تَبَّتْ يَدَاكَ لِمَا صَنَعْتَ وَتَعْتَدِي
مُتَكَبِّرَاً هَلَّا تَعُوْدُ وَتَهْتَدِي؟

فَاسْمَعْ مَقَالِي بَعْدَ جُهْدٍ جَاهِدٍ
إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ أَوْ تُرَاقِبُ مَوْفِدِي

إِذْ لَسْتَ مِمَّنْ يَسْتَحِقُّ هِجَاءَنَا
فَقَدِ انْتُشِلْتَ مِنَ الحَضِيْضِ الأَوْهَدِ

وَالأَصْلُ حَتْمَاً قَدْ يَعُوْدُ إِلى امْرِئٍ
قَدْ صَارَ يَهْوِي فِي حَرِيْقٍ مُوْقَدِ

لا شَيْءَ يَبْقَى أَوْ يَدُوْمُ كَمَا تَرَى
إِنْ كُنْتَ تَحْسَبُ أَنَّ مَالَكَ لِلْيَدِ

قَارُوْنُ قَبْلَكَ قَدْ أُطِيْحَ بِصَيْحَةٍ
خُسِفَتْ بِهِ دَارٌ فآلَ لِمَرْقَدِ

أَخَذَتْهُ طُرَّاً وَالكُنُوْزُ بِبَغْتَةٍ
فِي عُقْرِ دَارٍ بِانْشِقَاقٍ أَجْرَدِ

هَلَّا ابْتَصَرْتَ؟ وَمَا أَرَاكَ بِمُبْصِرٍ
فِي نُصْفِ عَيْنٍ دُوْنَ قَلْبٍ مُهْتَدِ

شَرَفٌ لِنَفْسِكَ أَنْ تُلَقَّبَ أَعْوَرَاً
يا بْنَ المَرَاغَةِ دُوْنَ عُشْبٍ مُوْرَدِ

لَوْ جَاءَ قَوْلِي لِلْجِبَالِ وَجَدْتَهَا
صَدَعَاً عَظِيْمَاً مِنْ حَصَافَةِ مَقْصِدِي

فَرَأَيْتُ مِثْلَكَ لا يُقَاسُ بِغَبْرَةٍ
فِي شِسْعِ نَعْلِي فِي زَمَانٍ أَنْكَدِ

فَدَعِ المَلامَةَ إِنْ أَتَتْكَ مَذَمَّتِي
لَيْسَ المَلُوْمُ عَلى المُلامِ بِمُرْشِدِ

يا أَيُّهَا المُغْتَرُّ فِي أَيَّامِهِ
سَيَزُوْلُ يَوْمَكَ فِي صَبَاحٍ أَسْوَدٍ

يَزْدَادُ عَهْرُكَ قَدْرَ حَبَّاتِ الثَّرَى
فَغَدَوْتَ أَطْلالاً "كَبُرْقَةِ ثَهْمَدِ"

أَحَسِبْتَ نَفْسَكَ كَالمُلُوْكِ بِبَغْيهِمْ؟
إِذْ يُلْعَنُوْنَ مِنَ العَشِيِّ إِلى الغَدِ

إِذْ يُخْلَعُوْنَ مِنَ العُرُوْشِ وَحَالَهُمْ
كَالزَّانِيَاتِ عَلى فِرَاشٍ عَسْجَدِ






محمد مليشو