أود ان ابتدي ردي بآية من الذكر الحكيم (يوم لا انساب بينهم) هذا إنما يدل على أن عملك انت محاسب عليه فرديا لا تشفع لك انسابك و اهلك الا في عمل صالح ... والرسول الحبيب المصطفى ص كان يتيم ونبذه عمومته واتفقوا على قتله وحربه لأنه لم يعتقد بما يعتقدون و أدى رسالته كما ينبغي رغم خسارته لعشيرته التي أعلنت القطيعة الا جده وعمه أبو طالب ...و
الامام علي عليه السلام يقول( ليس الفتى من قال هذا ابي...أن الفتى من قال ها أنا ذا) ....لذى اغلبية العظمى بعيدة واقعيا عن هذه التربية بل العكس المجتمع المتربي على مخافة الناس لا تنتظر منه انجاز... بالرغم أن الاسلام تجرد من كل صفة تمت للتكبر و الغرور بل قدم أفضل انجاز وهو المساواة..وانصاف الحق ولم يفرق أبدا الا بالعمل الصالح
اما حاضرنا اليوم لانجد هذه التربية بل اغلبيه ابناء القصور غير مستقرين وهم ابناء امراء ومعيشتهم فوق العادي من جميع النواب بالعكس أغلبهم يخذلون اهلهم وبلادهم وتتغير طباعهم ما أن يخرجون للعالم الخارجي ... مبادئهم متزعزعه حسب توجههم واتخاذهم دينهم رياء فتغلبهم التطبع ... وان الانساب لا تخلد سوى ابي كذا وجدي كذا ... لا تذكر عملهم الا من قدم أفضل ما عنده وخدم من حوله وكان مصلح و حكيم في سداد رأيه... البشر أغلبهم يتأثرون ببيئتهم ...اذا كان متربي على نهج صحيح استقام والعكس صحيح..ومن لم يأدبه الوالدان يأدبه الزمان... ان قصدت أن مجتمعنا واعرافنا يميل لذوي الاصول المعروفه فهي عادات عربية ما انزل الله بها من سلطان... واما ابن المجهول فهو واحد منهم نكر ولده بعدما اسقط تلك المرأة في وحل الخطيئة اما لحاجتها وفقرها أو لفجورها ...في الحالتين المجتمع العرفي لن يتقبل ابناء خطيئتهم ... مواضيعك تمس مآسي شارعنا العربي المتعلق بفكرة النسب...ويقدم ابناء الذوات على العامل والعلماء مجرد انه ينتهي اسمه بكذا وكذا ففرصته ضئيلة أن ينجح وسطهم من لا يتملقهم أو يكون منهم هذا اذا ما حورب منهم و هج... وهذا ما يغذي غرور اغلبهم لأنه لم ينجز شيئا بل إتكل على مبدأ واحد... أنه ابن فلان الفلاني ..لذى يجد نفسه في بلاد أخرى مجرد اسم لا اكثر فيصاب بالازدواجية...وهي مرض مجتمعنا باكمله