أظهرت دراسة طبية حديثة إمكانية الكشف عن الإصابة بسرطان المعدة من خلال اختبار بسيط وسريع للتنفس، والذي ثبتت دقته بنسبة 90% في التفريق بين سرطان المعدة ومشاكل المعدة الأخرى، عند 130 مريضاً.
وتشير الدراسة التي نشرت مؤخراً بجريدة السرطان البريطانية إلى أن الاختبار يمثل ثورة في طريقة تشخيص السرطان. فحالياً يتم تشخيص سرطان المعدة عن طريق أخذ جزعة من بطانة المعدة باستخدام كاميرا مرنة تمرّ عبر الفم إلى التجويف المعدي لكشف المرض. في حين أن الاختبار الجديد يبحث في التركيبة الكيمائية للزفير، والتي تكون مختلفة عند مرضى سرطان المعدة.
وقد أثبتت هذه الدراسة أن مرض السرطان يعطي بصمة مختلفة لرائحة المكونات العضوية المتطايرة التي يمكن كشفها باستخدام التقنية الطبية السليمة. وفي الواقع فإن النظرية العلمية وراء هذا الاختبار ليست جديدة، حيث إن هناك العديد من الباحثين يعملون علي إمكانية استخدام اختبار التنفس في الكشف عن الكثير من الأمراض السرطانية بما فيها سرطان الرئة.
وقد كشفت هذه الدراسة وجود 37 حالة إصابة بسرطان المعدة و32 مصاباً بقرحة المعدة و61 شخصاً يعانون من مشاكل صحية أخرى في المعدة. وقد أثبت الاختبار دقة بنسبة 90% في تشخيص هذه الحالات، كما أنه فرّق بين المراحل الأولى والأخيرة من المرض.
ومن جهته أكد مدير البحوث السريرية بمركز بحوث السرطان البريطاني "أن هذه نتائج واعدة، إلا أنها بحاجة لدراسات موسعة كي تؤكد صحتها". وأضاف "أن شخصاً واحداً من بين كل خمسة يخضع لجراحة إزالة ورم المعدة، حيث إن هذا المرض يتم تشخيصه في مرحلة متأخرة جداً لا تجدي معها الجراحة. لهذا فإن أي اختبار يساعد في الكشف المبكر عن مرض سرطان المعدة سوف يشكل فارقاً كبيراً في فرص النجاة من المرض".