تمام والله
الشمس اجمل في بلادي
حقا ..بلاد الرافدين لها وقعها في العالم كله .. من الرائع أن نكون جزء بسيط من تاريخ العراق ..عسى وان نكون نستحقها..
شكرا جزيلا للمشاركة الاكثر من رائعة
أبو مسلم الخراساني سفاح المشرق صاحب الرايات السود
وأكبر طاغية في التاريخ الإسلامي سفك دماء قرابة ستمائة ألف نفس
هو عبد الرحمن بن شيرون لقب بأمير آل محمد صاحب الدعوة العباسية وهازم جيوش الدولة الأموية والقائم بإنشاء الدولة العباسية زعم انه أحد أحفاد آخر أكاسرة الفرس "يزدجرد الثالث" والذي تنبأ عند هروبه من المسلمين بعد القادسية بأن أحد أحفاده سيرجع يوما ما فتبعه الفرس ....
مقداماً داهية حازماً راوية للشعر، كان خافض الصوت في حديثه، قاسي القلب، سوطه سيفه. شبهه بعض المؤرخين بـ الحجاج بن يوسف الثقفي في كثرة القتل وسفك الدماء ففي حروبه ومعاركه أفنى خلقاً كثيراً وكان يأخذ الناس بالظنة وأجرى مذهب القتل فيمن خالف سلطانه.
ولم يكن له صاحب أو مؤتمن كما كان لا يضحك ولا تبدو في وجهه علامات السرور.
قال الامام الذهبي رحمه الله: كان أبو مسلم بلاء عظيما على عرب خراسان فإنه أبادهم بحد السيف.
و قال ايضا : كان أبو مسلم سفاكا للدماء يزيد على الحجاح في ذلك وهو أول من سن للدولة لبس السواد وكان ذا شأن عجيب ونبأ غريب من رجل يذهب على حمار بإكاف من الشام حتى يدخل خراسان ثم يملك خراسان بعد تسعة أعوام ويعود بكتائب أمثال الجبال ويقلب دولة ويقيم دولة أخرى !
ولد في أصبهان في عام 100 هجري الموافق 718م، وبعد وفاة والده قامت والدته بأخذه وهو في السابعة من عمره إلى الكوفة وأوصت به إلى عيسى بن موسى السرّاج، وكان أحد قادة الدعوة العباسية، فقام برعايته وعندما كبر عمل لديه سراجاً ، فلما رأه الإمام محمد بن علي بن عبد الله بن عباس والد المنصور والسفاح فاعجب به وضمه الي الدعوة لبني العباس حتي اصبح كبير الدعاة في خراسان وما والاها...
استغل ابو مسلم الخرساني فكرة المهدي المنتظر فكان يدعو لسلطان من آل البيت سيقيم العدل بين الناس دون أن يصرح باسمه واستخدم الرايات السود التي استخدمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ولكي يضمن اجتماع الناس حوله بشكل سريع استغل أبو مسلم تلك المعتقدات الدينية التي كانت منتشرة بين سكان خرسان قبل الفتح الإسلامي كحلول وتناسخ الأرواح وغيرها، وأضاف إليها معتقدات فرق السبئية والكسائية فساعده نشر كل تلك العقائد على جذب أغلب المسلمين من أصل فارسي إليه، بل وأسلم كثير ممن لم يكن على دين الإسلام منهم فالإسلام بتلك المعتقدات أصبح أكثر قبولا بالنسبة لهم.
ليس هذا فحسب بل استغل اصله الفارسي و ركز على الاصل الفارسي للسكان وآثار كراهيتهم على العرب بشكل كبير مستغلا إهمال الاموين لمصالحهم بدعوى أن الثورة القادمة ستعيد لهم كرامتهم وعزهم الذي اغتصبها العرب .
كل ذلك بجمع عدد كبير من الفرس من سكان خرسان وما حولها واجتمع إليه نفر من السبئية والكيسائية وبعض الخوارج واستطاع خلال فترة قصيرة أن يستولي على خرسان ويذهب بجيش كبير إلى الكوفة ليبايع أبو عباس السفاح الذي خلف إبراهيم الإمام بعد وفاته لتتأسس بذلك الدولة العباسية عام 132.
وما ان استتب الامر لبني العباس و سقطت الدولة الاموية حتي سار هذا السفاح من اعظم القتلة وكان سيفا مصلتاً علي العرب خاصة .
التف حوله الفرس والموالي لإعتقادهم أنه من أحفاد آخر ملوك فارس ، و هو صاحب اهوالا لايتستع المقام لذكرها من تجبر ابو مسلم علي الناس وخاصة العرب وكان يري نفسه حفيد كسري ولايخضع لاحد ...
ودخل أبو مسلم على أبي العباس السفاح فسلم عليه وعنده أخوه أبو جعفر فقال له يا أبا مسلم هذا أبو جعفر فقال يا أمير المؤمنين هذا موضع لا يؤدى فيه إلا حقك .
تعدد تعالي ابو مسلم علي ابو جعفر المنصور في اكثر من موضع حتي تملك الغضب من المنصور واقسم علي قتله وقد رأى أبو جعفر عظمة أبي مسلم وسفكه للدماء وقال للسفاح لست بخليفة إن أبقيت أبا مسلم قال وكيف ؟ قال ما يصنع إلا ما يريد . قال : فاسكت واكتمها .
ودارت حوادث طوال حتي تولي المنصور الخلافة وهو عازم علي قتل ابو مسلم ودبر له حتي اتي به امامه في قصره وكانت هذه الواقعة ..
عندما علم أبو جعفر المنصور بأن أبا مسلم قادم عليه أمر وجوه الناس وبني هاشم أن يستقبلوه في الطريق ويبالغوا في الاحتفال به حتى يطمئن ويذهب نية الغدر من قلبه، ثم أمر أربعة من الحراس أن يقفوا وراء الستائر وإذا سمعوه يصفق بيديه يخرجوا فيقتلوه.
فلما دخل أبو مسلم على المنصور انبسط له المنصور في الحديث حتى ظن أبو مسلم أنه ناج، ثم بدأ المنصور يعاتبه في أشياء صدرت عنه مثل تقدُّمه في طريق الحج وعدم تهنئته بالخلافة وخطبته لعمته آمنة بنت علي وادعاءه أنه ولد سليط بن عبد الله بن عباس ومخالفته لأمره وعصيانه عليه بخراسان .
وأبو مسلم يجيب على هذه المعاتبات بصورة جيدة حتى وصل المنصور لسؤاله عن سبب قتله لسليمان بن كثير وإبراهيم بن ميمون، وغيرهم فقال أبو مسلم: "لأنهم عصوني وخالفوا أمري"
وعندها استشاط غضبًا، وقال له: "أنت تقتل إذا عصيت وأنا لا أقتلك وقد عصيتني ؟".
فقال له أبو مسلم: "استبقني لأعدائك يا أمير المؤمنين".
فقال المنصور: "وأي عدو لي أعدى منك"...
ثم صفق بيديه فخرج الحراس وقتلوا أبو مسلم وقطعوه إربًا، وقال أبو جعفر قوله الشهيرة الان اصبح الامر خالصاً لبني العباس من دون الناس.