الهيمنة لا تكون عن طريق العنف و القهر فقط، بل كذلك عن طريق الثقافة و المعرفة، وتكون ذروة الهيمنة ان يرى الانسان المُهيمَن عليه نفسه من خلال المهيمن.
ولهذا حتى تكون الهيمنة الأميريكية بمنطقتنا مستقرة،تحتاج أن تقنع شعوب المنطقة بجملة من الافتراضات وتدفعهم ليروا حالهم من خلالها.
ولتحقيق هذا الأمر قامت أميركا بتطوير جملة مفاهيم ،مثل القوى الناعمة الدبلوماسية العامة،العمليات النفسية،حروب المعلومات، الاتصالات الاستراتيجية.
كلها في المجمل تهدف إلى إيجاد وتقوية وحفظ الظروف التي تساهم بتطوير مصالح اميركا وسياستها وأهدافها في منطقتنا،
يشير كريستوفر بول عالم اجتماع. إن نجاح العديد من السياسات يتناسب مع الدعم الذي تتلقاه من الجمهور المستهدف .
كيف يحصل ذلك؟
لكي تنجح سياستك تحتاج دعم من الجمهور المُستهدف بهذه السياسة ،
كيف تحصل على هذا الدعم؟
يحصل من التحكم بتصورات وفهم الجمهور لهذه السياسة وتقنعه بها.
كيف تتحكم بهذا الأمر؟
من خلال اقوالك وافعالك الموجهة لهذا الجمهور.
بالسنوات الأخيرة صار الدماغ مجال جديد للحرب، وهو ما يسمى بالحرب الادراكية والمعرفية التي تدمج فيها قدرات من عالم السايبر و التضليل المعلوماتي والهندسة الاجتماعية.
والهدف ليس التأثير على الأفكار بل على الافعال،مثل ما تؤكده وثيقة لحلف الناتو صدرت مؤخراً ،
يكشف تتبع الخطاب الأمريكي الرسمي وغير الرسمي المباشر وغير المباشر،سواء الخطاب السياسي والاعلامي والثقافي والفني و الاكاديمي.
تجد أنه يسعى إلى تركيز جملة افتراضات مركزية في اذهان شعوبنا و تصوراتهم، وبحال اعتقدنا بهذه الافتراضات و صدقناها دون حس نقدي،نذهب تلقائيا الى ان مصلحتنا تتحقق باللحاق بالسياسة الاقليمية لأميركا، ونقبل الموقع والدور والوظيفة التي تحددها لنا.ونتذكر بالنهاية أن الهدف هو التأثير في سلوكنا وليس فقط بأفكارنا و بناءا على ذلك سوف نستعرض المقولات الستة الكبرى التي تعمل منظومة الهيمنة الأمريكية على تكريسها بأذهان شعوبنا.
يتبع