عروة بن الورد:
عروة بن الورد (توفّي 15 ق.هـ/607م) شاعر من قبيلة عبس، وقد كان لأبيه مقام محمود في حرب داحس والغبراء، وكانت أمه من بني نهد وهم ليسوا من أشراف القبائل، فغض ذلك من منزلته، وقد كان فارسًا من فرسان الجاهلية المعدودين، كما عُرف بجوده وحسن خلقه، ولقب بعروة الصعاليك أو أمير الصعاليك؛ لأنه كان يجمع صعاليك العرب ويقوم بأمرهم فيرعى أحوالهم إذا أخفقوا في غزواتهم ولم يكن لهم معاش يعتاشون به. ولعل طيبة قلبه وحنوه على أمثال هؤلاء من الصعاليك قد أوهن رباطه العائلي، إذ لامته زوجاته في كثير من الأحيان على مغامراته وبذل نفسه وماله من أجل الصعاليك، وهو على قلق حياته الاجتماعية واضطرابها، إلا أنه على المستوى الثقافي الشعري كان قد بلغ الآفاق، حتى أن قبيلته عبس تراه أشعر الشعراء، في حين أنّها تنظر إلى عنترة بن شداد كفارس بطل، فهو القائل:
وَقَد عَلِمَت سُلَيمى أَنَّ رَأيِي
وَرَأيَ البُخلِ مُختَلِفٌ شَتيتُ
وَأَنّي لا يُريني البُخلَ رَأيٌ
سَواءٌ إِن عَطِشتُ وَإِن رُويتُ
وَأَنّي حينَ تَشتَجِرُ العَوالي
حَوالي اللُبَّ ذو رَأيٍ زَميتُ
وَأُكفى ما عَلِمتُ بِفَضلِ عِلمٍ
وَأَسأَلُ ذا البَيانِ إِذا عَميتُ