مشاركة متوقعة للرئيس السوري بشار الأسد بالقمة العربية في جدة بعد عزلة استمرت أكثر من عقد / فيديو

نشرت في: 17/05/2023

نص:فرانس24تابِع

تنطلق أعمال قمة جامعة الدول العربية الثانية والثلاثين الجمعة في مدينة جدة بالسعودية بمشاركة متوقعة للرئيس بشار الأسد، وفق ما أكد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الأربعاء. وعلى جدول أعمال القمة عدد من الملفات الساخنة على رأسها عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة، والنزاع المتواصل منذ شهر في السودان وحرب اليمن المستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات.
إعلان
من المتوقع أن يشارك الرئيس السوري بشار الأسد الجمعة في
قمة جامعة الدول العربية الـ32 بجدة، وفق ما أكد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الأربعاء، لتكون بذلك مشاركته الأولى منذ عام 2010. وردا على سؤال لقناة الجديد اللبنانية في جدة عما إذا كان الأسد سيشارك في القمة، أجاب المقداد "هو سيأتي لحضور هذه القمة إن شاء الله".
وكانت السعودية قد دعت الرئيس السوري بشار الأسد للمشاركة بالقمة في خطوة وضعها خبراء في خانة تعزيز مكانة المملكة في المنطقة وبروزها كصانعة سلام، خاصة بعد أن تمكنت من تخطي معارضة بعض الدول العربية -وعلى رأسها قطر- إعادة سوريا إلى الحظيرة العربية.
تنعقد القمة في ظل عدد من الملفات الإقليمية والمحلية العاصفة على رأسها قرار الجامعة العربية إعادة سوريا إلى محيطها العربي بعد عزلة استمرت أكثر من 11 عاما في أعقاب النزاع المدمر في البلاد.
ومن المتوقع أن يطغى على جدول أعمال القمة أزمتان رئيسيتان: النزاع المستمر منذ شهر في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، والنزاع في اليمن المتواصل منذ أكثر من ثماني سنوات.

وكانت المملكة العربية السعودية قد دعت ممثلين عن طرفي النزاع في السودان للتفاوض حول إمكانية وقف إطلاق النار بينهما. كما تسعى إلى تحقيق اتفاق سلام في اليمن بين الحوثيين من جهة والحكومة التي تحظى بدعمها، والتي كانت قد أطلقت تحالفا عربيا في العام 2015 لتكريس شرعيتها.
وبخصوص اليمن، أفاد السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية أن أطراف النزاع في اليمن "جديون" بشأن إنهاء الحرب المدمرة، لكن يصعب التنبؤ بموعد إجراء محادثات مباشرة مع الحوثيين.
"إعادة بناء المنطقة العربية"
ستُعقد القمة المرتقبة في ظل ظروف سياسية متقلبة للغاية. ووفقا للمحلل السعودي سليمان العقيل، فإن "قمة جدة من أهم القمم من فترة طويلة لأنها ستعيد بناء المنطقة العربية بشكل يعتمد على المصالح وتحويل التحديات إلى فرص... وستكرس نجاحها إذا استطاعت إعادة إدماج سوريا في النظام العربي واتخذت موقفا قويا من النزاع في السودان واليمن".
إلا أن وجود الأسد المحتمل في جدة لا يضمن إحراز تقدم في التوصل إلى حل لإنهاء الحرب في سوريا، وليس واضحا ما إذا كانت الجامعة العربية ستتمكن من القيام بجهود فاعلة بشأن قضايا ملحة مثل مصير اللاجئين السوريين (وفقا للأمم المتحدة يعيش نحو 5,5 مليون لاجئ سوري مسجلين في لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر) وتجارة الكبتاغون التي تُتهم دمشق بدعمها.
وتسارعت التحولات الدبلوماسية في المنطقة العربية خاصة بعد اتفاق مفاجئ في 10 آذار/مارس الماضي بوساطة صينية، أسفر عن استئناف العلاقات التي كانت مقطوعة بين السعودية وإيران.
وبعد أقل من أسبوعين، أعلنت السعودية أنها بدأت محادثات حول استئناف الخدمات القنصلية مع سوريا، الحليف المقرب من إيران، قبل أن تعلن قرار إعادة فتح بعثاتها في البلاد، حيث تبع ذلك تبادل زيارات لوزراء خارجية البلدين للمرة الأولى منذ أكثر من عقد.
بدوره، أعرب السفير حسام زكي، مساعد الأمين العام للجامعة العربية، عن تفاؤله بـ"قمة التجديد والتغيير". وقال للصحافيين الأربعاء إن "السعودية تشهد حالة نشاط دبلوماسي وسياسي طيب ومبشر، ورئاستها للقمة العربية ستكون رئاسة نشيطة حريصة على المصلحة العربية".



فرانس24/ أ ف ب