تمكن باحثون من قسم الكيمياء بكلية العلوم في جامعة بابل من ابتكار منظومة جديدة يمكن من خلالها تقدير عنصر الفناديوم الخماسي ذو السمية العالية الناتج عادة عن احتراق مادة النفط الاسود والذي يعد حاليا احد اخطر ملوثات البيئة العراقية لتواجده في الهواء والماء والتربة.
واوضح الباحث الدكتور داخل ناصر الزركاني استاذ الكيمياء التحليلية في الكلية ان ابتكار المنظومة الجديدة كان من ابداع طالبة الدكتواره خديجة جبار التي اشرف على اطروحتها منذ ستة اشهر وهي الان في مراحلها الاخيرة حيث توصلت الباحثة في مختبر التحليلية المتقدم في قسم الكيمياء الى ابتكار تقنية سهلة وسريعة وقليلة التكلفة وغير متأثرة بالظروف الخارجية لتقدير اكثر الحالات سمية لعنصر الفناديوم المتمثلة بحالة الاكسدة الخماسية من خلال استخدام تقنية (الحقن الجرياني) رحيل وتداخل المناطق وتفاعل الاكسدة والاختزال.
فيما قالت طالبة الدكتوراه خديجة جبار ان عنصر الفناديوم يعد احد عناصر السلسلة الانتقالية الاولى ذو الرمز الكيميائي (V50.4) المتواجد في الطبيعة بحالات تـأكسدية مختلفة حيث تأتي سمية هذا العنصر من خلال تاثيره على الانظمة الحيوية وتعد حالة الاكسدة الخماسية من اكثر الحالات سمية والذي ينتج عادة من احتراق مادة النفط الاسود في كور الطابوق وافران الصمون وبعض الاسمدة حيث يؤدي ذلك الاحتراق الى تراكم الفناديوم في جسم الانسان مما يسبب بالتالي مضاعفات صحية خطيرة تظهر اثارها مستقبلا.
واضافت تكمن خطورة ذلك العنصر من خلال تراكمه في جسم الانسان الى ان تبلغ نسبته فوق الحدود المسموح بها عالميا والمصنفة من قبل منظمة الصحة العالمية ليعتبر عندئذ سما قاتلا للانسان لتاثيراته الصحية الكبيرة على الجهازين العصبي والتنفسي حيث تعد خطورته في حالة توازي مع كلا من عنصري الرصاص والكادميوم. ونوهت الباحثة الى ان الدراسة تهدف الى توفير طريقة مختبرية سهلة وسريعة لتقدير الفناديوم الخماسي لاسيما على مادة الصمون والهواء والماء والتربة