النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

الهيمنة الاميركية.

الزوار من محركات البحث: 6 المشاهدات : 165 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,726 المواضيع: 58
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 4181
    آخر نشاط: منذ 6 ساعات

    الهيمنة الاميركية.

    الهيمنة لا تكون عن طريق العنف و القهر فقط، بل كذلك عن طريق الثقافة و المعرفة، وتكون ذروة الهيمنة ان يرى الانسان المُهيمَن عليه نفسه من خلال المهيمن.
    ولهذا حتى تكون الهيمنة الأميريكية بمنطقتنا مستقرة،تحتاج أن تقنع شعوب المنطقة بجملة من الافتراضات وتدفعهم ليروا حالهم من خلالها.
    ولتحقيق هذا الأمر قامت أميركا بتطوير جملة مفاهيم ،مثل القوى الناعمة الدبلوماسية العامة،العمليات النفسية،حروب المعلومات، الاتصالات الاستراتيجية.
    كلها في المجمل تهدف إلى إيجاد وتقوية وحفظ الظروف التي تساهم بتطوير مصالح اميركا وسياستها وأهدافها في منطقتنا،
    يشير كريستوفر بول عالم اجتماع. إن نجاح العديد من السياسات يتناسب مع الدعم الذي تتلقاه من الجمهور المستهدف .
    كيف يحصل ذلك؟
    لكي تنجح سياستك تحتاج دعم من الجمهور المُستهدف بهذه السياسة ،
    كيف تحصل على هذا الدعم؟
    يحصل من التحكم بتصورات وفهم الجمهور لهذه السياسة وتقنعه بها.
    كيف تتحكم بهذا الأمر؟
    من خلال اقوالك وافعالك الموجهة لهذا الجمهور.
    بالسنوات الأخيرة صار الدماغ مجال جديد للحرب، وهو ما يسمى بالحرب الادراكية والمعرفية التي تدمج فيها قدرات من عالم السايبر و التضليل المعلوماتي والهندسة الاجتماعية.
    والهدف ليس التأثير على الأفكار بل على الافعال،مثل ما تؤكده وثيقة لحلف الناتو صدرت مؤخراً ،
    يكشف تتبع الخطاب الأمريكي الرسمي وغير الرسمي المباشر وغير المباشر،سواء الخطاب السياسي والاعلامي والثقافي والفني و الاكاديمي.
    تجد أنه يسعى إلى تركيز جملة افتراضات مركزية في اذهان شعوبنا و تصوراتهم، وبحال اعتقدنا بهذه الافتراضات و صدقناها دون حس نقدي،نذهب تلقائيا الى ان مصلحتنا تتحقق باللحاق بالسياسة الاقليمية لأميركا، ونقبل الموقع والدور والوظيفة التي تحددها لنا.ونتذكر بالنهاية أن الهدف هو التأثير في سلوكنا وليس فقط بأفكارنا و بناءا على ذلك سوف نستعرض المقولات الستة الكبرى التي تعمل منظومة الهيمنة الأمريكية على تكريسها بأذهان شعوبنا.
    يتبع

  2. #2
    من أهل الدار
    الافتراضات
    1-دونية العرب والمسلمين.
    يصور خطاب الهيمنة العرب والمسلمين باعتبارهم همج متخلفين ربطا بعوامل ثقافية مثل الاسلام أو عرقية أو جينية،أي أن التخلف جوهري وليس أمر عارض مرتبط بالظروف وعوامل من البيئة الخارجية.
    تلقائيا يكون الحل هو التخلي عن الخصوصية الثقافية أو الخضوع لقوى تصف نفسها أنها أرقى لإدارة شؤوننا،هذه المقولات شاعت خلال فترة الاحتلال الغربي الاستعماري وكانت بمثابة تبرير لكثير من الابادات و الاستغلال، و يتماهى الصهاينة مع هذا الخطاب حتى يتم تقديم كيانهم باعتباره واحة للتحضر والديمقراطية بالمنطقة،والانطلاق من هذا الأمر لتأكيد أهمية الدعم الغربي المفتوح لكيانهم ويستخدم هذا للخطاب العنصري لتكريس الدونية لدى العرب حتى يقتنعوا بأن يروا حالهم من منظار الآخر المُهيمن عليهم بأعلى درجات الخضوع وحينها يسهل استتباعنا وتضعف عندنا روح المقاومة،بل حينها نبذل جهد لتقليدهم ونذوب في ثقافتهم وفق شروطهم وحاجاتهم. وهنا نستذكر محاولة بعض الجماعات نفي الانتماء العربي عنهم،مثل القول أن اللبناني أصله فينيقي والمصري نوبي،وبالتالي فهم أرقى من العرب.
    في الواقع لايوجد قوم متخلفين بجوهرهم إذ كل المجتمعات البشرية عانت بحقبات من تاريخها من أزمات لكنها خرجت منها ربطاً بظرف وعوامل وخيارات،وسابقا نجح العرب والمسلمين لعدة قرون تحديدا بين القرنين الثامن والحادي عشر وقدموا مساهمات علمية بارزة بمجالات الفلسفة والطب والفلك والهندسة والعمارة والبصريات.

