النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

دولة في عقل المواطن

الزوار من محركات البحث: 10 المشاهدات : 290 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: July-2017
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 527 المواضيع: 238
    التقييم: 147
    آخر نشاط: 23/August/2023
    مقالات المدونة: 1

    دولة في عقل المواطن

    دولة في عقل المواطن
    مسلم عباس

    ما هي صورة الدولة في عقل المواطن العراقي؟
    وما هو سلوك المواطن العراقي لتحقيق هذه الدولة؟
    وما تأثير القرارات الحكومية في احباط المواطن ودفعه نحو حياة اللادولة وشريعة القوة والمغالبة ونظام المحسوبية؟


    لا اتحدث في هذا المقال عن جميع المواطنين العراقيين فالتعميم لا يصح على شعب يتكون من 40 مليون نسمة، لكنني سوف اتحدث عن تجارب لمواطنين يطمحون لبناء دولة حديثة معيارها الأساس العدالة والحرية للفرد.
    الكفاءة معيار أساسي للترقي والصعود في المناصب لدولة المواطنة، لا حاجة للعنف، ولا الواسطة، ولا العشيرة، ولا الجماعة المسلحة، ولا أي شيء آخر.
    ما يملكه هذا المواطن هو الحق في الحصول على خدمة معينة بدون الحاجة للواسطة والعشيرة، القانون هو ما يضمن الحصول على الخدمة أو يمنعها عن المواطن. إذا كانت مشرعة وفق القانون يأخذها في أسرع وقت، وإذا لم يشرعها القانون تمنع عنه.
    وفق هذا الملخص البسيط اتحدث عن مواطن عراقي من محافظة كربلاء يؤمن بدولة المواطنة القائمة على حكم القانون وعدالة تنفيذه دون تمييز أو عرقلة على أي شيء، سمع قرار مديرية المرور بضرورة تسجيل الدراجات النارية وفق ما شرعه القانون المروري العراقي، فذهب إلى الموقع المخصص لتسجيل الدراجات وهو على قناعة تامة بضرورة تسجيل الدراجة وفق القواعد الاصولية لأنه ببساطة يريد أن يمارس حياته في دولة يسودها القانون.
    لا جديد إذا في سلوكه، لكن الجديد هو ما واجهه من معرقلات داخل المؤسسات المختصة، فقد أنفق وقتاً طويلاً ولم يستطع حتى الآن اكمال معاملته المرورية العالقة بين هيئة الكمارك ومديرية المرور، وبين النجف وكربلاء.
    يحتاج هذا المواطن إلى تسجيل ملف كامل في كربلاء، يذهب به إلى النجف، فيعيده موظف النجف إلى كربلاء لأن جدولاً لم يتم ملؤه من قبل موظف كربلاء، ثم يعود ثانية إلى النجف، فيعيده موظف النجف إلى كربلاء لأن موظفها لم يكتب اللون، يذهب إلى نجف مرة أخرى.
    لقد تنقل عدة مرات بين النجف وكربلاء وآخر هذه الأخطاء هو بسبب رقم 7 الذي كتبه موظف هيئة الكمارك باللغة العربية، بينما المطلوب كتابته باللغة الإنجليزية، في رحلة النجف وكربلاء كان المواطن صاحب الدراجة قد أنفق مائتان وخمسون الف دينار بين ضرائب وغيرها من متطلبات التسجيل، ما عدا خسائره من أجور النقل المكلفة، والارهاق الذي يصيبه في الوقوف داخل طوابير المراجعين، فضلاً عن تأخره عن أعماله أو وظيفته.
    أي أن خسائره مضاعفة في كل الاتجاهات، من الوقت والجهد والمال.
    هذه قضة واقعية، وأرجو منك جناب القارئ أن تشعر بالصدمة، ليس لأن القصة التي اسردها غريبة، بل لأن التعقيد في الإجراءات وتعذيب المواطن في مراجعة المؤسسات الحكومية لم يعد يشعرنا بالصدمة، لقد اعتدنا هذه الحياة غير الطبيعية والبعيدة عن سيادة القانون، واستبدلت الكثير من التشريعات القانونية بالمعقبين والوسطاء والمتنفذين وغيرهم من الكيانات المعروفة لدى الشارع العراقي.
    لكن على الحكومة أن تعي جيداً أن هناك مواطن في كربلاء ما زال يؤمن بدولة يسودها القانون، دولة تصورها في عقله، واعتقد بها في ضميره، وطبقها في سلوكه.
    هذا المواطن يتعرض للتعذيب في كل مرة يقرر فيها الذهاب إلى المؤسسات الحكومية، لأن غريب.
    أما الخبر المفرح في قصتنا، فهو تصاعد اعداد الغرباء من نفس نوعية صاحب الدراجة الكربلائي، وهم يقاتلون بشراسة لكي لا ينزلقوا نحو الممارسات غير القانونية في العراق.

