السودان: قوات الدعم السريع تبدي استعدادها لمواصلة المباحثات حول تجديد اتفاق وقف إطلاق النار

أعلنت قوات الدعم السريع السودانية في بيان السبت استعدادها مناقشة إمكانية تجديد اتفاق وقف إطلاق النار مع الجيش السوداني المقرر أن ينتهي سريانه يوم الاثنين. من جهة أخرى، اتهم قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مبعوث الأمم المتحدة الخاص فولكر بيرتيس بالمساهمة بسلوكه "المنحاز" وأسلوبه "المضلل" في اندلاع النزاع الدامي في منتصف نيسان/أبريل، فيما يبدو حلقة من سلسلة تحركات تهدف إلى تعزيز موقعه في الحرب الدائرة.

نشرت في: 28/05/2023

نص:فرانس24تابِع

أبدت قوات الدعم السريع استعدادها الكامل لمواصلة المباحثات خلال آخر يومين من الهدنة تحت رعاية الوساطة السعودية الأمريكية لمناقشة إمكانية الوصول إلى تجديد
اتفاق وقف إطلاق النار والترتيبات الإنسانية.
وبدأت الهدنة بين الفصائل المتحاربة يوم الاثنين الماضي لمدة سبعة أيام لتأمين ممر آمن للمساعدات الإنسانية وقيادة محادثات أوسع نطاقا برعاية الولايات المتحدة والسعودية.
يأتي ذلك فيما اتهم قائد الجيش عبد الفتاح البرهان مبعوث الأمم المتحدة الخاص فولكر بيرتيس بتبني اسلوب "منحاز" و"المضلل" ساهم في اندلاع النزاع المستمر الذي أودى بحياة أكثر من 1800 شخص، وفق موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي).
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه "صُدم" برسالة من البرهان طلب فيها "ترشيح بديل" لبيرتيس واتهمه بارتكاب "تزوير وتضليل" أثناء قيادته عملية سياسية تحولت إلى حرب مدمرة.

في 15 نيسان/أبريل، اليوم الذي بدأ فيه القتال في الخرطوم، كان من المفترض أن يلتقي البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو لإجراء مفاوضات بتسهيل من الأمم المتحدة.
وكان الهدف التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة السياسية التي يشهدها السودان منذ 2021، عندما استولى البرهان ودقلو معا على السلطة في انقلاب على شركاء الحكم المدنيين.
مع تفاقم الخلاف بينهما، ناشد المجتمع الدولي الجنرالين المتعنّتين التوصل إلى اتفاق بشأن دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
وكان فولكر بيرتيس عبر مرارا عن "تفاؤله" بالوصول الى اتفاق. وقال إنه "فوجئ" بالحرب التي أسفرت منذ بدئها عن مقتل حوالي 1800 شخص ونزوح أكثر من مليون سوداني.
لكن البرهان قال، بحسب نص الرسالة التي نشرت اليوم في الخرطوم، إن المبعوث الدولي الخاص مارس في تقاريره "تضليلا وتدليسا بزعم الإجماع على الاتفاق الإطاري".
وأضاف أنه "أصر على فرضه (الاتفاق) بوسائل وأساليب غير أمينة رغم ما اعترى هذا الاتفاق من ضعف وثغرات"، فأفضى ذلك الى "ما حدث من تمرد ومواجهات عسكرية".
واعتبر أن دقلو ما كان أقدم على ما أقدم عليه "لولا تلقيه إشارات ضمان وتشجيع من أطراف أخرى" بينها المبعوث الدولي.
كما اتهم بيرتس بعدم احترام واجب "الحياد وعدم الانحياز واحترام سيادة الدول"، معتبرا أنه صار "طرفا وليس مسهلا أو وسيطا".
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه "صُدم بالرسالة"، مضيفا أنه "فخور بالعمل الذي قام به فولكر بيرتيس ويؤكد ثقته الكاملة بممثله الخاص"، وفق ما جاء في بيان للمتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.كما أعربت الخارجية الأمريكية عن "دعمها القوي" لبيرتيس، مشيرة إلى "قلقها" من رسالة البرهان التي دعا فيه إلى استقالة المسؤول الأممي.
ويشهد السودان اليوم الخامس من وقف إطلاق نار لأسبوع جرى الاتفاق عليه بوساطة من الولايات المتحدة والسعودية، لكن طرفي النزاع تبادلا الاتهام مرارا بانتهاكه.
ودعت واشنطن والرياض الطرفين المتحاربين إلى مواصلة النقاش لتمديد وقف إطلاق النار من أجل تسهيل "إيصال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الشعب السوداني"، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
"قرار خطير"
قال البرهان الأسبوع الماضي رسميا دقلو من منصب نائب رئيس المجلس السيادي الحاكم، وعين مكانه مالك عقار الذي يتزعم الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال المتمردة سابقا.
بعد ورود تقارير عن رسالة البرهان، قال نائبه الجديد عقار في بيان السبت إنه تحدث إلى بيرتيس حول "كيفية العمل على حل الأزمة وإنهاء الاقتتال".
ويسعى الجيش حاليا إلى تعزيز صفوفه، فقد دعت وزارة الدفاع الجمعة "المتقاعدين من الجيش" و "كل القادرين على حمل السلاح" للتوجه إلى وحدات القيادة "لتسليحهم تأمينا لأنفسهم وحرماتهم وجيرانهم".
لكنها تراجعت لاحقا وأصدرت بيانا حصرت فيه الدعوة بجنود الاحتياط والمتقاعدين من الجيش.
ووصفت قوات الدعم السريع الدعوة بأنها "قرار خطير" واتهمت الجيش بشن مزيد من الضربات الجوية في انتهاك للهدنة.

فرانس24/ أ ف ب