الشنفرى الأزدي:
الشّنفرى (توفّي نحو 70 ق.هـ) من أبرز شعراء الجاهلية الصعاليك الذين لاقوا شظفَ العيش وقسوته في الصحارى والبراري، وقد اختلف الدارسون حول اسم الشنفرى فقيل إنّه عمرو بن براق، وقيل إنّه ثابت بن أواس الأزدي، لقب بالشنفرى لِغلظةٍ في شفتَيْه، وهو أحد الخلعاء العرب الذين تبرأت منهم القبيلة، وقد كان عدّاءً لا يجاريه مجارٍ حتى صار مضرب المثل في ذلك، اعتمد لتلبية متطلبات معيشته على الإغارة والسّلب والنّهب، وقد تمرّد على قبيلة سلامان وخرج عنها، واستبدل بهم قومًا آخرين من السباع والبقر الوحشي كما في قوله في قصيدة لامية العرب:
أقيموا بني أمي صدورَ مَطِيّكم
فإني، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ!
فقد حمت الحاجاتُ، والليلُ مقمرٌ
وشُدت لِطيّاتٍ مطايا وأرحُلُ
ولي دونكم أهلونَ: سِيْدٌ عَمَلَّسٌ
وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ
هم الأهلُ لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ
لديهم، ولا الجاني بما جَرَّ يُخْذَلُ
ووقعت بينهم العداوة والبغضاء، حتى أنه توعّدهم ليقتلنّ منهم مئة رجل، فترقبهم حتى أوقع بتسعة وتسعين رجل منهم، ولم يلحق بهم المئة إذ تربص القوم له حتى فتكوا به، فمّا مات وصلب، جاءه رجل من سلامان فركل جمجمته حتى أصيب منها بشظيّة وقتلته، فتحقق بذلك وعيده لهم، وأنفذ فيهم حقه وهو ميت.