    من يحمي هؤلاء؟ ومتى يُسمع صوتهم؟
    متى تنتقل الدولة من عقل المواطن المؤمن بها إلى أرض الواقع لتكون لها السيادة الكاملة على مؤسسات الدولة؟


    لا نعرف بالضبط متى يتحقق هذا الهدف، لكن المؤكد أن تخفيف الإجراءات الحكومية يصب في صالح تأسيس دولة المواطنة، وتشديدها وتعقيدها لا يخدم إلا بزيادة اعداد المهاجرين من دولة المواطنة تفكيراً وسلوكاً إلى دولة المعقبين والمتنفذين.
    تبسيط الإجراءات في مؤسسات الدولة واجب وطني لبناء دولة المواطنة.

  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2023
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,627 المواضيع: 147
    التقييم: 7312
    مزاجي: مشغول ومبتسم
    أكلتي المفضلة: باذنجان كلي
    آخر نشاط: منذ 15 دقيقة
    نعم يااخي
    اشياء كثيرة تعقد المواطن .
    اذهب الى دائرة الضرائب
    تتعجب وتستغرب الزحام الذي لايجعل للمواطن الغيرة على بلده من تنمر المسؤولين عليه
    البلد كله كفائات ويبحث عن عمل وفي دائرة الضريبة يصيحون عندنا نقص موظفين .
    كثيرة هي الدوائر المزدحمة على لاشيء مهم .اما على توقيع او شيء ابسط من ذلك
    لازالت النزعة الصدامية الفاسدة متجذرة في نفوس المسؤولين لعنة الله ع الظالمين
    شكرا لك

  3. #3
    sky sky غير متواجد حالياً
    عضو محظور
    تاريخ التسجيل: May-2023
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 171 المواضيع: 0
    التقييم: 8
    آخر نشاط: 16/May/2023
    شكرا للمعلومة.

  4. #4

  5. #5
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2011
    الدولة: القلوب التي احبتني
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 6,398 المواضيع: 269
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 5886
    مزاجي: حسب الاخبار
    المهنة: من علمني حرفا ملكني عبدا
    موبايلي: سامسونج
    آخر نشاط: منذ 2 ساعات
    مقالات المدونة: 3
    كلما زاد الضغط كثرت الواردات لمؤسسيها ..دمت بخير

  6. #6
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2023
    الدولة: Baghdad
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,037 المواضيع: 22
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 946
    مزاجي: طالبة سادس
    المهنة: Preparatory student
    أكلتي المفضلة: الدولمة
    موبايلي: سامسونج
    شكراً

