الكسندر دوغين فيلسوف روسي حاول الغرب اغتياله العام الماضي لكن اخطأته العبوة التي وضعت داخل سيارته فقتلت ابنته داريا في الانفجار، وذلك لما تسببه آرائه السياسية من خطر على الرأسمالية.
ينتمي ألكسندر دوغين إلى الطبقة الأولى من المفكرين والفلاسفة صنّاع التاريخ. لقّبهُ الغرب بأخطر فيلسوف في العالم، وهذا ليس عبثاً، لأن النظرية السياسية التي يطرحها تُعارضُ وتنسفُ فكر الليبرالية المتوحشة في مختلف المجالات، السياسية والفنية والثقافية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية.
تنص نظريته السياسية الرابعة، على نهاية سابقاتها الثلاث؛ الاشتراكية والفاشية والليبرالية.
لا تقوم نظرية دوغين السياسية على الفرد أو العرق أو القومية، إنما على الوعي الإنساني الذاتي الذي همشته التكنولوجيا، وبقدر ما هي معقدة هي سهلة، إذ تُعيد للفرد إنسانيتهُ وتتخذُ من القيم الإنسانية السامية أساساً لبناء الدول ومبدأً علاقاتها.
يقول دوغين :يختلف الوعي الذاتي من إنسان لآخر، لهذا لابد للعالم أن يكون متعدد الأقطاب وليس كما تحاول جعله الولايات المتحدة الأميركية “حكومة عالمية” تقودها نخبة معينة ومديرو أعمال عالميون، وتستهدف الناس لمصالح شركاتها الخاصة.
وتقوم آراؤه السياسية على هدف رئيسي هو إنشاء قوة عظمى أوراسية، سواء بالرضى أو بالقوة ودمج كافة الدول التي تتحدث الروسية في اتحاد أوراسيا الجديد.
القيم الغربية؛ مرفوضة في روسيا والعالم الإسلامي والصين، ومن حق الحضارات الأخرى أن تكون لها قوانينها وسياساتها الخاصة بها والمستندة لقيمها هي، لا على القيم الغربية.
صحيحٌ أنّ الصراع الحالي بين روسيا والغرب، صراع نفوذ وسيطرة واقتصاد ظاهرياً لكنه يتجاوز الأيدلوجيات والمصالح إلى كونه صراع قيم وأخلاق، في زمن تبدلت فيه تلك القيم بل انقلبت رأساً على عقب.