  3. #3
    من أهل الدار
    2-أن النهوض مرتبط بالتحديث،لأن التخلف في بلادنا مرتبط بالعوامل المحلية،وهذا يعني أن على كل دول العالم الثالث أن تستنسخ النموذج الرأسمالي وقيمه بأنظمتها الداخلية وهكذا يتحقق عندنا الرفاه مشابه الموجود في الغرب الرأسمالي.
    اذاً المشكلة بحسب هذه المقولة هو مرتبط بالبنى المحلية وليس لها علاقة بطبيعة نظام الدولة أو سياسات الهيمنة. تتجاهل هذه السردية أن نهوض الغرب أي شمال العالم استند إلى مراكمة الثروات من خلال استعمار وافقار عالم الجنوب.
    وتتجاهل أن كوكب الأرض لا يوجد فيه موارد تكفي حتى ينعم الجميع بمستوى الاستهلاك الموجود في الغرب.
    لاشك أن هناك عوامل محلية وثقافية وتاريخية واجتماعية وسياسية تفسر جزء من أوضاع بلادنا،وعلينا أن نعترف بها ونواجهها بشجاعة.
    ولكن بنية النظام الدولي الرأسمالي هي الأصل لأن دول المركز بهذا النظام تقوم من خلال علاقات استغلالية ممنهجة تستغل طبقة رأسمالية محلية تؤدي دور رأس جسر للاستعمار الحديث بأستتباع دول الأطراف وأفقارها وتركيز فوائض رأس المال عندها،هذا التركيز للثروة نتج عنه أن يكون1%الاغنى في العالم يمتلكوا43%من ثروة العالم و53%من سكان العالم يملكون 1.4% من الثروة.
    هذه العملية الاستغلالية التي نتحدث عنها لها أدوات مثل المؤسسات الدولية والحرب و الديون و الملكية الفكرية و العقوبات،فتح الاسواق و الشركات متعددة الجنسيات،هذه الادوات جميعها هدفها ضمان عملية الاستغلال وتركيز الفوائض في المركز وهي الولايات المتحدة وأوربا بشكل أساسي.
    بالواقع بعض التجارب الناجحة لدول، كانت ظرفية هذا النجاح كان إما لأن لها ظروف تاريخية خاصة أو أن الولايات المتحدة لها مصلحة أان تنهض لتؤدي دور أو وظيفة محددة مثل صعود كوريا الجنوبية واليابان بهدف احتواء الصين.
    وهنا نتحدث عن الحرب،الحرب لها وظيفة،الحرب ليست عن الكراهية ولا عن مجرد مشاعر،عندما تذهب أميركا الى الحرب فإنها تذهب لهدف منع خروج دولة من الأطراف إلى المركز حتى تظل كل دولة موجودة في هذا الهرم بالدور والوظيفة المرسومة لها.
    وأن أي دولة تحاول أن تكون في المركز فإنها ستأكل من حصة دول المركز التي سلفا موجودة بمركز نظام الاقتصاد العالمي.
    لذا تأتي الحرب لتحطيم فرص نهوض الدول الغير مرغوب فيها وتحطيم قدراتها البشرية والصناعية لتبقى بمرتبة أدنى ضمن المهمة المرسومة لها في منظومة الهيمنة.
    لتستمر بتصدير مواردها الطبيعية والأيدي العاملة الرخيصة وتؤدي الدور السياسي والاقتصادي المطلوب منها.
    يتبع..

