبدأ النتائج في الظهور بحلول مساء اليوم.
وتخضع الانتخابات لمتابعة دقيقة في واشنطن وأوروبا وفي أنحاء المنطقة حيث يرسخ أردوغان قوة بلاده. كما عزز العلاقات مع روسيا مما تسبب في توتر تحالف أنقرة التقليدي مع الولايات المتحدة.
وعلى الناخبين البالغ عددهم 60 مليونا الاختيار بين رؤيتين للبلاد.
فإما يختارون الاستمرارية مع الرئيس الحالي الإسلامي المحافظ البالغ 69 عاما، أو العودة إلى الديمقراطية الهادئة بحسب كلام خصمه وهو موظف عمومي سابق يبلغ الرابعة والسبعين.
وتشهد نسبة 49,5 % من الأصوات التي حصل عليها أردوغان وهو رئيس بلدية إسطنبول سابقا، في الجولة الأولى في 14 مايو/أيار على الدعم الواسع الذي لا يزال يلقاه في صفوف المحافظين على الرغم من التضخم الجامح في البلاد.
وقد تجلى هذا الدعم حتى في المناطق المنكوبة التي ضربها الزلزال العنيف في السادس من شباط/فبراير وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن 50 ألف قتيل وتشرد ثلاثة ملايين آخرين.
ينافسه في هذه الجولة الثانية كمال كيليتشدار أغلو "الجد الديمقراطي" كما يحلو لخبير الاقتصاد أن يقدم نفسه والذي عجز عن استغلال الأزمة الاقتصادية الخطرة التي تثقل كاهل الأسر والشباب للتفوق على الرئيس الحالي.
ووعد كيليتشدار أوغلو وهو زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية "بعودة الربيع" والنظام البرلماني واستقلالية القضاء والصحافة.
وقال المدرس أوغور برلاس البالغ 39 عاما الذي سيصوت للمرشح المعارض و"التغيير"، "سئمنا من قمع النظام وسياسته".
إلا أن كيليتشدار أوغلو ليس الأوفر حظا في الجولة الثانية بعدما حصل على 45 % من الأصوات قبل أسبوعين. فعلى الرغم من الدعم المتجدد لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، تظهر استطلاعات الرأي تخلفه بخمس نقاط مئوية عن رئيس البلاد الذي حاز غالبية برلمانية في الانتخابات التشريعية في 14 أيار/مايو.
03:44
امرأة تدلي بصوتها في مركز اقتراع خلال الانتخابات الرئاسية التركية في اسطنبول في 28 مايو 2023. © أ ف ب
"الأهم ألا يشوب الاقتراع أي تزوير"
أصيب كيليتشدار أوغلو بصدمة بعدم فوزه في الانتخابات الرئاسية من الدورة الأولى كما كان يتوقع معسكره إلا أنه عاد لموقع الهجوم بعد أربعة أيام على ذلك.
بسبب عجزه عن الوصول إلى وسائل الإعلام الرئيسية وخصوصا محطات التلفزيون الرسمية المكرسة لحملة أردوغان، شن كيليتشدار أوغلو حملته خصوصا عبر تويتر فيما كان أنصاره يحاولون حشد الناخبين مجددا من خلال زيارات منزلية في المدن الكبرى.
كان الهدف استقطاب 8,3 ملايين ناخب مسجل لم يصوتوا في الانتخابات في 14 أيار/مايو على الرغم من نسبة المشاركة العالية التي بلغت 87 %.
في المقابل، كثف أردوغان من تجمعاته الانتخابية مستندا إلى التغيرات التي فرضها في البلاد منذ توليه السلطة كرئيس للورزاء في 2003 ومن ثم كرئيس اعتبارا من 2014.
وأكثر أردوغان الذي رفع الحد الأدنى للأجور ثلاث مرات في غضون سنة، من الوعود السخية خلال الحملة ومنها تقديم منح للطلاب الذي فقدوا أقارب جراء الزلزال.
وقال السبت "الأحد يوم مميز لنا جميعا. لقد ولى زمن الانقلابات والحكم العسكري".
في آخر نشاط له في الحملة الانتخابية توجه السبب إلى ضريح مرجعه السياسي رئيس الوزراء القومي-الإسلامي السابق عدنان مندريس الذي أطاح به عسكريون وأعدموه في العام 1961.
ويحل موعد الجولة الثانية من الانتخابات في الذكرى العاشرة لانطلاق مظاهرات "غيزي" التي بدأت في إسطنبول وعمت البلاد. وشكلت هذه المظاهرات أول موجة احتجاج على حكم إردوغان وقمعت بشدة.
وقالت المتقاعدة زيرين التيالي البالغة 60 عاما إن الأهم الأحد أن يكون الاقتراع "نزيها" و ألا يشوبه "أي تزوير".
لهذه الغاية، قررت المعارضة نشر "خمسة مراقبين لكل صندوق اقتراع" أي ما مجموعه مليون شخص لمراقبة مجريات التصويت.
وخلصت بعثة مشتركة لمنظمة الأمن والتعاون في اوروبا ومجلس أوروبا إلى أن الدورة الأولى جرت في "أجواء تنافسية" وإن "محدودة" بسبب "التقدم غير المبرر" الذي منحته وسائل الإعلام الرسمية لأردوغان.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز