الانفجار الكوني الجديد حدث نتيجة وجود ثقب أسود ضخم في منتصف سحابة نجمية هائلة أكبر بآلاف المرات من كتلة الشمس تصنع ما يشبه الحلقة حوله
تمثيل لما يمكن أن يكون قد حدث بجوار ثقب أسود ضخم فتسبب في هذا الحدث الكوني (جون إيه بايس-يوريك ألرت)
تمكّن فريق بحثي دولي بقيادة علماء من جامعة "ساوثامبتون" (University of Southampton) البريطانية من رصد أقوى انفجار كوني في التاريخ إلى الآن، وهو أقوى بعشرة أضعاف من أي مستعر أعظم معروف نتج عن انفجار أحد النجوم العملاقة.
أدوات خاصة
وقد رصد هذا الحدث الكوني الهائل في عام 2020 عبر منشأة "زويكي للأجرام العابرة" في كاليفورنيا (Zwicky Transient Facility)، ونظام التنبيه الأخير للصدمات الأرضية "أتلاس" (ATLAS) في هاواي.
وتقوم هذه المراصد بمهمة خاصة جدا تختلف عن بقية التلسكوبات المعروفة، وهي عمل مسح كامل ولحظي للسماء ليلا لاكتشاف الأجسام العابرة التي تتغير بسرعة في سطوعها، مما يشير إلى أحداث مثل المستعرات العظمى، وكذلك مرور الكويكبات والمذنبات في السماء.
وجاء في البحث الذي نشره الفريق في دورية "مانثلي نوتيسز أوف ذا رويال أسترونوميكال سوسيتي" (Monthly Notices of the Royal Astronomical Society)، أن الباحثين قد استخدموا 3 تلسكوبات إضافية لتتبع الحدث ودراسته بدقة، أحدها مرصد "سويفت" الفضائي، وهو قمر صناعي يرصد أشعة "إكس" أطلقته "ناسا" (NASA) عام 2004، إلى جانب مرصدين أرضيين في تشيلي وإسبانيا.
رصد هذا الحدث عام 2020 عبر منشأة زويكي للأجرام العابرة ونظام التنبيه للصدمات الأرضية (المرصد الأوروبي الجنوبي)
3 سنوات من الانفجار
وكان الباحثون في هذا النطاق قد أعلنوا العام الماضي أن ألمع حدث كوني من هذا النوع هو انفجار أشعة غاما المسمى "جي آر بي 221009 إيه" GRB 221009A، ويعتقد أنه كان إشارة إلى ميلاد ثقب أسود جديد، إلا أنه استمر لمدة 10 ساعات فقط.
وبحسب الدراسة الجديدة، فإن الانفجار الكوني الجديد، الذي سمي "إيه تي 2021 إل دبليو إكس" (AT2021lwx)، قد استمر في الانفجار لمدة 3 سنوات كاملة حتى عامنا هذا 2023، مما جعله يطلق قدرا من الطاقة يساوي أضعاف "جي آر بي 221009 إيه"، وبالتبعية يضعه في ترتيب أعلى.
ويعتقد الباحثون من هذا الفريق أن الانفجار الكوني الجديد قد حدث نتيجة وجود ثقب أسود ضخم في منتصف سحابة نجمية هائلة أكبر بآلاف المرات من كتلة الشمس تصنع ما يشبه الحلقة حوله.
وبحسب الدراسة، فإنه أثناء ابتلاع الثقب الأسود شظايا من تلك السحابة، صدرت موجات صدمية انطلقت لضرب ما تبقى من الغاز، مما تسبب في انفجار هائل أصدر إشعاعا كهرومغناطيسيا ساطعا رصده الباحثون على الأرض.
ووفق بيان صحفي رسمي صدر من جامعة ساوثامبتون، يدرس هؤلاء الباحثون حاليا هذا الانفجار في نطاق أطوال موجية أكثر تنوعا، في محاولة للكشف عن درجة حرارة الحدث وآلية عمله بشكل أكثر دقة.
وإلى جانب ذلك، سيجري الفريق أيضا محاكاة حاسوبية لهذا الحدث الكوني من أجل بناء نموذج أكثر دقة لتتبع هذا النوع من الانفجارات مستقبلا.