  7. #7
    صديق فعال

    دولة في عقل موظف عراقي
    مسلم عباس

    كتبت قبل أيام مقالاً بعنوان "دولة في عقل المواطن"، تحدثت فيه عن طموحات غالبية المواطنين العراقيين في تطبيق دولة المؤسسات الحديثة، والتي تصطدم بالبيروقراطية والروتين القاتل، حتى يضطر هذا المواطن المدني إلى ركوب موجات الرشوة والفساد لاستحصال حقوقه. ورغم كل التحديات ما يزال بعض المواطنين صامدين ومتمسكين بالدولة المدنية المؤسساتية.
    اكتب اليوم عن الركن الثاني المفقود من الدولة المؤسساتية الحديثة، لكن هذه المرة انتقل من عقل المواطن إلى عقل الموظف.
    صحيح أن نسبة لا يستهان بها من الموظفين يتسببون بالمتاعب للمواطن العراقي الطامح لتطبيق قواعد العدالة، إلا أنك لا تستطيع انكار وجود عدد كبير من الموظفين الناقمين على الهيكل الوظيفي العراقي والطريقة الرثة التي تسير بها مؤسسات الدولة.
    فرائحة الفساد والرشوة ونظام الواسطة والمحسوبيات تزكم الانوف، ومن المهم التأكيد أن من يمارسون الوسائل غير القانونية يقابلهم أناس يرفضون خرق القانون.
    كما يجب التأكيد أيضاً أن حماة القانون وأصحاب نظرية العدالة للجميع غالباً ما تجدهم في مواقع غير فعالة ولا يتمتعون بالمكانة التي يجب أن يتمتعوا بها، لأن نظام الترقي للمناصب والمواقع المهمة لا يجري بالطريقة التي يحلم بها دعاة العدالة والقانون. هناك وسائل أخرى معروفة للجميع ومتاحة لمن يريد تسنم منصب معين، لكنها لا تناسب أصحاب الدولة المؤسساتية الحديثة.
    ورغم كل هذه الأجواء غير المشجعة على تطبيق القانون ما يزال عدد من الموظفين في مختلف مؤسسات الدولة صامدين ويصرون على الالتزام بقواعد القانون كونها السبيل الوحيد لحفظ كيان الدولة العراقية.
    على سبيل المثال التوضيحي تحدث لي ضابط برتبة مقدم في الشرطة العراقية عن معاناته في محاولة تطبيق القانون، ليس بسبب معارضة المواطنين وامتناعهم عن الاستجابة لأوامره، فمشكلته داخل الدوائر الأمنية التي يعمل فيها، لأن المعاملات تجري على رصيف القانون دائماً.

    يشاهد هذا الضابط كيف يتحول حاميها إلى حراميها، ويشاهد كيف يتم نقله من موقع أمني إلى آخر لأنه أصبح تهديداً؟
    نعم الضابط يصبح تهديداً؟ لكن يهدد من؟


    يهدد أمن جماعات الفساد المنظم المنتشرة في مناطق شاسعة من العراق، وهذا الفساد المنظم قد اعتبره مستشار رئيس الوزراء مظهر محمد صالح بأنه أخطر أنواع الفساد في العراق، ويهدد بكوارث للبلاد، وقد صنفت جريمة سرقة الأمانات الضريبة بأنها نوع من أنواع الفساد المنظم.
    يحرم الضابط الذي يسير على الطريق المعبد من المناصب، وإن حصل على منصب معين تقيد حركته بشكل كبير ويحرم من صلاحيات عدة، بل قد تنقلب عليه الطاولة وتلفق له تهمة تضعه في زنزانة بجوار الأرهابيين أو تجار المخدرات.
    اتحدث عما كانت تعبر عنه صفحات وجه هذا الضابط من ألم وحسرة من استشراء سوء الإدارة الذي يعاقب الموظفين المهنيين والضباط الملتزمين، أو يتم ابعادهم عن المواقع المهمة حتى تستمر عجلة الدولة الموازية بالسير على الأرصفة.

    هل يعقل أن ضابطاً برتبة مقدم يتحول إلى كرة تتقاذفها تواقيع المسؤولين الأعلى حتى يتم التخلص منه بسبب رفضه النزول عن الطريق القانوني؟
    أليس من العدل أن يكون مثل هذا الضابط هو المسؤول الأول حتى نستطيع بناء دولة تخدم الإنسان وتحمي الوطن؟
    هل يعرف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزرائه بما يجري في وزارات الدولة؟


    نعم السوداني يعلم جيداً بما أتحدث عنه، بل سبقنا بالافصاح عن حجم المعاناة في النظام الإداري العراقي، وقال حرفياً قبل تكليفه برئاسة الوزراء بأن بعض قرارات رئيس الوزراء لا تنفذ لأنها لا تخدم مصالح جهات معينة.
    وبما أن السوداني لديه حملة لتغيير المدراء العامين والدرجات الخاصة، ننتظر منه أن يوظف المدراء الجدد من الموظفين المؤمنين بدولة المؤسسات والحريصين على تطبيق قواعد العدالة على الجميع.

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال