17 - March - 2013
الصحف البريطانية
نصف البريطانيين يعتقدون أن حرب العراق دمرت سمعة بلادهم
عشرات الألاف يتظاهرون وسط لندن ضد الحرب في العراق - صورة أرشفية
ما زالت أصداء الذكرى العاشرة لاحتلال العراق تغلب على تغطيات معظم الصحف البريطانية، و نبدأ جولتنا من صحيفة الاندبندنت التي نشرت استطلاعا للرأي يفيد بأن نصف البريطانيين يعتقدون أن ضلوع بلادهم في الحرب على العراق دمرت سمعة بريطانيا حول العالم.
وتقول الصحيفة إن الاستطلاع الذي أجرته "كينجز كولدج" بجامعة لندن بهذه المناسبة كشف إنه رغم المشاعر السلبية ضد التدخل في العراق بين البريطانيين إلا أن معظمهم يرون أن التدخل العسكري البريطاني يكون له مبرراته في كثير من الأحيان.
وتضيف الصحيفة أن عامة البريطانيين اقنتعوا لفترة في بداية الحرب بأن التدخل العسكري في العراق ضروري لكن بحلول عام 2007 أصبح نحو 83 بالمئة من البريطانيين يعتقدون أنهم خدعوا وانه قد تم استبدال كارثة بأخرى.
و في الوقت الحالي، بحسب الصحيفة فإن 52 بالمئة يرون أن ضلوع بريطانيا في العراق هز مكانتها في العالم بينما يعتقد أربعة أشخاص من بين عشرة أن هذه الحرب جعلت من العالم مكان أكثر خطورة.
تكريت الأن
"سقوط صدام من وجهة نظر سكان تكريت أخذ البلاد من هوة التطرف السياسي إلى مستنقع التطرف الديني"
و حول الموضوع نفسه، انفردت صحيفة التلغراف بتغطية مراسلها كولن فريمان لذكرى مرور 10 سنوات على سقوط بغداد من مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
يقول مراسل الصحيفة إنه على مدار فترة حكم صدام حسين التي استمرت ثلاثة عقود، تمتعت قبيلة الناصري في المدينة الواقعة شمالي بغداد التي ينتمي لها الرئيس السابق بمميزات و رفاهية غير مسبوقة شملت الحصول على أفضل الوظائف في الجيش و الشرطة اضافة إلى أفضل الخدمات في كافة الاماكن بمجرد الانتماء للقبيلة أو حتى لهذه المدينة.
لكن كل ذلك بحسب التلغراف تحول إلى نقمة بدأت بقصف جوي لمقر حزب البعث في المدينة و لم ينته عند المضايقات الأمنية الدائمة على يد القوات العراقية و تجميد الولايات المتحدة حتى الأن للممتلكات والأصول المملوكة لعائلة الناصري الذي أصبح اسمها يغلق نفس عدد الأبواب التي كان يفتحها من قبل.
و يستطرد فريمان قائلا إنه رغم مرور 10 سنوات على الحدث إلا أن تكريت ما زالت تحي ذكرى ابنها حتى أن السلطات العراقية أغلقت الضريح الذي يرقد فيه حتى لا يتحول إلى مزار للحجاج البعثيين على حد تعبيره.
وبحسب مراسل التلغراف الذي اجرى عدة مقابلات مع سكان المدينة فإن تكريت تشعر بالحنين لفترة حكم صدام السلطوية و الدولة الامنية رغم ادراكهم لقسوتها في عهده قد يرجع إلى ارتفاع نسب العنف و الارهاب و عدم الشعور بالأمان منذ سقوطه.
فسقوط صدام من وجهة نظر سكان تكريت أخذ البلاد من هوة القمع و التطرف السياسي إلى مستنقع الطائفية و التطرف الديني.
أفول نجم الغرب ؟
"بابا روما الجديد أرجنتيني الجنسية، كاثوليكي العقيدة وغربي المعايير"
قال الكاتب ويل هتون في صفحة الرأي في صحيفة الغارديان أن اختيار البابا فرنسيس الأرجنتيني الجنسية لرئاسة الكنيسة الكاثوليكية إن دل على شئ فإنما يدل على أن الغرب لم يعد في المقدمة كما كان بل إن عليه أن ينسى حقبة تقلد المناصب الرفيعة و قيادة العالم لإن نجم الغرب قد أفل بالفعل.
ويستطرد هتون مدللا على رأيه بعدة امثلة، فمن ينافس شركة أبل الأمريكية العملاقة على التحكم في اتصالات العالم ليس شركة أوروبية أو أمريكية لكنها شركة سامسونغ الكورية الجنوبية كما أن سيادة الصين على اقتصاد العالم لم تعد تخفى على احد على حد تعبير الكاتب.
و أضاف إنه حتى الديموقراطية التي وصفها بالسلعة الغربية الأكثر رواجا حول العالم لم تعد محل اعجاب كما كانت حيث قارن العالم بين النموذج الامريكي حيث تعثرت مفاوضات زعماء الكونغرس في التوصل لاتفاق بشأن أزمة الميزانية بالولايات المتحدة و النموذج الصيني الديكتاتوري الذي يدير البلاد بنجاح و يدفع اقتصادها إلى السماء.
لكن الجانب المضئ من كل هذا بحسب الكاتب، هو أنه حتى و إن لم يعد الغرب في المقدمة إلا أن القيم الأساسية له القائمة على الليبرالية و محاربة الفقر و اعلاء قيمة الانسان ستظل دائما مصدر التنوير في العالم.