بوستر أيام القاهرة السينمائية
يشارك 15 فيلما ما بين روائي وتسجيلي، من 8 دول عربية، أيام القاهرة السينمائية في دورتها السادسة، والتي تنظمها سينما زاوية.
وانطلقت هذه الدورة في 17 مايو/أيار الجاري وتستمر حتى العاشر من يونيو/حزيران المقبل، وتركز الفعالية على عرض الأفلام التي حظيت باهتمام في المهرجانات والفعاليات العالمية.
4 أفلام فلسطينية
تعرض من فلسطين 4 أفلام وهي "حمى البحر المتوسط" للمخرجة مها الحاج، والذي شارك في عدد من المهرجانات خلال العام الماضي منها مهرجان كان السينمائي ومهرجان روتردام .
ويناقش هذا الفيلم القضية الفلسطينية بشكل إنساني بعيدا عن مشاهد الاحتلال والحرب والدمار، من خلال البطل "وليد" الذي يعاني من اكتئاب، وفي الوقت نفسه يبدأ في الاقتراب من جاره حيث تنشأ صداقة تضع الثنائي في طريق مليء بالغموض.
ويعرض أيضا "الفيلم رقم 21" من إخراج مهند اليعقوبي، والذي شارك في العديد من المهرجانات الدولية منها مهرجانا أمستردام ومراكش، ويتناول حركة التضامن اليابانية مع فلسطين، من خلال بعض الرسائل التي تقدم خلال الفيلم، وهو فكرة مطورة من 20 فيلما صورت على شريط 16 ملليمترا.
وبعد حصوله على جائزة الهرم الذهبي بمهرجان القاهرة السينمائي العام الماضي، إلى جانب عرضه في تورنتو وعدد من المهرجانات العالمية، يشارك فيلم "علم" أيام القاهرة السينمائية، وهو من إخراج فراس خوري، ويتناول القضية الفلسطينية ببعد إنساني من خلال شاب يدعى تامر يعيش حياة عادية، ولكن كي ينال إعجاب حبيبته يقرر المشاركة في عملية "علم".
وعلاوة على الأفلام الثلاثة، يعرض الوثائقي "اليد الخضراء" للمخرجة جمانة مناع، ويوثق للصراع بين ما تسميه إسرائيل "سلطة حماية الطبيعة" وجامعي النباتات الفلسطينيين، واختارت المخرجة التعبير عن الفكرة بطريقة كوميدية ساخرة، وقد عرض من قبل بمهرجانات كامدن السينمائي الدولي ولايبزيغ للأفلام الوثائقية.
حضور قوي للأفلام التونسية
وتشارك أيضا ضمن الفعالية 4 أعمال تونسية، منها فيلم المخرج لطفي ناثان "حرقة" الذي كان له حضور العام الماضي بمهرجان كان، إلى جانب عرضه بمهرجان ساو باولو وعدد من المهرجانات، وهو يناقش العدالة الاجتماعية وكيف يعيش المجتمع في ظلم بمدينة سيدي بوزيد التونسية، في تذكير بحادثة الشاب محمد البوعزيزي التي وقعت عام 2010 وأدت إلى اندلاع "ثورة الياسمين".
وعن هذه الثورة أيضا يأتي فيلم "أشكال" للمخرج يوسف الشابي، والذي شارك أيضا بمهرجاني كان وطوكيو، وتدور أحداثه في حي قرطاج الذي بدأ بناءه النظام السابق وتوقف مع بداية الثورة، وخلال الأحداث يعثر شرطيان على جثة محترقة في منطقة بالحي، وتبدأ التحقيقات في القضية الغامضة.
ويشارك أيضا فيلم المخرج رضا الباهي "جزيرة الغفران" بعد مشاركته في تطوان لسينما البحر المتوسط والقاهرة السينمائي، ويعرض قصة البطل أندريا، وهو تونسي من أصل إيطالي يعود لجزيرة جربة التونسية ليسترجع الماضي مع أسرته.
ويواجه البطل فترة صعبة في حياته وسط صراع ديني حضاري بين المسيحيين والمسلمين واليهود من خلال الحياة بجزيرة جربة، بعد أن كانت مكانا للتعايش والتعدد الثقافي في الماضي.