  4. #4
    من أهل الدار
    3-أن الصراع في المنطقة داخل الحضارة الإسلامية وليس صراع بين الحضارات، اي ان المنطقة تعاني من حرب أهلية إسلامية وليس هجوم استعماري أميركي على العالم الإسلامي.
    هذا الأمر انتبه له الاميركان عام2005بعد ماتبين ان حملة الرئيس الأمريكي جورج بوش بما تسمى الحرب على الإرهاب قد فشلت نتيجة ربط الحملة بالإسلام وظهر للمسلمين أن هذه الحرب تستهدفهم وتستهدف حضارتهم و دينهم و قيمهم،لذا كانت النتيجة عكس ما خطط له تماماً إذ جرى تعئبة العالم الإسلامي ضد أميركا وفشلت جهود الحرب على الإرهاب.
    من حينها عمل الاميركان على تحفيز الصراعات المذهبية، والغاية من هذا التحفيز هو إظهار أن أصل الأزمة هو بألاسلام والمسلمين.
    بمعنى يتقاتلوا مع بعضهم وبهذا يقسموا العالم الإسلامي طائفيا ومذهبيا بهدف احتواء المقاومة و استنزاف شعوب المنطقة و مواردها.
    وبحال حصول هذا الأمر ،تظهر أميركا هي الحل من خلال أنها تقف مع من تسميهم المعتدلين ضد أعدائها وهم المتطرفين و محور الشر،هذا الافتراض تم توظيفه خلال حقبة ترامب لما قال ان ازمات المنطقة هي مرتبطة بإيران وحلفائها، وأن ازمات المنطقة ليس لها علاقة بالدور والاحتلال الاسرائيلي،وهي محاولة لتغيير السردية الرئيسة التي كان متعارف عليها.
    أن أزمات المنطقة مستمدة من الصراع العربي الاسرائيلي و ارتكابات اسرائيل في المنطقة.
    بطبيعة الحال تشوب التجربة الثقافية والتاريخية العديد من الممارسات السلبية قامت بها نخب سياسية ودينية ومؤسسات لغايات أن تتسلط وغايات الغلبة وكان أنه جرى أحيانا اللجوء إلى الخطاب الديني كعنصر استقطاب والتعبئة للعنف مع العلم ان جزء أساسي من مصادر هذا الخطاب كانت تأتي من دول وجهات موالية للغرب او حتى مقيمة بالغرب نفسه.
    أن أصل الأزمات ليس في التباينات الطائفية والمذهبية أو التفسيرات المتشددة للنصوص الدينية،هذه في كل وقت كانت موجودة لكن تتحول لممارسات عنيفة نتيجة محفزات سياسية سواء على شكل صراعات داخلية على الموارد والسلطة أو على شكل تدخلات خارجية تهدف إلى تطوير مجالات النفوذ و تعديل موازين القوى،هنا يجب أن ننتبه إلى التنوعات داخل المذاهب الدينية نفسها،أحيانا تتجاوز التباينات بين هذه المذاهب حتى ظهور تنظيمات قامت بالتطهير المذهبي مثل القاعدة و داعش،
    استند إلى وجود ظروف من القهر والفقر والاستبداد بالعديد من دول المنطقة جزء منه حليف للغرب لكن هذه المجموعات صعدت و انتشرت نتيجة لسبب من الأسباب التالية:إما بسبب الاحتلالات المتعاقبة بلداننا التي أدت الى فراغات وفوضى وتدمير بنى الدولة و استفادت القوى الارهابية من هذا الفراغ و صعدت لممارسة إرهابها وجرائمها،السبب الثاني لصعود هذه الجماعات هو أن قوى كبرى سعت لتوظيفها بلعبة موازين القوى المحلية والإقليمية،في مثل دعم أمريكا وحلفائها لجماعات المتطرفة مرة
    لمواجهة الاتحاد السوفيتي ومرة مشروع جمال عبد الناصر وفي السنوات الأخيرة لمواجهة إيران.
    هذا التحريض المذهبي المؤامراتي تفضحه إحدى وثائق ويكليكس الصادرة عن السفارة الأمريكية في دمشق عام 2006, تقول الوثيقة أنه لابد أن نستغل المخاوف المبالغ بها جداً من جهود ايرانية لتشييع السنة في سوريا،توصي الوثيقة الإدارة الأميركية أنها تتعاون مع الحكومتين المصرية و السعودية و القيادات السنية السورية البارزة حول الوسائل الممكنة النرويج وجذب الاهتمام الإقليمي لهذه المسألة بهدف تحفيز التوترات المذهبية وعزل إيران و اضعاف النظام في سوريا، فضلا عن تكريس الخطاب الغربي في بلادنا لتعريفنا من خلال هويتنا الطائفية والمذهبية و العرقية
    حتى ننفي مسؤليتنا عن واقعنا بل لانفهم أن ربط الصراعات وما ينتج عنها فقط بالعوامل المذهبية هو تفسير شديد التبسيط و يغفل السيئات الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية للأحداث.
    ولما نفهم الأمور هكذا يصبح لدينا القدرة على التعامل معها وتجاوزها بشكل أفضل.
    الهيمنة الأمريكية هي مصدر تكريس هذا الخطاب والهوية الطائفية والمذهبية و تاليا فإنها لاتملك الأهلية الاخلاقية للحديث عن التسامح مع الآخر ،هنا نستذكر مأسسة الهويات الطائفية مثلما حصل بنموذج الحكم الذي بناه بول بريمر في العراق.
    بتبع..

