رَجُلٌ ومالٌ في يَديهِ بوَفْرَةِ ذاتَ الشِّمالِ على اليَمينِ بكَثْرَةِ !
والمالُ لا يَدْري وكيفَ يَعُدُّهُ
فالمالُ أكْداسٌ يَغُصُّ بحُجْرَةِ !
عَرْضٌ وطُولٌ وارْتِفاعٌ شاهِقٌ
وكأنَّها مِثْلُ القِلاعِ بنَظْرَةِ !
ومَصالِحٌ أُخْرى برِبْحٍ دائِمٍ
والرِّبْحُ هذا في عَظيمِ بُحَيْرَةِ !
ويَعيشُ في عِزِّ النَّعيمِ بما هَوى
مِنْ كُلِّ شَيءٍ إذْ يَنالُ بقُدْرَةِ !
وَلَدَيْهِ أبْناءٌ وفيهُمْ أُمُّهُمْ
وهُمو على حالٍ فقيرِ السُّفْرَةِ !
والكدُّ مِنْهُمْ في الحَياةِ لِلُقْمَةٍ
حتّى وإنْ كانَتْ بحالِ الكَسْرَةِ !
والبَعْضُ مِنْهُمْ إنْ أُصيبَ بعِلَّةٍ
الأُمُّ تَبْدو في البُكاءِ بحَسْرَةِ !
لا مِنْ دَواءٍ تَسْتَطيعُ شِراءَهُ
فالمالُ عِنْدَ أبيهِمو في الجَرَّةِ !
يَجْري وفيهِ بلَهْوِهِ ومُجونِهِ
واللّهْوُ فيهِ على الدّوامِ بخِبْرَةِ !
أنّى يَشاءُ على الفِعالِ بمالِهِ
لكنَّهُ عِنْدَ العِيالِ بنَدْرَةِ !
وعِيالُهُ تَبْكي لِحالٍ بائِسٍ
فالعَيْشُ فيها تَحْتَ ظِلِّ العُسْرَةِ !
ماءٌ تَراهُ أمامَها بمَسِيْلِهِ
وهُمو بحالٍ عاطِشٍ في الأُسْرَةِ !
لا شَيءَ يَأتي مِنْ نَعيمِ أبيهِمو
غَيْرُ التُّرابِ مُبَلَّلٌ بالقَطْرَةِ !
أَعَدالَةٌ هذي برَأيٍ عاقِلٍ
أمْ قِسْمَةٌ ضِيْزى تَنامُ بحُفْرَةِ !
وسُؤالُ يَبْدو في التُّرابِ مُمَرَّغٌ
كيفَ السّبيلُ لحَلِّها بالفِكْرَةِ !






عبدالرزاق الياسري