وفي فيلم "تحت الشجرة" توثق المخرجة أريج السحيري قصة مجموعة من النساء يعملن في جني الثمار، فترافقهن بالكاميرا في رحلتهن اليومية إلى بساتين الشمال التونسي وتستمع إلى حكايتهن وأحاديثهن المليئة بالآمال والهموم.
العلاقات الإنسانية بين الماضي والحداثة
ويشارك من الجزائر الوثائقي "الإبحار على الجبل" للمخرج كريم عينوز، وهو إنتاج عام 2021، ويوثق رحلة عبر البحر المتوسط، يتذكر عينوز من خلالها تفاصيل ذكريات والديه، حيث تتشابك الأحداث بين الماضي والحاضر والمستقبل، والفيلم عرض بمهرجان كان عام 2021، كما عرض بمهرجان دوكس في كوبنهاغن العام نفسه.
ومن المغرب يشارك "الملعونون لا يبكون" وهو فيلم روائي للمخرج فيصل بوليفة، وتدور أحداثه حول انتقال سليم ووالدته من مكان لآخر، ليكشف عن مقاومتهما للفقر وتمسكهما بالحياة داخل بلد يعاني من الصراع بين التمسك بالتقاليد الراسخة وبين الحداثة، وهو ما يزعزع العلاقة بينهما.
وعن الصراع أيضا بين الحياة بشكلها القديم وبين الحديث، يشارك الفيلم المصري "19 ب" للمخرج أحمد عبد الله، وهو العمل الذي حصل على جوائز من مهرجان القاهرة العام الماضي، كما شارك بمهرجانات عالمية، ويتناول الصراع بين الحداثة والحياة بشكلها القديم من خلال حارس عجوز يعيش بفيلا مهجورة ويعتبرها بمثابة منزله ويصبح مهددا بسبب شاب يعمل في الشارع المقابل حيث يتغير إيقاع حياته.
ويشارك الفيلم اللبناني "أهل الشاطئ الآخر" للمخرج ماهر أبي سمرا، والذي يناقش قضية شديدة الإنسانية من خلال صديقين قديمين (محمد وسيلفانا) اللذين يحبان السير معا، إذ تعاني الأخيرة من إعاقة جسدية فتسير على كرسي متحرك ويعاني البطل من إعاقة بصرية، لكنهما يصران على الكفاح من أجل العيش والنضال والضحك.
السياسة في إطار إنساني عذب
وكانت قد افتتحت الفعالية بالفيلم السوداني "السد" الذي عرض العام الماضي بمهرجاني كان وساو باولو وعدد من الفعاليات، ويقدم فيه المخرج علي شري التغييرات السياسية في البلاد بصورة سينمائية عذبة، والانتفاضة التي أوقعت نظام عمر البشير عام 2019 من خلال قصة شاب يعمل في مصنع للطوب يعتمد على طمي النيل عند سد مروري بعيدا عن العاصمة.
ويتجول كل مساء سرًّا في الصحراء لتشييد عمارة غامضة مصنوعة من الطين، وتبدأ الحياة تنبعث فيها تدريجيًا عند قيام الانتفاضة.
أما "جنائن معلقة" -الذي يشارك أيام القاهرة السينمائية أيضا ممثلا العراق- فيقدم من خلاله المخرج أحمد ياسين الدراجي قصة شقيقين يعملان في جمع المعادن والبلاستيك من مكب النفايات الشهير باسم جنائن بابل المعلقة، ويلفت انتباههما مكب نفايات الجيش الأميركي الذي يضم مجلات خليعة، ويعثر أحد الأشقاء على دمية يقرر إحضارها للمنزل، مما يتسبب في صراع بينه وبين شقيقه الأكبر.
ومن سوريا يعرض فيلم "نزوح" للمخرجة سؤدد كنعان، مناقشا الصراع بين النزوح والهروب من ويلات الحرب، وبين خيار البقاء في الوطن، من خلال فتاة تدعى زينة عمرها 14 عاما تقرر النزوح من دمشق بينما يقرر الوالدان البقاء.