  5. #5
    من أهل الدار
    4-الغرب مركز العالم وسيبقى.
    هذه المقولة فيها تسطيح للتاريخ وتبسيط لمساره لمنع فك الإرتباط عن الغرب او البحث عن البدائل التي تلبي أكثر مصالحنا الوطنية.
    تسعى منظومة الهيمنة تقديم نفسها باعتبارها الخيار الأوحد و الأكثر جاذبية بالتقدم العلمي والنمو الاقتصادي والقوة العسكرية و التكنولوجيا و النموذج الثقافي و نمط الحياة و الحريات و الحقوق. بهذه الطريقة يدوم الاستتباع بالانبهار و الخضوع.
    وهنا تظهر محاولة لفرض الثقافة الغربية وقيمها باعتبارها أمر عالمي،ومن هنا راج مصطلح امركة العالم او الغزو الثقافي وتستمر المحاولات لمحو المساهمات الحضارية الشعوب الأخرى.
    بالنتيجة بدل ما تكون العولمة فرصة للناس التعبير عن حالهم بشكل يكون العالم مساحة للتنوع تنوع غني تنوع ثري. تتحول العولمة لأداة لاقتلاع الخصوصيات، بالواقع ما كان الغرب دائما مركز العالم و لن يبقى مركزا للعالم.

