أردوغان وكليتشدار أوغلو... دورة رئاسية ثانية ورؤيتان مختلفتان للحكم في تركيا

نشرت في: 15/05/2023

نص:فرانس24تابِع

أظهرت نتائج نهائية للجنة الانتخابية في تركيا الإثنين تصدر الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان (49.51 بالمئة) ومنافسه الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو (44.88 بالمئة) نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد 13 مايو/أيار وشارك فيها نحو 64 مليون ناخب. وستعتمد نتيجة الدورة الثانية، التي ستجرى في 28 من الشهر الجاري، جزئيا على رجل ثالث هو سنان أوغان (قومي)، الذي فاز بحوالي 5 بالمئة من الأصوات، غير أنه لم يدع بعد مناصريه إلى دعم أحد المرشحين.


حصل الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان على 49,51 في المئة من الأصوات مقابل 44,88 في المئة لخصمه الرئيسي الاشتراكي الديمقراطي كمال كليتشدار أوغلو في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد، وفق نتائج رسمية أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات الإثنين.
وبناء على هذه النتائج، تتجه تركيا، ذات الغالبية المسلمة والعلمانية، للمرة الأولى في تاريخها نحو دورة ثانية للانتخابات الرئاسية، على أن يفصل الناخبون في 28 أيار/مايو بين الرئيس رجب طيب أردوغان ومنافسه الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو.

نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية © تصميم قسم الأنفوغرافيك في فرانس ميديا موند
في المقابل، احتفظ أردوغان بالأغلبية في البرلمان.
وستعتمد نتيجة الدورة الثانية جزئيا على مرشح ثالث هو سنان أوغان (قومي متطرف) بعد فوزه بنحو 5,2 في المئة من أصوات الدورة الأولى، غير أنه لم يُعلن بعد إن كان سيدعم أحد المرشحَين.

ولم يكن للأزمة الاقتصادية والزلزال المدمّر الذي وقع في السادس من شباط/فبراير وأودى بما لا يقل عن 50 ألف شخص، الآثار التي توقعها المحللون.
فقد أثار رد الحكومة الذي اعتُبر متأخرا، غضب العديد من الناجين. لكن هذا الغضب لم يُترجم في صناديق الاقتراع، إذ جددت المحافظات المتأثرة بشدة ثقتها بالرئيس الذي وعد بإعادة بناء 650 ألف منزل في المناطق المتضررة بأسرع وقت ممكن.
ورأت صحيفة "صباح" الموالية للحكومة أن تصدر الرئيس المنتهية ولايته نتائج الدورة الأولى "يعد نجاجا كبيرا".
"احترام" الاقتراع
في الأسابيع الأخيرة، دعا معسكر المعارضة الممثل في تحالف واسع يقوده "حزب الشعب الجمهوري" الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، إلى "حسم (نتيجة الانتخابات) من الدورة الأولى".
لكن نائب رئيس الحزب اعترف ظهر الإثنين بأن "نحو 300 صندوق اقتراع من الخارج لم يتم فرزها لن تغير الوضع". وتابع "سنفوز بالتأكيد في الدورة الثانية".
ومساء الأحد، اعترض معسكر كليتشدار أوغلو مباشرة على الأرقام الأولية التي منحت أردوغان تقدما مريحا، مؤكدا أن نتائج مراكز الاقتراع الأكثر ملاءمة لمرشح المعارضة لم تُحتسب بعد، خصوصا بسبب الطعون المتعددة.
ويستعد المرشحان للتنافس مرة أخرى بعد أسبوعين، فيما وعد إردوغان، بـ"احترام" حكم صناديق الاقتراع.
وكان أعيد انتخابه في العام 2018 من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية. وأظهر ثقته بالفوز هذه المرة. وقال "أؤمن من أعماق قلبي بأننا سنواصل خدمة شعبنا في السنوات الخمس المقبلة".
"قائد حقيقي"
واعتبر بيرم بالسي الباحث في معهد العلوم السياسية في باريس والمدير السابق للمعهد الفرنسي لدراسات الأناضول في إسطنبول، أن "الأتراك لعبوا (ورقة) الاستقرار والأمن".
وقال "لقد رفضوا وضع ثقتهم في تحالف متعدد ذي مصالح متباينة، متسائلين: كيف سيحكمون معاً".
وأكد حمدي كرم محمود (40 عاماً) الذي يعمل في قطاع السياحة، أن "طيب أردوغان سيفوز. إنه قائد حقيقي، الأتراك يثقون به ولديه رؤية لتركيا".
في هذا الوقت، بقي المؤشر الرئيسي لبورصة إسطنبول منخفضا بنسبة 3 في المئة عند الساعة 3,30 مساءً (12,30 ت غ)، بعد تراجعه عند الافتتاح بنسبة 6 في المئة.
ووصلت الليرة التركية إلى مستوى منخفض تاريخيا، عند نحو 19,7 ليرة للدولار.
وقال المحلل بارتوش ساويكسي "ستكون نتيجة الانتخابات حاسمة بالنسبة للاقتصاد التركي". وتساءل "هل ستستمر تركيا في اندفاعها غير التقليدي وسياساتها غير المتوازنة أم تعود إلى طريق الإصلاح والتعافي؟".


فرانس24/ أ ف ب