لا شكلَ لي كلّ المرايا تكذبُ
أنَا خلفَ شكلي يا صديق مغيّبُ
شكلي مرافئ للغيابِ فلم يعدْ
للذاتِ فيها حينَ أبحرُ مـــــركبُ
ذاتي شتاتٌ لستُ أدري كم أنَا
فيــــــــها موزعة إليها أنــــسبُ
بعضي بذاكرةِ الأماكنِ عالقٌ
عنّي لأمسي كلّ حينٍ يهـــــربُ وهناكَ بعضي بالغروبِ أما ترى
الشمسُ مثلي حينَ تنأى, تغربُ
للآن يحملني الصليبُ قصيدةً
فيها أراني كــــلّ يومٍ أصلبُ
لا زلتُ أبحثُ عن بقاياي التي
في الشعرِ ألقاها هنالكَ تكتبُ
فالشعرُ مرآةٌ إلى الذاتِ التي
فيها الملامحُ لا تزولُ وتعطبُ
ولذاك ألقاني هناكَ لأنّني
بوعاءِ حرفي كــلّ ذاتي أسْكُبُ







احمد الركابي