  6. #6
    من أهل الدار
    5-التطبيع رديف للرفاهيه والازدهار. والمقاومه لا تأتي إلا بالفقر والحصار هذا ما حاولت اتفاقيات التطبيع ان تروجه، تسعى اسرائيل ان يكون هو المحور الاقتصادي و التكنولوجيا على المنطقة حتى يتمكن من استتباعها بشكل كامل ويقوض مفهوم المقاومة و يحول كيانه لضروره بل حاجة لدول المنطقة وشعوبها وبهذا تبقى بلداننا تؤدي وظيفتها على هامش النظام الدولي كمصدر رخيص المواد الأولية واليد العامله وسوق يستهلك الانتاج المعولم المادي وغير المادي أي ثقافي من هنا تأتي فلسفة التنظيرات الاسرائيليه بما يسمى مشروع الشرق الاوسط الجديد وهنا يقول الأستاذ الراحل عبد الوهاب المسيري أن المقاربة الاسرائيلية لهذا المشروع تنطلق من كون الشرق العربي مجرد مساحه بلا تاريخ ولا تراث مشترك تقطنها جماعات دينية واثنية لا يربط بينها أي رابط وليس عندها ذاكرة تاريخية والاحساس وبالكرامه فالعرب مخلوق مادي وتحركه فقط الدوافع المادية الاقتصادية، هناك اليوم محاوله فيها زخم إعلامي وثقافي وأكاديمي جدا كبير يقول أن المسار الوحيد لشعوب المنطقة لتنهض اقتصاديا وتلبي حاجاتها ورفاهها هو التطبيع.
    ويتم الاستدلال بعيّنة محدودة من الدول التي التحقت بالمشروع الأمريكي الصهيوني بالمنطقة والتي عندها ريوع نفطية كبيرة ويتم استكمال هذه السردية من خلال تشديد الخنق الاقتصادي والحرب المالية على دول وقوى المقاومة و استغلال بُناها الداخلية ل أفقار البيئات الحاضنه و يثيروا غضبهم وسخطهم ثم اغرائهم بإلحاق بالمشروع الأمريكي الصهيوني باعتباره الخلاص الموعود. واقعا حتى الدول النفطية يتم ابتزاز ريوعها النفطية ايضا من خلال إساءة استخدامها بدفع من امريكا من خلال الشراء العبثي للسلاح او التورط بحروب بالوكالة أو بتبديد الثروة الوطنية من خلال فساد الحكام المدعومين من الغرب أو من خلال استباحة الشركات الغربيه لهذه الدول واجبارها على الاستثمار بالغرب لتنمية قطاعات محددة بالغرب نفسه مقابل أبقاء هذه الأنظمة بشكل مستقر لان لها وظيفة ودور محدد مثل احتواء ايران او السيطرة على الممرات البحرية وضمان التحكم بأسعار النفط..
    أما بالمقابل الدول الغير نفطية التي انخرطت بشكل كامل بالتسوية مع العدو الاسرائيلي مثل مصر والاردن فإن احوالها مازالت سيئة و سيئه بشكل كبير، لأن ليس من مصلحة اسرائيل نهوض أي دولة من الدول العربية خصوصا دول الطوق ليبقى قادرا على اختراقها واخضاعها.
    التطبيع فعليا يؤدي الى تشكيل طبقة اقتصادية داخل بلادنا موالية لاسرائيل تستفيد هذه الطبقة بشكل حصري من بعض الاستثمارات الاسرائيليه مقابل أن تؤدي دور الوكيل.
    أي نهوض اقتصادي عادل سوف يعزز القدرة على الاستقلال ويجعلنا أكثر قدرة ان ندافع عن حقوقنا ومصالحنا.
    وهذا تماما على نقيض مشروع الاحتلال الاسرائيلي، وقوه كيان مثل اسرائيل مرتبطة بضعف محيطها وتخلفه.
    و مشروع اسرائيل ليس فقط ان تكون موجوده او مجرد البقاء بل هو مشروع توسع وسيطرة وبالتالي القول إن التطبيع سوف يعطينا رفاه هو وهم وفخ وتضليل لأن رفاهنا ونهوضنا هو تهديد وجودي للاحتلال الاسرائيلي.
    يجب ان نفهم ان معركة تحرير فلسطين ودعم مقاومة فلسطين لها أثر مباشر على أمننا ونهوضا الاقتصادي كعرب، فإن وقوفنا الى جانب القضية الفلسطينية هو ليس فقط أمر ايديولوجي او انساني او قومي او وطني او ديني بل له علاقة مباشرة بمستقبلنا.
    اسرائيل القوية داخل فلسطين ستكون شرسة علينا خارج فلسطين.
    اسرائيل ان انتصرت داخل فلسطين ستكون ضحاياها خارج فلسطين .
    وجودنا ورفاهنا و أمننا واقتصادنا ومستقبلنا مرتبط بالصراع داخل فلسطين.
    فإن كل وقوف مع فلسطين وشعبها ومقاومتها هو وقوف مع حالنا.

