تثبت صفة العصمة للأنبياء لأن الله سبحانه وتعالى أثبتها في كتابه فقال ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)، وقال ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)

ولأنا لو لم نثبت صفة العصمة للأنبياء عليهم السلام لجاز لنا التشكيك في كلامهم وزال الوثوق بأقوالهم، ففي كل قول يصدر منهم نحتمل فيه الخطأ أو الكذب أو الغفلة، وبهذا تفقد بعثة الأنبياء فائدتها.
مضافاً إلى أن القول بعدم عصمتهم ينشأ عنه عدم حصول الانقياد لهم الذي هو مراد لله سبحانه، فإن الله سبحانه وتعالى ما بعث نبياً إلا ليصدق في دعوته، وذلك لأن النبي لو لم يكن معصوماً فإنه لو أمر بأمر أو نهى عن نهي فإنا نحتمل في كلامه الخطأ أو الغفلة، وهذا الاحتمال يصدنا عن الانقياد إليه، ولا سيما مع وثوق أكثر الناس بآرائهم فكيف ينقادون إلى قول النبي الذي خفيت عليهم حكمته.