  7. #7
    من أهل الدار
    6-المقاومة خيار ليس له جدوى.
    وجدت دراسة معمقة معهد راند أن واحدة من أبرز مصادر الدعم الشعبي لحركات المقاومة هو إيمان الجماهير ان الانتصار ممكن.
    فإن الإيمان بالانتصار يدفعنا لتحمل تكاليف دعم المقاومة لهذا السبب تحاول الهيمنة ان تزرع اليأس أو التشكيك بأفعال المقاومة وتقول لنا ان اثمانها كبيرة وتكاليفها عالية وعوائدها محدودة وغير مضمونة ، فيتم تظهير خيار المقاومة باعتباره خيار ليس عقلاني و ايدلوجيا متخلفه لا تمت الى الواقع بصلة.
    ويجري تدعيم هذه السردية وتضخيم الاخفاقات التي تمر بها بعض حركات المقاومة والتعمية على النجاحات والمنجزات، والتشويش على على دوافع المقاومه واخلاقياتها والترويج لوجود بدائل اهم وافضل مثل التسوية وعملية السلام وهذا يفسر جزء كبير من الحملة التي نشهدها بالسنوات الاخيره على المقاومة ،بالحديث كونها منظمات اجرامية وارهابية والحديث عن ملفات فساد لقيادات فيها و فبركة ملفات او تضخيم ملفات اوربط كل المآسي التي تحصل بالمقاومة وان دوافعها هي طائفيه ومذهبيه وهي جزء من مشاريع الاحتلال وهي مشاريع قائمة على الهيمنة والبطش.
    التشكيك بالدوافع جزء منه هو عملية القول للناس أن خيار المقاومة ليس له جدوى.
    الواقع أن الدول والقوى التي انخرطت بعملية التسوية أما خسرت جزء من سيادتها الوطنية وتم استتباع أنظمتها السياسية أو ألحقت اقتصاديا بشكل يجعلها عاجزه على ان تقوم بعملية النهوض
    الوقائع التي كرستها حركات المقاومة ضد العدو الاسرائيلي في لبنان وفلسطين و ضد الاحتلال الامريكي في بالعراق و إخفاق أميركا بافغانستان واليمن تجعل فكرة المقاومة أجدى من الف استسلام لأن من يقاوم يمكن ان يربح او يخسر و اذا خسر فإنه سيعود ويقف لان لديه قضية وارادة ام الذي يستسلم فأنه لن يستطيع النهوض.
    بما ان المقاومة خيار له جدوى فإن الهيمنة تعمل على رفع كلفة المقاومة قبل أن تنتصر واذا انتصرت تذهب اقتصاديا وسياسيا لتفرغ منجزاتها من مضمونها هذا الأمر يوجب على المقاومة أن تطور استراتيجيات للسلم مثل ما عندها استراتيجيات للحرب خاصة عندما يكون الصراع مديد لا سيما جزء كبير من جهد العدو صار يستهدف البيئات الحاضنه وليس حركة المقاومة نفسها .
    لذا كل حركه مقاومه بحاجة أن تدمج مفاهيم مثل التنمية والعدالة الاجتماعية والنهوض الاقتصادي بمشروعها المقاوم من خلال برامج ونضالات ومعارك سياسية.
    تخصص امريكا وحلفائها استثمارات مادية وتقنية ومعرفية هائله جدا في المجالات المرتبطة بالتأثير على وعي الجماهير وعقولها وهي عمليات بمجملها غير مرئية وأن مجمل الناس عاجزين لأسباب مرتبطة بضغوط الحياة اليومية وعدم المعرفة بهذه التقنيات، يعجزوا أن ينتبهوا لهذه الحملات ويتم اخضاعهم نفسيا و شعوريا لمقولات فيها شيء من الواقع لكن الكثير من التلفيق والكذب .
    مسؤولية الشباب والنخب الاجتماعية والمناضلين هي الاشتباك مع هذه المقولات بالرأي والحجة ولكن الأهم مقارعتها بالواقع بالنضال السياسي والوطني والاجتماعي.
    لا تخلو اي تجربة بشرية من النقص وهذا يشمل حركات المقاومة لكن الفادح ان تتسلل منظومة الهيمنة من هذا الأمر لتشيطن حركات المقاومة بوعينا ووجداننا.
    صلب أزماتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية نابع من أن بلادنا مستعبدة ومحتله ومستغلة من قبل منظومة الهيمنة انها محصوره على هامش النظام الرأسمالي الدولي الظالم والاستغلالي.
    و من دون ان نعفي أنفسنا من مسؤولياتنا المحلية بل هذا يعظم المسؤولية علينا لناحية ان فشلنا الداخلي سيعطي القوى المعادية فرصة أكبر للنجاح ،المدخل للنهوض والمقاومة ننال استقلالنا عن هذه المنظومة..

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال